المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هم- فحزن -فعجز -فكسل



امـ حمد
21-07-2010, 05:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هَمّ فحزن فعجز فكسل
يخبرنا بذلك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم, أنس بن مالك ,رضي الله عنه,(كنت أسمعه يكثر أن قول, اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل)فالهم هو شغل الفكر والعقل والقلب، وغالباً هو بداية الحزن، فيهتم الشخص أولاً، ثم يحزن تبعاً لهمه, ولا يكون ذلك الهم الا هم الدنيا، فكل هموم الدنيا تؤدى إلى الحزن,أن من جعل الدنيا همه لا يكاد يهنأ، بل هو في شقاء دائم؛ لأنه دائماً يرى فقره بين عينيه,قال,النبي ,صلى الله عليه وسلم(من أصبح والدنيا همه فرق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يؤته من الدنيا ألا ما كتب له)هو أن يترك الإنسان همه، ويكون مهتماً بما خلق له، وهذا لا يكون إلا أن يجعل همه هم الآخرة، قال ,صلى الله عليه وسلم(ومن جعل الآخرة همه جمع الله شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة وجعل غناه في قلبه)أما الحزن فلا يتعبد به، والنبي ,صلى الله عليه وسلم, استعاذ منه، كما قال النبي ,صلى الله عليه وسلم(إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا) حزن قلب؛ لأنه المناسب للرحمة ، ثم هذا القلب ممتلئ بالرضا عن الله،وأما الفرق بين الحزن والخوف، فالحزن يكون على فوات شيء مضى أو على مكروه وقع, أما الخوف فهو لتوقع مكروه في المستقبل، بل تأتي بنفيهما البشرى من الملائكة(ألا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)،وهو كذلك حال المؤمن الذي عمل الصالحات في الدنيا، كيف يحزن وهو عبد لرب يتوكل عليه، ويرضى به، ويرجوه ويستغفره، ويتوب إليه. فإن كان يحزن لذنب أصابه فباب التوبة مفتوح، وإن كان يحزن لمكروه وقع فباب الرضى ميسور، وان كان يخاف من مستقبل مجهول فأين توكله على ربه،ورجاؤه إياه حائلاً بينه وبين الخوف والحزن، بل هو يعيش حياة طيبة في الدنيا، ثم ينقلب إلى حياه أطيب وأسعد في الآخرة,هذه الدنيا ، دار البلاء والهموم والأحزان، والخوف والجوع، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات,لكن انظر إلى من وحَّد هدفه ومراده ، فلا يريد إلا الله، فهو لله وبالله ومع الله، وقد توكل عليه ولجأ إليه واستغنى به، وعز به، وقوى به، حينها لا يحمل هماً ولا حزناً ولا خوفاً، إذ كيف يصيبه الحزن والغم وإلهه إله غني قادر قوي عزيز، مالك لكل شئ,فهو يحب ربه، ويحبه ربه، فيعلم أن لا يقضي له إلا الخير، وأن يبعده عن كل شر،ثم هو لعلمه بنفسه خالفها، ولم يتبع هواها، وحارب عدوه وشيطانه,والعبد الذي حقق كمال العبودية، انقضى عنه من الهم والحزن في الدنيا والآخرة (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)ومعنى العجز والكسل، وسر اقترانهما؛ فالإنسان إذا توافرت له الإرادة، فقد خرج من دائرة الكسل، وإذا اهتم بالدنيا حزن عليها, فأصابه العجز ,فلا يريد الآخرة,والعياذ بالله,فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم,بالاستعاذة من الهم الذي يولد الحزن, بقوله(استعن بالله ولا تعجز)وعلاج العجز, برؤية فضل الله وكمال غناه وعزه، وأنه عبد لهذا الرب الغني القادر العزيز، الذي بيده كل شيء، حينها يأخذ ربه بيده ويعلمه ويوفقه، ويرزقه القدرة والعمل،ولا يمنع ذلك أن يذكِّر نفسه بما منَّ الله عليه من قبل، ليعرف ما وهبه الله من كمالات، حتى لا يصاب باليأس المقعد عن العمل,وأما الكسل, فلا يريد الآخرة، ولا يسعى لها كما قال الله ,عز وجل(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)فهؤلاء قد عوقبوا بتقليب القلوب والأبصار عن الحق والإيمان, نجد قلوبهم مليئة بإرادات الدنيا وشهواتها،وتنتكس قلوبهم، فيرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً، نجدهم كما وصفهم النبي ,صلى الله عليه وسلم,عالمين بأمر الدنيا، أجهل ما يكون بأمر الآخرة، يحقرون العظيم وهي الآخرة، ويعظمون الحقير وهى الدنيا,

العنود55
21-07-2010, 07:34 PM
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل

بارك الله فيك

امـ حمد
22-07-2010, 05:08 AM
وجزاكم ربي الجنه