المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة أسواق المال تخلق ثقافة استثمارية جديدة



Love143
19-03-2006, 01:38 AM
أزمة أسواق المال تخلق ثقافة استثمارية جديدة



اعداد- عدنان عضيمة:

يسود أسواق المال العربية حاليا حالة من الترقب والحذر بعد الهبوط الحاد الذي شهدته أسعار الأسهم في كافة الأسواق خاصة خلال تعاملات يوم الثلاثاء الماضي، ومنذ ذلك اليوم خرجت العديد من المصطلحات التي تعبر عن حالة السوق، من بينها ''الانهيار'' و''تأثير الدومينو'' و''النزيف''·
وتعد السعودية التي تضم أضخم سوق للأسهم في المنطقة الاستثناء الوحيد في المنطقة، فبعد أن هبطت الأسعار بنحو 5 بالمئة يوم الثلاثاء الماضي، استعادت توازنها في اليوم التالي عندما أغلق مؤشر السوق مرتفعاً 4,74 بالمئة، وجاء السباق بعد يوم من إعلان المجلس التنفيذي الاقتصادي عن اهتمامه بتهدئة المستثمرين بالتركيز الإعلامي على الصحة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي·
ونفت حكومة الرياض أي تدخل من جانبها في السوق، إلا أن الأمير الوليد بن طلال الذي يعد من كبار المستثمرين وجه النصح لصغار المستثمرين بشراء أسهم ''الشركات القوية'' وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اختار دعم صغار المستثمرين·· وتحول انهيار الثلاثاء الذي صنف بأنه أقوى ضربة تلقتها الأسواق منذ بداية العام الجاري، إلى ظاهرة امتدت تداعياتها إلى البورصات غير الخليجية، ففي القاهرة نشرت الصحف يوم الأربعاء الماضي صورة مستثمر مصري أصيب بالإغماء بعد جلسة للسوق استمرت ساعة واحدة هبطت خلالها أسعار الأسهم بمعدل 12 بالمئة·
واستعادت أسعار الأسهم في القاهرة والاسكندرية بعض خسائرها عندما عمد بعض المستثمرين المصريين والأوروبيين إلى الاقتراض من البنوك لشراء الأسهم أملاً في استعادة السوق لقوتها قريباً، وجاء في تقرير نشرته ''فايننشيال تايمز'' أن أسواق الأسهم العربية شهدت الفترة الأخيرة انتعاشاً كبيراً يقوده الارتفاع الكبير في أسعار النفط والأرباح الضخمة المترتبة عن ذلك، وانتشرت ظاهرة الإقبال على شراء الأسهم حتى باتت أشبه بالجنون وخلقت ما يمكن أن يمثل ثقافة استثمارية جديدة، ولم تتردد الحكومات في تشجيع هذه الثقافة باعتبارها تسهم في نشر الرخاء الناتج عن قوة الإيرادات النفطية·
وتكمن المشكلة الحقيقية التي رافقت هذه الأزمة في أن بعض الموظفين من ذوي الدخول المتوسطة أو الضعيفة تركوا أعمالهم ووظائفهم حتى يتفرغوا تماماً للعبة اسواق الأسهم، فيما آثر آخرون الزج بمدخرات حياتهم كلها في المضاربة، وكانت الطامة الكبرى التي حلت بأولئك الذين آثروا الاقتراض من البنوك لشراء الأسهم·
وأشار الخبراء إلى أن تراجع الأسهم لابد أن يترك أثره على الأسواق العقارية في دول الخليج، ويفسر ذلك في أن بعض المستثمرين سوف يلجأون إلى بيع العقارات التي يملكونها لاستعادة السيولة وتغطية الخسائر بالرغم من أن آخرين سوف يجدون في الاستثمارات العقارية الملاذ الأكثر أمناً بعد ضربة أسواق الأسهم، ولا شك أيضاً أن الخسائر التي منيت بها أسواق الأسهم ستترك أثرا بالغا على عوائد بعض البنوك بالرغم من اتفاق الآراء على أن تأثير ما حدث على البنوك لن يكون كبيراً·
وفي الوقت الذي عانى فيه صغار المستثمرين من آلام الضربة الموجعة، توقع بعض المحللين أن التصحيح السعري الذي واكب الأزمة كان صحياً لأنه أعاد الأسواق إلى تقييم جديد يتميز بواقعية أكثر بالإضافة لكونه يمثل عامل جذب للمستثمرين العالميين·