الدينار الذهبي
29-07-2010, 12:44 PM
((تحتل العادات والتقاليد والموروثات الشعبية مكانة
اجتماعية وثقافية كبيرة في حياة الشعوب والأمم، حيث
تجسد الملامح الرئيسة وترسم الحدود الفاصلة بين الأجناس
والمجتمعات البشرية وتحدد العلامات الفارقة الدقيقة
للهوية والشخصية المميزة لكل منهم، لذلك يحرصون على
عاداتهم وتقاليدهم من التلاشي والاندثار وعوامل التشويه،
وهكذا الإرث العزيز تتناقله الأجيال عبر الأزمان.
ونحن في هذه البلاد الطيبة المباركة نمتاز بعادات
وتقاليد أصيلة تستمد قوتها واستمراريتها من توافقها مع
أحكام وتعاليم شريعتنا الغراء المطهرة وعقيدتنا الخالصة
الصحيحة، وإننا مطالبون بمراجعة وتأصيل كل ما ينسب
لموروثنا الشعبي من تقاليد ومناسبات وتنقيحه مما يعتريه
من شوائب فكرية وثقافية دخيلة، ولهذا نرفض محاولات
بعض الأطراف والمذاهب الفكرية والثقافية الرامية لترويج
عادات ومظاهر احتفالية دخيلة وإصرارهم على تكريس
وتكرار أنماط وممارسات تخالف ثوابتنا الشرعية وأسس
العقيدة الصحيحة التي نشأنا وتربينا عليها، وأقول لأولئك
المغالطين إنني من أشد المعجبين بتراثنا الجميل وموروثنا
الشعبي الأصيل حقيقة لا ادعاء.
فكم أعشق هذا التراث وأحن إلى الموروث لأنه يحيي لديّ
شعوراً بالماضي العزيز ويذكرني بالمعاني والقيم النبيلة
النابعة من تعاليم ديننا الحنيف، ولست أخفي ولعي بها
وإشفاقي عليها من التلاشي والتزوير، وهذا يدفعني لتجديد
المطالبة بتخليص تراثنا الأصيل الجميل من كل فعل
ومظهر دخيل أو تقليد غير مستند إلى دليل، ومن ذلك
إحياء ما يعرف بليلة النصف من شعبان (النافلة) وتخصيصها
بأنواع من العبادات والقربات.
ورغم حساسية الحديث في هذه المسألة نظراً لجهل
المتعصبين ومساعي المغرضين، فإن الباحثين المنصفين
والمختصين العارفين يعلمون تماماً أن تلك العادة انتقلت
إلينا بفعل التمازج الثقافي والاجتماعي مع بعض الأجناس
والعرقيات الوافدة التي سكنت بلدان الخليج العربي قديماً
وجلبت معها بعض العادات والتقاليد عند إحياء مناسبات
واحتفالات نابعة من عقيدة معينة تخالف عقيدتنا الصحيحة
الصافية.. ووجه المخالفة أن الاحتفال بليلة النصف من
شعبان يأتي تعبيراً عن إحيائهم لذكرى مولد إمامهم
المهدي المزعوم، وأن تخصيص هذا اليوم المعروف بالنافلة
دون سواه وإظهار الاهتمام به دون تحري الجانب الشرعي
في تلك المسألة أو التأكد من أصل ومصدر هذه العادة، فإن
ذلك يعد تقليداً لما يفعله المبتدعون الذين حوّلوا دينهم
إلى مجرد مظاهر احتفالية ومناسبات وأيام ليست مما شرعه
الله تعالى لعباده أو دلت عليه السنة النبوية الشريفة،
والمسلم مطالب بتحري الصواب واجتناب الابتداع في الدين
ومأمور شرعاً باتباع سنّة سيد الأنبياء وإمام المرسلين عليه
الصلاة والسلام، وديننا كامل وشامل وغني عن أية إضافة
أو تعديل وإذا كنا سنأخذ عاداتنا وتقاليدنا من أصحاب
المذاهب المنحرفة وأهل البدع، فماذا أبقينا لتعاليم الشريعة
الغراء وأركان العقيدة الصحيحة، ومع احترامنا الشديد للزملاء
والمهتمين الذين ينسبون إلى موروثنا الشعبي الأصيل ما
ليس منه في شيء فإن تفريغ موروثنا الشعبي الأصيل من
إطاره الشرعي السليم يعني تفريغه وتجريده من أسمى
معانيه المتصلة بالقيم والمضامين النبيلة الرائعة.
وكيف يصرح أحدهم بنبرة متشنجة بأنه يقدس هذا
اليوم (استغفر الله) ويرفض الحديث حول الحلال والحرام
يا سبحان الله إذن كيف نتحرى صحة وسلامة ما ندعو إليه
بنشوة وابتهاج؟! وإحدى المهتمات بذلك التقليد تؤكد
حرصها على صيام يوم النافلة وتترنم بألحان وأناشيد
تحسن بها صوتها أمام الرجال الأجانب وقد استغربت منها
ذلك، حيث عرفت عندنا بالمحافظة والحرص على ثوابت
المجتمع القطري.. وآخر يدعي بأن عادة إحياء النافلة تعتبر
من عاداتنا وتقاليدنا الراسخة منذ القدم، وقد ثبت بالأدلة
القاطعة أن ذلك ليس صحيحاً، ومن أراد مزيداً من الاستيضاح
والبيان فليرجع إلى فتاوى كبار علمائنا في الماضي والحاضر
حول هذه المسألة وحتى لا يظن أنني قد أتيت بهذه الآراء
والمواقف من تلقاء نفسي أو محاولة لكسب بعض الأشياء
أو تحقيق بعض الأهداف غير المعلنة، واستغفر الله من كل
ذلك وأتوب إليه، فمن أراد الرجوع للحق واتباعه فهو خير له،
ومن أراد البقاء على ما هو عليه من مخالفة ومتاجرة فكرية
والسعي لنيل بعض المآرب والأغراض دون الالتفات إلى
خطورة ما يفعل، فإنه يتحمل نتيجة أفعاله، وكل يعمل
على شاكلته ولسنا مجبرين في هذه الأحوال على اتباعه
أو السكوت عنه، بل لابد من توضيح الحقائق وكشف
الشبهات والتزام منهج الحق، خاصة إذا تعلق الأمر بالعقيدة
حصننا الحصين ودرعنا المكين))
اجتماعية وثقافية كبيرة في حياة الشعوب والأمم، حيث
تجسد الملامح الرئيسة وترسم الحدود الفاصلة بين الأجناس
والمجتمعات البشرية وتحدد العلامات الفارقة الدقيقة
للهوية والشخصية المميزة لكل منهم، لذلك يحرصون على
عاداتهم وتقاليدهم من التلاشي والاندثار وعوامل التشويه،
وهكذا الإرث العزيز تتناقله الأجيال عبر الأزمان.
ونحن في هذه البلاد الطيبة المباركة نمتاز بعادات
وتقاليد أصيلة تستمد قوتها واستمراريتها من توافقها مع
أحكام وتعاليم شريعتنا الغراء المطهرة وعقيدتنا الخالصة
الصحيحة، وإننا مطالبون بمراجعة وتأصيل كل ما ينسب
لموروثنا الشعبي من تقاليد ومناسبات وتنقيحه مما يعتريه
من شوائب فكرية وثقافية دخيلة، ولهذا نرفض محاولات
بعض الأطراف والمذاهب الفكرية والثقافية الرامية لترويج
عادات ومظاهر احتفالية دخيلة وإصرارهم على تكريس
وتكرار أنماط وممارسات تخالف ثوابتنا الشرعية وأسس
العقيدة الصحيحة التي نشأنا وتربينا عليها، وأقول لأولئك
المغالطين إنني من أشد المعجبين بتراثنا الجميل وموروثنا
الشعبي الأصيل حقيقة لا ادعاء.
فكم أعشق هذا التراث وأحن إلى الموروث لأنه يحيي لديّ
شعوراً بالماضي العزيز ويذكرني بالمعاني والقيم النبيلة
النابعة من تعاليم ديننا الحنيف، ولست أخفي ولعي بها
وإشفاقي عليها من التلاشي والتزوير، وهذا يدفعني لتجديد
المطالبة بتخليص تراثنا الأصيل الجميل من كل فعل
ومظهر دخيل أو تقليد غير مستند إلى دليل، ومن ذلك
إحياء ما يعرف بليلة النصف من شعبان (النافلة) وتخصيصها
بأنواع من العبادات والقربات.
ورغم حساسية الحديث في هذه المسألة نظراً لجهل
المتعصبين ومساعي المغرضين، فإن الباحثين المنصفين
والمختصين العارفين يعلمون تماماً أن تلك العادة انتقلت
إلينا بفعل التمازج الثقافي والاجتماعي مع بعض الأجناس
والعرقيات الوافدة التي سكنت بلدان الخليج العربي قديماً
وجلبت معها بعض العادات والتقاليد عند إحياء مناسبات
واحتفالات نابعة من عقيدة معينة تخالف عقيدتنا الصحيحة
الصافية.. ووجه المخالفة أن الاحتفال بليلة النصف من
شعبان يأتي تعبيراً عن إحيائهم لذكرى مولد إمامهم
المهدي المزعوم، وأن تخصيص هذا اليوم المعروف بالنافلة
دون سواه وإظهار الاهتمام به دون تحري الجانب الشرعي
في تلك المسألة أو التأكد من أصل ومصدر هذه العادة، فإن
ذلك يعد تقليداً لما يفعله المبتدعون الذين حوّلوا دينهم
إلى مجرد مظاهر احتفالية ومناسبات وأيام ليست مما شرعه
الله تعالى لعباده أو دلت عليه السنة النبوية الشريفة،
والمسلم مطالب بتحري الصواب واجتناب الابتداع في الدين
ومأمور شرعاً باتباع سنّة سيد الأنبياء وإمام المرسلين عليه
الصلاة والسلام، وديننا كامل وشامل وغني عن أية إضافة
أو تعديل وإذا كنا سنأخذ عاداتنا وتقاليدنا من أصحاب
المذاهب المنحرفة وأهل البدع، فماذا أبقينا لتعاليم الشريعة
الغراء وأركان العقيدة الصحيحة، ومع احترامنا الشديد للزملاء
والمهتمين الذين ينسبون إلى موروثنا الشعبي الأصيل ما
ليس منه في شيء فإن تفريغ موروثنا الشعبي الأصيل من
إطاره الشرعي السليم يعني تفريغه وتجريده من أسمى
معانيه المتصلة بالقيم والمضامين النبيلة الرائعة.
وكيف يصرح أحدهم بنبرة متشنجة بأنه يقدس هذا
اليوم (استغفر الله) ويرفض الحديث حول الحلال والحرام
يا سبحان الله إذن كيف نتحرى صحة وسلامة ما ندعو إليه
بنشوة وابتهاج؟! وإحدى المهتمات بذلك التقليد تؤكد
حرصها على صيام يوم النافلة وتترنم بألحان وأناشيد
تحسن بها صوتها أمام الرجال الأجانب وقد استغربت منها
ذلك، حيث عرفت عندنا بالمحافظة والحرص على ثوابت
المجتمع القطري.. وآخر يدعي بأن عادة إحياء النافلة تعتبر
من عاداتنا وتقاليدنا الراسخة منذ القدم، وقد ثبت بالأدلة
القاطعة أن ذلك ليس صحيحاً، ومن أراد مزيداً من الاستيضاح
والبيان فليرجع إلى فتاوى كبار علمائنا في الماضي والحاضر
حول هذه المسألة وحتى لا يظن أنني قد أتيت بهذه الآراء
والمواقف من تلقاء نفسي أو محاولة لكسب بعض الأشياء
أو تحقيق بعض الأهداف غير المعلنة، واستغفر الله من كل
ذلك وأتوب إليه، فمن أراد الرجوع للحق واتباعه فهو خير له،
ومن أراد البقاء على ما هو عليه من مخالفة ومتاجرة فكرية
والسعي لنيل بعض المآرب والأغراض دون الالتفات إلى
خطورة ما يفعل، فإنه يتحمل نتيجة أفعاله، وكل يعمل
على شاكلته ولسنا مجبرين في هذه الأحوال على اتباعه
أو السكوت عنه، بل لابد من توضيح الحقائق وكشف
الشبهات والتزام منهج الحق، خاصة إذا تعلق الأمر بالعقيدة
حصننا الحصين ودرعنا المكين))