الأصيلة
06-08-2010, 01:38 AM
http://www.ss1ss.com/contents/albumsm/105744.gif
شهر رمضان يعد فرصة سنوية حقيقية لبرمجة النفس وضبطها وتعويدها وتربيتها على الخصال الإيجابية وتخليصها من الكثير من السلبيات
التي قد تغفل عنها طوال العام في ظل ازدحام الحياة ومشاغلها. ومن الطبيعي أن تستمر أفعالنا وتصرفاتنا إن لم تخضع لوقفات
تأمل ولحظات مراجعة ثم المبادرة إلى تغييرها. وهذه الأخطاء من طبيعة الإنسان ويفيد التعرف عليها في تحقيق مكاسب كثيرة
إذا تم التعامل معها بشكل صحيح و جعلها منطلقاً لتصحيح المسار و نقطة تحول في حياتنا
لأن التجربة أثبتت أن الكثير من الإنجازات المهمة ما كان لها أن تتحقق لولا وجود أخطاء سابقة
كانت وقوداً وحافزا قوياً للتغيير وتحويلها إلى مكاسب. ورمضان أفضل وقت لإحداث مثل هذا التغيير لوجود عوامل كثيرة
وبيئة نفسية واجتماعية مساعدة ومحفزة.
وفي رمضان تتكرر الكثير من الأعمال و يتم الحرص عليها أكثر من غيره من الشهور
وينتظر أن تتسبب هذا التكرار ولهذا العدد من المرات إلى سهولة الاستمرار عليها فيما بعد.
ويؤكد علماء النفس أن تكرار عمل معين مكرراً عدداً من المرات
يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي والتبرمج على هذا العمل ويسهل فعله فيما بعد.
وفي هذا السياق يذكر الدكتور صلاح الراشد
« أن أي تغيير يجب أن يكرر من 6 إلى 21 مرة ، وإذا حقق شخص ما النجاح باستمرار 6 إلى 21 مرة يكون فعلاً قد قضى على المشكلة.
وشهر رمضان 29 إلى 30 يوماً هذا يعني الاستمرار في النجاح في هذه العبادة العظيمة 30 يوماً. 30 مرة
تمسك في الصباح وإلى المغرب فلا تشرب ولا تأكل ولاتجامع ولا تسب ولا تفسق ،
هذه برمجة أكيدة ، ولهذا لا تجد مسلماً صام رمضان وبعد شهر واحد من حياته إلا
وقد تأثر في العبادة وإلى الأبد فهذه صفة عظيمة في شهر رمضان.
وصيام شهر واحد بأكمله من رمضان أفضل نفسياً وبرمجياً من صيام متقطع غير مؤقت 60 يوماً أو حتى 600
يوم هذا لا يقلل من شأن الصيام المتقطع فصيام أي يوم له فوائد كثيرة لكن نحن نتحدث عن فضائله في البرمجة النفسية ،
الاستمرارية لها بالغ الأثر في البرمجة ولهذا السبب تجد أن الإسلام نهى عن الإفطار طيلة
أيام رمضان لمن ليس له عذر وأن الشخص الذي أفطر لا يعوض ذلك اليوم ولو صام الدهر كله».
كذلك في رمضان يمكن للإنسان الاستعداد للإبداع والتجديد
وكسر الروتين والرتابة وتغيير في أوقات الأكل والنوم والاستيقاظ.
فتجد أحدنا ينام في وقت ويستيقظ في وقت ويذهب للعمل في
وقت ويعود ويأكل ويتسوق في وقت معين ومحدد في الغالب،
لكنه عندما يأتي شهر رمضان المبارك تتغير الأمور ويخرج
عن المألوف والروتين المستمر وتتجدد عليه الحياة لأن كسر الروتين
والخروج عن المألوف أحد الأعمال الضرورية للتغلب على القلق
وضغوط الحياة والنظرة إليها من جوانب جديدة وغير مألوفة.
وهناك جملة من الفوائد الأخرى التي نتبرمج عليها في رمضان
ومنها أن رمضان رمز للدقة والانصباط، ويتمثل ذلك في التمسك
بموعد الإمساك والإفطار والصلاة و زكاة الفطر. ويتم التعود فيه
على التطبيق العملي للأفكار والأقوال لأن التطبيق بإصرار وعزيمة
بعد معرفة الطريق الصحيح هو الذي يأتي بالنتائج
(لم تقولون ما لا تفعلون). كذلك يعتبر رمضان مثالا واضحاً للتبرمج
على اتخاذ القرار والاستمرار عليه من خلال التوقف عن المفطرات
من الفجر والاستمرار على ذلك حتى المغرب. ويتدرب الصائم كذلك
على تحقيق حزمة من الإنجازات على مدى 30 يوماً من صيام
وصلاة وذكر وصدقة وترك المعاصي والمحرمات ليغفر لهم في آخر
ليلة.
والقيمة الكبرى والثمرة المرجوة من خلال التبرمج على هذه الأعمال
الرمضانية تتركز في الحصول على التقوى كما ذكر الله تعالى حينما
قال (لعلكم تتقون) حيث إن هذه التقوى قد جاءت بعد سلسلة من
الأقوال والأعمال والخطوات العملية في هذا الشهر والتي من
الطبيعي أن تجعل الإنسان ينظر لعواقب كل ما يعمله، ويمتلك حساً
و تفكيراً قوياً يجعله يربط السبب بالنتيجة، ويرى عواقب الأشياء من
خلال مقدماتها وتجعله ينظر ببصيرة إلى ما قدمه لغده الغائب من
خلال يومه الحاضر (اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد)،
فهل نستطيع تحقيق تلك الثمرة وننال التقوى المرجوة مع رحيل هذا الشهر؟.
http://1.bp.blogspot.com/_lwUiU9yyimY/Sn2j_lPbK4I/AAAAAAAAAaI/MY0Ys-6Iz6Y/s320/jps31w3hglkpydxvfb3t.gif
شهر رمضان يعد فرصة سنوية حقيقية لبرمجة النفس وضبطها وتعويدها وتربيتها على الخصال الإيجابية وتخليصها من الكثير من السلبيات
التي قد تغفل عنها طوال العام في ظل ازدحام الحياة ومشاغلها. ومن الطبيعي أن تستمر أفعالنا وتصرفاتنا إن لم تخضع لوقفات
تأمل ولحظات مراجعة ثم المبادرة إلى تغييرها. وهذه الأخطاء من طبيعة الإنسان ويفيد التعرف عليها في تحقيق مكاسب كثيرة
إذا تم التعامل معها بشكل صحيح و جعلها منطلقاً لتصحيح المسار و نقطة تحول في حياتنا
لأن التجربة أثبتت أن الكثير من الإنجازات المهمة ما كان لها أن تتحقق لولا وجود أخطاء سابقة
كانت وقوداً وحافزا قوياً للتغيير وتحويلها إلى مكاسب. ورمضان أفضل وقت لإحداث مثل هذا التغيير لوجود عوامل كثيرة
وبيئة نفسية واجتماعية مساعدة ومحفزة.
وفي رمضان تتكرر الكثير من الأعمال و يتم الحرص عليها أكثر من غيره من الشهور
وينتظر أن تتسبب هذا التكرار ولهذا العدد من المرات إلى سهولة الاستمرار عليها فيما بعد.
ويؤكد علماء النفس أن تكرار عمل معين مكرراً عدداً من المرات
يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي والتبرمج على هذا العمل ويسهل فعله فيما بعد.
وفي هذا السياق يذكر الدكتور صلاح الراشد
« أن أي تغيير يجب أن يكرر من 6 إلى 21 مرة ، وإذا حقق شخص ما النجاح باستمرار 6 إلى 21 مرة يكون فعلاً قد قضى على المشكلة.
وشهر رمضان 29 إلى 30 يوماً هذا يعني الاستمرار في النجاح في هذه العبادة العظيمة 30 يوماً. 30 مرة
تمسك في الصباح وإلى المغرب فلا تشرب ولا تأكل ولاتجامع ولا تسب ولا تفسق ،
هذه برمجة أكيدة ، ولهذا لا تجد مسلماً صام رمضان وبعد شهر واحد من حياته إلا
وقد تأثر في العبادة وإلى الأبد فهذه صفة عظيمة في شهر رمضان.
وصيام شهر واحد بأكمله من رمضان أفضل نفسياً وبرمجياً من صيام متقطع غير مؤقت 60 يوماً أو حتى 600
يوم هذا لا يقلل من شأن الصيام المتقطع فصيام أي يوم له فوائد كثيرة لكن نحن نتحدث عن فضائله في البرمجة النفسية ،
الاستمرارية لها بالغ الأثر في البرمجة ولهذا السبب تجد أن الإسلام نهى عن الإفطار طيلة
أيام رمضان لمن ليس له عذر وأن الشخص الذي أفطر لا يعوض ذلك اليوم ولو صام الدهر كله».
كذلك في رمضان يمكن للإنسان الاستعداد للإبداع والتجديد
وكسر الروتين والرتابة وتغيير في أوقات الأكل والنوم والاستيقاظ.
فتجد أحدنا ينام في وقت ويستيقظ في وقت ويذهب للعمل في
وقت ويعود ويأكل ويتسوق في وقت معين ومحدد في الغالب،
لكنه عندما يأتي شهر رمضان المبارك تتغير الأمور ويخرج
عن المألوف والروتين المستمر وتتجدد عليه الحياة لأن كسر الروتين
والخروج عن المألوف أحد الأعمال الضرورية للتغلب على القلق
وضغوط الحياة والنظرة إليها من جوانب جديدة وغير مألوفة.
وهناك جملة من الفوائد الأخرى التي نتبرمج عليها في رمضان
ومنها أن رمضان رمز للدقة والانصباط، ويتمثل ذلك في التمسك
بموعد الإمساك والإفطار والصلاة و زكاة الفطر. ويتم التعود فيه
على التطبيق العملي للأفكار والأقوال لأن التطبيق بإصرار وعزيمة
بعد معرفة الطريق الصحيح هو الذي يأتي بالنتائج
(لم تقولون ما لا تفعلون). كذلك يعتبر رمضان مثالا واضحاً للتبرمج
على اتخاذ القرار والاستمرار عليه من خلال التوقف عن المفطرات
من الفجر والاستمرار على ذلك حتى المغرب. ويتدرب الصائم كذلك
على تحقيق حزمة من الإنجازات على مدى 30 يوماً من صيام
وصلاة وذكر وصدقة وترك المعاصي والمحرمات ليغفر لهم في آخر
ليلة.
والقيمة الكبرى والثمرة المرجوة من خلال التبرمج على هذه الأعمال
الرمضانية تتركز في الحصول على التقوى كما ذكر الله تعالى حينما
قال (لعلكم تتقون) حيث إن هذه التقوى قد جاءت بعد سلسلة من
الأقوال والأعمال والخطوات العملية في هذا الشهر والتي من
الطبيعي أن تجعل الإنسان ينظر لعواقب كل ما يعمله، ويمتلك حساً
و تفكيراً قوياً يجعله يربط السبب بالنتيجة، ويرى عواقب الأشياء من
خلال مقدماتها وتجعله ينظر ببصيرة إلى ما قدمه لغده الغائب من
خلال يومه الحاضر (اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد)،
فهل نستطيع تحقيق تلك الثمرة وننال التقوى المرجوة مع رحيل هذا الشهر؟.
http://1.bp.blogspot.com/_lwUiU9yyimY/Sn2j_lPbK4I/AAAAAAAAAaI/MY0Ys-6Iz6Y/s320/jps31w3hglkpydxvfb3t.gif