الزعيم خالد
06-08-2010, 11:12 PM
--------------------------------------------------------------------------------
إمام المسجد والموظف الإداري والعلاوات الدورية
الموظفون الإداريون في المؤسسات الحكومية سواء أكانوا مواطنين أم من الإخوة العرب المقيمين يتساوون في الواجبات، ولكنهم في الحقوق مختلفون طبقا لقواعد النظم المعمول بها في الدولة، ما أعنيه أن الموظف الإداري المواطن يتمتع بحقوق الأرض والقرض والترقية، إلى جانب حقوق أخرى كالعلاوة الاجتماعية وبدلات أخرى تضاف إلى دخله الشهري وله أيضا حق التقاعد.
في الجانب الآخر فإن الموظف العربي المقيم محروم من تلك الحقوق، وهم يعرفون ذلك جيدا ويتفهمونه، وبذلك هم قانعون بما أتاهم الله وبما منحهم القانون ولا اعتراض لهم على ذلك. صحيح أن النفس البشرية عامة تطالب بالمساواة في كل شيء، لكن إخواننا العرب العاملين معنا في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص يدركون جيدا الفارق بين حق المواطن وحق المقيم. إن هذه الفئة من الموظفين يبذلون جهودا متقنة في أداء واجباتهم، البشاشة تعلو وجوههم عند مقابلة كل مراجع بصرف النظر عن مكانته الاجتماعية ودرجته في السلم الوظيفي، إنهم يتمتعون بكفاءة عالية في أداء أعمالهم وسرعة في الإنجاز ونادرا ما يغيبون عن أعمالهم إلا لأمر جلل. إن كل طموح هؤلاء الناس هو أن يتساووا في العلاوات الدورية مع أقرانهم من الموظفين أيا كانت جنسياتهم فالتضخم في البلاد أي ارتفاع مستوى الأسعار يشمل المواطن والمقيم والحق أنهم عندي الأولى بالرعاية لأسباب تدني دخولهم وارتفاع معدلات إنفاقهم لأنهم يصرفون على تعليم أبنائهم في مدارس خاصة يملكها مواطنون، وينفقون على العلاج الطبي وغير ذلك من المصاريف وكلما زاد دخل العربي المقيم معنا زاد إنفاقه في البلاد بعكس الجاليات الأخرى التي لا تنفق إلا النذر اليسير.
لعله من المفيد أن أثير تساؤلا هو: ما شعور أي موظف سواء كان مواطنا أو غير مواطن إذا رأى زملاءه يتلقون علاوة سنوية وينتقلون من درجة إلى درجة في سلم المرتبات وهو محروم منها لسنوات متعددة دون أسباب جوهرية أو حتى شكلية، حتما سيصاب بالإحباط ويشعر بمرارة مؤلمة، ومن هنا يتواضع الإنجاز والتفاني في أداء المهام وتلك طبيعة إنسانية. من هنا نقول إن الإدارة الناجحة في أي مؤسسة وفي أي مجتمع هي التي تعطي الاهتمام بالموظف وتشعره بأهميته في العملية الإدارية وتشعره بمساواته مع أقرانه الآخرين. لعله من المفيد أن أشير بالاسم إلى المؤسسة الطبية في دولتنا بالقول إنها أحسنت صنعا في تعديل مرتبات الفنيين والممرضين ومن في حكمهم إلا أنها أغفلت الموظفين الإداريين من اهتمامها وأبخستهم حقهم ولا شك أن ذلك التجاهل سيؤثر على نفسية الموظف الإداري الأمر الذي يؤدي إلى الإخلال بسرعة الإنجاز الإداري وكفاءة الأداء، وعلى ذلك فإن الكاتب يتمنى على تلك الإدارات أن تلتفت إلى هذه الفئة الهامة وتمسح على رؤوسهم مسحة حنان وتقدير بزيادة سنوية تتناسب مع معدلات ارتفاع الأسعار.
(2)
المسألة الأخرى هي مسألة أئمة المساجد وحالهم المعيشي، هذه الفئة من الناس لا تمارس أي أعمال إضافية من أجل تحسين دخلها، هذه الفئة من الناس نذرت نفسها لإمامة المصلين العابدين في أوقات محددة وعلى مدار اليوم، الأمر الذي لا يسمح لهم بممارسة أي أعمال أخرى، الأمر الثاني أنهم يحتاجون إلى حسن المظهر والهندام والتطيب بأحسن أنواع الطيب، كل تلك المسائل تحتاج إلى إنفاق، وأضرب مثلا المذيعين والمذيعات لهم علاوات حسن المظهر، ولهم موظفون متخصصون في إظهارهم بالمظهر الحسن (المكياج) أمام المشاهدين، وكي لا يذهب أحد من البسطاء إلى تفسير قولي بأنني أطالب بمكيجة الأئمة وإنما ضربت مثلا على تكلفة موظفي الشاشة.
إن أئمة المساجد في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في تحسين وضعهم الوظيفي خاصة أن العالم ونحن جزء منه يجتاحه التضخم وفي كل دول العالم هناك زيادة سنوية لكل موظف تتناسب ومعدلات التضخم أي ارتفاع مستويات الأسعار. إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لها القدرة والنفوذ الإداري بتحسين دخول هذه الفئة التي تؤمُّنا في صلواتنا الخمس وعند إشباع حاجتهم المادية فإننا ندفع بهم نحو المزيد من التفرغ للبحث في عقيدتنا الإسلامية تاريخا وتفسيرا وفقها، الأمر الذي يقوي حجتهم وبلاغتهم ويجعلهم مؤهلين للتصدي لأعداء هذا الدين بالحجة التاريخية والمعرفة الفقهية والإلمام بإعجاز القرآن الكريم.
آخر القول: إمام المسجد هو قدوة حسنة للمجتمع وعلينا الاهتمام به وإكرامه وسد حاجته المادية وتمييزه في المجالس وفي الحقوق. أما الموظف الإداري في المؤسسات العامة والخاصة فهو عصب العملية الإدارية وبدونه تتعطل المصالح وتتعثر القيم الإدارية في المجتمع. تعالوا جميعنا نهتم بشأن هاتين الفئتين من الناس من أجل صلاح المجتمع دينا ودنيا.
By: د. محمد صالح المسفر
الشرق
إمام المسجد والموظف الإداري والعلاوات الدورية
الموظفون الإداريون في المؤسسات الحكومية سواء أكانوا مواطنين أم من الإخوة العرب المقيمين يتساوون في الواجبات، ولكنهم في الحقوق مختلفون طبقا لقواعد النظم المعمول بها في الدولة، ما أعنيه أن الموظف الإداري المواطن يتمتع بحقوق الأرض والقرض والترقية، إلى جانب حقوق أخرى كالعلاوة الاجتماعية وبدلات أخرى تضاف إلى دخله الشهري وله أيضا حق التقاعد.
في الجانب الآخر فإن الموظف العربي المقيم محروم من تلك الحقوق، وهم يعرفون ذلك جيدا ويتفهمونه، وبذلك هم قانعون بما أتاهم الله وبما منحهم القانون ولا اعتراض لهم على ذلك. صحيح أن النفس البشرية عامة تطالب بالمساواة في كل شيء، لكن إخواننا العرب العاملين معنا في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص يدركون جيدا الفارق بين حق المواطن وحق المقيم. إن هذه الفئة من الموظفين يبذلون جهودا متقنة في أداء واجباتهم، البشاشة تعلو وجوههم عند مقابلة كل مراجع بصرف النظر عن مكانته الاجتماعية ودرجته في السلم الوظيفي، إنهم يتمتعون بكفاءة عالية في أداء أعمالهم وسرعة في الإنجاز ونادرا ما يغيبون عن أعمالهم إلا لأمر جلل. إن كل طموح هؤلاء الناس هو أن يتساووا في العلاوات الدورية مع أقرانهم من الموظفين أيا كانت جنسياتهم فالتضخم في البلاد أي ارتفاع مستوى الأسعار يشمل المواطن والمقيم والحق أنهم عندي الأولى بالرعاية لأسباب تدني دخولهم وارتفاع معدلات إنفاقهم لأنهم يصرفون على تعليم أبنائهم في مدارس خاصة يملكها مواطنون، وينفقون على العلاج الطبي وغير ذلك من المصاريف وكلما زاد دخل العربي المقيم معنا زاد إنفاقه في البلاد بعكس الجاليات الأخرى التي لا تنفق إلا النذر اليسير.
لعله من المفيد أن أثير تساؤلا هو: ما شعور أي موظف سواء كان مواطنا أو غير مواطن إذا رأى زملاءه يتلقون علاوة سنوية وينتقلون من درجة إلى درجة في سلم المرتبات وهو محروم منها لسنوات متعددة دون أسباب جوهرية أو حتى شكلية، حتما سيصاب بالإحباط ويشعر بمرارة مؤلمة، ومن هنا يتواضع الإنجاز والتفاني في أداء المهام وتلك طبيعة إنسانية. من هنا نقول إن الإدارة الناجحة في أي مؤسسة وفي أي مجتمع هي التي تعطي الاهتمام بالموظف وتشعره بأهميته في العملية الإدارية وتشعره بمساواته مع أقرانه الآخرين. لعله من المفيد أن أشير بالاسم إلى المؤسسة الطبية في دولتنا بالقول إنها أحسنت صنعا في تعديل مرتبات الفنيين والممرضين ومن في حكمهم إلا أنها أغفلت الموظفين الإداريين من اهتمامها وأبخستهم حقهم ولا شك أن ذلك التجاهل سيؤثر على نفسية الموظف الإداري الأمر الذي يؤدي إلى الإخلال بسرعة الإنجاز الإداري وكفاءة الأداء، وعلى ذلك فإن الكاتب يتمنى على تلك الإدارات أن تلتفت إلى هذه الفئة الهامة وتمسح على رؤوسهم مسحة حنان وتقدير بزيادة سنوية تتناسب مع معدلات ارتفاع الأسعار.
(2)
المسألة الأخرى هي مسألة أئمة المساجد وحالهم المعيشي، هذه الفئة من الناس لا تمارس أي أعمال إضافية من أجل تحسين دخلها، هذه الفئة من الناس نذرت نفسها لإمامة المصلين العابدين في أوقات محددة وعلى مدار اليوم، الأمر الذي لا يسمح لهم بممارسة أي أعمال أخرى، الأمر الثاني أنهم يحتاجون إلى حسن المظهر والهندام والتطيب بأحسن أنواع الطيب، كل تلك المسائل تحتاج إلى إنفاق، وأضرب مثلا المذيعين والمذيعات لهم علاوات حسن المظهر، ولهم موظفون متخصصون في إظهارهم بالمظهر الحسن (المكياج) أمام المشاهدين، وكي لا يذهب أحد من البسطاء إلى تفسير قولي بأنني أطالب بمكيجة الأئمة وإنما ضربت مثلا على تكلفة موظفي الشاشة.
إن أئمة المساجد في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في تحسين وضعهم الوظيفي خاصة أن العالم ونحن جزء منه يجتاحه التضخم وفي كل دول العالم هناك زيادة سنوية لكل موظف تتناسب ومعدلات التضخم أي ارتفاع مستويات الأسعار. إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لها القدرة والنفوذ الإداري بتحسين دخول هذه الفئة التي تؤمُّنا في صلواتنا الخمس وعند إشباع حاجتهم المادية فإننا ندفع بهم نحو المزيد من التفرغ للبحث في عقيدتنا الإسلامية تاريخا وتفسيرا وفقها، الأمر الذي يقوي حجتهم وبلاغتهم ويجعلهم مؤهلين للتصدي لأعداء هذا الدين بالحجة التاريخية والمعرفة الفقهية والإلمام بإعجاز القرآن الكريم.
آخر القول: إمام المسجد هو قدوة حسنة للمجتمع وعلينا الاهتمام به وإكرامه وسد حاجته المادية وتمييزه في المجالس وفي الحقوق. أما الموظف الإداري في المؤسسات العامة والخاصة فهو عصب العملية الإدارية وبدونه تتعطل المصالح وتتعثر القيم الإدارية في المجتمع. تعالوا جميعنا نهتم بشأن هاتين الفئتين من الناس من أجل صلاح المجتمع دينا ودنيا.
By: د. محمد صالح المسفر
الشرق