المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نستقبل رمضان ---وكيف نعيشه



امـ حمد
10-08-2010, 05:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حال السلف الصالح رضي الله عنهم في استقبال رمضان وتعظيمه، وهو التفرغ الكلي له بالاعتكاف وصدق التوجه,فكيف نستقبله نحن داخل زحمة المشاغل التي لاحد لها في هذا الزمان المفتون ,نحن في حاجة, إلى التفكر في عظمة صيام شهر رمضان وقدره عند الله تبارك وتعالى,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان)قال عليه الصلاة والسلام) إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة، وأشار بيده إليها)إن الإحاطة بفضل شهر رمضان ,بقوله جل جلاله ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ الشهر الذي التقت فيه الأرض بالسماء بالنور القرآني العظيم,فإذا استقر في الأذهان قدر هذا الشهر العظيم وفضله على باقي الشهور تنبهت القلوب المؤمنة لاغتنامه، وعقدت العزم الصادق على التقرب فيه إلى رب العزة,النية عند العوام تقتصر على الإقبال على الصوم ليصح من الوجهة ,الفقهية، أما عند أولي الألباب فالنية خير من العمل, وقد صح ,إنما الأعمال بالنيات,ونية المؤمن خير من عمله, وهي أمر عميق في الإنسان، وبه يتفاوت العباد عند الله تعالى,فالكيس يعظم شأن النية في العمل لأنها سر العمل وأساسه وروحه, وعلى ذلك نبه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، و من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) أي نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه, لوجه الله تعالى ,فعلى العاقل أن يتوجه بهذا العمل الشريف لله تعالى حبا ورغبة وشوقا وطلبا للاستقامة. فمن آمن بالله وجبت عليه الاستقامة، وفتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من شهر رمضان,أي تفتح الطرق, إلى الله جل جلاله، وتشرع أبواب القبول لطلاَّبِ الاستقامة المستغيثين بالله تعالى، الذين أعيتهم الحيلة في باقي الأيام, فهذه أيام الغنيمة أيام السباق واللحاق والاشتياق والحرية والانعتاق,فانهضوا وهلموا وسارعوا فالكريم قد فتح خزائن القرب والوصال,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وفيه (أي في رمضان) ليلة القدر خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم)


اللهم أنهض هممنا إليك لطلب ما عندك، وحقق رجاءنا بقربك، ولا تجعلنا من المحرومين آمين.