المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البورصة لا تعمل وفق آليات العرض والطلب ومطلوب تدخل الحكومة



Love143
21-03-2006, 01:52 AM
بعض الكبار اختطفوا السوق بمساومات إرهابية خفية
البورصة لا تعمل وفق آليات العرض والطلب ومطلوب تدخل الحكومة


تحليل أعده أسامة القروي:
لو أتينا بمحلل محترف من أحد أسواق المال العالمية، وطلبنا منه القيام بعملية تحليل لحركة التداول خلال الأيام الثلاثة الماضية، لوجد نفسه محاطا بعدد من علامات الاستفهام والتعجب! فبالتأكيد سوف يتساءل عن أسباب انفصام الشخصية التي يعاني منها السوق الكويتي! مشاعر متذبذبة، مؤشر »تايه«، أناس مرعوبون، ومسؤولون يتفرجون، والكارثة أن بعضهم يزيد النار تأجيجا!
المعادلة بسيطة: أخبار إيجابية، تؤدي إلى تفاؤل، التفاؤل يؤدي الى رغبة في الشراء وفي نفس الوقت، امتناع عن البيع، وفي النهاية تكون المحصلة صعوداً، وإن انعكست المعادلة، فالمحصلة هي النزول. فما هي الأخبار الإيجابية وما هي الأخبار السلبية؟ الأخبار الإيجابية كثيرة لا تعد ولا تحصى، أما السلبية فهي موجودة، ولكنها غير مؤهلة لأن تكون ذات تأثير كارثي على السوق. الكثير من الأخوة المحللين الأفاضل يصرون على أن ما حدث للسوق هو أمر طبيعي، وفي كل صباح أو مساء نقرأ لهم أو نسمعهم وهم يقارنون بين مصيبة السوق الكويتي ومصائب الأسواق المجاورة، ونرد عليهم ونقول بأن المقارنة باطلة بالثلاث! السوق الكويتي سوق صعوده متزن، صعود أخبار وأرباح وصفقات وتوسعات استراتيجية. في المقابل الأسواق المحيطة أغلبها فقاعات بكل ما تحمله كلمة فقاعة من معنى، المحللون يقارنون بين السوق الكويتي ودبي، وتناسوا بأن سوق دبي تضاعف أكثر من %350 ما بين مارس 2004 ومارس 2005، وأن مكرر الأرباح في الإمارات والسعودية تخطى حاجز الـ 35! في المقابل السوق الكويتي الكثير من أسهمه محملة بالأرباح، ومضاعف الربحية في الحضيض! والمعضلة الكبرى بأن البعض يقول هذه الأيام "خلونا ننطر أرباح الربع الأول ونحكم"! وماذا عن أرباح الربع الرابع وأرباح 2005 مكتملة؟ ما ذنب الشركات التي أبدعت في 2005 وحققت أرباحاً متميزة؟ قول الله عز وجل "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، (الأنعامـ 164) أي لا يجب علينا كبت ردود أفعالنا الإيجابية تجاه الأرباح الممتازة لعام 2005، بسبب توقعات سلبية للربع الأول والتي لا علاقة لها بالسعر الحالي »للأسهم التي لم تفسخ أرباحها بعد« وإلا لوجدنا أنفسنا لا نقدم على الشراء بسبب انتظار ما سيحدث في المستقبل، وينتهي بنا المطاف متفرجين لا أكثر!
الأهم من هذا وذاك هي »نظرية المؤامرة الكبرى« التي بدأت معالمها تنكشف تدريجيا. بدأت القصة عندما هم البعض بالترهيب من عواقب زيادات رأس المال، والأرباح التي لن تتكرر، وأن السوق صعد صعوداً خيالياً من غير توقف »3 حركات تصحيحية خلال سنة ومو عاجبهم« ثم الحديث بشكل غير مباشر عن التذمر المتعلق بإدارة البورصة، وأضف إليه الامتعاض بسبب التشكيلة الوزارية..الخ. بالطبع بدأوا ينبهون المقربين منهم ويصدرون لهم تصريحات بأن النزول قادم، ويحددون قيمة النزول » بين 2000ـ1700 نقطة«، وتصلنا التصريحات، ونستهجنها، ولا نجد لها مبررا، ولا نعتد بها، فنندم ويهوي المؤشر ويحطم رقما قياسيا تلو الآخر! أفلس الآلاف، وخسر الجميع، والمؤشر توقف عن النزيف. والآن بدأت التصريحات تتغلغل بين صفوف المجاميع من جديد، قاعة التداول، الدواوين، المنتديات الاقتصادية، أشخاص نعرفهم يصرحون إعلاميا بأن الأمور على ما يرام وأن الوضع صحيح وصحي، وفي المقابل يقولون العكس تماما لمعارفهم. يشجبون ويستنكرون تدخل الحكومة والهيئة في العلن، وفي السر، يقولون بأن النزيف لن يتوقف إلا بتدخل الهيئة وضخ السيولة! لا ننكر بأن الوضع النفسي مزر للغاية، وضع نفسي ليس له مبرر غير الأقاويل والتصريحات بأن السوق سيئ، جميع الأخبار والأوضاع في جهة، والمؤشر والأسعار في جهة معاكسة. عملية اختطاف البورصة بهذا الشكل، والمساومات الإرهابية الخفية، إقناع البشر بأن البورصة عبارة عن لعبة بيد بعض المتنفذين يعيثون فيها فسادا ويبطشون ، والمصيبة بأن الغالبية بدأت تتكلم بهذا الموضوع باقتناع، ثم نأتي في النهاية ونرفض تدخل الحكومة والهيئة ونقول لنترك السوق يأخذ حريته؟! ومن قال بأن السوق الكويتي حر بالأساس يا عالم؟
السوق الكويتي بحاجة ماسة لإعادة هيكلة منظومات التداول والتقاص، وبحاجة لوضع لوائح وقوانين إضافية تطبق على مدار الساعة بدون استثناءات. مضحك مبك وضع السوق الكويتي، عشرات الأسهم في الحد الأدنى، عرض بدون طلب، أيجوز هذا الوضع؟ لدي أسهم أرغب في بيعها ولا أستطيع؟ أين صناع السوق؟ أين اختصاصيي الأسهم؟ أين الضمان في تخليص عمليات البيع والشراء يا مقاصة؟ أين السيولة التي تكفل توازن قوى العرض والطلب؟ في السوق الأمريكي، لا توجد حدود سعرية يومية، ولكن قوانين البورصة وضعت لتضمن للجميع توافر فرص البيع والشراء واستكمال إجراءات التقاص. ما فائدة الحد الأعلى والأدنى يا بورصتنا العتيدة؟ الم يوضع هذا النظام للحفاظ على توازن البورصة وأسعار الأسهم وبالتالي الحفاظ على ثروات الأمة؟ أيهما أرحم، رصاصة رحمة تنهي المأساة في لحظتها، أم نزيف لعدة أيام حتى الموت؟ أكملوا إحسانكم وقوموا باستكمال باقي أدوات نظام التداول المتكامل إن كنتم فعلا ترغبون في استقرار السوق.
لا نعترض على إيقاف التداول وعمل اللازم، لأن النزيف الحالي مخيف، كونه متعمداً وفي نفس الوقت غير مبرر. فعلى سبيل المثال، ما علاقة أموال الناس والوضع المالي للشركات بما يدور على الساحة السياسية بالأمس نزول قاسي بسبب شائعات يتم تسريبها من الجلسة السرية، والمتضرر الأول والأخير هو المتداول الذي أقدم على شراء سهم محمل بالأرباح لشركة عريقة، أرباحها تشغيلية، ونموها ممتاز، ومكرر ربحية سهمها7!
السوق الكويتي للأسف أشبه ما يكون بالشخص المعاق عقليا »بو كرت أحمر«، لا يمكن إعطاؤه حريته من دون رقابة ورعاية على مدار الساعة، ولن نقبل أي رقيب عليه سوى من أنشأه. ولهذا لا يسعنا إلا أن نطالب بأن يكون هناك اتزان لحركة السيولة في السوق، وأن تعود الأهلية كاملة للسوق والمتداولين من خلال تطبيق الأنظمة المتطورة، وأن تكون قرارات الشراء والبيع مبنية على أسس لا علاقة للبهتان والترهيب والتشكيك بها. في النهاية نسأل سؤالاً جريئاً: لو تم إلغاء المؤشر العام، وتداولت الجموع بناء على القناعات بالأسهم وأسعارها، ماذا ستكون النتيجة؟