المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا ما أفبح سوء الظن



امـ حمد
13-08-2010, 05:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نفوس تتحطم ,بيوت تتهدم, وأسر تتشرد, وأعراض تتهم،سوء الظن مهلكة، وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه ، لا يشعر بنفسه إلا وهو متلبس بسوء الظن، وقد تعرض لمثل هذا النبي صلى الله عليه وسلم في زوجه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها,والقصة تبدأ وجيش المسلمين قافل من غزوة بني المصطلق، حصل أن عائشة ذهبت لقضاء الحاجة، فلما عادت فقدت عقدها، فرجعت تبحث عنه، فجاء الذين يحملون هودجها، فحملوه ووضعوه على ظهر الناقة وهم يظنون أن عائشة فيه، وكانت جارية حديثة السن لم تثقل، وسار الجيش, وجدت عائشة العقد وعادت فلم تر للجيش أثراّ، فمكثت في مكانها، وهي تظن أنهم سيفقدونها ثم يعودون إليها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع في مؤخرة الجيش رجلاّ يكون عيناّ وحافظاّ، وكان صفوان بن المعطل، فجاء فرأى عائشة رضي الله عنها فاسترجع، ثم أرخى لها الدابة، وما كلمها، فركبت، وسار بها، حتى دخل المدينة ظهراّ، على مرأى من الناس,فوقع بعض الناس فيهما بالإفك، وكان الذي تولى كبره المنافق عبد الله بن أبي بن سلول، وهلك من هلك، وتناولوا عائشة بما هي بريئة منه، ومكثوا على هذا شهراّ، لا ينزل الوحي, ولنا أن نتصور كيف يكون حال النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة في هذه المدة,لقد كانت مأساة كبرى، حيث لم يكن المنافق ابن سلول وحده الخائض في هذا الإفك، بل بعض الصحابة أيضا كحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بن جحش.لقد بلغ بالنبي صلى الله عليه وسلم أن صار يستشير أصحابه في فراق أهله، وأسامة بن زيد يقول,يا رسول الله, أهلك، وما نعلم إلا خيراّ,وأما علي فيقول,يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير.وعائشة تبكي الأيام لا يرقأ لها دمع، ولا تكتحل بنوم، ويقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ,في الناس مستعذراّ يقول,من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرّاّ، ولقد ذكروا رجلاّ ما علمت عليه إلاخيراّ, حتى إذا طال البلاء قال لعائشة, يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ,فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله، تاب الله عليه, فأجابت,إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث، حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة ,والله يعلم أني بريئة ,لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر, والله يعلم أني منه بريئة , لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف، قال( فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون)
فأنزل الله تعالى براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم)لقد كانت حادثة الإفك درساّ كبيراّ لكل من يقدم سوء الظن على حسن الظن, القلوب لا يعلم ما فيها إلا رب العباد، قد يبدو للإنسان شيء فيحمله على وجه سيء، ويكون الحق في الوجه الآخر، والأمر لا يقتصر على الأعراض، بل في كل شيء، يجب على الإنسان أن يقدم حسن الظن، ولا يقدم سوء الظن، ولا يحكم على شيء إلا إذا تأكد من الأمر ,ولو رأى إنسان آخر يسجد لصنم أو يذبح عند قبر أو يطوف به، ما جاز له أن يكفره، على الرغم من أن الفعل كفر لا شك.لأنه ربما كان معذورا بجهالة أو غفلة أو مكره على ذلك، ففرق بين كون الفعل كفراّ والفاعل كافراّ، فالفعل كفر نعم، لكن فاعله لا يكفر حتى تثبت في حقه الشروط وتنتفي الموانع، فأحوال العباد وما في قلوبهم والظروف التي تحيط بهم لا يعلمها إلا الله تعالى,وإذا كانت عائشة قد نزل فيها قرآن يبرؤها، فغيرها لا يمكن أن يحظى بمثل هذا الشرف,قال تعالى( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ),أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة فقال(ما أعظم حرمتك وما أعظم حقك،والمسلم أعظم حرمة منك، حرم الله ماله ودمه وعرضه وأذاه وأن يظن به ظن سوء)

اللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض واسترنا يوم العرض.

قاسي بطبعي
13-08-2010, 03:32 PM
و عليكم السلام و الرحمة

جزاج الله الف خير

بالتوفيق

cutcue
13-08-2010, 10:53 PM
جزاك الله خيرا اخي

امـ حمد
14-08-2010, 05:55 AM
وجزاكم ربي الجنه