amroo
25-08-2010, 11:33 PM
العجل ينافس الخروف على موائد القطريين
الدوحة - عمر عبد اللطيف
«يا أخي منو ياكل لحم عجل من القطريين ما حدا ياكله... نفسيا ما نشتريه.. لم نتعود عليه.. ناكل لحم التيس أو الخروف الأسترالي، ولا نجيب لحم عجل»، بهذه الجملة عبر محمد بن مبارك عن الموائد القطرية بما يخص اللحوم، عازياً ذلك لعادات المجتمع القطري التي تفضل لحم الخروف للعائلة أو للضيف.
عزوف عن لحم العجل
غير أن صديق مبارك الذي كان يجلس إلى جانبه خفف من تأكيد مبارك بقوله «بعض القطريين يأكلون لحم العجل ويضحون به أيضا»، وتابع «نأكله ولكن بشكل نادر جدا».
عبد الرحمن الغانم وصديقه سعيد صالح، يؤكدان أنهما لا يحبان لحم العجل، «محدا ياكله أو يشتريه من يشتري لحم العجل»، موضحين أنهم لا يشترون لحم العجل إلا نادرا من أجل الهريس أو الكباب، والسبب أنهم يفضلون لحم الغنم أو الخروف، فهو «أطيب وأفضل للبيت وللعزائم».
ويتفق معهم محمد سعد السليطي، الذي يوضح أنه يشتري لحم العجل، ولكن بشكل قليل «نسويه على ثريد.. وكل ما كان صغير أفضل لأن الكبير يكون قاسياً».
العجل للـ «الهريس والكباب»
التأكيد على لحم الخروف ولا شيء سواه، لا يكترث به محمد جاسم الخليفي، ما دفعه للقول: «أنت مستغرب أن القطريين ياكلون لحم العجل.. من زمان من وقت كنا نربي أبقار بناكل لحم العجل»، مضيفا: «كنا نربي أبقاراً في بيوتنا كل بيت لازم فيه بقرة، وأكبر بيت يكون لديه العجل الذي يلقح الأبقار.. نساوي لبن وزبدة.. وبعض العوائل يبيعون إنتاجهم».
الخليفي كما يوضح في حديثه لـ «العرب»، يشتري لحم العجل الطازج من الجمعيات التعاونية أيضاً، ولكن بشكل أقل، لأن الجمعيات بحاجة إلى رقابة، لكي لا تبيع اللحم المثلج، فهو لا يشتري سوى اللحم الطازج أو المذبوح من الملاحم.
ويؤكد الخليفي أن القطريين يشترون لحم العجل في رمضان بشكل خاص، لأن «لحمه لذيذ»، خاصة الصغير ذا الشهرين أو الثلاثة أشهر، «بدل ما نشتري خروف سوري بـ 1100 ريال، نشتري عجلاً 60 كيلو، ويكون عمره شهرين بـ 1100 يكفينا لثلاثة أشهر»، كما أن لحمه أبيض مثل الدجاج والسمك، أي إنه لا يحتوي على الدهون والكولسترول، ثم نأخذه إلى «القصاب» ونقطعه على حسابنا، فهو جيد للمكبوس والكباب و»كويس للهريس» حسب قوله.
ولكن لماذا لا يشتري أحد العجل ذا الستة أشهر، لأن العجل كلما كبر قسا لحمه وصار «يابسا»، «فالجودة في صغر العجل» برأي الخليفي.
ويوضح الخليفي أنه يشتري لحم العجل في الأيام العادية، رغم قوله أنه يشتري لحم الخروف بشكل أكثر، خاصة السعودي والباكستاني.
ويشتكي الخليفي من الأسعار المترفعة للملاحم في سوق الحراج، حيث يباع العجل المستورد من مصر وباكستان، لكن «الرقابة غائبة ويبيعون اللحم «على كيفهم»، ويطالب الخليفي بمزارع للأبقار، والاعتماد على الإنتاج المحلي، وإكثار عدد المزارع، لأن عدد الناس يزيد حسب قوله، موضحا أن قطر بحاجة إلى مسالخ ومذابح لتلبية احتياجات السوق المحلية.
المصري أفضل أنواعه وأغلاها
محمد علي العامل في إحدى الملاحم، يوضح أن سعر كيلو العجل الباكستاني والهندي 20 ريالا، بينما سعر كيلو العجل المصري 35 ريالا، كما أن بعض أنواع العجول المصرية يصل سعر الكيلو منها إلى 45 ريالاً، لأنه «أصغر وأطيب» حسب رأيه، منوها أن هذه العجول تستورد مذبوحة جاهزة.
غالبية زبائن محمد هم من المقيمين، أما القطريون فهم يفضلون لحم الخروف، ولا يشترون لحم العجل إلا نادرا «من أجل الهريس» كما يقول.
وتعتبر الشركة العربية القطرية لإنتاج الألبان «غدير»، التي تأسست في قطر عام 1986 أكبر منتج للعجول والأبقار في قطر، حيث تحتضن أكثر من ألفي رأس من الأبقار، وتباع العجول حسب عمرها، فكلما كان العجل أصغر ارتفع سعره، بحيث تتراوح الأسعار ما بين 1500 ريال إلى 4 آلاف ريال للعجل الواحد.
وحسب أخصائيي التغذية، يحتوي لحم الخروف على العديد من العناصر الغذائية الهامة للجسم، مثل الحديد والبروتينات، التي تمتصها الأمعاء بسرعة، إضافة إلى الفوسفور المادة الضرورية لمتانة العظام والأسنان، كما أنها أقل نقلا لأمراض الطفيليات والديدان، وأجوده لحما الذي يذبح ما بين 9 أشهر إلى سنتين.
لكن الخبراء والأطباء يحذرون من كثرة تناول لحم الخروف، لأنه يتسبب في أمراض تصلب الشرايين، والتهاب المفاصل، كما يحذرون مرضى القلب والذبحة الصدرية المتكررة، ومن يعاني من ضغط الدم المرتفع المتكررة من تناوله، لاحتوائه على نسب عالية من الكولسترول.
أما لحم العجل فهو أعسر هضما من لحم الخروف، وأقل فائدة، على ما يقول خبراء التغذية، إلا أن أكثره فائدة يوجد في العجل، الذي يبلغ عمره من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
تقليد موروث في الثقافة القطرية..
ويقدم إكراماً للضيف
عزوف القطريين عن لحم العجل، فسرته الدكتورة أمينة الهيل أخصائية علم النفس، بقولها إن القطريين تعودوا على لحم الخروف، فهو شي موروث لديهم، ومن المعروف أن الخروف يقدم للضيف إكراما له، حيث يوضع كما هو على الصينية، ولا يستحب أن يقدم لحم العجل للضيوف، كما أن الخروف يطبخ مع الثريد، لأنه «دسم وله طعم أطيب وألذ من لحم العجل»، مشيرة إلى أن البعض يفضل لحم العجل، و»أنا منهم»، خاصة مع الكباب والهريس والبتلو أو شرائح نضع فوقها الرز، لأنه أخف.
الدكتور عبد الناصر صالح محمد أخصائي علم الاجتماع، يشير في حديثه لـ «العرب» إلى السائد في ثقافة المجتمع القطري أنه «إذا جاءك ضيف تقدم له لحم الخروف، كنوع من الكرم والضيافة»، هذا الشيء الذي نعرفه، ومن العيب أن لا تكرم الضيف بهذا الشكل، لأن «هذا جزء من ثقافتنا، وليس من اختيارنا».
أما من قال إن ذلك مرتبط بتاريخ الأعراب وثقافة العرب، فهذا الشيء مختلف ومتفاوت من منطقة عربية لأخرى، يشرح صالح، «فمثلا في منطقة عربية أخرى، يكون المفهوم الثقافي للكرم ونوعية اللحوم مختلفين»، ولا يجب التعميم على ثقافة العرب كلهم، ففي بعض المجتمعات قد يقدمون للضيف لحم العجل، هنا لا أستطيع أن أقول إن ذلك خاطئ، لأنه «شيء مرتبط بثقافة المجتمع وعاداته، نتقبله كما هو، كما هي الملابس والمصطلحات وغيرها».
أما بالنسبة لثقافة المجتمع القطري، يعتبر تقديم الخروف للضيف من المسلمات، كما يقول صالح، مضيفا: «لكنني من الناس الذين يريدون أن لا يتحكم بنا أو ننساق لأي موروث ثقافي»، لأن الناس أحرار، يعيشون كما يريدون ويأكلون ما يريدون، «لا نفترض أنك صح وغيرك غلط.. خلي الناس تأكل اللي تريده، ما دام الأكل حلالا وليس عليه شبهة»، وأؤكد على هذه النقطة، «أنت تختار أي شيء تريد.. وفي النهاية يصير في سياق ثقافتك وعاداتك وتقاليدك».
http://www.alarab.com.qa/details.php...o=982&secId=30
الدوحة - عمر عبد اللطيف
«يا أخي منو ياكل لحم عجل من القطريين ما حدا ياكله... نفسيا ما نشتريه.. لم نتعود عليه.. ناكل لحم التيس أو الخروف الأسترالي، ولا نجيب لحم عجل»، بهذه الجملة عبر محمد بن مبارك عن الموائد القطرية بما يخص اللحوم، عازياً ذلك لعادات المجتمع القطري التي تفضل لحم الخروف للعائلة أو للضيف.
عزوف عن لحم العجل
غير أن صديق مبارك الذي كان يجلس إلى جانبه خفف من تأكيد مبارك بقوله «بعض القطريين يأكلون لحم العجل ويضحون به أيضا»، وتابع «نأكله ولكن بشكل نادر جدا».
عبد الرحمن الغانم وصديقه سعيد صالح، يؤكدان أنهما لا يحبان لحم العجل، «محدا ياكله أو يشتريه من يشتري لحم العجل»، موضحين أنهم لا يشترون لحم العجل إلا نادرا من أجل الهريس أو الكباب، والسبب أنهم يفضلون لحم الغنم أو الخروف، فهو «أطيب وأفضل للبيت وللعزائم».
ويتفق معهم محمد سعد السليطي، الذي يوضح أنه يشتري لحم العجل، ولكن بشكل قليل «نسويه على ثريد.. وكل ما كان صغير أفضل لأن الكبير يكون قاسياً».
العجل للـ «الهريس والكباب»
التأكيد على لحم الخروف ولا شيء سواه، لا يكترث به محمد جاسم الخليفي، ما دفعه للقول: «أنت مستغرب أن القطريين ياكلون لحم العجل.. من زمان من وقت كنا نربي أبقار بناكل لحم العجل»، مضيفا: «كنا نربي أبقاراً في بيوتنا كل بيت لازم فيه بقرة، وأكبر بيت يكون لديه العجل الذي يلقح الأبقار.. نساوي لبن وزبدة.. وبعض العوائل يبيعون إنتاجهم».
الخليفي كما يوضح في حديثه لـ «العرب»، يشتري لحم العجل الطازج من الجمعيات التعاونية أيضاً، ولكن بشكل أقل، لأن الجمعيات بحاجة إلى رقابة، لكي لا تبيع اللحم المثلج، فهو لا يشتري سوى اللحم الطازج أو المذبوح من الملاحم.
ويؤكد الخليفي أن القطريين يشترون لحم العجل في رمضان بشكل خاص، لأن «لحمه لذيذ»، خاصة الصغير ذا الشهرين أو الثلاثة أشهر، «بدل ما نشتري خروف سوري بـ 1100 ريال، نشتري عجلاً 60 كيلو، ويكون عمره شهرين بـ 1100 يكفينا لثلاثة أشهر»، كما أن لحمه أبيض مثل الدجاج والسمك، أي إنه لا يحتوي على الدهون والكولسترول، ثم نأخذه إلى «القصاب» ونقطعه على حسابنا، فهو جيد للمكبوس والكباب و»كويس للهريس» حسب قوله.
ولكن لماذا لا يشتري أحد العجل ذا الستة أشهر، لأن العجل كلما كبر قسا لحمه وصار «يابسا»، «فالجودة في صغر العجل» برأي الخليفي.
ويوضح الخليفي أنه يشتري لحم العجل في الأيام العادية، رغم قوله أنه يشتري لحم الخروف بشكل أكثر، خاصة السعودي والباكستاني.
ويشتكي الخليفي من الأسعار المترفعة للملاحم في سوق الحراج، حيث يباع العجل المستورد من مصر وباكستان، لكن «الرقابة غائبة ويبيعون اللحم «على كيفهم»، ويطالب الخليفي بمزارع للأبقار، والاعتماد على الإنتاج المحلي، وإكثار عدد المزارع، لأن عدد الناس يزيد حسب قوله، موضحا أن قطر بحاجة إلى مسالخ ومذابح لتلبية احتياجات السوق المحلية.
المصري أفضل أنواعه وأغلاها
محمد علي العامل في إحدى الملاحم، يوضح أن سعر كيلو العجل الباكستاني والهندي 20 ريالا، بينما سعر كيلو العجل المصري 35 ريالا، كما أن بعض أنواع العجول المصرية يصل سعر الكيلو منها إلى 45 ريالاً، لأنه «أصغر وأطيب» حسب رأيه، منوها أن هذه العجول تستورد مذبوحة جاهزة.
غالبية زبائن محمد هم من المقيمين، أما القطريون فهم يفضلون لحم الخروف، ولا يشترون لحم العجل إلا نادرا «من أجل الهريس» كما يقول.
وتعتبر الشركة العربية القطرية لإنتاج الألبان «غدير»، التي تأسست في قطر عام 1986 أكبر منتج للعجول والأبقار في قطر، حيث تحتضن أكثر من ألفي رأس من الأبقار، وتباع العجول حسب عمرها، فكلما كان العجل أصغر ارتفع سعره، بحيث تتراوح الأسعار ما بين 1500 ريال إلى 4 آلاف ريال للعجل الواحد.
وحسب أخصائيي التغذية، يحتوي لحم الخروف على العديد من العناصر الغذائية الهامة للجسم، مثل الحديد والبروتينات، التي تمتصها الأمعاء بسرعة، إضافة إلى الفوسفور المادة الضرورية لمتانة العظام والأسنان، كما أنها أقل نقلا لأمراض الطفيليات والديدان، وأجوده لحما الذي يذبح ما بين 9 أشهر إلى سنتين.
لكن الخبراء والأطباء يحذرون من كثرة تناول لحم الخروف، لأنه يتسبب في أمراض تصلب الشرايين، والتهاب المفاصل، كما يحذرون مرضى القلب والذبحة الصدرية المتكررة، ومن يعاني من ضغط الدم المرتفع المتكررة من تناوله، لاحتوائه على نسب عالية من الكولسترول.
أما لحم العجل فهو أعسر هضما من لحم الخروف، وأقل فائدة، على ما يقول خبراء التغذية، إلا أن أكثره فائدة يوجد في العجل، الذي يبلغ عمره من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
تقليد موروث في الثقافة القطرية..
ويقدم إكراماً للضيف
عزوف القطريين عن لحم العجل، فسرته الدكتورة أمينة الهيل أخصائية علم النفس، بقولها إن القطريين تعودوا على لحم الخروف، فهو شي موروث لديهم، ومن المعروف أن الخروف يقدم للضيف إكراما له، حيث يوضع كما هو على الصينية، ولا يستحب أن يقدم لحم العجل للضيوف، كما أن الخروف يطبخ مع الثريد، لأنه «دسم وله طعم أطيب وألذ من لحم العجل»، مشيرة إلى أن البعض يفضل لحم العجل، و»أنا منهم»، خاصة مع الكباب والهريس والبتلو أو شرائح نضع فوقها الرز، لأنه أخف.
الدكتور عبد الناصر صالح محمد أخصائي علم الاجتماع، يشير في حديثه لـ «العرب» إلى السائد في ثقافة المجتمع القطري أنه «إذا جاءك ضيف تقدم له لحم الخروف، كنوع من الكرم والضيافة»، هذا الشيء الذي نعرفه، ومن العيب أن لا تكرم الضيف بهذا الشكل، لأن «هذا جزء من ثقافتنا، وليس من اختيارنا».
أما من قال إن ذلك مرتبط بتاريخ الأعراب وثقافة العرب، فهذا الشيء مختلف ومتفاوت من منطقة عربية لأخرى، يشرح صالح، «فمثلا في منطقة عربية أخرى، يكون المفهوم الثقافي للكرم ونوعية اللحوم مختلفين»، ولا يجب التعميم على ثقافة العرب كلهم، ففي بعض المجتمعات قد يقدمون للضيف لحم العجل، هنا لا أستطيع أن أقول إن ذلك خاطئ، لأنه «شيء مرتبط بثقافة المجتمع وعاداته، نتقبله كما هو، كما هي الملابس والمصطلحات وغيرها».
أما بالنسبة لثقافة المجتمع القطري، يعتبر تقديم الخروف للضيف من المسلمات، كما يقول صالح، مضيفا: «لكنني من الناس الذين يريدون أن لا يتحكم بنا أو ننساق لأي موروث ثقافي»، لأن الناس أحرار، يعيشون كما يريدون ويأكلون ما يريدون، «لا نفترض أنك صح وغيرك غلط.. خلي الناس تأكل اللي تريده، ما دام الأكل حلالا وليس عليه شبهة»، وأؤكد على هذه النقطة، «أنت تختار أي شيء تريد.. وفي النهاية يصير في سياق ثقافتك وعاداتك وتقاليدك».
http://www.alarab.com.qa/details.php...o=982&secId=30