المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلمان العودة: أدعو العلماء إلى فتح باب الذرائع بدلا من سدِّها !!!



Bu Rashid
27-08-2010, 03:19 PM
اعتبر المنع احتياطاً قانونياً أكثر من كونه شرعيا
سلمان العودة: أدعو العلماء إلى فتح باب الذرائع بدلا من سدِّها

دعا الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة علماء الشريعة إلى فتح باب الذرائع بدلا من سدها، مشددا على أن قاعدة سد الذرائع ليست ثابتة، وهي منع قانوني أكثر من كونه حكما شرعيا، بل إنها تتغير بتغير الزمان والمكان، وتعود برابط أساسي بين الدين والواقع.

وقال العودة في برنامجه الرمضاني اليومي "حجر الزاوية" على قناة mbc1، الخميس 26-8-2010،إن من ينادون بسد الذرائع وضعوا سدا عاليا بين الناس ودينهم، مبينا أن كثيرا من الأحكام التي تبنى على هذه القاعدة معقولة في بلد معين وغير معقولة في بلد آخر،فالعادات والتقاليد تختلف من بلد إلى آخر، فلا يمكن إجراء الأحكام في مصر والعراق وماليزيا وإندونيسيا مثلا على القاعدة نفسها، بسبب اختلاف البيئات بين البلاد .

فهم خاطئ .. من زاوية ضيقة
وضرب مثلا بأن الفهم الخاطئ لقاعدة سد الذرائع جعل البعض ينظر إلى المصلحة من زوايا ضيقة،
فيعمد أحدهم إلى طرح يضمن استمرارية تقديمه لدرس علمي مثلا، ويعتبر أن المصلحة الأهم هي استمرار الدرس،بدون الاهتمام بما هو أهم من مصالح الناس الاجتماعية، والنظر إلى مصلحة المسلمين في العالم.

وأكد العودة أن قاعدة سد الذرائع تعتبر منعا قانونيا مبنيا على المصلحة أكثر من كونه حكما شرعيا، ويعتمد على مرحلة تحمل متغيرات معينة جعلت المفتي يختار منع الناس من فعل شيء سدا لباب الذرائع، خاصة وأن "كل شيء فيه ذريعة، وكل شيء يمكن أن يوظف سلبا أو إيجابا"،مبينا أن ترغيب الناس في الخير وحثهم عليه، أفضل من المنع المتشدد سدا للذرائع.

وقال إن الحديث للناس عن الدين كحافز يرغبهم في الخير، بتوجيه الناس لتطوير مجتمعاتهم واقتصادهم،ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا أن الدين جاء أساسا بالحفز والترغيب،لأن النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء، ولذلك أغلقوا كثيرا من الأبواب مثل الإعلام والفن والرياضة.

وأضاف العودة أن الدين يعترف بالواقع ولا يفترض مثاليات لن تطبق، ضاربا المثل بالعصر الإسلامي الأول،الذي يعد العصر المثالي، والذي وجدت فيه حالات من الضعف والخطأ، فوجد فيها الرجل الذي شرب الخمر،والذي عافس امرأة في طرف المدينة ونال منها ما ينال الرجل من امرأته إلا الجماع، ووجد منهم من سرق،ومنهم من غش في الطعام، ولذلك لا ينبغي أن نفكر بصورة مثالية لأن ذلك لم يقع في عهد النبوة أو الخلفاء الراشدين.

المبالغة منعت المباحات
ويرى البعض أن باب سد الذرائع يمكن أن يسخدم لمنع الكثير من المباحات، بحجة أنها تقود إلى الحرام، كما صدرت مؤخرا الكثير من الفتاوى التي حرمت دخول مواقع مثل فيس بوك،
ويوتيوب وغيرها بحجة سد الذرائع، وأن دفع المضار مقدم على جلب المصالح.

وقال في لقاء سابق في برنامج "واجه الصحافة" "إن أصحاب القرار لا يعرفون سد الذرائع لا من قريب ولا من بعيد، وإن أغلب أهل العلم غلّبوا في فتاويهم كثيراً مبدأ سد الذرائع".

تقييد حريات الآخرين
كما أشار البعض إلى أن باب سد الذرائع فيه تقييد لحريات الآخرين،
ومن هذه الآراء ما كتبته حصة بنت محمد آل الشيخ في "الوطن" السعودية عندما قالت:"لا حدّ لهوس تقييد الحريات، لأنه رفض للتفكير بنية توسعية، يستمد سلطانه من سد الذرائع المنشق باتساع السماء، مصادماً بداهة حق الإنسان في أن يكون سيد جسمه وقلبه ووجهه ويده ولسانه، الحق الطبيعي لكل إنسان خوطب من خلال مسؤوليته القرآنية بـ "كل نفس بما كسبت رهينة".

وتحدث القاضي السعودي السابق والكاتب الفقهي الشيخ محمد الدحيم عن مبدأ فتح الذرائع في مقابل سد الذرائع الذي يعمل به غالب الفقهاء وحملة الفقه، وقال إنهم يتوهمون حدوث أشياء لم تحدث، وينظرون إلى المصالح الخاصة دون المصالح العامة.

ووصف، في لقاء سابق في برنامج "إضاءات" الفقهاء الذين يتبعون قاعدة سد الذرائع بشكل أساسي بأنهم متخلفون علميا وعاجزون فقهيا وكسالى ذهنيا،وهو ما جعلهم يغلقون على الناس أبواب المباح، بينما الأصل في الأمور الإباحة.

من جهته، اعتبر الشيخ عبد المحسن العبيكان المشكلة أن هناك من لا يفهم معنى سد الذرائع،
ويصف برأيه المجرد عملا من الأعمال بأنه ذريعة للمحرم فيحرمه دون أن يكون هذا العمل ذريعة يقينية إلى المحرم،والشرع لم يحرم أي أمر لكونه ذريعة إلا إذا تحقق أنه ذريعة فعلا.

وتشير جملة هذه الآراء في قاعدة سد الذرائع، التي أصبحت واضحة فقهيا، إلا أن البعض لا يزالون يعتبرونها من مسلمات الشريعة الإسلامية، ومكونا أساسيا لا يمكن المساس به، وهو ما أوقع الكثير من المسلمين في حرج دون أن يكون له داع في واقع الأمر

الشقيان
28-08-2010, 01:40 AM
يعطيك العافيه اخووي

إنتعاش
29-08-2010, 09:06 AM
http://images.alarabiya.net/large_53628_117734.jpg

الدكتور سلمان العودة من المفكرين الإسلاميين الذين يفرضون أسلوبهم ويدخلون بعقل كل مستمع
لبساطة الطرح
و واقعيته
و ملائمته للواقع المعاش في العالم الإسلامي .

بارك الله في جهود الدكتور سلمان العودة وكثر الله من أمثاله
لمتابعة كلمة الدكتور سلمان العودة ( فيديو )
http://www.alarabiya.net/articles/2010/08/27/117734.html

عابر سبيل
29-08-2010, 01:12 PM
شكرا لكما....
يا بوراشد و انتعاش...

بعد الاستماع للقاء..

لااجد..ان المحرر ..لموقع العربية
كان حريصا على كتابة النص
دون رتوش قد غطت على الاصل
في بعض المحاور!

عموما..
لا أفهم..شخصيا
ان في الكلام..
انتفاضة او دعوة او تهجم
على من يتخذ منهج (سد الذرائع)

لكنه..تنبيه على التنوع و ضرورة الاعتبار
للاخذ باختلاف المجتمعات في كثير من المسائل التي
تحتمل ذلك!

فالامر...
الاخذ بسد الذرايع او التوجه الاخر..
كلاهما..مكملان لبعضهما
و المسألة...يجب ان تكون بميزان
من هم اهل لذلك..

لا..ان يتشدد المتشددون
و لا ..ان يبالغ في التفريط..اللامبالون..

و كل..يستند على فهمه..لكلام..شيخه..
او ربما..ما (استهواه) من كلام بعض المشايخ!

meshwar
29-08-2010, 01:32 PM
من جهته، اعتبر الشيخ عبد المحسن العبيكان المشكلة أن هناك من لا يفهم معنى سد الذرائع،
ويصف برأيه المجرد عملا من الأعمال بأنه ذريعة للمحرم فيحرمه دون أن يكون هذا العمل ذريعة يقينية إلى المحرم،والشرع لم يحرم أي أمر لكونه ذريعة إلا إذا تحقق أنه ذريعة فعلا.

هنا الشيخ العبيكان يؤكد ان سد باب الذريعة واجب والخلل في الفهم فقط
اما سلمان العودة فيقول ان سد باب الذريعة قانونا اكثر من كونه شرع كما هو واضح في قوله هذا
وأكد العودة أن قاعدة سد الذرائع تعتبر منعا قانونيا مبنيا على المصلحة أكثر من كونه حكما شرعيا

ويدعو الى فتح باب الذرائع

انظر اقوال الامامين ابن تيمية وابن القيم في هذا الباب وغيرهم من الأمه

وهذا بعض ماقيل في هذا الباب
"" منقول من احد الكتاب "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذه رسالة قيمة جدا حول مبدأ سد الذرائع وتحريم الحيل المفضية إلى الحرام للإمام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله جمعتها من كتابه القيم إعلام الموقعين ومن كتابه النفيس إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
تكلم فيها حول هذا الموضوع الخطير والذي نحتاجه كل يوم
والسَّدُّ فِي اللُّغَةِ : إغْلَاقُ - الْخَلَلِ . وَالذَّرِيعَةُ : الْوَسِيلَةُ إلَى الشَّيْءِ يُقَالُ : تَذَرَّعَ فُلَانٌ بِذَرِيعَةٍ أَيْ تَوَسَّلَ بِهَا إلَى مَقْصِدِهِ , وَالْجَمْعُ ذَرَائِعُ . وَفِي الِاصْطِلَاحِ : هِيَ الْأَشْيَاءُ الَّتِي ظَاهِرُهَا الْإِبَاحَةُ وَيُتَوَصَّلُ بِهَا إلَى فِعْلٍ مَحْظُورٍ . وَمَعْنَى سَدِّ الذَّرِيعَةِ : حَسْمُ مَادَّةِ وَسَائِلِ الْفَسَادِ دَفْعًا لَهَا إذَا كَانَ الْفِعْلُ السَّالِمُ مِنْ الْمَفْسَدَةِ وَسِيلَةً إلَى مَفْسَدَةٍ .
وقداخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حُكْمِ سَدِّ الذَّرَائِعِ وَاعْتِبَارِهَا مِنْ أَدِلَّةِ الْفِقْهِ :
فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ , وَالْحَنَابِلَةُ إلَى أَنَّهَا مِنْ أَدِلَّةِ الْفِقْهِ . وَاسْتَدَلُّوا بِمَا يَأْتِي :
1 - قوله تعالى : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } , قَالُوا : نَهَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ سَبِّ آلِهَةِ الْكُفَّارِ لِئَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى سَبِّ اللَّهِ تَعَالَى , وَنَهَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ كَلِمَةِ ( رَاعِنَا ) بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا اُنْظُرْنَا } لِئَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ ذَرِيعَةً لِلْيَهُودِ إلَى سَبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَنَّ كَلِمَةَ ( رَاعِنَا ) فِي لُغَتِهِمْ سَبٌّ لِلْمُخَاطَبِ .
2 - قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : { دَعْ مَا يَرِيبُك إلَى مَا لَا يَرِيبُك } . وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : { الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ , فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ , وَمَنْ وَقَعَ فِي الْمُشَبَّهَاتِ كَانَ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ . أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى , أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ } . وَقَالَ ابْنُ رُشْدٍ : إنَّ أَبْوَابَ الذَّرَائِعِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَطُولُ ذِكْرُهَا وَلَا يُمْكِنُ حَصْرُهَا .
3 - إنَّ إبَاحَةَ الْوَسَائِلِ إلَى الشَّيْءِ الْمُحَرَّمِ الْمُفْضِيَةِ إلَيْهِ نَقْضٌ لِلتَّحْرِيمِ , وَإِغْرَاءٌ لِلنُّفُوسِ بِهِ , وَحِكْمَةُ الشَّارِعِ وَعِلْمُهُ يَأْبَى ذَلِكَ كُلَّ الْإِبَاءِ , بَلْ سِيَاسَةُ مُلُوكِ الدُّنْيَا تَأْبَى ذَلِكَ , فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَوْ مَنَعَ جُنْدَهُ أَوْ رَعِيَّتَهُ مِنْ شَيْءٍ , ثُمَّ أَبَاحَ لَهُمْ الطُّرُقَ وَالْوَسَائِلَ إلَيْهِ , لَعُدَّ مُتَنَاقِضًا , وَلَحَصَلَ مِنْ جُنْدِهِ وَرَعِيَّتِهِ خِلَافُ مَقْصُودِهِ . وَكَذَلِكَ الْأَطِبَّاءُ إذَا أَرَادُوا حَسْمَ الدَّاءِ مَنَعُوا صَاحِبَهُ مِنْ الطُّرُقِ وَالذَّرَائِعِ الْمُوَصِّلَةِ إلَيْهِ , وَإِلَّا فَسَدَ عَلَيْهِمْ مَا يَرُومُونَ إصْلَاحَهُ .
4 - اسْتِقْرَاءُ مَوَارِدِ التَّحْرِيمِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَظْهَرُ أَنَّ الْمُحَرَّمَاتِ مِنْهَا مَا هُوَ مُحَرَّمٌ تَحْرِيمَ الْمَقَاصِدِ , كَتَحْرِيمِ الشِّرْكِ وَالزِّنَى وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَالْقَتْلِ الْعُدْوَانِ , وَمِنْهَا مَا هُوَ تَحْرِيمٌ لِلْوَسَائِلِ وَالذَّرَائِعِ الْمُوَصِّلَةِ لِذَلِكَ وَالْمُسَهِّلَةِ لَهُ . اسْتَقْرَى ذَلِكَ ابْنُ الْقَيِّمِ فَذَكَرَ لِتَحْرِيمِ الذَّرَائِعِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مِثَالًا مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ . فَمِنْ سَدِّ الذَّرَائِعِ إلَى الزِّنَى : تَحْرِيمُ النَّظَرِ الْمَقْصُودِ إلَى الْمَرْأَةِ , وَتَحْرِيمُ الْخَلْوَةِ بِهَا , وَتَحْرِيمُ إظْهَارِهَا لِلزِّينَةِ الْخَفِيَّةِ , وَتَحْرِيمُ سَفَرِهَا وَحْدَهَا سَفَرًا بَعِيدًا وَلَوْ لِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ عَلَى خِلَافٍ وَتَفْصِيلٍ فِي ذَلِكَ , وَتَحْرِيمُ النَّظَرِ إلَى الْعَوْرَاتِ , وَوُجُوبُ الِاسْتِئْذَانِ عِنْدَ الدُّخُولِ إلَى الْبُيُوتِ , وَكَثِيرٌ مِنْ الْأَحْكَامِ الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ . وَمِنْ سَدِّ الذَّرَائِعِ إلَى شُرْبِ الْمُسْكِرِ : تَحْرِيمُ الْقَلِيلِ مِنْهُ وَلَوْ قَطْرَةً , كَمَا فِي الْحَدِيثِ { لَوْ رَخَّصْت لَكُمْ فِي هَذِهِ لَأُوشِكُ أَنْ تَجْعَلُوهَا مِثْلَ هَذِهِ } . وَالنَّهْيُ عَنْ الْخَلِيطَيْنِ , وَالنَّهْيُ عَنْ شُرْبِ الْعَصِيرِ بَعْدَ ثَلَاثٍ , وَالنَّهْيُ عَنْ الِانْتِبَاذِ فِي بَعْضِ الْأَوْعِيَةِ الَّتِي يُسْرِعُ التَّخَمُّرُ إلَى مَا يُنْتَبَذُ فِيهَا . وَمِنْ سَدِّ الذَّرَائِعِ إلَى الْقَتْلِ : النَّهْيُ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ , وَالنَّهْيُ عَنْ تَعَاطِي السَّيْفِ مَسْلُولًا , وَإِيجَابُ الْقِصَاصِ دَرْءًا لِلتَّهَاوُنِ بِالْقَتْلِ , لقوله تعالى : { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } . وَكَثِيرٌ مِنْ مَنْهِيَّاتِ الصَّلَاةِ وَمَكْرُوهَاتِهَا مَرْجِعُهَا إلَى هَذَا الْأَصْلِ , كَالنَّهْيِ عَنْ الصَّلَاةِ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ زَوَالِهَا وَعِنْدَ غُرُوبِهَا , وَكَرَاهَةُ الصَّلَاةِ إلَى الصُّورَةِ , أَوْ النَّارِ , أَوْ وَجْهِ إنْسَانٍ . وَكَالنَّهْيِ عَنْ الْبَيْعِ بَعْدَ نِدَاءِ الْجُمُعَةِ ; لِأَنَّ الْبَيْعَ وَسِيلَةٌ إلَى التَّخَلُّفِ عَنْ الْجُمُعَةِ أَوْ فَوَاتِ بَعْضِهَا . وَفِي فَسْخِ الْبَيْعِ إنْ وَقَعَ فِي وَقْتِ النَّهْيِ خِلَافٌ .
3 - وَأَنْكَرَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَفِيَّةُ ذَلِكَ . وَقَالُوا : إنَّ سَدَّ الذَّرَائِعِ لَيْسَ مِنْ أَدِلَّةِ الْفِقْهِ ; لِأَنَّ الذَّرَائِعَ هِيَ الْوَسَائِلُ , وَالْوَسَائِلُ مُضْطَرِبَةٌ اضْطِرَابًا شَدِيدًا , فَقَدْ تَكُونُ حَرَامًا , وَقَدْ تَكُونُ وَاجِبَةً , وَقَدْ تَكُونُ مَكْرُوهَةً , أَوْ مَنْدُوبَةً , أَوْ مُبَاحَةً . وَتَخْتَلِفُ مَعَ مَقَاصِدِهَا حَسَبَ قُوَّةِ الْمَصَالِحِ وَالْمَفَاسِدِ وَضَعْفِهَا , وَخَفَاءِ الْوَسِيلَةِ , وَظُهُورِهَا , فَلَا يُمْكِنُ ادِّعَاءُ دَعْوَى كُلِّيَّةٍ بِاعْتِبَارِهَا وَلَا بِإِلْغَائِهَا , وَمَنْ تَتَبَّعَ فُرُوعَهَا الْفِقْهِيَّةَ ظَهَرَ لَهُ هَذَا , وَيُفْهَمُ مِنْ كَلَامِ الْمَالِكِيَّةِ أَنَّهَا مِنْ حَيْثُ هِيَ غَيْرُ كَافِيَةٍ فِي الِاعْتِبَارِ . إذْ لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَاعْتُبِرْت مُطْلَقًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ . بَلْ لَا بُدَّ مِنْ فَضْلٍ خَاصٍّ يَقْتَضِي اعْتِبَارَهَا أَوْ إلْغَاءَهَا . وَقَالُوا : إنَّ الشَّرْعَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْحُكْمِ بِالظَّاهِرِ , كَمَا قَدْ أَطْلَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ عَلَى قَوْمٍ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ , وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا بِخِلَافِ مَا أَظْهَرُوا . وَحَكَمَ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ بِدَرْءِ الْحَدِّ مَعَ وُجُودِ عَلَامَةِ الزِّنَى , وَهُوَ أَنَّ الْمَرْأَةَ أَتَتْ بِالْوَلَدِ عَلَى الْوَصْفِ الْمَكْرُوهِ . قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَهَذَا يُبْطِلُ حُكْمَ الدَّلَالَةِ الَّتِي هِيَ أَقْوَى مِنْ الذَّرَائِعِ , فَإِذَا أُبْطِلَ الْأَقْوَى مِنْ الدَّلَائِلِ أُبْطِلَ الْأَضْعَفُ مِنْ الذَّرَائِعِ كُلِّهَا .
4 - وَقَدْ قَسَّمَ الْقَرَافِيُّ : الذَّرَائِعَ إلَى الْفَسَادِ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ : قِسْمٌ أَجْمَعَتْ الْأَمَةُ عَلَى سَدِّهِ وَمَنْعِهِ وَحَسْمِهِ , كَحَفْرِ الْآبَارِ فِي طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ , فَإِنَّهُ وَسِيلَةٌ إلَى إهْلَاكِهِمْ فِيهَا , وَكَذَلِكَ إلْقَاءُ السُّمِّ فِي أَطْعِمَتِهِمْ , وَسَبِّ الْأَصْنَامِ عِنْدَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِهَا , وَيُعْلَمُ مِنْ حَالِهِ أَنَّهُ يَسُبُّ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ سَبِّهَا . وَقِسْمٌ أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى عَدَمِ مَنْعِهِ , وَأَنَّهُ ذَرِيعَةٌ لَا تُسَدُّ , وَوَسِيلَةٌ لَا تُحْسَمُ , كَالْمَنْعِ مِنْ زِرَاعَةِ الْعِنَبِ خَشْيَةَ أَنْ تُعْصَرَ مِنْهُ الْخَمْرُ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ , وَكَالْمَنْعِ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ فِي الْبُيُوتِ خَشْيَةَ الزِّنَى . وَقِسْمٌ اخْتَلَفَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ هَلْ يُسَدُّ أَمْ لَا , كَبُيُوعِ الْآجَالِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ , كَمَنْ بَاعَ سِلْعَةً إلَى شَهْرٍ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ , ثُمَّ اشْتَرَاهَا نَقْدًا بِخَمْسَةٍ قَبْلَ آخِرِ الشَّهْرِ . فَمَالِكٌ يَقُولُ : إنَّهُ أَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ خَمْسَةً الْآنَ وَأَخَذَ عَشْرَةً آخِرَ الشَّهْرِ , فَهَذِهِ وَسِيلَةٌ لِسَلَفِ خَمْسَةٍ بِعَشْرَةٍ إلَى أَجَلٍ تَوَسُّلًا بِإِظْهَارِ صُورَةِ الْبَيْعِ لِذَلِكَ . وَالشَّافِعِيُّ يَقُولُ : يُنْظَرُ إلَى صُورَةِ الْبَيْعِ وَيُحْمَلُ الْأَمْرُ عَلَى ظَاهِرِهِ فَيَجُوزُ ذَلِكَ , قَالَ الْقَرَافِيُّ : وَهَذِهِ الْبُيُوعُ تَصِلُ إلَى أَلْفِ مَسْأَلَةٍ اخْتَصَّ بِهَا مَالِكٌ وَخَالَفَهُ فِيهَا الشَّافِعِيُّ .
5 - أَمَّا الْقِسْمُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَيْهِ , فَهُوَ مَا كَانَ أَدَاؤُهُ إلَى الْمَفْسَدَةِ قَطْعِيًّا , فَلَا خِلَافَ فِي أَنَّهُ يُسَدُّ , وَلَكِنَّ التَّقِيَّ السُّبْكِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ قَالَ : لَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ سَدِّ الذَّرَائِعِ , بَلْ هُوَ مِنْ تَحْرِيمِ الْوَسَائِلِ , وَالْوَسَائِلُ تَسْتَلْزِمُ الْمُتَوَسَّلَ إلَيْهِ , وَلَا نِزَاعَ فِي هَذَا , كَمَنْ حَبَسَ شَخْصًا وَمَنَعَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ فَهَذَا قَاتِلٌ لَهُ , وَلَيْسَ هَذَا مِنْ سَدِّ الذَّرَائِعِ فِي شَيْءٍ . وَالنِّزَاعُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَالِكِيَّةِ لَيْسَ فِي الذَّرَائِعِ وَإِنَّمَا هُوَ فِي سَدِّهَا . وَقَالَ التَّاجُ بْنُ السُّبْكِيّ : وَلَمْ يُصِبْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَاعِدَةَ سَدِّ الذَّرَائِعِ يَقُولُ بِهَا كُلُّ أَحَدٍ , فَإِنَّ الشَّافِعِيَّ لَا يَقُولُ بِشَيْءٍ مِنْهَا . وَقَدْ صَرَّحَ الشَّافِعِيُّ بِمَذْهَبِهِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : لَا يَفْسُدُ عَقْدٌ أَبَدًا إلَّا بِالْعَقْدِ نَفْسِهِ , وَلَا يَفْسُدُ بِشَيْءٍ تَقَدَّمَهُ وَلَا تَأَخَّرَهُ , وَلَا بِتَوَهُّمٍ . وَلَا تَفْسُدُ الْعُقُودُ بِأَنْ يُقَالَ : هَذِهِ ذَرِيعَةٌ , وَهَذِهِ نِيَّةُ سُوءٍ , أَلَا تَرَى لَوْ أَنَّ رَجُلًا اشْتَرَى سَيْفًا , وَنَوَى بِشِرَائِهِ أَنْ يَقْتُلَ بِهِ , كَانَ الشِّرَاءُ حَلَالًا , وَكَانَتْ نِيَّةُ الْقَتْلِ غَيْرَ جَائِزَةٍ , وَلَمْ يَبْطُلْ بِهَا الْبَيْعُ . قَالَ : وَكَذَلِكَ لَوْ بَاعَ الْبَائِعُ سَيْفًا مِنْ رَجُلٍ لَا يَرَاهُ أَنَّهُ يَقْتُلُ بِهِ رَجُلًا كَانَ هَكَذَا .
6 - وَأَمَّا الْقِسْمُ الَّذِي أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّهُ لَا يُسَدُّ فَهُوَ مَا كَانَ أَدَاؤُهُ إلَى الْمَفْسَدَةِ قَلِيلًا أَوْ نَادِرًا . وَقَدْ بَيَّنَ ابْنُ الْقَيِّمِ أَنَّ الذَّرِيعَةَ إلَى الْفَسَادِ تُسَدُّ سَوَاءٌ قَصَدَ الْفَاعِلُ التَّوَصُّلَ بِهَا إلَى الْفَسَادِ أَوْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ .
7 - وَأَمَّا الْقِسْمُ الَّذِي اُخْتُلِفَ فِيهِ فَهُوَ مَا كَانَ أَدَاؤُهُ إلَى الْمَفْسَدَةِ كَثِيرًا لَكِنَّهُ لَيْسَ غَالِبًا , فَهَذَا مَوْضِعُ الْخِلَافِ . وَالْخِلَافُ مِنْ ذَلِكَ جَارٍ فِي غَيْرِ مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَدُّهُ مِنْ الذَّرَائِعِ , أَمَّا مَا جَاءَ النَّصُّ بِسَدِّهِ مِنْهَا فِي النُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ الثَّابِتَةِ فَلَا خِلَافَ فِي الْأَخْذِ بِذَلِكَ , كَالنَّهْيِ عَنْ سَبِّ آلِهَةِ الْمُشْرِكِينَ لِئَلَّا يَسُبُّوا اللَّهَ تَعَالَى , وَكَالنَّهْيِ عَنْ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا . وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِي جَوَازِ حُكْمِ الْمُجْتَهِدِ بِتَحْرِيمِ الْوَسِيلَةِ الْمُبَاحَةِ إنْ كَانَتْ تُفْضِي إلَى الْمَفْسَدَةِ لَا عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ أَوْ الْغَلَبَةِ .

meshwar
29-08-2010, 01:33 PM
مجلة البحوث الفقهية المعاصرة

الذريعة في اللغة الوسيلة الموصولة إلى فعل مَّا (1) والأصل في اعتبار الفعل مايؤول إليه من حيث الحل أو الحرمة، فقد يكون الفعل أو التصرف غير ممنوع في ذاته، ولكنه ممنوع لغايته لكونه يفضي إلى مفسدة، أو أمر محرم أصلاً .

ودليل سد الذرائع أصل في مذهب الإمامين مالك وأحمد بن حنبل، مع الاستدلال به في مذهبي الإمامين أبي حنيفة والشافعي، ضمن القياس والاستحسان، دون جعله دليلاً مستقلاً .

وقد قسَّم الإمام القرافي الذرائع في المذهب المالكي إلى ثلاثة أقسام: "القسم الأول- أجمعت الأمة على سده ومنعه وحسمه، كحفر الآبار في طرق المسلمين، فإنه وسيلة إلى إهلاكهم فيها، وكذلك إلقاء السم في أطعمتهم وسب الأصنام عند من يعلم من حاله أنه يسب الله تعالى عند سبها. القسم الثاني- أجمعت الأمة على عدم منعه، وأنه ذريعة لا تسد ووسيلة لا تحسم، كالمنع من زراعة العنب خشية الخمر فإنه لم يقل به أحد، وكالمنع من المجاورة في البيوت خشية الزنى.

القسم الثالث- اختلف فيه العلماء هل يسد أم لا، كبيوع الآجال عند المالكية كمن باع سلعة بعشرة دراهم إلى شهر ثم اشتراها بخمسة قبل الشهر، فمالك يقول إنه أخرج من يده خمسة الآن وأخذ عشرة آخر الشهر، فهذه وسيلة لسلف خمسة بعشرة إلى أجل، توسلاً بإظهار صورة البيع لذلك، والشافعي يقول: ينظر إلى صورة البيع ويحمل الأمر على ظاهره فيجوز ذلك، وهذه البيوع يقال إنها تصل إلى ألف مسألة اختص بها مالك وخالفه فيها الشافعي، وكذلك اختلف في النظر إلى النساء هل يحرم لأنه يؤدي إلى الزنى أو لا يحرم، والحكم بالعلم هل يحرم لأنه وسيلة للقضاء بالباطل من القضاة السوء أو لا يحرم، وكذلك اختلف في تضمين الصناع لأنهم يؤثرون في السلع بصنعتهم فتتغير السلع فلا يعرفها ربها إذا بيعت، فيضمنون سداً لذريعة الأخذ أم لا يضمنون لأنهم أجراء، وأصل الإجارة على الأمانة قولان، وكذلك تضمين حملة الطعام لئلا تمتد أيديهم إليه وهو كثير في المسائل، فنحن قلنا بسد الذرائع ولم يقل بها الشافعي، فليس سد الذرائع خاصاً بمالك رحمه الله بل قال بها هو أكثر من غيره، وأصل سدها مجمع عليه" (1).

وفي مذهب الإمام أحمد ذكر الإمام ابن القيم أن للشريعة مقاصد ولا يتم التوصل إلى هذه المقاصد إلا بوسائل توصل إليها، وهذه الوسائل تابعة للمقاصد من حيث حلها وتحريمها، فالسبب الذي يؤدي إلى المحرم يعد محرماً، ولو كان هذا السبب مشروعاً في ذاته، وقد فصل الإمام ابن القيم ذلك بقوله: "لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضي إليها كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها، فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منها بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطاتها بها، ووسائل الطاعات والقرُبات في محبتها والإذن فيها بحسب إفضائها إلى غايتها؛ فوسيلة المقصود تابعة للمقصود، وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل؛ فإذا حرم الرب تعالى شيئاً وله طرق ووسائل تُفْضِي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه، وتثبيتاً له، ومنعاً أن يقرب حِماه، ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم، وإغراءً للنفوس به، وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء، بل سياسة ملوك الدنيا تأبى ذلك؛ فإن أحدهم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء ثم أباح لهم الطرق والأسباب والذرائع الموصلة إليه لعُدَّ متناقضاً، ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده. وكذلك الأطباء إذا أرادوا حسم الداء منعوا صاحبه من الطرق والذرائع الموصلة إليه، وإلا فسد عليهم ما يرومون إصلاحه، فما الظن بهذه الشريعة الكاملة التي هي في أعلى درجات الحكمة والمصلحة والكمال؟ ومن تأمل مصادرها ومواردها علم أن الله تعالى ورسوله سد الذرائع المفضية إلى المحارم بأن حرمها ونهى عنها، والذريعة: ما كان وسيلة وطريقاً إلى الشيء" (1).

وقد استدل القائلون بحجية دليل سد الذرائع بالكتاب والسنة، أما الكتاب فقد منع الله المؤمنين أن يقولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم (راعنا) كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا(2). وسبب النهي أن هذه الكلمة في لغة اليهود سب وذم، وكانوا يقولونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولها المؤمنون كذلك، ولم يعلموا عن قصد اليهود منها فنهاهم الله عن قولها، لكونها تفضي إلى سبه عليه الصلاة والسلام مع أنها في لغة العرب كلمة سليمة بمعنى فرّغ سمعك لكلامنا، والتفت إلينا(1)، فأمرهم أن يقولوا (انظرنا)، وفي الكتاب كذلك قول الله تعالى: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم(2). والأصل أن سب آلهة المشركين غير محرم في ذاته لكونها أصنام تعبد من دون الله، وحرمتها لهذا السبب منتفية، ولما كان سب هذه الآلهة مدعاة للمشركين أن يسبوا الله نهى الله المؤمنين عن سب هذه الآلهة، لأن المصلحة في ترك مسبتها أرجح من مصلحة سبها.

وفي الكتاب أيضاً توجيه الله تعالى لنبيه موسى وأخيه هارون أن يلينا القول مع فرعون، رغم طغيانه وفساده، كما قال تعالى: اذهبا إلى" فرعون إنه طغى"(3). فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى(4). ومع أن فرعون لا يستحق لين القول إلا أن الإغلاظ له فيه وسيلة إلى زيادة طغيانه وفساده .

وفيه أيضاً تحريم خطبة المرأة حال عدتها من طلاق أو وفاة حتى تنتهي عدتها، كما قال تعالى ولا تعزموا عقدة النكاح حتى" يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه (5). ومع أن الخطبة مباحة إلا أن الله منعها في العدة حتى لا تكون وسيلة إلى الإخلال بمدتها والاستهانة بحقوق الزوج السابق.

ومن الكتاب أيضاً أن الله تعالى أمر الرجال والنساء بغض البصر في قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم (1). وقوله: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن (2). والنظر في حد ذاته مباح لأن الله جعله من نعمه على عباده، ولكن لما كان نظر الرجال إلى النساء ونظر النساء إلى الرجال وسيلة قد تفضي إلى الفتنة، أمر الله الرجال والنساء بغض البصر إلى غير محارمهم. ومنه أيضاً أن الله تعالى نهى عن البيع يوم الجمعة في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى" ذكر الله وذروا البيع (3). ومع أن البيع مباح إلا أنه نهي عنه في هذا الوقت، حتى لا يكون وسيلة لترك الصلاة. والشواهد في كتاب الله كثيرة .

أما في السنة فهي أيضاً كثيرة ومنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بناء المساجد على القبور وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- أن أم حبيبة وأم سلمة -رضي الله عنهما- ذكرتا كنيسة رأينها بأرض الحبشة فيها تصاوير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) (4). وفي حديث آخر: (ألا وأن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك) (1).

وبناء المساجد مباح في أصله بل مأمور به، وقد أثنى الله على من يعمر بيوته كما قال تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر(2). إلا أنه لما كان بناؤها على القبور مظنة تقديس الأموات وعبادتهم من دون الله حرم الله ورسوله بناءها على هذا النحو.

ومن السنة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخلوة بالأجنبية في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)(3). ومع أن هذه الخلوة قد تكون بقصد بر وطاعة، كتعليم القرآن وتعلم العلم والسفر للحج ونحو ذلك من المباحات، إلا أن منعها لكونها وسيلة قد تفضي إلى الوقوع في المحرم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونّ بامرأة ليس معها ذو محرم فإنّ ثالثهما الشيطان)(4).

ومن ذلك تحريم بيع الخمر وعصرها وحملها وتخليلها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه)(1). ولما سأله أبو طلحة عن أيتام ورثوا الخمر قال عليه الصلاة والسلام: (أهرقها) قال: أفلا أجعلها خلاً ؟ قال: (لا) (2). والأصل في تحريم الخمر شربها، ولكن البائع لها ومعتصرها والحامل لها والمخلل لها قد لا يشربونها، ولكنه حرم عليهم ذلك سداً للذريعة لما قد يؤدي إليه فعلهم من شربها.

ومن السنة أيضاً تحريم سب الرجل والديه لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من الكبائر شتم الرجل والديه) قالوا يارسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال: (نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه)(3). والعلة في هذا منع سب الرجل لآخر حتى لا يكون ذريعة لسب والديه، ومن السنة أيضاً منع القاضي من قبول الهدية حال توليه هذا المنصب خشية أن يكون في قبوله لها وسيلة إلى محاباة بعض الخصوم والإخلال بالعدل بينهم، والشواهد في هذا كثيرة وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- تسعة وتسعين مثالاً على الاستدلال بسد الذرائع (4).

قلت: والاستدلال بسد الذرائع بوصفه دليلاً من الأدلة الفرعية للشريعة مما تدعو الحاجة بل الضرورة إليه في كل عصر، لمواجهة ما ينزل بالناس من نوازل، يفرضها عليهم واقع حياتهم، ومستجداتها، خاصة في هذا العصر الذي يواجهون فيه العديد من الوقائع والنوازل في كثير من أمور الحياة، وانعكاس هذه النوازل على أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية .

والشواهد في هذا كثيرة منها الحاجة إلى منع ما يتعرض له الشباب والأحداث اليوم من إغراءات مختلفة، تتمثل في الصور المرئية والمسموعة في وسائل الإعلام، وما تؤدي إليه هذه الصور من إثارة الغرائز، واحتمالات انحراف هؤلاء في سلوكهم وتلوثهم بالأمراض المعقدة، وهذا المنع أشبه ما يكون بمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيع السلاح وقت الفتنة لكونه يتضمن الإعانة على انتشارها .

ومن الأمثلة الحاجة إلى منع الطلاق ما لم يكن عن طريق القضاء لمعرفة أسبابه، وذلك سداً لذريعة كثرة المطلقات وبقائهن دون أزواج مما ينتج منه مخاطر كثيرة، ناهيك بما يكون فيه من حاجز لهؤلاء الذين لا يدركون مسئولياتهم فيطلقون زوجاتهم دون سبب أو رادع من ضمير، ولهذا شاهد بما فعله عمر -رضي الله عنه- من زيادة الجلد في الخمر من أربعين إلى ثمانين جلدة، للحد من كثرة شربها، وجعل مدة العسكر في الغزو أربعة أشهر وعودتهم إلى أهلهم، خشية ماينتج من إضرار جراء بعدهم عنهم مدة طويلة؛ ونحو ذلك من اجتهاداته -رضي الله عنه- التي اقتضتها طبيعة هذه القضايا، ودرء ما ينتج منها من مفاسد .

ومن هذه الأمثلة الحاجة إلى منع الاختلاط بين الجنسين في المدارس، درءاً لاحتمال تعرضهم للفتنة، خاصة وهم في سن المراهقة مما قد ينشأ عن هذا الاختلاط من مشكلات كثيرة .

ومن الأمثلة في سد الذرائع كف القاضي الذي يحكم بالقصاص على القاتل العمد، وكف غيره كذلك عن إغراء صاحب الحق في القصاص بالعفو عن القاتل بحجة احتسابه الأجر؛ ذلك أنه إن كان في هذا العفو أجر لمن يعفو عن حقه، ففيه خطر كبير على غيره، لأن معرفة القتلة بإمكانية العفو عنهم إذا قتلوا سيكون مدعاة لهم للاستهانة بحرمات الأنفس، والجرأة على قتلها .

ومن الأمثلة أيضاً منع التعرض لغير المسلمين بالاعتداء أو التنقص منهم أو معاداتهم، لما قد يكون في ذلك من تنفيرهم عن الإسلام واشتداد عداوتهم له .

والأمثلة كثيرة، فاقتضى ما سبق أن دليل سد الذرائع من الأدلة الأصولية المهمة التي تثري فقه الشريعة، ومواجهة ما يطرأ على الأمة من نوازل بحكم دوران الحياة وتطورها .

meshwar
29-08-2010, 01:37 PM
أما شواهد هذه القاعدة فأكثر من أن تحصر فنذكر منها ما حضر
فالأول :قوله سبحانه وتعالى :في سورة الانعام " وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" حرم سب الآلهة مع أنه عبادة لكونه ذريعة إلى سبهم لله سبحانه وتعالى ؛ لأن مصلحة تركهم سب الله سبحانه راجحة على مصلحة سبنا لآلهتهم .
( الثاني : ما روى حميد بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : صحيح البخاري الأدب (5628)،صحيح مسلم الإيمان (90)،سنن الترمذي البر والصلة (1902)،سنن أبو داود الأدب (5141)،مسند أحمد بن حنبل (2/216)." من الكبائر شتم الرجل والديه . قالوا : يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال : نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه" . متفق عليه . ولفظ البخاري :صحيح البخاري الأدب (5628)،صحيح مسلم الإيمان (90)،سنن الترمذي البر والصلة (1902)،سنن أبو داود الأدب (5141)،مسند أحمد بن حنبل (2/216)." إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قالوا : يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه" . فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل سابا لاعنا لأبويه إذا سب سبا يجزيه الناس عليه بالسب لهما ، وإن لم يقصده وبين هذا والذي قبله فرق ؛ لأن سب آباء (الجزء رقم : 15، الصفحة رقم : 20)
الناس هنا حرام ، لكن قد جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- من أكبر الكبائر ؛ لكونه شتما لوالديه ؛ لما فيه من العقوق ، وإن كان فيه إثم من جهة إيذاء غيره .
الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكف عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة ؛ لئلا يكون ذريعة إلى قول الناس : إن محمدا -صلى الله عليه وسلم- يقتل أصحابه ؛ لأن هذا القول يوجب النفور عن الإسلام ممن دخل فيه وممن لم يدخل فيه ، وهذا النفور حرام .
الرابع : أن الله سبحانه حرم الخمر ؛ لما فيه من الفساد المترتب على زوال العقل هذا في الأصل ليس من هذا الباب .
ثم إنه حرم قليل الخمر وحرم ا قتناءها للتخليل ، وجعلها نجسة ؛ لئلا تقضي إباحته مقاربتها بوجه من الوجوه لا لإتلافها على شاربها ، ثم إنه قد نهى عن الخليطين ، وعن شرب العصير والنبيذ بعد ثلاث ، وعن الانتباذ في الأوعية التي لا نعلم بتخمير النبيذ فيها حسما لمادة ذلك . وإن كان في بقاء بعض هذه الأحكام خلاف . وبين صلى الله عليه وسلم أنه إنما نهى عن بعض ذلك ؛ لئلا يتخذ ذريعة ، فقال : مسند أحمد بن حنبل (4/207)." لو رخصت لكم في هذه لأوشك أن تجعلوها مثل هذه ". يعني صلى الله عليه وسلم أن النفوس لا تقف عند الحد المباح في مثل هذا .
الخامس : أنه حرم الخلوة بالمرأة الأجنبية والسفر بها ولو في مصلحة دينية ؛ حسما لمادة ما يحاذر من تغير الطباع وشبه الغير .
( السادس : أنه نهى عن بناء المساجد على القبور ، ولعن من فعل ذلك ونهى عن تكبير القبور وتشريفها وأمر بتسويتها ، ونهى عن الصلاة إليها وعندها ، وعن إيقاد المصابيح عليها لئلا يكون ذلك ذريعة إلى اتخاذها أوثانا . وحرم ذلك على من قصد هذا ومن لم يقصده بل قصد خلافه سدا للذريعة .
السابع : أنه نهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها وكان من حكمة ذلك أنهما وقت سجود الكفار للشمس ، ففي ذلك تشبيه بهم ، ومشابهة الشيء لغيره ذريعة إلى أن يعطى بعض أحكامه ، فقد يفضي ذلك إلى السجود للشمس أو أخذ بعض أحوال عابديها .(الجزء:15 ، الصفحة رقم 21)
الثامن : أنه نهى -صلى الله عليه وسلم- عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله : صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3275)،صحيح مسلم اللباس والزينة (2103)،سنن النسائي الزينة (5071)،سنن أبو داود الترجل (4203)،سنن ابن ماجه اللباس (3621)،مسند أحمد بن حنبل (2/309). إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم . سنن أبو داود الصلاة (652). "إن اليهود لا يصلون في نعالهم فخالفوهم " وقوله صلى الله عليه وسلم في عاشوراء : صحيح مسلم الصيام (1134)،سنن أبو داود الصوم (2445)،مسند أحمد بن حنبل (1/236). "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع ". وقال في موضع : "لا تشبهوا بالأعاجم" . وقال فيما رواه الترمذي : سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2695). "ليس منا من تشبه بغيرنا" .
حتى قال حذيفة بن اليمان : من تشبه بقوم فهو منهم .
وما ذلك إلا لأن المشابهة في بعض الهدي الظاهر يوجب المقاربة ونوعا من المناسبة يفضي إلى المشاركة في خصائصهما التي انفردوا بها عن المسلمين والعرب ، وذلك يجر إلى فساد عريض .
( التاسع : أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الجمع بين المرأة وعمتها ، وبينها وبين خالتها وقال : " إنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم " حتى لو رضيت المرأة أن تنكح عليها أختها ، كما رضيت بذلك أم حبيبةصحيح البخاري النكاح (4818)،صحيح مسلم الرضاع (1449)،سنن النسائي النكاح (3285)،سنن أبو داود النكاح (2056)،سنن ابن ماجه النكاح (1939)،مسند أحمد بن حنبل (6/428). لما طلبت من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوج أختها درة ، لم يجز ذلك ، وإنما زعمتا أنهما لا تتباغضان بذلك ؛ لأن الطباع تتغير ، فيكون ذريعة إلى فعل المحرم من القطيعة ، وكذلك حرم نكاح أكثر من أربع ؛ لأن الزيادة على ذلك ذريعة إلى الجور بينهن في القسم ، وإن زعم أن العلة إفضاء ذلك إلى كثرة المؤونة المفضية إلى أكل الحرام من مال اليتامى وغيرهن ، وقد بين العلة الأولى بقوله تعالى " ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا"
وهذا نص في اعتبار الذريعة.
العاشر : أن الله سبحانه حرم خطبة المعتدة صريحا حتى حرم ذلك في عدة الوفاة ، وإن كان المرجع في انقضائها ليس هو إلى المرأة ؛ فإن إباحته الخطبة قد يجر إلى ما هو أكبر من ذلك .
الحادي عشر: إن الله سبحانه حرم عقد النكاح في حال العدة وفي حال الإحرام ؛ حسما لمادة دواعي النكاح في هاتين الحالتين ، ولهذا حرم التطيب في هاتين الحالتين .
الثاني عشر : إن الله سبحانه اشترط للنكاح شروطا زائدة على حقيقة (الجزء رقم :15 ، صفحة رقم 22)
العقد تقطع عنه شبهة بعض أنواع السفاح به ، مثل اشتراط إعلانه إما بالشهادة أو ترك الكتمان أو بهما ، ومثل اشتراط الولي فيه ، ومنع المرأة أن تليه ، وندب إلى إظهاره حتى استحب فيه الدف والصوت والوليمة ، وكان أصل ذلك في قوله تعالى : "مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ"وقوله"مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ"، وإنما ذلك لأن في الإخلال بذلك ذريعة إلى وقوع السفاح بصورة النكاح وزوال بعض مقاصد النكاح من حجر الفراش .
ثم إنه وكد ذلك بأن جعل للنكاح حريما من العدة يزيد على مقدار الاستبراء ، وأثبت له أحكاما من المصاهرة وحرمتها ومن الموارثة زائدة على مجرد مقصود الاستمتاع ، فعلم أن الشارع جعله سببا وصلة بين الناس بمنزلة الربح كما جعل بينهما في قوله تعالى"نَسَبًا وَصِهْرًا"وهذه المقاصد تمنع اشتبا** بالسفاح ، وتبين أن نكاح المحلل بالسفاح أشبه منه بالنكاح ، حيث كانت هذه الخصائص غير متيقنة فيه .
الثالث عشر : سنن الترمذي البيوع (1234)،سنن النسائي البيوع 4611)،سنن أبو داود البيوع (3504)،مسند أحمد بن حنبل (2/205)،سنن الدارمي البيوع (2560). (إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يجمع الرجل بين سلف وبيع ) وهو حديث صحيح ، ومعلوم أنه لو أفرد أحدهما عن الآخر صح . وإنما ذاك لأن اقتران أحدهما بالآخر ذريعة إلى أن يقرضه ألفا ويبيعه ثمانمائة بألف أخرى ، فيكون قد أعطاه ألفا وسلعة بثمانمائة ؛ ليأخذ منه ألفين ، وهذا هو معنى الربا .
ومن العجب أن بعض من أراد أن يحتج للبطلان في مسألة مد عجوة قال : إن من جوزها يجوز أن يبيع الرجل ألف دينار ومنديلا بألف وخمسمائة دينار تبر . يقصد بذلك أن هذا ذريعة إلى الربا ، وهذه علة صحيحة في مسألة مد عجوة لكن المحتج بها ممن يجوز أن يقرضه ألفا ويبيعه المنديل بخمسمائة ، وهي بعينها الصورة التي نهى عنها رسول صلى الله عليه وسلم . والعلة المتقدمة بعينها موجودة فيها ، فكيف ينكر على غيره ما هو مرتكب له ؟


الرابع عشر : إن الآثار المتقدمة في العينة فيها ما يدل على المنع من (الجزءرقم 15 ، صفحة رقم 23)
عودة السلعة إلى البائع وإن لم يتواطأ على الربا ، وما ذاك إلا سدا للذريعة .
( الخامس عشر : أنه تقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منع المقرض قبول هدية المقترض ، إلا أن يحسبها له أو يكون قد جرى ذلك بينهما قبل القرض . وما ذاك إلا لئلا تتخذ ذريعة إلى تأخير الدين لأجل الهدية فيكون ربا إذا استعاد ماله بعد أن أخذ فضلا . وكذلك ما ذكر من منع الوالي والقاضي قبول الهدية ومنع الشافع قبول الهدية ؛ فإن فتح هذا الباب ذريعة إلى فساد عريض في الولاية الشرعية .
(السادس عشر:إن السنة مضت بأنه ليس لقاتل من الميراث شيء ، إما القاتل عمدا كما قال مالك ، والقاتل مباشرة كما قاله أبو حنيفة على تفصيل لهما .
أو القاتل قتلا مضمونا بقود أو دية أو كفارة . أو القاتل بغير حق ، أو القاتل مطلقا في هذه الأقوال في مذهب الشافعي وأحمد ، وسواء قصد القاتل أن يتعجل الميراث أو لم يقصده ؛ فإن رعاية هذا القصد غير معتبرة في المنع وفاقا ، وما ذاك إلا لأن توريث القاتل ذريعة إلى وقوع هذا الفعل ، فسدت الذريعة بالمنع بالكلية مع ما فيه من علل أخر .
( السابع عشر : إن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ورثوا المطلقة المبتوتة في مرض الموت ، حيث يتهم بقصد حرمانها الميراث بلا تردد ، وإن لم يقصد الحرمان ؛ لأن الطلاق ذريعة ، وأما حيث لا يتهم ففيه خلاف معروف ، مأخذ الشارع في ذلك أن المورث أوجب تعلق حقها بماله ، فلا يمكن من قطعه أو سد الباب بالكلية ، وإن كان في أصل المسألة خلاف متأخر عن إجماع السابقين .
( الثامن عشر : إن الصحابة وعامة الفقهاء اتفقوا على قتل الجمع بالواحد ، وإن كان قياس القصاص يمنع ذلك ؛ لئلا يكون عدم القصاص ذريعة إلى التعاون على سفك الدماء .
التاسع عشر : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن إقامة الحدود بدار الحروب ؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى اللحاق بالكفار . (الجزء رقم 15، الصفحة رقم 24)
( العشرون ) : صحيح البخاري الصوم (1815)،صحيح مسلم الصيام (1082)،سنن الترمذي الصوم (684)،سنن النسائي الصيام (2173)،سنن أبو داود الصوم (2335)،سنن ابن ماجه الصيام (1650)،مسند أحمد بن حنبل (2/281)،سنن الدارمي الصوم (1689).( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون صوما كان يصومه أحدكم فليصمه) ، صحيح البخاري الصوم (1892)،صحيح مسلم الصيام (1139)،مسند أحمد بن حنبل (2/139). ونهى عن صوم يوم الشك إما مع كون طلوع الهلال مرجوحا وهو حال الصحو ، وإما سواء كان راجحا أو مرجوحا أو مساويا على ما فيه من الخلاف المشهور ، وما ذاك إلا لئلا يتخذ ذريعة إلى أن يلحق بالفرض ما ليس منه ، وكذلك حرم صوم اليوم الذي يلي آخر الصوم وهو يوم العيد وعلل بأنه صحيح البخاري الصوم (1889)،صحيح مسلم الصيام (1137)،سنن الترمذي الصوم (771)،سنن أبو داود الصوم (2416)،سنن ابن ماجه الصيام (1722)،مسند أحمد بن حنبل (1/34)،موطأ مالك النداء للصلاة (431). يوم فطركم من صومكم) تمييزا لوقت العبادة من غيره ؛ لئلا (يفضي الصوم المتواصل إلى التساوي ، وراعى هذا المقصود في استحباب تعجيل الفطور وتأخير السحور ، واستحباب الأكل يوم الفطر قبل الصلاة ، وكذلك ندب إلى تمييز فرض الصلاة عن نفلها وعن غيرها ، فكره للإمام أن يتطوع في مكانه وأن يستديم استقبال القبلة ، وندب المأموم إلى هذا التمييز ، ومن جملة فوائد ذلك سد الباب الذي قد يفضي إلى الزيادة في الفرائض .
( الحادي والعشرون : أنه صلى الله عليه وسلم كره الصلاة إلى ما قد عبد من دون الله سبحانه وأحب لمن صلى إلى عمود أو عود ونحوه أن يجعله على أحد حاجبيه ولا يصمد إليه صمدا ؛ قطعا لذريعة التشبيه بالسجود لغير الله سبحانه .
( الثاني والعشرون : أنه سبحانه منع المسلمين من أن يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ( راعنا ) مع قصدهم الصالح ؛ لئلا تتخذه اليهود ذريعة إلى سبه صلى الله عليه وسلم ، ولئلا يتشبه بهم ، ولئلا يخاطب بلفظ يحتمل معنى فاسدا .
( الثالث والعشرون : أنه أوجب الشفعة لما فيه من رفع الشركة ، وما ذاك إلا لما يفضي إليه من المعاصي المعلقة بالشركة والقسمة ؛ سدا لهذه المفسدة بحسب الإمكان .
( الرابع والعشرون : أن الله سبحانه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بالظاهر مع إمكان أن يوحي إليه بالباطن ، وأمره أن يسوي الدعاوى بين العدل والفاسق وألا يقبل شهادة ظنين في قرابة وإن وثق بتقواه ، حتى لم يجز للحاكم أن يحكم بعلمه عند أكثر الفقهاء ؛ لينضبط طريق الحكم ؛ فإن التمييز بين الخصوم والشهود يدخل فيه من الجهل والظلم ما لا يزول إلا بحسم هذه المادة ، وإن أفضت في آحاد الصور إلى الحكم بغير الحق ؛ فإن فساد ذلك قليل إذا لم يتعمد في جنب(الجزءرقم 15،الصفحة رقم 25)
فساد الحكم بغير طريق مضبوط من قرائن أو فراسة أو صلاح خصم أو غير ذلك ، وإن كان قد يقع بهذا صلاح قليل مغمور بفساد كثير .
الخامس والعشرون : أن الله سبحانه منع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بمكة من الجهر بالقرآن ، حيث كان المشركون يسمعون فيسبون القرآن ومن أنزله ومن جاء به .
السادس والعشرون : أن الله سبحانه أوجب إقامة الحدود سدا للتذرع إلى المعاصي ، إذا لم يكن عليها زاجر ، وإن كانت العقوبات من جنس الشر ، ولهذا لم تشرع الحدود إلا في معصية تتقاضاها الطباع كالزنا والشرب والسرقة والقذف ، دون أكل الميتة والرمي بالكفر ونحو ذلك فإنه اكتفى فيه بالتعزير ، ثم إنه أوجب على السلطان إقامة الحدود إذا رفعت إليه الجريمة ، وإن تاب العاصي عند ذلك ، وإن غلب على ظنه أنه لا يعود إليها ؛ لئلا يفضي ترك الحد بهذا السبب إلى تعطيل الحدود مع العلم بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
( السابع والعشرون : أنه صلى الله عليه وسلم سن الاجتماع على إمام واحد في الإمامة الكبرى وفي الجمعة والعيدين والاستسقاء وفي صلاة الخوف وغير ذلك مع كون إمامين في صلاة الخوف أقرب إلى حصول الصلاة الأصلية ؛ لما في التفريق من خوف تفريق القلوب ، وتشتت الهمم ، ثم إن محافظة الشارع على قاعدة الاعتصام بالجماعة وصلاح ذات البين ، وزجره عما قد يفضي إلى ضد ذلك في جميع التصرفات لا يكاد ينضبط ، كل ذلك يشرع لوسائل الألفة ، وهي من الأفعال ، وزجر عن ذرائع الفرقة ، وهي من الأفعال أيضا .
الثامن والعشرون : أن السنة مضت بكراهة إفراد رجب بالصوم وكراهة إفراد يوم الجمعة ، وجاء عن السلف ما يدل على كراهة صوم أيام أعياد الكفار ، وإن كان الصوم نفسه عملا صالحا ؛ لئلا يكون ذريعة إلى مشابهة الكفار ، وتعظيم الشيء تعظيما غير مشروع .
( التاسع والعشرون : أن الشروط المضروبة على أهل الذمة تضمنت تمييزهم عن المسلمين في اللباس والشعور والمراكب وغيرها لئلا تفضي (الجزء رقم 15 ، صفحة رقم 26)
مشابهتهم إلى أن يعامل الكافر معاملة المسلم .
( الثلاثون : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي أرسل معه بهديه إذا عطب شيء منه دون المحل أن ينحره ، ويصبغ نعله الذي قلده بدمه ، ويخلي بينه وبين الناس ، ونهاه أن يأكل منه هو أو أحد من أهل رفقته . قالوا : وسبب ذلك أنه إذا جاز له أن يأكل أو يطعم أهل رفقته قبل بلوغ المحل ، فربما دعته نفسه إلى أن يقصر في علفها وحفظها مما يؤذيها ؛ لحصول غرضه بعطبها دون المحل ، كحصوله ببلوغها المحل من الأكل والإهداء ، فإذا أيس من حصول غرضه في عطبها كان ذلك أدعى إلى إبلاغها المحل ، وأحسم لمادة هذا الفساد ، وهذا من ألطف سد الذرائع .
والكلام في سد الذرائع واسع لا يكاد ينضبط ولم نذكر من شواهد هذا الأصل إلا ما هو متفق عليه أو منصوص عليه ، أو مأثور عن الصدر الأول شائع عنهم ، إذ الفروع المختلف فيها يحتج لها بهذه الأصول لا يحتج بها ، ولم يذكر الحيل التي يقصد بها الحرام كاحتيال اليهود ، ولا ما كان وسيلة إلى مفسدة ليست هي فعلا محرما ، وإن أفضت إليه كما فعل من استشهد للذرائع ؛ فإن هذا يوجب أن يدخل عامة المحرمات في الذرائع ، وهذا وإن كان صحيحا من وجه فليس هو المقصود هنا .
ثم هذه الأحكام في بعضها حكم آخر غير ما ذكرناه من الذرائع ، وإنما قصدنا أن الذرائع مما اعتبرها الشارع إما مفردة أو مع غيرها ، فإذا كان الشيء الذي قد يكون ذريعة إلى الفعل المحرم إما بأن يقصد به المحرم أو بأن لا يقصد به ، يحرمه الشارع بسب الإمكان ما لم يعارض ذلك مصلحة توجب حده أو وجوبه ، فنفس التذرع إلى المحرمات بالاحتيال أولى أن يكون حراما ، وأولى بإبطال ما يمكن إبطاله منه إذا عرف قصد فاعله ، وأولى بأن لا يعان صاحبه عليه ، وهذا بين لمن تأمله ، والله الهادي إلى سواء الصراط .
:::المصدر:
من موقع الرئاسه للبحوث العلميه والافتاء:::

Arab!an
29-08-2010, 01:44 PM
شيخ الواقع ..

قريب من منطق الناس .. سهل وبسيط

وصاحب رأي واجتهاد

Breakaway
29-08-2010, 02:25 PM
قاعدة سد الذرائع قاعدة أصيلة في الإسلام ولها أمثله كثيرة من القرآن والسنة ومن سيرة سلفنا الصالح.

لكن هذا المقال لا أدري.. أرى فيه هجوم على هذه القاعدة الشرعية بشكل عام! هل هذا الإيحاء خلقه كاتب هذا المقال وأعاد تفصيله و حياكته حيث ربما تم تجاهل محاور أساسية من هذا الموضوع ذكرها الشيخ والتركيز فقط على نبذها بشكل عام كما هو ظاهر لي؟



عابر سبيل

و المسألة...يجب ان تكون بميزان
من هم اهل لذلك..

لا..ان يتشدد المتشددون
و لا ..ان يبالغ في التفريط..اللامبالون..


كلام طيب، وأظن لو أن الشيخ سلمان ركز على جزء من هذه المسألة وهو الإفراط في التحريم من باب سد الذرائع و ضرب أمثلة على ذلك بدل إطلاق عنوان كبير يعمم وينتقد هذه القاعدة في ذاتها لكان أفضل، فهناك من سيفرح بأي فرصة تهدم بها قاعدة من قواعد الإسلام وإطلاق العنان لمزيد من الحريات والتحرر من فتاوى العلماء والتجرء عليهم، حيث أن هذا المقال(أو ربما الكلام للشيخ سلمان!) ذكر أن
وإن أغلب أهل العلم غلّبوا في فتاويهم كثيراً مبدأ سد الذرائع"

كلام غير واضح المعنى هل هو إنتقاد لأغلب أهل العلم ام ماذا؟!

مطيع الله
29-08-2010, 04:27 PM
سد الذرائع منهج أصولي ليس بيد فلان أو فلان كسره، وتجاوزه،
قد يكون الشيخ عنى شيئاً آخر،
وقد آتى كل ما لديه في هذا العمر المديد، فلما لم نسمع هذا الرأي منه إلا عبر العبرية؟
لو أورد الشيخ مثالاً، لكان أوضح للفهم،
والعبرية لدي من المكذبين.

قال ابن المبارك:"إذا اختلفتم في شيء فردوه إلى أهل الثغور"
وأهل الثغور معروفون لدينا والحمد لله، ولديهم من العلماء وطلبة العلم، ما يصدق قولهم فعلهم،
فهم علماء مجاهدون في الثغور.

Breakaway
29-08-2010, 04:33 PM
سد الذرائع منهج أصولي ليس بيد فلان أو فلان كسره، وتجاوزه،
قد يكون الشيخ عنى شيئاً آخر،
وقد آتى كل ما لديه في هذا العمر المديد، فلما لم نسمع هذا الرأي منه إلا عبر العبرية؟
لو أورد الشيخ مثالاً، لكان أوضح للفهم،
والعبرية لدي من المكذبين.

قال ابن المبارك:"إذا اختلفتم في شيء فردوه إلى أهل الثغور"
وأهل الثغور معروفون لدينا والحمد لله، ولديهم من العلماء وطلبة العلم، ما يصدق قولهم فعلهم،
فهم علماء مجاهدون في الثغور.


أين هم أهل الثغور ؟ :)

طرفه
29-08-2010, 04:45 PM
سد الذرائع منهج أصولي ليس بيد فلان أو فلان كسره، وتجاوزه،
قد يكون الشيخ عنى شيئاً آخر،
وقد آتى كل ما لديه في هذا العمر المديد، فلما لم نسمع هذا الرأي منه إلا عبر العبرية؟
لو أورد الشيخ مثالاً، لكان أوضح للفهم،
والعبرية لدي من المكذبين.

قال ابن المبارك:"إذا اختلفتم في شيء فردوه إلى أهل الثغور"
وأهل الثغور معروفون لدينا والحمد لله، ولديهم من العلماء وطلبة العلم، ما يصدق قولهم فعلهم،
فهم علماء مجاهدون في الثغور.




أتق الله في نفسك هل هذى آية قرانية او حديث عن الرسول علية الصلاة والسلام كي نتبعه
بل نرده لسنة رسول الله والخلفاء الراشديين

هاب ريح
29-08-2010, 04:56 PM
[size="6"]

وقال العودة في برنامجه الرمضاني اليومي "حجر الزاوية" على قناة mbc1، الخميس 26-8-2010،إن من ينادون بسد الذرائع وضعوا سدا عاليا بين الناس ودينهم، مبينا أن كثيرا من الأحكام التي تبنى على هذه القاعدة معقولة في بلد معين وغير معقولة في بلد آخر،فالعادات والتقاليد تختلف من بلد إلى آخر، فلا يمكن إجراء الأحكام في مصر والعراق وماليزيا وإندونيسيا مثلا على القاعدة نفسها، بسبب اختلاف البيئات بين البلاد .

[color="black"]فهم خاطئ .. من زاوية ضيقة
وضرب مثلا بأن الفهم الخاطئ لقاعدة سد الذرائع جعل البعض ينظر إلى المصلحة من زوايا ضيقة، فيعمد أحدهم إلى طرح يضمن استمرارية تقديمه لدرس علمي مثلا، ويعتبر أن المصلحة الأهم هي استمرار الدرس،بدون الاهتمام بما هو أهم من مصالح الناس الاجتماعية، والنظر إلى مصلحة المسلمين في العالم.

وأكد العودة أن قاعدة سد الذرائع تعتبر منعا قانونيا مبنيا على المصلحة أكثر من كونه حكما شرعيا، ويعتمد على مرحلة تحمل متغيرات معينة جعلت المفتي يختار منع الناس من فعل شيء سدا لباب الذرائع، خاصة وأن "كل شيء فيه ذريعة، وكل شيء يمكن أن يوظف سلبا أو إيجابا"،مبينا أن ترغيب الناس في الخير وحثهم عليه، أفضل من المنع المتشدد سدا للذرائع.

وقال إن الحديث للناس عن الدين كحافز يرغبهم في الخير، بتوجيه الناس لتطوير مجتمعاتهم واقتصادهم،ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا أن الدين جاء أساسا بالحفز والترغيب،لأن النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء، ولذلك أغلقوا كثيرا من الأبواب مثل الإعلام والفن والرياضة.









بارك الله في الشيخ العودة

شكرا على النقل والعقول النيرة بالمنتدى

pink girl
29-08-2010, 09:03 PM
شيخ الواقع ..

قريب من منطق الناس .. سهل وبسيط

وصاحب رأي واجتهاد


الواقع متغير ...فواقع الامس غير اليوم . وهو متغير لتغير الظروف الزمانية والمكانية والمعرفة التي لها دور في الحكم على الامور من زوايا مختلفه تبعا للتحصيل العلمي والمستوى الادراكي للافراد ... أذن ونتيجة لذلك يتغير الفقه الاسلامي لان الفقه هو الوجه القانوني للشريعه . وهذه سنة الله في خلقه (ولن تجد لسنة الله تبديلا ) وهذه الاية جازمه مانعه لا تعتريها السنن ولا حتى القوانين الفيزيائية التي تطال كل شئ .

فتحية لعقل التنويري الشيخ سلمان ولاراءه الشجاعه التي سوف يصرح بها مستقبلا انشاالله بجرأه اكثر ناسفا الثقافة السائده في المجتمعات العربية .

Bu Rashid
29-08-2010, 09:51 PM
نقلت الموضووووع ولم تبدء المشاركات الا بعد يووووم من الاخ الشقيان
ومن ثم المداخله والرابط من الاخ انتعاش
والسبب مني والله اعلم بسبب العنووووان وتم التعديل ( شكرا للاداره)
ولكن الاهم في ذلك ان هذى الموضووووع في غاية الاهمية
ويجب قراءة الموضوع وفتح رابط اللقاء في مداخله الاخ انتعاش لانها مهمه جداٌ

اشكرك جميع من الاعضاء التي شاركت في الموضووووووع
الشقيان
انتعاش
عابر سبيل ( السمي وهم قطراووووي)
مشوووار
ارابيان
بريك اواي
مطيع الله ( مع اني دائما اختلف معه الاراء )
طرفه
هاب ريح
بنج جيرل

واقوووول الحمد لله ان منتدانا الى الان بخير
وان هناك العقووووول النيره التي تقراء وتستمع
والسموحه انني لا استطيع الكتابه كثيرا في هذى الموضوع
لان معلوماتي بسيطه في هذى المجال
واتمنى للجميع التووووفيق

ليلة
29-08-2010, 09:55 PM
بارك الله في الشيخ العودة

شكرا على النقل والعقول النيرة بالمنتدى


الواقع متغير ...فواقع الامس غير اليوم . وهو متغير لتغير الظروف الزمانية والمكانية والمعرفة التي لها دور في الحكم على الامور من زوايا مختلفه تبعا للتحصيل العلمي والمستوى الادراكي للافراد ... أذن ونتيجة لذلك يتغير الفقه الاسلامي لان الفقه هو الوجه القانوني للشريعه . وهذه سنة الله في خلقه (ولن تجد لسنة الله تبديلا ) وهذه الاية جازمه مانعه لا تعتريها السنن ولا حتى القوانين الفيزيائية التي تطال كل شئ .

فتحية لعقل التنويري الشيخ سلمان ولاراءه الشجاعه التي سوف يصرح بها مستقبلا انشاالله بجرأه اكثر ناسفا الثقافة السائده في المجتمعات العربية .



سلمان العودة وآخرون غيره نماذج لشخصيات انقلبت من تطرف (تكفير الدولة والمجتمع) إلى تطرف مضاد (الإباحة التامة تقريبا لكل شيء يرضي أهواء الجماهير)

من بعض سقطاته (وكان في شهر العبادة والقرآن رمضان) في برنامجه على قناة إم بي سي -وما أدراك ما قناة أم بي سي- حيث قال نصا : "وهل فلسطين تحرر بمزيد من الصلاة والصيام؟!"

و من عجائبه ، فتواه بجواز اقامة أعياد الميلاد التي خالف فيها اجماع علماء المسلمين منذ فجرالإسلام إلى القرن الحالي .


و كمجازاة له على مسلكه الغريب في الفتيى والتنظير ، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية -وما أدراك ما وزارة الخارجية الأمريكية- ضمن "شيوخ الإعتدال" (المرضيّ عنهم أمريكيا)

و نعم الشهاده !!



و لطالما أثنى عليه بني ليبرال و استشهدوا بـ"فتاواه" العجيبة الغريبة ويعتبرونه "شيخ المرحلة"

و نعم المادحين !!
.

عابر سبيل
29-08-2010, 10:34 PM
الاخ الكريم/ مشوار..
تسلم على جهدك الغزير
و بارك الله فيك و جزاك الله خير
على ما اجتهدت في جلبه لنا...
طبعا..لمن احب ان يقرأ و (ينوّر) بصيرته
بالخلفيات او التأصيل الاصيل..لمثل هالمسألة..
و من قال..و ماذا قيل..
سابقا..قبل..لاحقا!






كلام طيب، وأظن لو أن الشيخ سلمان ركز على جزء من هذه المسألة وهو الإفراط في التحريم من باب سد الذرائع و ضرب أمثلة على ذلك بدل إطلاق عنوان كبير يعمم وينتقد هذه القاعدة في ذاتها لكان أفضل، فهناك من سيفرح بأي فرصة تهدم بها قاعدة من قواعد الإسلام وإطلاق العنان لمزيد من الحريات والتحرر من فتاوى العلماء والتجرء عليهم، حيث أن هذا المقال(أو ربما الكلام للشيخ سلمان!) ذكر أن

كلام غير واضح المعنى هل هو إنتقاد لأغلب أهل العلم ام ماذا؟!



سديدي الكريم /Breakaway..

لو انتبهت..ان الموضوع
المقتبس من موقع (العربية)

دلس كثيييرا في القضية!
و هو تدليس..(اعلامي) ..
لو ما كان في مثل هالقضية..لقلنا انها
مهنتهم و حنكتهم...
لكنها...لماتكون في مثل هالقضايا..

فيجب..على اي منصف و خايف ان يتقول على الناس...
علماء/ مشايخ/دعاة ..بالذات
ما لم يقولوه..
و لا ان يفسر كلامهم..باكثر مما عنوه..

يجب هنا..الوقوف و القرااااءة بادق من الدقة..

لذلك..كان الاستماع للرابط للمسمع من الحلقة مهم جدا
عند تداول و مناقشة..ما قيل و ما لم يتم القول به!
يعني..
المسالة كانت من ضمن سؤال طرح على الشيخ..

لكن..المقال (العربي)..قد اتى بمفاهيم..
ليس شرطا انها تُفهم بالمعنى او السياق
الذي كتبوه هم...
فمن استمع للشيخ-هنا- بدقة
و لمن..عرف او استمع و قرأ كثيييرا
لعطاءاته في امكان اخرى!

اضف الى ذلك..
ان العنوان..
هو من صنع (العربية)
و لا يظهر انه عنوان الحلقة التي
تكلم فيها الشيخ ..نفسه!

ولو دققنا
بان الكلام في المقال..
من بعد العنوان الثانوي (المبالغة منعت المباحات)
هو..ليس بكلام للشيخ سلمان نفسه..
و لا هي..اصلا..من ضمن لقاء قام به محرر العربية مع كل الاسمااء التي
اتت في مقالته..

لكنه..التدليس بعينه و التلبيس على عقول المتلقين..

فنحن يا اخي..
نقرأ العنوان...الذي نُسب الى الشخ العودة..
و تلقائيا..يقع الكثيرون في اللبس
بان كل ما أتى بعده
هو من كلام الشيخ نفسه..

لكن..الحقيقة..تقول..انه ليس هكذا..
و اضف..انه..حتى ما نسب الى غيره من مشايخ..
لا يمكن..لاي (منصف...خايف الله في نفسه و غيره)
ان يأخذه على عواهنه..و ينسبه بالمعنى الذي
سِيق فيه...للمشايخ اوالمصادر التي
تعمدت العربية...امعانا في التلديس والتلبيس..
بالاتيان باسمائهم..

لاضافة قوة و حجة..على من قد ..
يشكك في كامل القضية المطروحة
من قبلهم...لا الكلام او السؤال الذي
أُلقي على الشيخ سلمان و اجاب عليه!

*
*
،،
اختم يا اخي.. لك و لكل مهتم..

باننا..يجب ..ان ندقق و نتعلم(لأنفسنا)
ما نأخذه من الاعلام..
و ما لا ينبغي ان ننسبه للمشايخ و العلماء..
اكان في الشرع او حتى غيره..
قبل..ان نتثبت..و من ثم..
نثبت الكلام بانه..هكذا..

ننتبه..انه هنالك كلام في المقال..
نسب الى
1) (البعض)!!؟؟؟

من هم ..هؤلاء البعض؟


2) الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان،
3) حصة بنت محمد آل الشيخ
4)القاضي السعودي السابق والكاتب الفقهي الشيخ محمد الدحيم
5)الشيخ عبد المحسن العبيكان

و بعد كل ذلك.
للنظر الى الخاتمة المسمومة...
التي تقول
"
وتشير جملة هذه الآراء في قاعدة سد الذرائع، التي أصبحت واضحة فقهيا، إلا أن البعض لا يزالون يعتبرونها من مسلمات الشريعة الإسلامية، ومكونا أساسيا لا يمكن المساس به، وهو ما أوقع الكثير من المسلمين في حرج دون أن يكون له داع في واقع الأمر.

"

وهو..كلام غير منسوووب لاي احد ممن ورد ذكرهم
في المقال..من اوله لاخره..

الا..انه..يحق لنا ان ننسبه
لمحرر العربية..و العربية بعينها..

و كلن..ما يلوم الا نفسه
اذا..احب ان يأخذ كل (سالقطة و لا قطة)
من هذه القناة..او تلك الصفحة الالكترونية!
*
*
،،
هذا...فقط..استرسال لتعقيب على كلامك
و كلام..كل من قد يسند كل الامر الى (فلان)
و خاااصة ..العنوان..

للانتباه (لألاعييييييب) الاعلام...

Q.N.B
29-08-2010, 10:38 PM
سلمان العودة وآخرون غيره نماذج لشخصيات انقلبت من تطرف (تكفير الدولة والمجتمع) إلى تطرف مضاد (الإباحة التامة تقريبا لكل شيء يرضي أهواء الجماهير)

من بعض سقطاته (وكان في شهر العبادة والقرآن رمضان) في برنامجه على قناة إم بي سي -وما أدراك ما قناة أم بي سي- حيث قال نصا : "وهل فلسطين تحرر بمزيد من الصلاة والصيام؟!"

و من عجائبه ، فتواه بجواز اقامة أعياد الميلاد التي خالف فيها اجماع علماء المسلمين منذ فجرالإسلام إلى القرن الحالي .

و كمجازاة له على مسلكه الغريب في الفتيى والتنظير ، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية -وما أدراك ما وزارة الخارجية الأمريكية- ضمن "شيوخ الإعتدال" (المرضيّ عنهم أمريكيا)

و نعم الشهاده !!

و لطالما أثنى عليه بني ليبرال و استشهدوا بـ"فتاواه" العجيبة الغريبة ويعتبرونه "شيخ المرحلة"

و نعم المادحين !!
.

الله يجزا والديك الجنة قول آمين

ليلة
29-08-2010, 11:14 PM
الله يجزا والديك الجنة قول آمين

ووالديك الفردوس الأعلى أخي الفاضل

آميــــن


و حتى يكون كلامنا موثقا وبالدليل

إليكم ثناء وزارة الخارجية الأمريكية في سلمان العودة . و سيلفت انتباه أصحاب العقول (لا الأهواء) خصوصية الشخص الذي أثنى على سلمان العودة . إنها -و لا فخر- مستشارة وزارة الخارجية السابقة "المكلفة بتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي" !!!
والغريب أن موقع سلمان العودة (الإسلام اليوم) قد طار فرحا بهذا المدح والثناء و علقه كشهادة فخر في الموقع !!!

لكن تأملوا جيدا . كان عنوان المقال -الشهادة الفخرية- أول مانزلوه في موقع (الإسلام اليوم) "هيوز تشيد بموقف الشيخ سلمان العودة من الإرهاب" . ولكنهم انتبهوا إلى أن هذا العنوان فضائحي نوعا ما لأنه لا يخدم صورة الشيخ في عالم يعاني من جرائم أمريكا ، ليغيروه فيما بعد إلى "هيوز : لا نبرر استهداف الأبرياء وقتلهم" . ليغيروا رأيهم للمرة الثانية ويستعيرون عنوان المقال من جريدة الوطن ويصبح أخيرا : "سلمان العودة في مقال كارين هيوز" !!!

و ربما ينتهون آخر المطاف إلى حذفه ولذلك نورد لكم صورة (تذكارية) لـ"الشهادة الفخرية" التي يطير بها الموقع الذي يشرف عليه سلمان العودة

http://qtr888.com/up/download.php?img=3890 (http://qtr888.com/up/download.php?img=3890)

نص المقال :



في وصفها للتحولات الثقافية والفكرية في السعودية والعالم الإسلامي تجاه فكر الإرهاب، أشادت وكيلة الخارجية الأمريكية السابقة لشؤون الدبلوماسية العامة، كارين هيوز، بالشيخ الدكتور سلمان العودة، ووصفته في مقالها المنشور في "نيويورك تايمز" بالتزامن مع الزميلة "الشرق الأوسط" بأنه علامة على التحول البناء في بنية الخطاب الإسلامي تجاه القاعدة. أشادت كارين هيوز بموقفه الشجاع في رسالته الأخيرة التي حرمت سفك الدماء وشجبت أعمال التنظيم، وأعلنت البراءة شخصاً وديناً مما يفعله زعيمها "الشيخ" من انتهاك لحرمة النفس البشرية. وأنا على الخط معها أشيد بموقف الشيخ الدكتور، بل أعتبر موقفه الأخير إضافة وإضاءة في محيط الذين سكتوا وصمتوا من ذات الفصيل وعطف الخطاب وانظروا لحالة "ذات الشيخ" مع المقاربة بالمقارنة لفريق الصمت لتعرفوا أنه اليوم من بينهم يحظى بمصداقية واهتمام لافت جعلت منه صاحب "الكلمة" وحجر الزاوية في تشكيل طيف الخطاب الجديد. كم هو جمهور اليوم بالمقارنة مع من سواه؟




ولمن يريد متابعة المقال كاملا على موقع جريدة الوطن السعودية إليه هذا الرابط :
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2640&id=3603&Rname=22
.

إنتعاش
30-08-2010, 12:45 AM
اشكرك اخوي عابر سبيل على التنبيه

ولتسمحوا لي بنقل ما تم كتابته عن هذه النقطة تحديداً في موقع الشيخ الدكتور سلمان العودة تحديدا ً
حتى نتبعد عن التساؤلات وعن الشك في مصدر النقل للمعلومة السابقة - قناة العربية -

فلنقرأ بهدوء .. وتأني قليلا ً .. فيما جاء بموقع الشيخ الدكتور سلمان العودة

- - - - - -

أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أنه يجب على قيادات العمل الإسلامي ألا تستحسن أو تستعذب أن يكون هناك طاعة أو تبعية باسم الطاعة الشرعية، مشيرًا إلى أن هذه ليست حكومة لها بيعة عامة بحيث تجب طاعتها، داعياً إلى ضرورة الانتقال بالعمل الإسلامي من الدهاليز السرية والخصوصيات إلى الميدان العام، لافتًا إلى أنه لا يستطيع الإسلاميون وحدهم أن يستفردوا به ما لم يكن هناك تقبل اجتماعي.



وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة الخميس من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc، والتي جاءت تحت عنوان "الخطاب الديني 2" ـ: إن بعض الدول تسمح للإسلاميين بالعمل السياسي والمشاركة والحضور أو على الأقل إقامة جمعيات، وكل بلد له ظروفه، ولكن هذا من الممكن أن يكون دعوة للإسلاميين إلى أن ينزلوا للميدان ويتخلوا كثيراً عن الأعمال والدهاليز الخاصة والأعمال السرية ويكونون في حالة شفافية مع المجتمع من حولهم.



الإسلاميون.. والخطاب الديني

وتعقيبًا على مداخلة تقول: إنه يؤخذ على الإسلاميين أنهم من أشعل فتيل الخطاب الديني فوُجه من خطاب إصلاحي إلى خطاب متصادم، قال الشيخ سلمان: إن الإسلاميين واقع موجود أياً ما سميناهم، وبكل طوائفهم، سواء كانوا إخواناً أو سلفيين أو جماعات وعظية أو أي تيارات أخرى، فهذا الاسم الذي يستوعب الجميع هو جزء من الواقع، مشيرًا إلى أنه قبل ثلاثين أو أربعين سنة كانت التيارات اليسارية ـ على سبيل المثال الاشتراكية وغيرها ـ تعمل في الوطن العربي بجدية وتستوعب كثيراً من الشباب في معسكرات ومخيمات وأسفار، ولكن عندما ننظر اليوم نجد أن كثيراً من هذه التيارات قد تبخرت وانتهت ولم يعد لها وجود إلا بقايا من الناس الذين يتحدثون ويقولون كنا في الماضي.

وأضاف فضيلته: بينما فيما يتعلق بما يسمونهم بالإسلاميين، فهم الرقم الذي لا يزال موجوداً ولا يزال يحتفظ بقوته وحيويته ومناشطه وعلاقاته بالشباب وبرامجه، مشيرًا إلى أن جزءًا من السبب في ذلك هو قوة المرجعية التي يأوون إليها ويستمدون منها قوتهم، ولذلك فإنه من المهم أننا حينما نعالج هذا الملف نعالجه باعتدال، فلا ينبغي أن ننظر للإسلاميين على أنهم كما لو تماهوا مع الإسلام، أو كأنهم هم الإسلام أو يشكلون الرؤية الشرعية، ولكن أيضاً لا يكون هذا مدعاة إلى التحامل، لأن جزءاً من الصراع الماضي ما بين التيارات ربما يأخذ طابعاً آخر في وسائل إعلامية أو غيرها.



مشروع نهضوي

وأوضح الدكتور العودة أنه يمكن النظر إلى الإسلاميين كجزء من الوطن العربي، أو جزء من الثقافة العربية، أو جزء من الواقع، أو جزء من المشكلة، لعيوبهم وأخطائهم وخلافاتهم فيما بينهم وصداماتهم والمثالية أحياناً في افتراض صورة معينة ومحاولة فرضها على الواقع وكأن هذه الأجندة والواقع جاهز لاستقبالها بكل السلبيات والأخطاء والعيوب، لكن يظلون جزءًا من هذا الواقع، مثلما نتحدث عن عيوب الحاكم أو العالم أو المواطن أو رجل الأعمال فقط.

وتساءل فضيلته: هل من سبيل؟ وهل هناك إمكانية؟، فإنني أدعو إلى هذا على الأقل نظرياً، بأن لا يكون هناك دائماً تحضير لحرب، وأن لا تكون هذه التيارات المختلفة مهمتها أن تتصارع، ولكن هل يمكن أن نفكر بمشروع نهضوي يكون الإسلاميون طرفاً منه أو جزءاً منه لكن لا يمثلون الإسلام نفسه، بل يمثلون رؤيتهم أو رؤية المواطن أو العالم أو حتى يمثلون إنسانًا قوميًا أو وطنيًا عنده جزء من الرؤية وله جزء من الحق في مثل هذا المشروع، فهذه كما يقال غنيمة لنا فيها سهم.



قداسة.. وإقصاء

وفيما يتعلق بأن هناك من يعارض استخدام الإسلاميين لقداسة الثابت والناس في إقصاء كل من يخالفهم، قال الشيخ سلمان: هذه نقطة يجب أن تزال، مشيرًا إلى أنه ذات مرة كان الناس يختلفون في البرلمان فواحد منهم رفع المصحف كمثال، لافتًا إلى أن هذا يعد توظيفًا للنص الشرعي، مشيرًا إلى أن كونه إسلاميًا لا يعني أنه مقدس أو معصوم، ولذلك ينبغي أن يكون لدينا قدر كبير من نقد الذات.

وذكّر فضيلته بشجاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية، وهي ليست محل جدل، لكن ليست هي الشجاعة في المعركة أمام العدو، فهذا أمر ربما يوجد عند الكثيرين، لكن أن تكون شجاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه حتى عمر -رضي الله عنه- نفسه « أَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ قَالَ « بَلَى ». قَالَ فَعَلاَمَ نُعْطِى الذِّلَّةَ فِى دِينِنَا فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: « أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَهُ وَلَنْ يُضَيِّعَنِى ».



التغيير بالقوة

وفيما يتعلق بأنه مما يحمد لكثير أو لبعض من الجماعات الإسلامية قدرتها على مراجعة أنفسها، تحت عنوان "مراجعات"، قال الشيخ سلمان: إن الجماعات هي عبارة عن نظام واسع، مؤكدًا أن عملية التصحيح والتغيير والمراجعة ضرورية للجميع، فالجماعة نفسها وسيلة وليست غاية، ولذلك لا يجب أن تتحول إلى هدف وأن يكون الفصل بيننا وبين الناس على أساس هذه المجموعة.

وأضاف فضيلته أنه فيما يتعلق بالجماعات التي حملت يومًا من الأيام لواء التغيير بالقوة، واستخدمت القوة للتعبير عن رأيها أو حتى لفرض رأيها على المجتمع، فقد وجدت لفترة من الفترات في مصر وليبيا والمغرب العربي ودول الخليج العربي واليمن، ولا نزال نعتبرها واحدة من أشد وأعظم التحديات.



مراجعات تصحيحية

وأردف الدكتور العودة: إننا إذا تحدثنا اليوم عن الصومال كنموذج فمن الممكن أن أي بلد إسلامي يصبح يومًا من الأيام مثل الصومال لأن هناك فئة من الشباب عندها قناعة أن تفرض رأيها بالقوة، وهي تعتقد أنه لا حل لهذا الواقع السيئ إلا باستخدام السلاح، وتغفل عن أن هناك قوى معارضة لها وأن استخدام السلاح سيغري الآخرين باستخدامه، والناس عندهم حتى أسلحة نووية، مما يفضي لتحويل المجتمعات الإسلامية إلى بؤر للصراع.

وتابع فضيلته أنه حدثت في مصر مراجعة وخرجت الكتب ولكنني أشير وأشيد بمراجعة في ليبيا كان من نتيجتها إصدار هذا الكتاب الذي هو بعنوان (دراسات تصحيحية)، فلقد قابلت هؤلاء الشباب خلال زيارتي لليبيا وبالذات الشيخ عبد الحكيم وهذا هو أكبرهم وقائدهم ، كما قابلت مجموعة أخرى لا زالت موجودة في سجن أبو سليم وهم حوالي أربعمائة وخمسين، فوجدت أنه يصلح هذا النمط الذي عملوه برقيّهم وعلمهم ومعرفتهم وأنهم لم يصلوا يوماً من الأيام إلى التطرف الفكري أو الخروج أو الخوارج.



العدل مطلوب

وأكد الشيخ سلمان على أهمية العدل مع الجماعات الإسلامية، بل حتى مع الظالمين، فإننا ينبغي أن نعدل، مشيرًا إلى أن البعض يصف هؤلاء بأنهم خوارج، مما قد يغريهم بأن يصروا على ما هم عليه، فالذين يحملون السلاح يخرجون عن الدولة لكن لا ينطبق عليهم تعريف الخوارج في العهد النبوي لأن الخوارج يُكفّرون عوام المسلمين بالمعاصي، ومن زنا عندهم فهو كافر ومن شرب الخمر عندهم فهو كافر ومن سرق فهو كافر.

ولفت فضيلته الانتباه إلى أن هؤلاء الناس عندهم موقف سياسي، ونحن نثني على تصحيح هذا الموقف وتراجعات ومراجعات من أهمها المراجعة في ليبيا والتي تمثل انضباطاً شرعياً عقدياً والتزاماً بما عليه أهل السنة، وذلك بحسب ما قرأته وكتب عنه الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور أحمد الريسوني والشيخ صادق الغرياني من علماء ليبيا، فكلهم كتبوا تقريظاً لهذه المراجعات وأنها تمثل انضباطاً شرعياً.



تجربة إيجابية

وأردف الدكتور العودة أنهم كان لهم إعلان صريح بوضع السلاح وعملية الإصلاح، بل أكثر من ذلك أن هؤلاء الإخوة حدثوني ومنهم الأستاذ عبد الحكيم أن عندهم فكرة إيجاد مركز دراسات يتعلق بهذا الموضوع ويعالجه من جميع الجوانب ويجمع كل الدراسات والبحوث والمشكلات التي يمكن أن تتعلق به، وهذه تجربة إيجابية بكل المقاييس.

وتابع فضيلته أنه كما أن هؤلاء الشباب يحمدون على شجاعتهم في إعلان المراجعة، فإن الحكومات ينبغي أن تشجع مثل هذه المبادرات، من خلال استيعاب هؤلاء الناس ضمن الحياة الاجتماعية، وعودتهم إلى أعمالهم ووظائفهم وأسرهم وحقهم الطبيعي في الحياة وفي التعبير عن النفس وفي التعبير حتى عن الاختلاف، لافتًا إلى أن هذا مما يشجع لأنك لا يمكن أن تطلب من أحد أن يعلن تراجعاً تاماً بينما أنت متلبس بخطأ لا تملك القدرة على مراجعته أحياناً.

وذكر الشيخ سلمان أن النموذج الليبي في المراجعات يستحق أن يكون نموذجًا يحتذى به ويشجع.. يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: « مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا ».

وأضاف فضيلته: أريد أن نكون شجعان في التراجع مثلما نكون شجعان أحياناً في الإقدام والإحجام مثلما يقول ابن القيم: (الصبر في الإحجام مثل الصبر في الإقدام)، ومن هذا المنطلق فإنني أكرر دائماً أهمية مثل هذا الموضوع، وأنا متأكد أن كل المخلصين سيصلون إلى مثل هذا الأمر لكن منهم من يتقدم ومنهم من يتأخر.



الإسلاميون.. والعمل السياسي

وردًّا على سؤال يقول: ما هو الصواب في تبني حركات إسلامية أو إسلام حركي تتماهى أكثر قضاياه مع الشأن السياسي، قال الشيخ سلمان: إنه لا ينبغي أن يكون العمل الإسلامي كله مندرجاً في هذه القضية، فالإسلام أوسع بكثير من السياسة، كما أنه أوسع بكثير من العمل الإسلامي والجماعات الإسلامية.

وأضاف فضيلته: لكن من حق أي أحد ـ وإن كان منسوباً إلى جماعة إسلامية أو غير جماعة إسلامية ـ أن ينغمس في هذا الميدان مثله مثل أي مواطن بصفته هو كفرد أو كجمعية أو كحزب وليس باسم الإسلام نفسه.



حاجة فطرية

وردًّا على سؤال يقول: هل الخطاب الديني يلبي الحاجة للتدين في النفس وهل هي حاجة غريزية فطرية؟، قال الشيخ سلمان: إنه لا شك أن الخطاب الديني أو التدين حاجة فطرية عظيمة، ولذلك ربما تجد في حضارات الأمم كلها مدناً بلا مدارس أو مصانع أو سجون، ولكنك لن تجد مدناً بلا معابد، فالدين هو الحادي والرفيق للإنسان في كل ظروف الحياة، مشيرًا إلى أن الرغبة في التدين هذه ليست فقط مجرد حاجة، ولكنها فوق الحاجة، فهي ضرورة.

وأضاف فضيلته أن طبيعة الحياة وصعوباتها وتحدياتها والمشكلات التي تواجه الإنسان حتى من داخل النفس، والأسئلة الصعبة التي تفرض نفسها على الإنسان فيما يتعلق بالكون والحياة والمستقبل، تجعل من التدين ضرورة، فإذا انبتّ الإنسان عن الإحساس بالتدين والاتصال بالله -سبحانه وتعالى- (فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)(الحج: من الآية31).



سعادة.. وتقوى

وأوضح الدكتور العودة أن التدين هو ضرورة حتمية، فهو سر السعادة، ولكن من المهم أن يكون نمط التدين الذي نتلقاه هو التدين الذي يلبي هذه الحاجة والذي يخاطب هذه الطبيعة الإنسانية، بحيث يكون تعرفنا إلى الله -سبحانه وتعالى- الله الرحمن الرحيم الذي كلما قمنا أو قعدنا هتفنا باسمه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم التي نبدأ بها أحاديثنا، فلا يكون في هذه الأحاديث -مثلاً- غيبة ولا نميمة ولا سب ولا محاكمات للعباد بحيث أن نجعل الدين سوطاً نسلطه على العباد ونحاكم عليه الناس في قربهم أو بعدهم أو دخولهم الجنة أو النار.

وأكد فضيلته على ضرورة ألا يتحول الدين إلى أن يكون وصاية على العباد، وإنما يكون الدين تقوى يهذب اللسان، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل وأشار إلى لسانه: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا». فقال يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »، فكم من كلمة يقولها العبد لا يلقي لها بالاً كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِى بِهَا فِى النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ».

وأردف الشيخ سلمان أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول: « وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ »، وهذا حديث ذكره أهل العلم وحسّنه جماعة، واحتج به ابن تيمية وطوّل الدندنة حوله، وهذا يشير إلى أن الناس بخير والذين عندهم أصل التوحيد والإيمان والطاعة لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- من حيث الجملة هم في عداد الناجين بإذن الله تعالى، فمعرفتنا بالله -سبحانه وتعالى- وأسمائه وصفاته، وعدم تغليب جانب العذاب والنكال في علاقتنا بالناس أمر مهم جدًا، وعلى سبيل المثال، فقد نأتي لإنسان مؤمن بالله صائم رمضان يصلي في المسجد ثم نقرعه دائماً بسياط التأنيب والتوبيخ والتهديد وأنه لا يقبل منه عمل.

ولفت فضيلته إلى أن هذا كثيراً ما يصرف الناس عن التدين أو يجعلهم يشعرون بأنهم يرتقون جبلاً صعباً، مؤكدًا على ضرورة أن يكون تصور الإنسان عن ربه فيه جانب الحب والرحمة إلى جانب الخوف، فإن هذا الإحساس من شأنه أن يجعل الناس يقبلون على الطاعة ويشعرون بأن الله تعالى قريب منهم، فإذا عملوا طاعة شعروا بأنها محل القبول فأسعدهم ذلك وإذا عملوا معصية شعروا بأن الله تعالى قريب وأنه « يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِىءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا »، وأنه ينادي (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(الزمر: من الآية53).

إنتعاش
30-08-2010, 12:47 AM
توظيف النص

وذكر الدكتور العودة أن مفهوم التدين يتعرض-أحياناً- لتهتك، وذلك لأن طبائع الناس ونقائصهم وعيوبهم وخصوماتهم سواء كانت خصومات قبلية أو مناطقية أو ثقافية -أحياناً- من أسهل الأشياء أن تستدني الدين ليكون أداة للخصومة، فكل واحد يفر على الثاني، وبالتالي يصبح مفهوم التدين قد تعرض لكثير من الإشكالات بسبب توظيفه -أحياناً- في حالات عداء أو خصومة، مشيرًا إلى أن فضيلته كتب مقالاً عنوانه " توظيف النص"، ذكر فيه أن جماعة كان بينهم خصومة وهم أبناء عم، وكانت خصومة على أرض، وهذا يعتقد أنهم ظالمون له، وبحكم أنه طالب خريج شريعة جاء وقت الصلاة وقام يصلي بهم فبعدما قرأ الفاتحة تلقائياً عمد إلى قول الله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم:42)، وتلا هذه الآيات !.

وتابع فضيلته: يا أخي الصلاة مبدأ وهمّ للجميع وأنت تناديهم إلى الصلاة، والقرآن للجميع أيضاً، وهذه الخصومة يقضي فيها قاضي الدنيا، وإن لم يقض فيها الآن يقضي فيها الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة، مشيرًا إلى أنه لا يصلح أن نوظف الصلاة والقرآن الكريم والنص الشرعي لصالح خصومة، وعلى سبيل المثال، فقد كنا ذات مرة في ندوة، وكانت هناك أخت ربما لم تحسن إدارة الندوة فسرعان ما وظّف أحد الحاضرين قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» في هذا الخصوص.



شفافية.. ونقاء

واستطرد الشيخ سلمان أن الإنسان في هذه الحالة يجعل النص على محك الرد، وعلى سبيل المثال، فإن شخصًا يختلف مع زوجته، فتجده تلقائياً يقول: لا غرابة فالنساء ناقصات عقل ودين، مشيرًا إلى أن توظيف النص، وإن كان نصاً قرآنياً أو نبوياً، في حالة خصومة أو خلاف مع طرف من الأشياء التي يجب للمخلص لدينه أن ينأى بنفسه عنها، وأن يكون الدين هو روح التسالم والتصالح والتسامح والمحبة بين الناس.

وأكد فضيلته على ضرورة نشر هذا المعنى وتأكيده لأنه معنى عظيم، فعندما يقرأ الإنسان القرآن يجد فيه الكثير، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)(البقرة: من الآية27) وذلك على سبيل العيب والذم لهم، لكن لم يذكر ما هو ضد ذلك، لافتًا إلى أنه مهم تأكيد معنى أن الدين ضرورة وأن من ضرورة الدين أن نعيد شفافيته وصفاءه ونقاءه.



علم.. وأخلاق

وتعقيبًا على مداخلة تقول: إنه قد يكون حاضراً لدى بعض أصحاب الخطاب الديني روح التسامح والصفاء لكن -أحياناً- تعوزهم اللغة المتصالحة ويكون هناك زيادة في نبرة القسوة في اللغة مما يعتبرها الآخر وصاية وقسوة، قال الشيخ سلمان: لذلك فإنني لا أتخيل علمًا بدون أخلاق، فالأخلاق جزء من العلم الشرعي، كما أن العلم الشرعي إنما يراد للعمل والذي بدوره يتصل بالخُلق، لافتًا إلى أن الأئمة الأربعة -رضي الله عنهم- باعتبار أنهم مجددون وقادة للتغيير في مرحلة من المراحل كانوا أئمة في الفقه والاختلاف وأئمة في الأخلاق كما كان الشافعي -مثلاً- في علاقته مع أحمد، وفي علاقته مع الإمام مالك، في علاقته مع الحنفية.

وأضاف فضيلته أن الأئمة كانوا نموذجاً للعلم والاختلاف وحق الاختلاف والفقه، وفي الوقت ذاته حق الأخلاق فيما بينهم، "ألا يحسن أن نكون إخوة وإن لم نتفق في مسألة من المسائل "، كما أن الله -سبحانه وتعالى- يقول: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(النحل: من الآية125).


مجادلة.. وحوار

وكشف الدكتور العودة عن أن كثيراً من طلبة العلم إذا جاء قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(النحل: من الآية125)، بدوا وكأنهم لا يريدون من الذي يتلوها أن يكملها، وكأنهم يقولون: مللنا من تكرارها، في حين أن هذا قرآن وتوجيه من الله -سبحانه وتعالى- ينبغي أن تتلوه وأن تسمعه صباح مساء، (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ)(النحل: من الآية125)، فالدعوة في هذه الآية ليست دعوة إلى الذات ولا إلى طريقة خاصة أو جماعة وإنما إلى الله سبحانه وتعالى.

وأردف فضيلته: لكن قال: (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(النحل: من الآية125) حيث وضع الأشياء في نصابها، ثم قال: (وَجَادِلْهُمْ)، فهذا مستوى أعلى من الدعوة وهو المجادلة والحوار قال: (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125) وليس الحسن فقط، لأن المجادلة غالباً ترتفع فيها الأصوات ويكون فيها الاختلاف والاتهام إلى آخره، ولذلك قال: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125).

واستطرد الشيخ سلمان يقول: إن الله -سبحانه وتعالى-، يقول أيضًا: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(الزمر: من الآية18)، مشيرًا إلى أنه من استماع القول اختيار اللغة، واختيار الأحسن حتى فيما أنزل من الشريعة، فالشريعة فيها حسن وفيها أحسن ؛ ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى- (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)(الزمر: من الآية55)، فهناك حسن وأحسن مثل العفو أو الأخذ، فهذا حسن وهذا أحسن منه، لافتًا إلى أن قضية اللغة هي قضية خطيرة.

وتابع فضيلته أن الكثير ممن يتكلمون في الخطاب الإسلامي ليست مشكلتهم في سوء النيات بل قد تكون المقاصد حسنة والنيات جميلة، بل ربما قد يكون هناك غيرة وحماس وهذا قد تعرفه في بعض الناس، ولكن المشكلة تأتي من جهة الجهل بواقع الأمور، وبمتغيرات الحياة، ولذلك ربما لا يحسن الإنسان اختيار الخطاب الملائم لواقع الحال، وذلك مثل ذلك الإنسان الذي جاء يزور شخصاً مريضاً وصار يُحدثه عن حسن الخاتمة ويدعو له الله أن يحسن خاتمتنا وخاتمتك، فالدعاء بحسن الخاتمة لا يلام صاحبه ولا يعاب ولكنه في هذا السياق ربما يكون غير مناسب.



اللغة الجميلة

وأكد الدكتور العودة على أهمية اختيار اللغة المناسبة للواقع القريب والمناسبة للبعيد، مشيرًا إلى أنه ربما يصعب اليوم الفرز ما بين القريب والبعيد، موضحًا أن هناك ثوابت شرعية ينبغي أن يدندن الإنسان حولها ويرد الناس إليها بشكل منتظم، وذلك لأن كونها ثوابت لا يعني أننا قررناها ثم انتهينا منها، فدائماً ينبغي أن نعيد الناس إلى ثوابت العقيدة الصحيحة والإيمان بالله، وإلى ثوابت العبودية لله -عز وجل- والالتزام بطاعته وعبادته كتذكير دائم بالإيمان به وبوجوده -سبحانه وتعالى- واللجوء إليه، وأن نعيد الناس دائماً إلى ثوابت الأخلاق والالتزام بها حتى في حالة الخلاف والصراع، وثوابت الشريعة والاحتكام إليها (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)(النساء: من الآية65).

وتابع فضيلته: بحيث تكون هذه الثوابت كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «حولها ندندن»، وأن نعيد الناس إليها في كل مناسبة، ولكن مع اختيار اللغة الجميلة، التي تكون محل قبول من الناس، مشيرًا إلى أنه من اللغة الجميلة الاستفادة من معطيات ومستجدات العصر ؛ كالمعلومات والمعارف، لافتًا إلى أن الكثير من الناس عندهم نوع من الانشطار فيشعرون أنهم إن كانوا متدينين ينبغي أن يكونوا مفصولين عن العصر ومستجداته ومتغيراته، وإن كانوا مرتبطين بالعصر ومتغيراته أو حتى بالمجتمع نفسه ومتغيراته الاقتصادية والإدارية والأشياء التي جدت على الناس، فإن هذا سوف يخدش إيمانهم.



التجربة.. والخطاب الديني

وردًّا على سؤال يقول: إنه من الضروري استلهام مقاصد الشريعة العليا في أي خطاب ديني، ولكن هل من استلهام آخر لضرورة امتثال التجربة الحياتية لتكون مرشدة لهذا الخطاب؟، قال الشيخ سلمان: إننا حينما نتحدث عن التجربة في الحياة، سنجد أن هناك تجربة موسى -عليه الصلاة والسلام-، وذلك عندما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنِّى وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ)، مشيرًا إلى أن المنهج التجريبي العلمي الذي ورثته أوربا وطورته وبنت عليه حضارتها، هو منهج يُستلهم من الخطاب الإسلامي، فهو ليس معجزة ولا لغزاً أن ندرك مآلات ما نقول أو ما نفعل وأثر ذلك، وأن التجارب يمكن أن تدلنا على الجوانب الإيجابية.

وأضاف فضيلته أننا اليوم في ظل العولمة أصبح الأمر أكثر خطورة، حيث أصبح يتوجب علينا أن ندرك أن النصر ليس حليفاً دائماً حتى لمن يملكون الحق، وعلى سبيل المثال، فإن الله -سبحانه وتعالى- يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين في معركة أحد، قائلاً: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)(آل عمران: من الآية165)، وهذا يشير إلى أن النصر ليس حليفاً دائماً.



مآلات.. وتجارب

وأوضح الدكتور العودة أن كون الإنسان يعتقد أنه يحمل الحق لا يعفيه من أن يقرأ التجارب وأن يعرف واقع الناس ويدرك المآلات، حتى حينما يقول كلاماً فإنه من الضروري أن يعرف كيف يوظفه الناس الذين يصدقون ما يقول، وعلى سبيل المثال، فأنت ربما تقول كلاماً فيأخذه الصغير والكبير والعالم والجاهل والمتسرع والعجول وغيرهم ويوظفونه بطريقة ربما أنت لا ترضاها بل تستنكرها وتقول لا أقر ما فعلوا، وربما يكون هذا الكلام هو صدى أو رجع صدى لأمر أنت أسسته، زد على ذلك أن مسألة المآلات والتجارب اليوم أصبحت أكثر تعقيداً.

وضرب فضيلته مثالاً لذلك، قائلاً: إنني أعرف طالب علم عنده درس في مسجده، فتجد أن كثيراً من الأمور يقيسها ويقيس مصلحتها ومفسدتها بتأثيرها على هذا الدرس، وهل يؤثر هذا على الدرس؟ وهل يصرف الناس عن الدرس؟ وهل يتسبب في إيقاف الدرس؟، ولذلك أصبح عنده المعيار في مسألة المصالح والمفاسد ومآلات الأمور هو استمرارية هذا الدرس وتوسعه، فهذه مصلحة ولكنها تظل مصلحة فيها جانب خصوصية.



توسيع الدائرة

وأردف الشيخ سلمان أننا عندما ننظر اليوم إلى الانفتاح العالمي والإعلام العالمي واللغة العالمية، سنجد أن هناك إشكالاً، حيث تجد أن الإنسان ربما ينظر دائماً إلى فئة حوله من الناس وأن المصلحة في اجتماع شمل هذه الفئة -مثلاً- وألا يختلفوا على قول أو على فعل، بينما يفترض أن يكون توسيع الدائرة بالنظر إلى مصالح تتعلق بالناس في المجتمع، وتكون مصالح الناس الاقتصادية والاجتماعية وظروفهم حتى وعقلياتهم وحسن توظيفهم أو ما وراء ذلك، بحيث أصبح النظر إلى مصلحة المسلمين في العالم وإلى مصلحة البشرية أيضاً أمرًا معتبرًا، وقد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين.

ولفت فضيلته إلى أن الرحمة تكون في مصالح الدنيا، والحفاظ على حياة الناس، وحقن دمائهم، والحفاظ على مصالحهم، مشيرًا إلى أن ورثة الأنبياء هم أولى الناس باستحضار هذه المعاني وتطبيقها، فالإسلام جاء حقناً لدماء حتى أناس كانوا خصوماً وأعداءً له من الكفار والمنافقين وغيرهم.


سد الذرائع

وفيما يتعلق بأنه من الإشكالات التي يفهما الناس دائماً خطأ أو أن لهم مسوغ فهمها خطأ من آليات الخطاب الديني هو باب سد الذرائع، قال الشيخ سلمان: لقد قال لي شخص ذات مرة: إن سد الذرائع أصبح سداً أعلى من السد العالي، معربًا عن استغرابه من أن كثيراً من الشباب ربما دائماً يحتكمون أو يتحدثون عن الكتاب والسنة، ولذلك ليسوا متحمسين بشكل كبير لأصل من الأصول مثل الحماس لسد الذرائع لأنه يلبي حاجة اجتماعية، وهذه الحاجة الاجتماعية ربما تكون معقولة في بلد معين لكنها ليست حاجة عامة في كل مكان، فهي حاجة عادات وتقاليد اجتماعية، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد في السعودية تختلف عن العادات والتقاليد التي في مصر، أو العراق، أو الأردن، أو ماليزيا أو إندونيسيا.

وأضاف فضيلته: ومن هنا ينبغي أن ندرك أنه ما لم يكن هناك نص شرعي في التحريم، فإن كوننا منعنا شيئًا لسد الذريعة فهذا يعني أنه ليس تحريماً مطلقاً أو تحريماً أبدياً، ولكنه ربما يكون نوعاً من المنع القانوني، إن صح التعبير، باعتبار أنه في هذه المرحلة يؤدي إلى ضرر أو مفسدة ولكنه ربما في وقت آخر تتغير ظروف الناس وتتغير حاجاتهم.



فتح الذرائع

وتساءل الدكتور العودة: من الذي يقرر هذا؟ وذلك لأن كل شيء فيه ذريعة، فالقلم يمكن أن يُكتب به الخير أو الشر، والسيارة يمكن يسافَر بها إلى طاعة أو معصية، وكل شيء يمكن أن يُوظف في الإيجاب ويمكن أن يوظف في السلب، مشيرًا إلى أن التوسع وكون الإنسان قد يكون منعزلاً عن الناس وغير مطلع على تفاصيل حياتهم ويوغل في ذلك، فهذا أمر يعد مشكلة.

ولفت فضيلته إلى أن هناك مسألة أخرى يتم الغفلة عنها وهي مسألة فتح الذرائع، مشيرًا إلى أن عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- كان يقول: " يجدّ للناس من الأقضية بقدر ما يجد لهم من الفجور "، فبعض الأحكام أو الفتاوى تتغير بحسب تغير أحوال الناس، وهذا المبدأ مقرر.

وأردف الشيخ سلمان: لقد أعجبتني كلمة لأبي سعيد بن لب وهو شيخ الشاطبي حيث قال: "يجدّ للناس من المرغبات بقدر ما يجد لهم من الفتور"، وهذا يشير إلى فتح الذرائع، فالدين ليس فقط لمنع الناس، ولكن الدين في الأصل حافز، ولذلك فإن الأشياء الممنوعة والمحرمة محدودة وما سواها فهو باب واسع ومفتوح للناس، مؤكدًا على ضرورة أن ننظر للدين كمرغّب يفتح للناس أبواب الخير ويغريهم بالحسنات حتى الدنيوية منها، وكيف يطورون اقتصادهم، ويقومون بمؤسسات المجتمع المدني، ويحققون التنمية، وكيف يكونون مبدعين ومتفوقين في مجالات الحياة، وكيف يغامرون مغامرات محسوبة ومطلوبة ومفيدة.

وتابع فضيلته أنه من الخطأ تصور الدين أو النظر إلى الدين على أنه مجرد أداة للتحريم، حتى أنك تجد بعض الناس فيما يتعلق بالتحريم كما قال الشاعر:



لا يَسأَلونَ أَخاهُم حينَ يَندُبُهُم في النائِباتِ عَلى ما قالَ بُرهانا



فإذا قال شخص بالتحريم ربما يكونون متسامحين معه، وقد لا يسألونه عن الدليل لكن التحليل هو الذي يكون أحيانًا سبباً للتردد وكأن مقياس أو معيار التدين الحقيقي هو التشدد في التحريم وكأن الدين جاء للمنع، مؤكدًا على أن الدين جاء للحفز والفعل ولترغيب الناس في الفعل كما جاء بالترهيب والمنع، لكن الغالب هو الحفز.



بديل إيجابي

وذكر الدكتور العودة أن النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيء حتى الأشياء التي لا ترغب من الناس أن يفعلوها ينبغي أن تعطيهم بديلاً إيجابياً عنها، مشيرًا إلى أننا إذا كنا نتحدث عن ضرورة الحاجة، وأن هناك حاجات إنسانية -مثل- الرياضة، والفن، والإعلام، والترفية، وأشياء كثيرة، فإذا كانت الفكرة عندنا هي أن نغلق الأبواب ونمنع، فهل نتخيل أن الناس سوف يجلسون، بل إنهم سيتصرفون بطريقة أسوأ ولكن من دون أن يكون لنا اطلاع أو سيطرة.

وتابع فضيلته: ولذلك حسن التوظيف للأشياء وتقديم البدائل بشكل جاد يعد ضرورة من ضرورات الخطاب الديني.



تمييع الدين

وفيما يتعلق بأن هناك من يتهم من ينادي بالتسامح وفتح باب الذرائع بـ"تمييع الدين"، قال الشيخ سلمان: إن دين الله -سبحانه وتعالى- دين راسخ يرتكز على ثوابت عظيمة، مشيرًا إلى أن القول بتمييع الدين ناتج عن قلة علم، لافتًا إلى أنه من الخطأ اختزال المعاني الدينية الضخمة والتجادل حول قضية لنجعلها محك إيمان أو عدم إيمان.

وأضاف فضيلته أننا حينما نتحدث عن القرآن الكريم فإننا نتكلم عن ثلاثين جزءاً ومائة وأربع عشرة سورة، وعشرات الآلاف من الألفاظ والمعاني والدلالات، وقيم هائلة وضخمة، كذلك عندما نتحدث عن العبودية ونتخيل أن الناس وهم يسجدون لربهم ثم يقول الساجد سبحان ربي الأعلى، ويشعر بأنه من دون هذه السجدة ليس لحياته معنى.



اختلال الجدل الديني

وأردف الدكتور العودة أن هذه السجدة هي زاد ووقود له حتى يأكل ويشرب ويستمتع بالحياة ويتلذذ بمباهجها الدنيوية فضلاً عن أنها وقود على الطريق، كذلك فإن جزءًا كبيرًا من الطاقة التي يمتلكها الناس ليكونوا مبدعين أو مفكرين أو متحدثين أو منتجين أو مدراء أو وزراء يستمدونه من إيمانهم بالله -عز وجل- فهذا الإيمان مصدر طاقة وقوة.

وتابع فضيلته أن تصور أن الأمر مرتبط فقط بجدل فقهي في جزئية أو في موقع إلكتروني أو حول مسألة خلافية، فإن هذا يعني أن نختصر هذا المعنى الديني الرائع الضخم وهذه القيم والتقوى والإيمان والبر والإحسان، ونختزل هذا كله، وكأننا نرميه جانباً أو لا نعيره اهتماماً ثم نتجادل حول قضية ونجعلها محك إيمان أو عدم إيمان.. ولاء أو عدم ولاء للدين، فإن هذا معيار عن اختلال حتى في الجدل الديني إن صح التعبير.

إنتعاش
30-08-2010, 12:47 AM
عصر مثالي

وردًّا على سؤال يقول: هل الدين يعترف بالواقع وينطلق منه أم يقر بالواقع ويحاول أن يغيره؟، قال الشيخ سلمان: هما الاثنان معاً، فالدين يعترف بالواقع كواقع ولا يتجاهله، فالدين لا يفترض مثاليات، كما أن أوامر الدين نفسها أنزلها الله -سبحانه وتعالى- وهو يعلم أنها لم تطبق كلها جميعاً، فالعصر الأول وهو عصر الصحابة -رضي الله عنهم- هو العصر المثالي، مؤكدًا على أنه من الثوابت المهمة حب الصحابة -رضي الله عنهم- والإيمان بهم وأنهم أفضل الأمة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِى فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ»، يقول تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر:8)، فهذا معيار بالنسبة للصحابة -رضي الله عنهم-؛ "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي".

وأشار فضيلته إلى الثناء في قوله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) على حب الهجرة إليهم والإيثار، (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9)، لافتًا إلى أن التدين حاجة أو ضرورة إنسانية تتربى عليها النفس وعلى القيم والأخلاق والتقوى وحفظ اللسان والجوارح وحفظ حتى العقل والقلب من سوء الظن بالناس قبل أن يكون سيفاً مسلطاً على الآخرين بملاحقتهم بالاتهام أو بالأحكام أو بغير ذلك من المعاني التي توجد في بعض حالات الضعف وتحتاج إلى تصحيح وإلى تعديل.



الإسلام.. والواقع

وأكد الدكتور العودة أن الجيل الأول وهو جيل الصحابة -رضي الله عنهم- هو عبارة عن الجيل المثالي الذي لن يصل إليه الناس، ومع ذلك وُجد فيه الرجل الذي شرب الخمر، والرجل الذي عافس امرأة في أقصى المدينة وأتى منها ما يأتي الرجل من امرأته إلا أنه لم يقع عليها، كما يوجد فيه الذي سرق والذي غش في الطعام، كما يوجد أيضاً أكثر من ذلك، حيث يوجد تجمعات مثل المنافقين الذين كانوا موجودين ويصلون ويغزون ويحجون ومع ذلك عوملوا بهدوء داخل المجتمع الإسلامي.

وأوضح فضيلته أن الإسلام يعترف بأن هناك واقعاً بل هو يعترف بغير الإسلام، فالله -سبحانه وتعالى- عندما يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(الصف: من الآية9)، فإن هذه الآية بقدر ما تدل على ظهور الإسلام سواء كان ظهور غلبة أو الحجة والبرهان إلا أنها تدل على أن الأديان موجودة وباقية إلى جواره.



نظرة واقعية

وأردف الشيخ سلمان أن معظم الأديان التي بقيت اليوم وكذلك المجموعات أو الطوائف إنما بقيت في ظل الإسلام وتحت حكم الإسلام أكثر من أربعة عشر قرناً مما يدل على أن هذه سنة الله -تبارك وتعالى- في العباد، مشيرًا إلى أننا لا ينبغي أن نفكر في صورة مثالية، وأن الإسلام عمّ طبق الأرض أو أن الناس كلهم أصبحوا مسلمين، أو أن الإسلام أصبح هو القوة الوحيدة المسيطرة على العالم كله، فهذا لم يقع حتى في عهد النبوة ولم يقع في عهد الخلفاء الراشدين.

وتابع فضيلته أنه في أزهى عصور الإسلام ظلت بقاع واسعة من الأرض وذات نفوذ وتأثير لم تخضع، وكانت في حالة متاركة -أحياناً- وليست في حالة حرب ولا سلم ولا هدنة ولا صلح وإنما كان هناك نوع من المتاركة و"اتركوا الترك ما تركوكم"، مؤكدًا على ضرورة الاعتراف بالواقع كواقع لابد منه لأنه يُعدّل النظرة عند الإنسان ويحميه من الإفراط في المثالية أو الانشغال بخيالات لا رصيد لها،كما يحميه من الصدمة النفسية التي ربما تجعله بعيداً عن النظرة الواقعية.



الابتسامة.. والخطاب الديني

وتعقيبًا على تقرير الحلقة، والذي تحدث عن "جمعية الابتسامة "، والتي يرأسها جمع من رجال الأعمال ونخبة من الأكاديميين، حيث تحاول أن تزرع الابتسامة في نفوس الكثيرين، أشاد الشيخ سلمان بهذا الإبداع، مشيرًا إلى أن الابتسامة هي تعبير عالمي لا يحتاج إلى كلام، كما أنها الانطباع الأولي لأول شخص تقابله، فضلاً عن كونها صدقة، وعندما تتحول إلى عادة تكون طبيعة الإنسان الهشاشة والبشاشة، لافتًا إلى أن الابتسامة شيء غير مشروط، فهي من الجماليات خاصة عندما تقابل إنساناً لا تدري هل تعرفه أو توافقه أو تخالفه أو ما أشبه ذلك، فإنك تبتسم في وجهه.

وأضاف فضيلته أن الابتسامة لها علاقة وثيقة بالخطاب الديني، وذلك لأننا عندما نتحدث عن الخطاب الديني فإننا نتحدث في الواقع عن سلوك لأن أصحاب الخطاب أيضاً في كثير من الأحيان يكونون محل النظر والملاحظة سواء من الموافق أو من المخالف، فالكثيرون يفترضون فيهم المثالية والقدوةـ وإن كان هذا غير صحيح ـ أن الذي يتحدث على منبر أو في موقع ديني يفترض أن يكون قدوة وأسوة في كل شيء، في حين أن هذا ليس بلازم، فالإنسان -أحياناً- يقول:



خذ من كلامي ولا تنظر إلى عملي *** ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري



فكلما كان الإنسان أكثر سماحة وطيبة كلما كان أكثر توفيقاً.



من لم يكن ضدنا فهو معنا

وتعقيبًا على مداخلة من مشارك، يقول: إن التسامح الديني هو المشكلة، ففي العالم العربي من لم يكن معنا فهو ضدنا.. هذا هو الشعار، قال الشيخ سلمان: ونحن اقترحنا بديلاً أنه (من لم يكن ضدنا فهو معنا)، مشيرًا إلى أن التسامح وسّع الدائرة، فالأمر ليس عداوات وأسوارًا، ولكن الحياة أوسع من ذلك، فقد يكبر الإنسان وينسى كثيراً من هذه الأشياء، لكن أن يفهمها بشكل مبكر، فإن عليك أن تتعامل مع الناس بإيجابية، لافتًا إلى أن صاحب المداخلة وضع يده على جزء عميق من المأساة وهي-إن صح التعبير- دائرة العنف المتصلة في العالم الإسلامي بين الأنظمة العربية والشعوب والناس وهي دائرة بعضها يؤدي إلى بعض.

وأضاف فضيلته أنه دائماً فإن الحكم الراشد القوي مع المجتمع القوي هو الذي يشكّل الدولة القوية أما إذا كان الحكم قوياً ممسكاً بالأزمّة بينما الشعب يكون هشاً وليس هناك مؤسسات للمجتمع المدني، فإن هذا لا يصنع التوازن الجيد، وربما يتعرض الحكم لمثل ما حصل في العراق وفي أكثر من مكان، فربما يطلب يوماً من الأيام نجدة من الناس فلا يجد الناس لأنهم لم يتعودوا على أن ينظموا أنفسهم ولا أن يثقوا بأنفسهم ولا أن يحلوا المشكلات.



ثوابت مستقرة

وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يقول: إن الشيء الثابت في هذه الدنيا هو التغيير ذاته، قال الشيخ سلمان: إن التغيير المتعلق بالخلق ثابت، فالأشياء كلها تتغير، ومصداق ذلك قوله سبحانه: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن:27،26) وفي السورة نفسها الله -سبحانه وتعالى- يقول: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن:29).

وأضاف فضيلته أن المفسرين كلهم على أن المقصود من هذه الآية أن هذا في خلقه؛ أي: من شأنه أن يعز ويذل ويضعف ويقوي ويجمع ويفرّق ويغني ويفقر ويحي ويميت إلى غير ذلك مما هو من شأنه -عز وجل-، فهذا التغير هو الذي يجعلنا ندندن حول هذا الموضوع، وأنه من الثوابت المستقرة في الخلق.



رجل دين؟!!

وردًّا على سؤال من مشارك، يقول: هل يوجد ما يسمى بـ"رجل دين"؟، قال الشيخ سلمان: إنه لا يوجد شيء اسمه رجل دين، فليس في الإسلام كهنوت، فهذا لا يمنع من أن يكون هناك احترام للكبير لأنه كبير، وللعالم لأنه عالم، ولكن هذا لا يمنع من مناقشته والرد عليه، فلا يزال العلماء يرد بعضهم على بعض والأئمة الكبار ردّ بعضهم على بعض، بل والصحابة -رضي الله عنهم- وهم كما قلنا واحد من الثوابت الجوهرية، ومع ذلك كان بعضهم يرد على بعض كما في قصة أبي بكر وعمر وغير ذلك.

وأضاف فضيلته: لكن كلما أمكن فليكن الرد لبقاً، فأنت لا تستطيع أن تملك الناس، ولذلك علينا أن لا نتبرم كثيراً من كلام حتى لو كان فيه صلف أو قسوة لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)(الرعد: من الآية17).



وَهْم الكمال

وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يقول: إن العجب والكبر جزء أساسي من رفع التغيير ذاتياً، قال الشيخ سلمان: إن الإنسان الذي يعتبر نفسه كاملاً لماذا يتغير؟ وفي القرآن الكريم، يقول الله عز وجل-: (فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) (غافر: من الآية83).

وأضاف فضيلته أن الناس الذين رفضوا الدعوة كان ذلك بسبب الكبر بالعلم أو بالدعوة أو ما نسميه بـ"وَهْم الكمال" أو اعتقاد أن التغيير لا يكون إلا نحو الأسوأ، مما يجعل الناس يرفضونه دون أن يتبينوا ما هو.



دعوة إلى منظمة

وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يقول: إن البرنامج يعتبر تنظيرياً ويدعو إلى منظمة، قال الشيخ سلمان: إنني أقول منظمات بدلاً من منظمة، والحمد لله أن الناس بدءوا يتواصلون معنا ويطرحون علينا برامج ومشاريع بعضها قدمناها في تقارير وبعضها نتعامل معها في المستقبل إن شاء الله.

وأضاف فضيلته: إننا نرحب بأي مشروع له نمط تغيير، كما نرحب بكل من عنده فكرة، فنحن على استعداد أن نستمع إليه ونحن أصدقاء له، ويمكن أن نساعده بما نستطيع.



الصومال.. و20 عامًا من القتال

وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يقول: إنه منذ عشرين عاماً والصومال في حرب دون أن يكون هناك حل، قال الشيخ سلمان: لقد قام معالي الشيخ عبد الله بن بيّه بدعوة عدد من رجالات العلم في الصومال والمسئولين هناك إلى دبي العام الماضي وتوصلوا إلى توصيات، لكن العبرة بأن هناك أناسًا في الميدان يحملون السلاح ويريدون أن يتقاتلوا إلى ما لا نهاية.

وأضاف فضيلته: يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)(يونس: من الآية81)، مشيرًا إلى أنه لا شيء يبقى خاصة باسم الدين إلا ما كان في مرضات الله -سبحانه وتعالى- وسيزول هذا الأمر يوماً من الأيام، لكن هل نفلح في الانتصار على أنفسنا وأحقادنا؟ أم أن الأمر سيظل مثل الحرب اليوم، فكل طرف يدعي أنه هو الذي انتصر لأنه يريد أن يصور لأتباعه أن يمعنوا في هذا.



شمولية الخطاب

ومن جانبه، ذكر الأستاذ أحمد الفهيد، والذي يمثل "صدى الجمهور"، أن هناك العديد من القضايا التي أثارتها حلقة الأمس ودار حولها النقاش، فهناك من يرى أن الدكتور العودة لم يعرّج في حديثه على أئمة المساجد وخطباء الجمعة الذين يحمل بعضهم في حديثه لجموع المصلين رأياً شخصياً لا دليل عليه ولا حجة، ويستشهد بإمام مسجد دعا بنصرة الهيئة ويدعو على من عاداهم ومن وقف في طريقهم، قال الشيخ سلمان: إنه فيما يتعلق بشمولية الخطاب، فإن العلماء تكلموا عما سموه بالطائفة المنصورة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ)، كما تكلم العلماء كالنووي وابن تيمية وغيرهم في ملامح هذه الطائفة الظاهرة المنصورة وأنها تشمل العالم والفقيه والطبيب والمهندس والإداري والتاجر وكل أصحاب الخير الذين لهم نيات طيبة ومقاصد حسنة وهمّ في إصلاح الواقع.

وأضاف فضيلته أن توسيع هذا المفهوم مهم لأن البعض يشعرون كأنما هناك جهات معينة قد تعبر عن الإسلام أو تتصل به، بينما يغفلون عن أشياء أخرى في مصالح الحياة العظيمة.



معيار التدين

وفيما يتعلق بتساؤل البعض عن المعنى الأصح للتغيير؟، ولماذا يحظى الملتحي بالثقة أكثر؟، قال الشيخ سلمان: إن هذا السؤال يتعلق بمقياس أو معيار التدين، مشيرًا إلى أن السائلة تحدثت عن حالة خاصة يصعب الدخول في تفصيلها، ولكن نؤكد أن المهم هو المخبر قبل المظهر، ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ »، فذكر صلى الله عليه وسلم الدين والخلق.

وأضاف فضيلته أن هذا يعني أن يكون صاحب أخلاق، وذلك لأنه يكون إنسانًا كريمًا وصبورًا وحليمًا، أما إذا كان الإنسان نزقاً أو بخيلاً، فإنه حتى لو كان عنده بعض مظاهر التدين فإنه قد لا تجد زوجه أنسها معه.



الخطاب الموجه للمرأة

وفيما يتعلق بأن البعض يتهم الخطاب الديني بأنه جعل من المرأة قضية أو كرة يمكن أن تدحرج من هنا أو من هناك دون النظر إلى الخطاب الراشد الموجه للمرأة بعمقها، قال الشيخ سلمان: إنه على صعيد الخطاب المنحل تجد المتاجرة بجسد المرأة ؛ كما تجد المرأة كمغنية، وعارضة أزياء، ومثيرة للفتنة، وبالمقابل تجد أن بعض الذين يتحدثون بلغة دينية يختصرون المرأة في الجانب الجسدي فيتحدثون عن ستر جسد المرأة أو يكرسون حديثاً طويلاً عن هذه القضايا، لكن ينبغي أن يكون هناك ملامسة للمعنى الإنساني للمرأة (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ)(النساء: من الآية1) ومعنى النفس الإنسانية والإيمان والتقوى والأخلاق والعلم والمعرفة، كما يقول تعالى: (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا)(آل عمران: من الآية195).

وأضاف فضيلته أنه ينبغي النظر إلى المرأة باعتبار أن الأصل هو شراكة المرأة والرجل وأن كل أنواع الإبداع والتفوق ينبغي أن تكون للمرأة كما للرجل، وأن لا يوظف الخطاب لا من عالم أو زوج أو غيره في ازدراء المرأة كما لو أن هناك معركة، مشيرًا إلى أن هناك معارك تدار أحيانًا في المجتمع بين الرجل والمرأة ويوظفها أطراف عديدون، وقد يوجد ما يدعو إليها لأن هناك أحياناً حالات ظلم أو عدوان وتسلط حتى المرأة نفسها قد يقع منها ذلك، فليس الأمر مقصوراً على الرجل، مؤكدًا على ضرورة أن يكون الدين سبباً في الوئام والانسجام والحفاظ على القضايا الجميلة والتعامل بالتي هي أحسن.



قضية تاريخية

وفيما يتعلق باعتبار المرأة فتنة دائمة كلما خرجت أو دخلت، قال الشيخ سلمان: نحن نتحدث عن قضية تاريخية، حيث نستطيع أن نعدد عشرات النماذج في العهد النبوي، لكن لو أردنا الآن في واقعنا المعاصر أن نتحدث عن عناصر بنفس المستوى، فإنني أعرف أن هناك نماذج حية وراقية ولكنها قليلة وربما لا تجد في المجتمع والبيئة ما يساعدها على النهوض، فهناك معوقات وعقبات كثيرة وهناك سوء فهم واتهام أحياناً للمرأة.

وتساءل فضيلته: كم مرة تعرضت امرأة شريفة وعفيفة وعظيمة لقصف في بعض المواقع الإلكترونية؟ أو اتهام أو سب من أناس ربما آخر عهده بالكلمة هو حينما تخرج من فمه دون أن يحسب حساباً للجرح الذي يُحدثه دون أن يدرك أنه وقع في ضرر وأن سهمه أصابه هو؟.



زنزانة الدين؟!!

وفيما يتعلق بأن هناك من يقول: لا يمكن لسلمان العودة أن يتحدث عن التغيير وهو تحت ثبات أو للأسف كما يسميه زنزانة الدين، قال الشيخ سلمان: إن الحياة بلا دين هي سجن لا يطاق، فكيف تتخيل هذه الحياة والمخاطر تحيط بك من كل جهة ويحيط بك الأعداء أحياناً من كل جهة، إذا لم يكن عندك صلة بقوة الله -عز وجل- الذي تشعرك بأنك منه وإليه، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة سوف تكون الحياة زنزانة يصعب على الإنسان أن يعيش فيها.

وأضاف فضيلته أن الفكر يحلق ويتألق أفضل مما يفعل حينما يكون في ظل وعي إيماني وديني معتدل، مشيرًا إلى أن بعض المفاهيم الدينية ربما تشكل عبأً على أصحابها لأنهم فهموا خطأً، أما القيم الدينية وقطعيات النصوص ومحكماتها، وإجماعات أهل العلم القطعية فهذه في الواقع تعفي من الجدليات.



طمأنينة.. وروحانية

وأردف الدكتور العودة أن الإنسان لن يعيد إنتاج الحياة كلها ولا قياس القارات ولا عدد السكان ولا أن يغوص في البحار حتى يكتشف كل التفاصيل بذاته ونفسه، فهذا نوع من الإعاقة الكبيرة للحياة البشرية.

وتابع فضيلته إن الدين سوف يعفيك من جدليات كثيرة فيما وراء العقل وما وراء الطبيعة، ويعطيك طمأنينة وروحانية وإيماناً ويحفّزك إلى العمل والإنتاج.


المصدر من موقع الشيخ سلمان العودة حفظه الله
http://islamtoday.net/salman/artshow-78-138558.htm

السهم العوج
30-08-2010, 12:49 AM
موفق باذن اللة

إنتعاش
30-08-2010, 12:54 AM
سلمان العودة وآخرون غيره نماذج لشخصيات انقلبت من تطرف (تكفير الدولة والمجتمع) إلى تطرف مضاد (الإباحة التامة تقريبا لكل شيء يرضي أهواء الجماهير)

من بعض سقطاته (وكان في شهر العبادة والقرآن رمضان) في برنامجه على قناة إم بي سي -وما أدراك ما قناة أم بي سي- حيث قال نصا : "وهل فلسطين تحرر بمزيد من الصلاة والصيام؟!"

و من عجائبه ، فتواه بجواز اقامة أعياد الميلاد التي خالف فيها اجماع علماء المسلمين منذ فجرالإسلام إلى القرن الحالي .


و كمجازاة له على مسلكه الغريب في الفتيى والتنظير ، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية -وما أدراك ما وزارة الخارجية الأمريكية- ضمن "شيوخ الإعتدال" (المرضيّ عنهم أمريكيا)

و نعم الشهاده !!



و لطالما أثنى عليه بني ليبرال و استشهدوا بـ"فتاواه" العجيبة الغريبة ويعتبرونه "شيخ المرحلة"

و نعم المادحين !!
.


ليلة ..

اخوي الكريم بعد حربك العشواء على المتحاورين والاعضاء بالمنتدى و تصنيفهم بهذا ليبرالي وهذا اسلامي وهذا علماني وهذا خوش ولد ..

اليوم أشوفك حتى الدعاة ما سلموا منك اخوي !

وإتهام صريح في توجهات ونيات داعية إسلامي ومفكر معتبر مثل الدكتور سلمان العودة بأنه يتغير وبأن مرضي عنه من الأمريكان ! ..

اخوي ممكن تقول لي من يعجبك ؟

أرجو منك فقط قراءة ما تم نقله من موقع الدكتور سلمان العودة
واسألك بالله أن تريح يديك من الـcopy + paste

فأعتقد بأن هناك الكثير والكثير جدا ً جدا ً من الفوائد والنصائح التي ربما تنفعك وتنفعني وتنفع الآخرين و تحتاجها في الأسطر التي تم نقلها من موقع الدكتور سلمان العودة نفسه .

الله يصلح بالك ويوفقك دنيا وآخره هاي اللي اقوله لك ..

هاب ريح
30-08-2010, 01:50 AM
توظيف النص




مجادلة.. وحوار

وكشف الدكتور العودة عن أن كثيراً من طلبة العلم إذا جاء قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(النحل: من الآية125)، بدوا وكأنهم لا يريدون من الذي يتلوها أن يكملها، وكأنهم يقولون: مللنا من تكرارها، في حين أن هذا قرآن وتوجيه من الله -سبحانه وتعالى- ينبغي أن تتلوه وأن تسمعه صباح مساء، (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ)(النحل: من الآية125)، فالدعوة في هذه الآية ليست دعوة إلى الذات ولا إلى طريقة خاصة أو جماعة وإنما إلى الله سبحانه وتعالى.

وأردف فضيلته: لكن قال: (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(النحل: من الآية125) حيث وضع الأشياء في نصابها، ثم قال: (وَجَادِلْهُمْ)، فهذا مستوى أعلى من الدعوة وهو المجادلة والحوار قال: (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125) وليس الحسن فقط، لأن المجادلة غالباً ترتفع فيها الأصوات ويكون فيها الاختلاف والاتهام إلى آخره، ولذلك قال: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125).

واستطرد الشيخ سلمان يقول: إن الله -سبحانه وتعالى-، يقول أيضًا: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(الزمر: من الآية18)، مشيرًا إلى أنه من استماع القول اختيار اللغة، واختيار الأحسن حتى فيما أنزل من الشريعة، فالشريعة فيها حسن وفيها أحسن ؛ ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى- (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)(الزمر: من الآية55)، فهناك حسن وأحسن مثل العفو أو الأخذ، فهذا حسن وهذا أحسن منه، لافتًا إلى أن قضية اللغة هي قضية خطيرة.

وتابع فضيلته أن الكثير ممن يتكلمون في الخطاب الإسلامي ليست مشكلتهم في سوء النيات بل قد تكون المقاصد حسنة والنيات جميلة، بل ربما قد يكون هناك غيرة وحماس وهذا قد تعرفه في بعض الناس، ولكن المشكلة تأتي من جهة الجهل بواقع الأمور، وبمتغيرات الحياة، ولذلك ربما لا يحسن الإنسان اختيار الخطاب الملائم لواقع الحال، وذلك مثل ذلك الإنسان الذي جاء يزور شخصاً مريضاً وصار يُحدثه عن حسن الخاتمة ويدعو له الله أن يحسن خاتمتنا وخاتمتك، فالدعاء بحسن الخاتمة لا يلام صاحبه ولا يعاب ولكنه في هذا السياق ربما يكون غير مناسب.




التجربة.. والخطاب الديني

وردًّا على سؤال يقول: إنه من الضروري استلهام مقاصد الشريعة العليا في أي خطاب ديني، ولكن هل من استلهام آخر لضرورة امتثال التجربة الحياتية لتكون مرشدة لهذا الخطاب؟، قال الشيخ سلمان: إننا حينما نتحدث عن التجربة في الحياة، سنجد أن هناك تجربة موسى -عليه الصلاة والسلام-، وذلك عندما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنِّى وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ)، مشيرًا إلى أن المنهج التجريبي العلمي الذي ورثته أوربا وطورته وبنت عليه حضارتها، هو منهج يُستلهم من الخطاب الإسلامي، فهو ليس معجزة ولا لغزاً أن ندرك مآلات ما نقول أو ما نفعل وأثر ذلك، وأن التجارب يمكن أن تدلنا على الجوانب الإيجابية.

وأضاف فضيلته أننا اليوم في ظل العولمة أصبح الأمر أكثر خطورة، حيث أصبح يتوجب علينا أن ندرك أن النصر ليس حليفاً دائماً حتى لمن يملكون الحق، وعلى سبيل المثال، فإن الله -سبحانه وتعالى- يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين في معركة أحد، قائلاً: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)(آل عمران: من الآية165)، وهذا يشير إلى أن النصر ليس حليفاً دائماً.





توسيع الدائرة

وأردف الشيخ سلمان أننا عندما ننظر اليوم إلى الانفتاح العالمي والإعلام العالمي واللغة العالمية، سنجد أن هناك إشكالاً، حيث تجد أن الإنسان ربما ينظر دائماً إلى فئة حوله من الناس وأن المصلحة في اجتماع شمل هذه الفئة -مثلاً- وألا يختلفوا على قول أو على فعل، بينما يفترض أن يكون توسيع الدائرة بالنظر إلى مصالح تتعلق بالناس في المجتمع، وتكون مصالح الناس الاقتصادية والاجتماعية وظروفهم حتى وعقلياتهم وحسن توظيفهم أو ما وراء ذلك، بحيث أصبح النظر إلى مصلحة المسلمين في العالم وإلى مصلحة البشرية أيضاً أمرًا معتبرًا، وقد بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين.

ولفت فضيلته إلى أن الرحمة تكون في مصالح الدنيا، والحفاظ على حياة الناس، وحقن دمائهم، والحفاظ على مصالحهم، مشيرًا إلى أن ورثة الأنبياء هم أولى الناس باستحضار هذه المعاني وتطبيقها، فالإسلام جاء حقناً لدماء حتى أناس كانوا خصوماً وأعداءً له من الكفار والمنافقين وغيرهم.


سد الذرائع

وفيما يتعلق بأنه من الإشكالات التي يفهما الناس دائماً خطأ أو أن لهم مسوغ فهمها خطأ من آليات الخطاب الديني هو باب سد الذرائع، قال الشيخ سلمان: لقد قال لي شخص ذات مرة: إن سد الذرائع أصبح سداً أعلى من السد العالي، معربًا عن استغرابه من أن كثيراً من الشباب ربما دائماً يحتكمون أو يتحدثون عن الكتاب والسنة، ولذلك ليسوا متحمسين بشكل كبير لأصل من الأصول مثل الحماس لسد الذرائع لأنه يلبي حاجة اجتماعية، وهذه الحاجة الاجتماعية ربما تكون معقولة في بلد معين لكنها ليست حاجة عامة في كل مكان، فهي حاجة عادات وتقاليد اجتماعية، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد في السعودية تختلف عن العادات والتقاليد التي في مصر، أو العراق، أو الأردن، أو ماليزيا أو إندونيسيا.

وأضاف فضيلته: ومن هنا ينبغي أن ندرك أنه ما لم يكن هناك نص شرعي في التحريم، فإن كوننا منعنا شيئًا لسد الذريعة فهذا يعني أنه ليس تحريماً مطلقاً أو تحريماً أبدياً، ولكنه ربما يكون نوعاً من المنع القانوني، إن صح التعبير، باعتبار أنه في هذه المرحلة يؤدي إلى ضرر أو مفسدة ولكنه ربما في وقت آخر تتغير ظروف الناس وتتغير حاجاتهم.



فتح الذرائع

وتساءل الدكتور العودة: من الذي يقرر هذا؟ وذلك لأن كل شيء فيه ذريعة، فالقلم يمكن أن يُكتب به الخير أو الشر، والسيارة يمكن يسافَر بها إلى طاعة أو معصية، وكل شيء يمكن أن يُوظف في الإيجاب ويمكن أن يوظف في السلب، مشيرًا إلى أن التوسع وكون الإنسان قد يكون منعزلاً عن الناس وغير مطلع على تفاصيل حياتهم ويوغل في ذلك، فهذا أمر يعد مشكلة.

ولفت فضيلته إلى أن هناك مسألة أخرى يتم الغفلة عنها وهي مسألة فتح الذرائع، مشيرًا إلى أن عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- كان يقول: " يجدّ للناس من الأقضية بقدر ما يجد لهم من الفجور "، فبعض الأحكام أو الفتاوى تتغير بحسب تغير أحوال الناس، وهذا المبدأ مقرر.


وتابع فضيلته أنه من الخطأ تصور الدين أو النظر إلى الدين على أنه مجرد أداة للتحريم، حتى أنك تجد بعض الناس فيما يتعلق بالتحريم كما قال الشاعر:



لا يَسأَلونَ أَخاهُم حينَ يَندُبُهُم في النائِباتِ عَلى ما قالَ بُرهانا



فإذا قال شخص بالتحريم ربما يكونون متسامحين معه، وقد لا يسألونه عن الدليل لكن التحليل هو الذي يكون أحيانًا سبباً للتردد وكأن مقياس أو معيار التدين الحقيقي هو التشدد في التحريم وكأن الدين جاء للمنع، مؤكدًا على أن الدين جاء للحفز والفعل ولترغيب الناس في الفعل كما جاء بالترهيب والمنع، لكن الغالب هو الحفز.



بديل إيجابي

وذكر الدكتور العودة أن النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيء حتى الأشياء التي لا ترغب من الناس أن يفعلوها ينبغي أن تعطيهم بديلاً إيجابياً عنها، مشيرًا إلى أننا إذا كنا نتحدث عن ضرورة الحاجة، وأن هناك حاجات إنسانية -مثل- الرياضة، والفن، والإعلام، والترفية، وأشياء كثيرة، فإذا كانت الفكرة عندنا هي أن نغلق الأبواب ونمنع، فهل نتخيل أن الناس سوف يجلسون، بل إنهم سيتصرفون بطريقة أسوأ ولكن من دون أن يكون لنا اطلاع أو سيطرة.

وتابع فضيلته: ولذلك حسن التوظيف للأشياء وتقديم البدائل بشكل جاد يعد ضرورة من ضرورات الخطاب الديني.

.[/color]




شكرا لنقلك يا اخي انتعاش


نفع الله بالشيخ سلمان العودة وكثر من امثاله

المرحب
30-08-2010, 02:00 AM
الله يجزاه خير

المتألم
30-08-2010, 02:37 AM
سيضيق الله سبحانه على كل من ضيق على الناس ومارسوا تسلطهم
بسوء فهمهم وسوء تدبرهم ..
وبإذن الله سيرجع الحق بعيدا عن أؤلئك الذين لا يتورعون أبدا علن نصرة أهوائهم
تحت ذريعة الدين وحب المصلحة العامة بينما ضيق أفكارهم أرجع الأمة للوراء ..

فما تخلفة أمة وما تنكست على أعقابها إلا من سوء علمائها وسوء حكامها ..

بارك الله بالشيخ وتغيره الحميد ..
والله سيتولى بقية المضيقين فهو سبحانه يدبر الأمر ويعرف كيف يسير سنته
في الخلق ..

أما المتعصوبون الذين وضعوا أنفسهم مقيمين لأفكار الناس وأفعالهم ونياتهم
فسيقصمهم الله سبحانه بينما يظنون أنهم يحسنون صنعا وما يعلمونا أنهم شادوا الدين ..

ليلة
30-08-2010, 03:00 AM
ليلة ..

اخوي الكريم بعد حربك العشواء على المتحاورين والاعضاء بالمنتدى و تصنيفهم بهذا ليبرالي وهذا اسلامي وهذا علماني وهذا خوش ولد ..


قال تعالى :

(( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )) (المائدة : 78-79) .


قال الشيخ محمد صالح المنجد في معرض رده على سؤال بخصوص فضح أهل الأفكار المنحرفة :

"إذا كان القصدُ التنفير من فعله السيء والمحرّم شرعا ، وحمله على تركِه ، أو محاربة بدعته وتحذير الناس منها أو كشف باطل قاله على الملأ في ساحات الحوار أو مجموعات الأخبار على شبكة الإنترنت أو غيرها فهذا جائز وليس غيبة محرمة بل هو قربة إلى الله أو واجب لمن قدِر على ذلك"



اليوم أشوفك حتى الدعاة ما سلموا منك اخوي !


قال تعالى :

(( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )) ﴿يونس: ٣٥﴾


وقال علي رضي الله عنه وأرضاه :

"يُعرَف الرّجال بالحقّ ولا يُعرَف الحقّ بالرّجال"


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الإستقامة (ج2 ص224) :

"ولهذا كان من خرج عن موجب الكتاب والسنة من المنسوبين إلى العلماء والعبَّاد يُجعل من أهل الأهواء، كما كان السلف يسمُّونهم أهل الأهواء.
وذلك أن كل من لم يتّبع العلم فقد اتّبع هواه ، والعلم بالدين لا يكون إلا بهدى الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم".


فأءتي لي -لطفا لا أمرا- من أين أتى سلمان العودة بجواز الاحتفال بأعياد الميلاد وأعياد الزواج !
وغيرها من الهفوات التي لا أريد أن اذكرها هنا والتي منها ما يزلزل عقيدة الولاء والبراء بكبرها .






وإتهام صريح في توجهات ونيات داعية إسلامي ومفكر معتبر مثل الدكتور سلمان العودة بأنه يتغير وبأن مرضي عنه من الأمريكان ! ..


و هل كذبت عليه ؟!!

ثم أنك أنت نفسك سمّينه "داعية" (وليس الداعية كـ"المفتي") فلماذا يتصدى للفتوى خاصة أنها تجيء بهفوات كبرى . لا سند لها لا في قرآن و لا سنّة !!



اخوي ممكن تقول لي من يعجبك ؟


أخي الفاضل
هذا "دين الله" و ليس ثوبا أشتريه لأخضعه لغريزة "الإعجاب" (فالإعجاب منبعه الهوى)

قال الإمام ابن سيرين رحمه الله :
" إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم"

و هم بفضل الله كثر ومنهم الأحياء -حفظهم الله- و منهم الأموات -رحمهم الله-
و لو تتبعت -متفضلا- قليلا مشاركاتي لعرفت الكثير منهم .




أرجو منك فقط قراءة ما تم نقله من موقع الدكتور سلمان العودة
واسألك بالله أن تريح يديك من الـcopy + paste


افعل إن شاء الله .



فأعتقد بأن هناك الكثير والكثير جدا ً جدا ً من الفوائد والنصائح التي ربما تنفعك وتنفعني وتنفع الآخرين و تحتاجها في الأسطر التي تم نقلها من موقع الدكتور سلمان العودة نفسه .

الله يصلح بالك ويوفقك دنيا وآخره هاي اللي اقوله لك ..


و من قال اخوي


آميـــــــــن
.

راعي البيرق
30-08-2010, 03:01 AM
ليلة ..

اخوي الكريم بعد حربك العشواء على المتحاورين والاعضاء بالمنتدى و تصنيفهم بهذا ليبرالي وهذا اسلامي وهذا علماني وهذا خوش ولد ..

اليوم أشوفك حتى الدعاة ما سلموا منك اخوي !

وإتهام صريح في توجهات ونيات داعية إسلامي ومفكر معتبر مثل الدكتور سلمان العودة بأنه يتغير وبأن مرضي عنه من الأمريكان ! ..

اخوي ممكن تقول لي من يعجبك ؟

أرجو منك فقط قراءة ما تم نقله من موقع الدكتور سلمان العودة
واسألك بالله أن تريح يديك من الـcopy + paste

فأعتقد بأن هناك الكثير والكثير جدا ً جدا ً من الفوائد والنصائح التي ربما تنفعك وتنفعني وتنفع الآخرين و تحتاجها في الأسطر التي تم نقلها من موقع الدكتور سلمان العودة نفسه .

الله يصلح بالك ويوفقك دنيا وآخره هاي اللي اقوله لك ..

انتعاش
اخوي المكرم المبجل اسمح لي ان ارد عليك
اولا ما منا الا وياخذ من كلامه ويرد الا الرسول عليه الصلاة والسلام
ثانيا رحم الله شيخنا ابن باز رحمة واسعة فقد كان اخبر بالرجال من اي احد اخر وماكانت فتواه او توصيته بسجن سلمان العودة وعايض القرني وسفر الحوالي الا لما بلغه من علم يقيني لاشك فيه ان فساد هؤلاء قد استشرى ولله الحمد فقد كان لهم السجن خير مؤدبا ولله الحمد والمنة ماكان ليجرؤ احد منهم ان يتكلم بامور العامة والمشايخ حاضرون .
اما في زمن الفضائيات هذا فقد فتح على الناس باب شر عظيم لاستقدام امثال هؤلاء ممن يسمون انفسهم دعاة ولكنهم كما اخبر الصادق المصدوق دعاة فتنة وضلالة من تبعهم حاد عن السبيل القويم وتركهم للعلماء الربانيين كهيئة كبار العلماء .
ثالثا وش تترجى ممن يريد التعايش مع منتهكي عرض الرسول وسابي الصحابة ومنكري القران
واننا واياهم مسلمين !!!
اتترجى فيه علما او دين اسمح لي اقول لك راجع نفسك

مضاد
30-08-2010, 03:30 AM
انتعاش
اخوي المكرم المبجل اسمح لي ان ارد عليك
اولا ما منا الا وياخذ من كلامه ويرد الا الرسول عليه الصلاة والسلام
ثانيا رحم الله شيخنا ابن باز رحمة واسعة فقد كان اخبر بالرجال من اي احد اخر وماكانت فتواه او توصيته بسجن سلمان العودة وعايض القرني وسفر الحوالي الا لما بلغه من علم يقيني لاشك فيه ان فساد هؤلاء قد استشرى ولله الحمد فقد كان لهم السجن خير مؤدبا ولله الحمد والمنة ماكان ليجرؤ احد منهم ان يتكلم بامور العامة والمشايخ حاضرون .
اما في زمن الفضائيات هذا فقد فتح على الناس باب شر عظيم لاستقدام امثال هؤلاء ممن يسمون انفسهم دعاة ولكنهم كما اخبر الصادق المصدوق دعاة فتنة وضلالة من تبعهم حاد عن السبيل القويم وتركهم للعلماء الربانيين كهيئة كبار العلماء .
ثالثا وش تترجى ممن يريد التعايش مع منتهكي عرض الرسول وسابي الصحابة ومنكري القران
واننا واياهم مسلمين !!!
اتترجى فيه علما او دين اسمح لي اقول لك راجع نفسك



http://www.rasid.com/media/lib/pics/1097846243.jpg

ليلة
30-08-2010, 04:00 AM
سيضيق الله سبحانه على كل من ضيق على الناس ومارسوا تسلطهم
بسوء فهمهم وسوء تدبرهم ..
وبإذن الله سيرجع الحق بعيدا عن أؤلئك الذين لا يتورعون أبدا علن نصرة أهوائهم
تحت ذريعة الدين وحب المصلحة العامة بينما ضيق أفكارهم أرجع الأمة للوراء ..

فما تخلفة أمة وما تنكست على أعقابها إلا من سوء علمائها وسوء حكامها ..

بارك الله بالشيخ وتغيره الحميد ..
والله سيتولى بقية المضيقين فهو سبحانه يدبر الأمر ويعرف كيف يسير سنته
في الخلق ..

أما المتعصوبون الذين وضعوا أنفسهم مقيمين لأفكار الناس وأفعالهم ونياتهم
فسيقصمهم الله سبحانه بينما يظنون أنهم يحسنون صنعا وما يعلمونا أنهم شادوا الدين ..




أخي الكريم ألا ينطبق هذا الوصف عليك حرفيا ؟!!



فقط اقول لك أن "الحكم على النيات" يتناقض مع "الإتيان بالأدلة"

فتمهّل رعاك الله وتأمل ماتكتب يداك
.
.

المتألم
30-08-2010, 04:14 AM
أخي الكريم ألا ينطبق هذا الوصف عليك حرفيا ؟!!



فقط اقول لك أن طالحكم على النيات" يتناقض مع "الإتيان بالأدلة"

فتمهّل رعاك الله وتأمل ماتكتب يداك
.
.


ينطبق علي إن كنت أشادد الدين لأن كلامي عن المتعصبين دون تحديد.. وأسأل الله أن لا يجعلني منهم وأن يريني الحق فأتبعه ..

والكلام العام لا يحتاج لدليل لأن الكلام موجه لكل إنسان " وأنا منهم "

فمن أخطأ فمن نفسه وعليها ومن أصاب فبتوفيق الله ..

ali440
30-08-2010, 05:15 AM
http://www.rasid.com/media/lib/pics/1097846243.jpg





مافي مشكله في أعياد الميلاد عادي

اضغط هنا (http://www.safeshare.tv/v/vpDn7fTmATs)

إنتعاش
30-08-2010, 10:17 AM
السلام عليكم جميعا ً ..

أود أن أدعو الأخوة الكرام المشاركين بقراءة نص الموضوع الأصلي
و نص المقالة الأصلية للدكتور سلمان العودة بهذا الموضوع الخاص بفتح باب الذرائع من ضمن حديث مطول للدكتور تجدونها بالردود 20،21.22 .
أرجو التأمل والقراءة بتأني و روية وبهدوء
.. قبل أي مشاركة من أجل الجدال فقط لا أكثر .. .

أما من يأتي فقط من أجل الهجوم او الانتقاص من قدر وعلم الدكتور سلمان العودة ..
فأرجوه بكل احترام وتقدير بأن يوفر حبر مشاركته لنفسه ،
وأن يكتفي بالقراءة والمتابعة لعل الله أن ينفعه بالقراءة الهادئة و يكتشف ما هو غافلٌ عنه ..


لي عودة بإذن الله بعد أن أترك المجال للقراءة من الاخوة الكرام .. يوم ويومين ..و بدل المرة مرتين ... وبدل الثنتين أربع ..

فبعض المشاركات التي أتت بعد المقالة الأساسية للدكتور سلمان العودة
تشير إلى عدم القراءة .. إنما فقط اثبات موقف بقناعة مسبقة ..
بينما بعد قرائتكم للمقالة الأصلية بالردود 20-21-22 ستجدون دلائل واقعية وأمثلة حية ومباشرة على ما تطرق إليه الدكتور سلمان العودة بالمشاركات نفسها
omen

عابر سبيل
30-08-2010, 10:47 AM
و الشكر موصول لك يا /انتعاش..
و لكل من هو مهتم معنا في هالموضوع

للمقارنة و الموازنة..
لمن احب النقاش
في القضية المطروحة...

(فتح ..او سد..الذرائع)..
ليس إلا..

و من الذي قال..
و ماذا...بالضبط..قيل




توظيف النص




سد الذرائع

وفيما يتعلق بأنه من الإشكالات التي يفهما الناس دائماً خطأ أو أن لهم مسوغ فهمها خطأ من آليات الخطاب الديني هو باب سد الذرائع، قال الشيخ سلمان: لقد قال لي شخص ذات مرة: إن سد الذرائع أصبح سداً أعلى من السد العالي، معربًا عن استغرابه من أن كثيراً من الشباب ربما دائماً يحتكمون أو يتحدثون عن الكتاب والسنة، ولذلك ليسوا متحمسين بشكل كبير لأصل من الأصول مثل الحماس لسد الذرائع لأنه يلبي حاجة اجتماعية، وهذه الحاجة الاجتماعية ربما تكون معقولة في بلد معين لكنها ليست حاجة عامة في كل مكان، فهي حاجة عادات وتقاليد اجتماعية، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد في السعودية تختلف عن العادات والتقاليد التي في مصر، أو العراق، أو الأردن، أو ماليزيا أو إندونيسيا.

وأضاف فضيلته: ومن هنا ينبغي أن ندرك أنه ما لم يكن هناك نص شرعي في التحريم، فإن كوننا منعنا شيئًا لسد الذريعة فهذا يعني أنه ليس تحريماً مطلقاً أو تحريماً أبدياً، ولكنه ربما يكون نوعاً من المنع القانوني، إن صح التعبير، باعتبار أنه في هذه المرحلة يؤدي إلى ضرر أو مفسدة ولكنه ربما في وقت آخر تتغير ظروف الناس وتتغير حاجاتهم.



فتح الذرائع

وتساءل الدكتور العودة: من الذي يقرر هذا؟ وذلك لأن كل شيء فيه ذريعة، فالقلم يمكن أن يُكتب به الخير أو الشر، والسيارة يمكن يسافَر بها إلى طاعة أو معصية، وكل شيء يمكن أن يُوظف في الإيجاب ويمكن أن يوظف في السلب، مشيرًا إلى أن التوسع وكون الإنسان قد يكون منعزلاً عن الناس وغير مطلع على تفاصيل حياتهم ويوغل في ذلك، فهذا أمر يعد مشكلة.

ولفت فضيلته إلى أن هناك مسألة أخرى يتم الغفلة عنها وهي مسألة فتح الذرائع، مشيرًا إلى أن عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- كان يقول: " يجدّ للناس من الأقضية بقدر ما يجد لهم من الفجور "، فبعض الأحكام أو الفتاوى تتغير بحسب تغير أحوال الناس، وهذا المبدأ مقرر.

وأردف الشيخ سلمان: لقد أعجبتني كلمة لأبي سعيد بن لب وهو شيخ الشاطبي حيث قال: "يجدّ للناس من المرغبات بقدر ما يجد لهم من الفتور"، وهذا يشير إلى فتح الذرائع، فالدين ليس فقط لمنع الناس، ولكن الدين في الأصل حافز، ولذلك فإن الأشياء الممنوعة والمحرمة محدودة وما سواها فهو باب واسع ومفتوح للناس، مؤكدًا على ضرورة أن ننظر للدين كمرغّب يفتح للناس أبواب الخير ويغريهم بالحسنات حتى الدنيوية منها، وكيف يطورون اقتصادهم، ويقومون بمؤسسات المجتمع المدني، ويحققون التنمية، وكيف يكونون مبدعين ومتفوقين في مجالات الحياة، وكيف يغامرون مغامرات محسوبة ومطلوبة ومفيدة.

وتابع فضيلته أنه من الخطأ تصور الدين أو النظر إلى الدين على أنه مجرد أداة للتحريم، حتى أنك تجد بعض الناس فيما يتعلق بالتحريم كما قال الشاعر:



لا يَسأَلونَ أَخاهُم حينَ يَندُبُهُم في النائِباتِ عَلى ما قالَ بُرهانا



فإذا قال شخص بالتحريم ربما يكونون متسامحين معه، وقد لا يسألونه عن الدليل لكن التحليل هو الذي يكون أحيانًا سبباً للتردد وكأن مقياس أو معيار التدين الحقيقي هو التشدد في التحريم وكأن الدين جاء للمنع، مؤكدًا على أن الدين جاء للحفز والفعل ولترغيب الناس في الفعل كما جاء بالترهيب والمنع، لكن الغالب هو الحفز.



.[/COLOR]



اعلاه...من الموقع الرسمي للشيخ/العودة..

و ما يلي..ما (صاغته) العربية..
او المحرر في (العربية.نت)
و اقتبسته او اجتزأته و ادخلت فيه...
ما يفيد الرسالة التي هي ارادت
توصيلها...و توجيه القارئ له

"
اعتبر المنع احتياطاً قانونياً أكثر من كونه شرعيا
سلمان العودة: أدعو العلماء إلى فتح باب الذرائع بدلا من سدِّها



فهم خاطئ .. من زاوية ضيقة
المبالغة منعت المباحات
تقييد حريات الآخرين




الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة

دبي- العربية.نت

دعا الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة علماء الشريعة إلى فتح باب الذرائع بدلا من سدها، مشددا على أن قاعدة سد الذرائع ليست ثابتة، وهي منع قانوني أكثر من كونه حكما شرعيا، بل إنها تتغير بتغير الزمان والمكان، وتعود برابط أساسي بين الدين والواقع.

وقال العودة في برنامجه الرمضاني اليومي "حجر الزاوية" على قناة mbc1، الخميس 26-8-2010، إن من ينادون بسد الذرائع وضعوا سدا عاليا بين الناس ودينهم، مبينا أن كثيرا من الأحكام التي تبنى على هذه القاعدة معقولة في بلد معين وغير معقولة في بلد آخر، فالعادات والتقاليد تختلف من بلد إلى آخر، فلا يمكن إجراء الأحكام في مصر والعراق وماليزيا وإندونيسيا مثلا على القاعدة نفسها، بسبب اختلاف البيئات بين البلاد.


فهم خاطئ .. من زاوية ضيقة

وضرب مثلا بأن الفهم الخاطئ لقاعدة سد الذرائع جعل البعض ينظر إلى المصلحة من زوايا ضيقة، فيعمد أحدهم إلى طرح يضمن استمرارية تقديمه لدرس علمي مثلا، ويعتبر أن المصلحة الأهم هي استمرار الدرس، بدون الاهتمام بما هو أهم من مصالح الناس الاجتماعية، والنظر إلى مصلحة المسلمين في العالم.

وأكد العودة أن قاعدة سد الذرائع تعتبر منعا قانونيا مبنيا على المصلحة أكثر من كونه حكما شرعيا، ويعتمد على مرحلة تحمل متغيرات معينة جعلت المفتي يختار منع الناس من فعل شيء سدا لباب الذرائع، خاصة وأن "كل شيء فيه ذريعة، وكل شيء يمكن أن يوظف سلبا أو إيجابا"، مبينا أن ترغيب الناس في الخير وحثهم عليه، أفضل من المنع المتشدد سدا للذرائع.

وقال إن الحديث للناس عن الدين كحافز يرغبهم في الخير، بتوجيه الناس لتطوير مجتمعاتهم واقتصادهم، ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا أن الدين جاء أساسا بالحفز والترغيب، لأن النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء، ولذلك أغلقوا كثيرا من الأبواب مثل الإعلام والفن والرياضة.

وأضاف العودة أن الدين يعترف بالواقع ولا يفترض مثاليات لن تطبق، ضاربا المثل بالعصر الإسلامي الأول، الذي يعد العصر المثالي، والذي وجدت فيه حالات من الضعف والخطأ، فوجد فيها الرجل الذي شرب الخمر، والذي عافس امرأة في طرف المدينة ونال منها ما ينال الرجل من امرأته إلا الجماع، ووجد منهم من سرق، ومنهم من غش في الطعام، ولذلك لا ينبغي أن نفكر بصورة مثالية لأن ذلك لم يقع في عهد النبوة أو الخلفاء الراشدين. "


و المسمع الصوتي/الفيديو..موجووود..لمن احب مزيدا من التدقيق!

فانظر اخي المدقق..هدانا الله اجمعين..
الى شدة الكذب و التلفيق..
بمقارنة اجزاء من النصين..
و بالرجوع الى المقطع المسجل من الحلقة!

فكيف..تم تحوير و تحويل و (تدليس) الكلام..
فمن قال ان (سد الذرائع)..أصل من ألاصول..
يتم التلاعب في كلامه و بشكل علني و جهري..
بانه (دعا) او قال (ليست ثابتة)أو او او..
من الكلام الذي اختير اختيارا...
و انجر خلفه..للاسف..
من (اغمض عينيه) و صم اذانه
و ربمى جمد عقله..

من الذي قال..ان (سد الذرائع) سد عالي..
اهو الشيخ..ام انه..من باب التنبيه استدل بقول
احد له..عن ذلك...
و لا يعني ذلك البتة..الى ان الشيخ متبني للمقولة
و لا انه..يرفض ان يقر..شيئا من معناها..
كما تبين ذلك..في كل التفصيل الذي لحق ذلك التعقيب..
من كلامه هو..و ليس من كلام التلفيق (العربي)!
*
*
،،
اخيرا..
من اين جاءت كلمات مثل:
"
الدرس العلمي
"
و
" مؤسسات المجتمع المدني
"
و
"
الإعلام و الفن و الرياضة
"
التي..وردت بشكل (متقن) في صدر
كلام العربية!

قبل ان نختلف و نفترق و نتطاحن..

انصافا لانفسنا ..و للاخرين..
يجب..ان نكون..دقيقين..و مدققين..

و من ثم..حتى لو اشكل او اتضح لنا امرا..
فالنقاش مع (صحب الشان) بعينه
و محاولة استيضاح وجهة نظره..
او توضيح..ما نراه انه قد (ألبس عليه) و أشكل..

ان..كنا بالفعل..حريصين على الحق و بيانه..
هو السبيل الاول...
قبل..ان يقوم اي منا..لا بدحض او تثبيت
تهمة..على فلان او فلتان!

اما..مصادر و مهاتر و غدرات (الاعلام) الهدام..
فالادلة عليهم و على خطواتهم التدليسية والمضللة
و التي تزرع الفتن و المشاحنات...كثييرة جدا جدا

وما اعلاه..ليس الا..آخر الادلة لتي بين ايدينا..
و ما اكثرها..و سنعجز..لو اردنا تفنيد كل
تدليسهم و تخريبهم..في كل قضية..
يلجون فيها !

مطيع الله
30-08-2010, 11:37 AM
الأمر، أمور،
والموضوع، مواضيع،

والتوعية، والتوجيه لا تكون بنقاش عوام لقاعدة فقهية محسومة منذ القرن الرابع الهجري.


مخطئ من يظن بنفسه نصح الناس وتصحيح أفهامهم، بكسر قاعدة فقهية،
ماذا سوف نستفيد بفتح هذا الباب؟
انفتح، وماذا بعد؟

كان أجدر بالشيخ أن يكون في صف عوام المسلمين، الذين يلعنون أهل الكفر والنفاق صباح مساء، ويكنون لهم العداوة والبغضاء، لا أن يترضى عنه كل منافق، وعلماني، وخبير مكافحة إرهاب أمريكي،
وكان الأجدر به، بما له من القدر، المطالبة بفك أسر علماء أجلاء مثل الشيخ العلوان والراشد والدوسري والآلاف من طلبة العلم في السجون السعودية،

هل المشائخ المساجين إرهابين؟
هل طالب أحدٌ منهم قط بالخروج على الحاكم؟
لا، أبداً،

عليكم بأهل الثغور، فهم لا يفتنون،
ولا يقولن أحدُ ما أهل الثغور،

أعود وأقول، من كان دليله العربية، و ام بي سي، فسوف تهديه إلى الجيف، أكرمكم الله.

Breakaway
30-08-2010, 12:34 PM
أرى أنه يجب التوقف عن النقاش والمجادلة حاليا في هذا الوقت و في هذا الموضوع وغيره من المواضيع التي فيها جدل و خلاف حيث أننا دخلنا في العشر الأواخر، لا نريد أن تنشغل العقول بالخلاف و بالردود و بماذا قال فلان و كيف أرد عليه و غير ذلك من الأمور التي ربما تضعف التوجه الكامل لله في هذه الليالي المباركة.

@فارس@
30-08-2010, 12:51 PM
الجدال من اجل الجدال .. لا يوصل المرء الى نتيجة ولا يهدي للحق

ولي ملاحظات من خلال ما قرأته :

اولا: بعض الاخوة في نفوسهم الكثير من التحامل على الشيخ فاتخذو من الموضوع فرصة للتعبير عنها متخذين من بعض فتاواه عذرا لاستباحة عرض هذا العالم متناسين ان في سلفنا من كانت ترد فتاواه بل ان اهل العلم قالو من تتبع الرخص فسق لان في كل مذهب بعض الرخص ولدى العلماء فتاوى في بعض المسائل كانو يخالفونهم فيها وهذه سنة الله من الرحمة بالامة فاختلافهم رحمة في مجال يسع فيه الاختلاف فلماذا ياتي من يضيق على الناس لا لشي الا لانه ذو فكر متحجر !!

ثانيا : كان الموضوع حول فتح باب الذرائع وكان الاولى بالاخوة قراءة الموضوع ونقده من حيث محتواه لا ان يقومو بتحويل النقد لشخص كاتبه فهذا من الجهل فالحق احق ان يتبع وليس تقديس الاشخاص !!

ثالثا : يبدو ان كثيرا من الاخوة تناسو اننا في القرن الواحد والعشرين ولسنا في قرن الصحابة رضوان الله عليهم لذلك حتى في ارائهم نجد الغلو والنقد اللاذع للاخرين متناسين انهم اول المتقاعسين عن التغيير وكل ما يفعلونه هو التهجم والنقد والذم واحيانا التكفير صراحة او تلميحا لغيرهم بينما لا يفعلون شيئا لخدمة الاسلام والمسلمين باكثر من ذلك النقد .. وما اسهل النواح !!

رابعا : في سيرة سلفنا الصالح نجد احترامهم لبعضهم حتى مع اختلافهم في الفتيا والاجتهاد لكن ذلك لم يمنع من حبهم لبعضهم البعض واحترامهم المتبادل بينما اليوم نرى من لا يمنعه الاختلاف من تشهير لسان التكفير والبغضاء والعداوة والتي لا تخدم الا الشيطان ( ان الشيطان ينزغ بينكم ) ولا يستفيد منها الا اعداء الاسلام والمسلمين

خامسا : لا يعني مدح الامريكان للشيخ سلمان العودة تكفير الرجل او الانتقاص من حقه فقد يراد بها اثارة فتنة بين المسلمين وقد تكون حقيقة فالرجل ذو عدل وانصاف كما نحسبه والله حسيبه ونحسب علماء الاسلام جميعهم كذلك فلا نتحامل عى الرجل لمجرد انه تلقى ثناء من كافر فهذا حمق !!

سادسا : الاجتهاد حق مكفول لكل عالم مبحر في علوم الشريعة الغراء الا ان نجد شيئا يعاب عليه فنقول انه اخطا في كذا وكذا ونرد عليه دون سباب ولا فحش ولا تكفير فالرجل عالم من علماء المسلمين ولا يعاب عليه اجتهاده في مسائل تخص المسلمين لا يوجد فيها نص صريح من الكتاب والسنة سوى الاستشهاد باقوال العلماء كابن تيمية وغيرهم وكان اقوالهم احاديث تبنى عليها احكام الاسلام مع العلم انهم مجتهدون فيها كغيرهم ويؤخذ من كلامهم ويرد كما قال الامام مالك ( كل انسان يؤخذ من كلامه ويرد الا صاحب هذا القبر ) يقصد الرسول صلى اله عليه وسلم

سابعا : متى تنتهي دعوة ابن ابي في تاثيرها على وحدة صف المسلمين وشق كلمتهم من اجل خدمة اعداء الاسلام والمسلمين فبالله عليكم قولو لي من المستفيد من تكفير وسب علماء المسلمين ومفكريهم والانتقاص منهم وتقسيم المسلمين الى اصناف من اهوائهم !!

واخيرا وليس اخرا : اشكر الاخ بوراشد على نقله المميز

واشكر الاخ انتعاش على روعة اسلوبه وردوده الراقية

والشكر موصول للاخوة عابر سبيل ومطيع لله ولجميع الغيورين

واسال الله ان يوفقنا للخير والهدى وان يصرف عنا سوء الفرقة وسبل البغضاء وان يجمعنا على طاعته

اللهم امين

راعي البيرق
30-08-2010, 01:26 PM
الجدال من اجل الجدال .. لا يوصل المرء الى نتيجة ولا يهدي للحق

ولي ملاحظات من خلال ما قرأته :

اولا: بعض الاخوة في نفوسهم الكثير من التحامل على الشيخ فاتخذو من الموضوع فرصة للتعبير عنها متخذين من بعض فتاواه عذرا لاستباحة عرض هذا العالم متناسين ان في سلفنا من كانت ترد فتاواه بل ان اهل العلم قالو من تتبع الرخص فسق لان في كل مذهب بعض الرخص ولدى العلماء فتاوى في بعض المسائل كانو يخالفونهم فيها وهذه سنة الله من الرحمة بالامة فاختلافهم رحمة في مجال يسع فيه الاختلاف فلماذا ياتي من يضيق على الناس لا لشي الا لانه ذو فكر متحجر !!

ثانيا : كان الموضوع حول فتح باب الذرائع وكان الاولى بالاخوة قراءة الموضوع ونقده من حيث محتواه لا ان يقومو بتحويل النقد لشخص كاتبه فهذا من الجهل فالحق احق ان يتبع وليس تقديس الاشخاص !!

ثالثا : يبدو ان كثيرا من الاخوة تناسو اننا في القرن الواحد والعشرين ولسنا في قرن الصحابة رضوان الله عليهم لذلك حتى في ارائهم نجد الغلو والنقد اللاذع للاخرين متناسين انهم اول المتقاعسين عن التغيير وكل ما يفعلونه هو التهجم والنقد والذم واحيانا التكفير صراحة او تلميحا لغيرهم بينما لا يفعلون شيئا لخدمة الاسلام والمسلمين باكثر من ذلك النقد .. وما اسهل النواح !!

رابعا : في سيرة سلفنا الصالح نجد احترامهم لبعضهم حتى مع اختلافهم في الفتيا والاجتهاد لكن ذلك لم يمنع من حبهم لبعضهم البعض واحترامهم المتبادل بينما اليوم نرى من لا يمنعه الاختلاف من تشهير لسان التكفير والبغضاء والعداوة والتي لا تخدم الا الشيطان ( ان الشيطان ينزغ بينكم ) ولا يستفيد منها الا اعداء الاسلام والمسلمين

خامسا : لا يعني مدح الامريكان للشيخ سلمان العودة تكفير الرجل او الانتقاص من حقه فقد يراد بها اثارة فتنة بين المسلمين وقد تكون حقيقة فالرجل ذو عدل وانصاف كما نحسبه والله حسيبه ونحسب علماء الاسلام جميعهم كذلك فلا نتحامل عى الرجل لمجرد انه تلقى ثناء من كافر فهذا حمق !!

سادسا : الاجتهاد حق مكفول لكل عالم مبحر في علوم الشريعة الغراء الا ان نجد شيئا يعاب عليه فنقول انه اخطا في كذا وكذا ونرد عليه دون سباب ولا فحش ولا تكفير فالرجل عالم من علماء المسلمين ولا يعاب عليه اجتهاده في مسائل تخص المسلمين لا يوجد فيها نص صريح من الكتاب والسنة سوى الاستشهاد باقوال العلماء كابن تيمية وغيرهم وكان اقوالهم احاديث تبنى عليها احكام الاسلام مع العلم انهم مجتهدون فيها كغيرهم ويؤخذ من كلامهم ويرد كما قال الامام مالك ( كل انسان يؤخذ من كلامه ويرد الا صاحب هذا القبر ) يقصد الرسول صلى اله عليه وسلم

سابعا : متى تنتهي دعوة ابن ابي في تاثيرها على وحدة صف المسلمين وشق كلمتهم من اجل خدمة اعداء الاسلام والمسلمين فبالله عليكم قولو لي من المستفيد من تكفير وسب علماء المسلمين ومفكريهم والانتقاص منهم وتقسيم المسلمين الى اصناف من اهوائهم !!

واخيرا وليس اخرا : اشكر الاخ بوراشد على نقله المميز

واشكر الاخ انتعاش على روعة اسلوبه وردوده الراقية

والشكر موصول للاخوة عابر سبيل ومطيع لله ولجميع الغيورين

واسال الله ان يوفقنا للخير والهدى وان يصرف عنا سوء الفرقة وسبل البغضاء وان يجمعنا على طاعته

اللهم امين

سلمان عالم ؟!!! من متى وشلون ترى حتى بالسعودية رافضين رسميا تسميته بالشيخ وانت تسميه عالم مرة وحدة !!
الله يهديكم ان كنتم لاتعلمون حقيقة الرجل اللي والله العظيم عرفها الناس بالمملكة وان كنت تعلم فارجو اغلاق الموضوع لان النفوس فعلا بدات تتغير واحنا بخواتم الشهر الفضيل ولاتخلونا نفتش على مغطى ولانغطي على مفضوح

Arab!an
30-08-2010, 01:49 PM
الأمر، أمور،
والموضوع، مواضيع،

والتوعية، والتوجيه لا تكون بنقاش عوام لقاعدة فقهية محسومة منذ القرن الرابع الهجري.


مخطئ من يظن بنفسه نصح الناس وتصحيح أفهامهم، بكسر قاعدة فقهية،
ماذا سوف نستفيد بفتح هذا الباب؟
انفتح، وماذا بعد؟

كان أجدر بالشيخ أن يكون في صف عوام المسلمين، الذين يلعنون أهل الكفر والنفاق صباح مساء، ويكنون لهم العداوة والبغضاء، لا أن يترضى عنه كل منافق، وعلماني، وخبير مكافحة إرهاب أمريكي،
وكان الأجدر به، بما له من القدر، المطالبة بفك أسر علماء أجلاء مثل الشيخ العلوان والراشد والدوسري والآلاف من طلبة العلم في السجون السعودية،

هل المشائخ المساجين إرهابين؟
هل طالب أحدٌ منهم قط بالخروج على الحاكم؟
لا، أبداً،

عليكم بأهل الثغور، فهم لا يفتنون،
ولا يقولن أحدُ ما أهل الثغور،

أعود وأقول، من كان دليله العربية، و ام بي سي، فسوف تهديه إلى الجيف، أكرمكم الله.



يا شيخ مطيع الله .. أي قاعدة التي كسرها سلمان العودة ؟ !

لو كان سلمان العودة لا يقف في صف عوام الامة لما رأيته على شاشة الام بي سي التي يتابعها معظم شباب وبنات الامة .. فأي شيخ يقف مع الامة اكثر من الذي يذهب اليهم ويصل اليهم .. لا ان ينتظر حتى يبحثوا عنه ويجدوه


ثم ان كل منافق او علماني او امريكي مدح سلمان العودة واشاد به لا يعد دليل ضد العودة ! شهالاحكام الغريبة

لا نقول الا " صدقوا وهم الكاذبون"

ثم سؤال يعني بالله عليك يوم تسأل "هل المشائخ المساجين إرهابين؟
هل طالب أحدٌ منهم قط بالخروج على الحاكم؟"
ما دخل سلمان العودة ؟ هل هو من سجنهم ؟ او طالب بسجنهم ؟
ام انه لن يُقبل منه حتى يجعل برنامجه خالصا وخاصا باولئك المشايخ ؟

ليتك تكلمت عن رأيه في موضوع " سد الذرائع" ومخالفتك له ورأيك انت او من تأخذ بقوله من العلماء ونقاش في الرأي .. بدون ما اتطب في بطنه

وذكرنا بكسره للقاعدة الفقهية " سد الذرائع" خل انشوف شلون كسرها

عابر سبيل
30-08-2010, 01:55 PM
.

وقداخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حُكْمِ سَدِّ الذَّرَائِعِ وَاعْتِبَارِهَا مِنْ أَدِلَّةِ الْفِقْهِ :
فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ , وَالْحَنَابِلَةُ إلَى أَنَّهَا مِنْ أَدِلَّةِ الْفِقْهِ . .
3 - وَأَنْكَرَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَفِيَّةُ ذَلِكَ . وَقَالُوا :

4 - وَقَدْ قَسَّمَ الْقَرَافِيُّ : الذَّرَائِعَ إلَى الْفَسَادِ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ : قِسْمٌ أَجْمَعَتْ الْأَمَةُ عَلَى سَدِّهِ وَمَنْعِهِ وَحَسْمِهِ , كَحَفْرِ الْآبَارِ فِي طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ , فَإِنَّهُ وَسِيلَةٌ إلَى إهْلَاكِهِمْ فِيهَا , وَكَذَلِكَ إلْقَاءُ السُّمِّ فِي أَطْعِمَتِهِمْ , وَسَبِّ الْأَصْنَامِ عِنْدَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِهَا , وَيُعْلَمُ مِنْ حَالِهِ أَنَّهُ يَسُبُّ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ سَبِّهَا . وَقِسْمٌ أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَى عَدَمِ مَنْعِهِ , وَأَنَّهُ ذَرِيعَةٌ لَا تُسَدُّ , وَوَسِيلَةٌ لَا تُحْسَمُ , كَالْمَنْعِ مِنْ زِرَاعَةِ الْعِنَبِ خَشْيَةَ أَنْ تُعْصَرَ مِنْهُ الْخَمْرُ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ , وَكَالْمَنْعِ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ فِي الْبُيُوتِ خَشْيَةَ الزِّنَى . وَقِسْمٌ اخْتَلَفَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ هَلْ يُسَدُّ أَمْ لَا , كَبُيُوعِ الْآجَالِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ , كَمَنْ بَاعَ سِلْعَةً إلَى شَهْرٍ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ , ثُمَّ اشْتَرَاهَا نَقْدًا بِخَمْسَةٍ قَبْلَ آخِرِ الشَّهْرِ . فَمَالِكٌ يَقُولُ : إنَّهُ أَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ خَمْسَةً الْآنَ وَأَخَذَ عَشْرَةً آخِرَ الشَّهْرِ , فَهَذِهِ وَسِيلَةٌ لِسَلَفِ خَمْسَةٍ بِعَشْرَةٍ إلَى أَجَلٍ تَوَسُّلًا بِإِظْهَارِ صُورَةِ الْبَيْعِ لِذَلِكَ . وَالشَّافِعِيُّ يَقُولُ : يُنْظَرُ إلَى صُورَةِ الْبَيْعِ وَيُحْمَلُ الْأَمْرُ عَلَى ظَاهِرِهِ فَيَجُوزُ ذَلِكَ , قَالَ الْقَرَافِيُّ : وَهَذِهِ الْبُيُوعُ تَصِلُ إلَى أَلْفِ مَسْأَلَةٍ اخْتَصَّ بِهَا مَالِكٌ وَخَالَفَهُ فِيهَا الشَّافِعِيُّ .
5 - أَمَّا الْقِسْمُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَجْمَعَتْ الْأُمَّةُ عَلَيْهِ , فَهُوَ مَا كَانَ أَدَاؤُهُ إلَى الْمَفْسَدَةِ قَطْعِيًّا , فَلَا خِلَافَ فِي أَنَّهُ يُسَدُّ , وَلَكِنَّ التَّقِيَّ السُّبْكِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ قَالَ : لَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ سَدِّ الذَّرَائِعِ , بَلْ هُوَ مِنْ تَحْرِيمِ الْوَسَائِلِ , وَالْوَسَائِلُ تَسْتَلْزِمُ الْمُتَوَسَّلَ إلَيْهِ , وَلَا نِزَاعَ فِي هَذَا ,



7 - وَأَمَّا الْقِسْمُ الَّذِي اُخْتُلِفَ فِيهِ فَهُوَ مَا كَانَ أَدَاؤُهُ إلَى الْمَفْسَدَةِ كَثِيرًا لَكِنَّهُ لَيْسَ غَالِبًا , فَهَذَا مَوْضِعُ الْخِلَافِ . وَالْخِلَافُ مِنْ ذَلِكَ جَارٍ فِي غَيْرِ مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَدُّهُ مِنْ الذَّرَائِعِ , أَمَّا مَا جَاءَ النَّصُّ بِسَدِّهِ مِنْهَا فِي النُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ الثَّابِتَةِ فَلَا خِلَافَ فِي الْأَخْذِ بِذَلِكَ , كَالنَّهْيِ عَنْ سَبِّ آلِهَةِ الْمُشْرِكِينَ لِئَلَّا يَسُبُّوا اللَّهَ تَعَالَى , وَكَالنَّهْيِ عَنْ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا . وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِي جَوَازِ حُكْمِ الْمُجْتَهِدِ بِتَحْرِيمِ الْوَسِيلَةِ الْمُبَاحَةِ إنْ كَانَتْ تُفْضِي إلَى الْمَفْسَدَةِ لَا عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ أَوْ الْغَلَبَةِ .


ما ادري سبب و مصدر انزعاج بعض الاخوة...
من النقاش...

حول..فهم بعضنا..
المختلف عن فهم الاخر..
لموضوع ..اعلامي..
طُرحت فيه ..
قضية فقهية/دينية!

عموما..
اخونا فارس
شكرا لك..و الكل تراه
يستحق الشكر
لان هنالك ضبط عالي..للنفوس..

و ما دامها..
سيرة و انفتحت...
خلونا..نشوف..
من اللي حاب الخير لنفسه و ربعه
و يبي ينصحهم..
و نسأل الله أن يعيننا جميعا..
للخير و الحق..

*
*
،،
الاقتباس أعلاه...
من كلام الاخ/مشوار..

و اتمنى..ان لا يكون مشواره البحثي الغزير..
ما استفاد منه..اكثرنا..

لان المسألة..واضحة و جلية..
حول اختلاف الائمة الاربعة..
حول القضية الفقهية
(الاخذ..بسد الذرائع)

و هذا...
مع ما تم بيانه من تلاعب موقع(العربية.نت)
بالمسألة برمتها...


فيه..لمن اصر على الفهم بان الشيخ/ سلمان العودة
يدعو الى ما (تبنته) العربية.نت..

حجة..بانه..ما اتى اصلا بكلام مستحدث
لم يسبقه احد به!


و اعتقد..انه..من المعضلات شرح الواضحات!

ان كان البحث..ههنا
عن هالقضية..فهذا
ما عندنا مما اتيح لنا..
و نتمنى ان نسمع..ممن عنه فهم مغاير
ان يكرمنا..برد محصور في هالمسألة!

اما..ان كان هنالك..دحرجة و جرجرة..
للهروب بنا..الى محاور اخرى..
كما حدث من قِبل "اقوام"..
عندما..لمز و همز..
حتى في تعيين وزير جديد في قطر...
و سألناه..بعدها...
عن مقاصده..لكنه..لم يجب!!
مع انا في انتظاره..الى الآن!!!

فاحتراما للاخوة
و الزمالة و مكانة كل منا
في نفسه و عند الاخرين..

دعونا نركز في القضية
(لب الموضوع)..
و ما صاحَبَها ..
اما..(الجرح و التعديل) في الرجال..
ان كان هنا من هو أهل للقيام بذلك..
فمن التخبيط..طرحه و دحرجته
في كل مناسبة و موضوع..
فما بالنا ان لم تكن هنالك مناسبة!

و من اصر..
فليصرح لنا..باسمه هو...
كان من كان..
شيخا جهبذا او قارءا متسيدا..
ليقل..انا..فلان ابن فلان ابن فلان..
اقول..لا تأخذوا الكلام..
لا من سلمان..و لا من علان
و هذا هو على كلامي..الدليل و البرهان!