المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "ناسداك" تطلق إشارة توحيد البورصات عبر الأطلسي



Love143
24-03-2006, 11:32 AM
"ناسداك" تطلق إشارة توحيد البورصات عبر الأطلسي


- "الاقتصادية" من لندن - 24/02/1427هـ
أعطت "ناسداك"، ثاني أكبر سوق مالية أمريكية، إشارة الانطلاق لتوحيد البورصات عبر المحيط الأطلسي، فقد ورد في أنباء جزئية أن بورصة لندن رفضت أخيرا، أي بعد إغلاق البورصة في لندن، عرضاً فجائياً تقدمت به "ناسداك" للاستحواذ عليها.
وتضمن عرض "ناسداك" تقييماً لأسعار أسهم بورصة لندن بـ 950 بنسا للسهم الواحد مما يجعل الصفقة تساوي 2.42 مليار جنيه، أو 3.5 مليار يورو. وبهذا تكون "ناسداك" قد عرضت علاوة قدرها 8 في المائة فقط على الأسعار الحالية لأسهم بورصة لندن. ولكن اللندنيين رفضوا هذا العرض على أساس أنه متدن جداً.
غير أن "ناسداك" مصرة على التمسك بهذا العرض الذي هو من وجهة نظرها "عرض مغر" وهي تطمح إلى إجراء مناقشات بناءة مع إدارة بورصة لندن، أي أن "ناسداك" تبدو مستعدة للتفاوض، في الوقت الذي وجد عرضها صدى إيجابياً لدى المستثمرين.
وجاء رد فعل أسعار الأسهم في بورصة "ناسداك" قوياً مما أدى إلى ارتفاع تجاوز 10 في المائة . أما أسعار الأسهم في بورصة نيويورك، المنافس الأكبر لناسداك، فقد تراجعت بنسبة 2 في المائة. ويقول أندرو ميتشيل، الخبير من شركة فوكس بيت كيلتون للأوراق المالية:" تعتقد ناسداك، من وجهة نظرها الخاصة، أن الوقت ربما كان مناسباً للتقدم بمثل هذا العرض لأن بورصة نيويورك مطالبة، قبل كل شيء بإنجاز عملية اندماجها بشركة أرخيبلاجو".
ويذكر أن بورصة نيويورك أندمجت الثلاثاء الماضي مع البورصة الإلكترونية " أرخيبلاجو"، وأصبحت أسهم الشركة الناشئة عن هذا الاندماج موضوع تبادل في البورصة. كما أعرب جون ثين رئيس مجلس إدارة بورصة نيويورك أكثر من مرة وبوضوح تام عن رغبته في تنفيذ عملية استيلاء على إحدى بورصات أوروبا. ومن هنا انتشرت على الفور شائعات أن بورصة نيويورك ستتقدم بعرض مضاد لبورصة لندن، وسبق للسيد ثين في الماضي أن أعرب عن رغبته بالاندماج مع بورصة ذات تنوع كبير في الاختصاصات مثل البورصة الألمانية أو مثل يورونيكست، بورصة البلدان الأربعة. كما تود بورصة نيويورك أيضا أن تحقق النمو المنشود من خلال توسيع منتجاتها بحيث تشمل، من بين أمور أخرى، بعض المشتقات.
ومثلها مثل بورصة نيويورك، دعمت "ناسداك" عملية دمج الفروع من خلال استحواذها أخيرا على البورصة الإلكترونية الصغيرة "أنستينت" Instinet وازدادت حدة التنافس بين كلا البورصتين الأمريكيتين مع دمج بورصة نيويورك ببورصة أرخيبلاجو، وهو الأمر الذي مكن بورصة نيويورك من توسيع نطاق معاملاتها الإلكترونية، وتشديد محاولاتها لانتزاع حصة من حصص "ناسداك" في السوق.
وفي سياق السعي لتحقيق مزيد من النمو يبدو التوسع عالمياً نتيجة منطقية. إن الفكرة بحد ذاتها ليست جديدة بطبيعة الحال، ففي أوج ازدهار البورصة حاولت "ناسداك" بناء مراكز تابعة لها في كل من أوروبا واليابان، غير أن هذه المحاولة لم تلبث أن باءت بالفشل خصوصاً بعد الهبوط الحاد في أسعار أسهم شركات التكنولوجيا والتنمية التي تتخصص فيها "ناسداك" وبهذا تم إغلاق "ناسداك" ألمانيا عام 2003 بعد بضعة أشهر من افتتاحها.
أما إذا اتفقت "ناسداك" وبورصة لندن على الاندماج فسينجم عن ذلك بورصة مدرج فيها أسهم ستة آلاف شركة، وستكون هذه البورصة هي ثاني أكبر بورصة في العالم بعد بورصة نيويورك ولكن قبل بورصة طوكيو. وسيكون متاحاً للشركات أن تدرج أسهمها أوتوماتيكيا في البورصتين، وبهذا ستحظى بدعم من الأمريكيين والأوروبيين في أكبر مركزين ماليين في العالم، مما يتيح فرصاً أفضل للرساميل وفي الوقت نفسه ستتمكن البورصتان من توحيد أنظمتهما التجارية مما يقلص التكاليف. كما أن مزايا الاندماج مقنعة للطرفين بحيث إنه سبق "لناسداك"، وبورصة لندن أن راودتهما فكرة الاندماج عام 2002، ولكن صرف النظر عن تلك الفكرة آنذاك لأسباب رقابية قانونية.
غير أن كلارا فورس رئيسة بورصة لندن أكدت أخيرا أن الظروف الأساسية قد تغيرت في هذه الأثناء وأنه أصبح من الممكن حالياً البحث مجدداً في دمج البورصتين، كما أفصحت عن تفضيلها لمسيرة مشتركة مع "ناسداك" على التوحد مع إحدى بورصات القارة الأوروبية.
وربما كان لصلات القرابة الأنكلو ساكسونية دورها في هذا التفضيل. يضاف إلى ذلك أن بورصة لندن ستحتفظ لنفسها، في حالة الاندماج مع "ناسداك"، بمجلس إدارة خاص بها، وستظل تعمل أيضا تحت إشراف وتوجيه من سلطة الرقابة اللندنية FSA.
ومن المعروف أن السيدة فورس، رئيسة البورصة، تراهن رهانات عالية. ويذكر في هذا الصدد أنه عندما تقدمت إليها البورصة الألمانية في خريف عام 2004 بعرض استحواذ على أساس 530 بنسا للسهم رفضت هذا العرض واقترحت كأساس للتفاوض 600 فلس للسهم على أقل تقدير.
وهي الآن تشيح بوجهها حتى عندما يعرض عليها 950 فلساً للسهم. وتبدو السيدة فورس وكأنها مقتنعة بلعبة المقامرة هذه، حيث اشترت هي نفسها في 22 شباط (فبراير) الماضي 3600 من أسهم بورصة لندن بسعر 811.5 بنس للسهم. يضاف إلى ذلك أنها تحظى بالنسبة لتقييمها بدعم من كبار حملة الأسهم. ففي منتصف شباط (فبراير) من العام الجاري أعلنت شركة تريد بيدل" الاستثمارية أنها زادت حصتها في بورصة لندن إلى 13.7 في المائة.
وتضاعفت أسعار الأسهم في بورصة لندن منذ بداية تكهنات الاستحواذ في خريف عام 2004، ومما لا شك فيه أن السيدة فورس تستطيع أن ترفع السعر أكثر فأكثر في حالة حدوث أية محاولة للاستحواذ. أما سبب ذلك فهو أن موضوع الاندماج بين البورصات العالمية أصبح موضوع جدياً، وأدى الوعي العام بهذه الحقيقة إلى تقييم جديد لفرع البورصات بكامله. ويذكر أيضاً أنه عندما ألح فيرنر سايفرت، الرئيس السابق للبورصة الألمانية، على الاستحواذ على بورصة لندن، وصفت محاولته هذه بأنها مدمرة وتم إفشالها من قبل مساهميه بالذات. وقد أدت هذه المحاولة أيضا إلى فقدان السيد سايفرت منصبه. أما البورصة الأوروبية "يورونيكست" Euronext التي أنشئت في 22 أيلول (سبتمبر) سنة 2000 نتيجة اندماج بورصات أمستردام وبروكسل وباريس – المترجم- فقط دخلت سباق الاستحواذ على بورصة لندن بهمة فاترة ودونما حماس، حيث إنها لم تكن قد استقرت على قرار بعد، فيما إذا كان لها اهتمام فعلي ببورصة لندن أم لا. أما الآن ومع عرض "ناسداك" فقد انتهى السباق بالنسبة ليورونيكست لأنه مع مستوى 950 بنسا للسهم، لن يتمكن جان فرانسوا تيودور رئيس بورصة يورونيكست من المشاركة في هذا المزاد.
يضاف إلى ذلك أن المساهمين في "يورونيكست" بما في ذلك صناديق الادخار Atticus TCI قد بينوا بوضوح أنهم ضد تقديم أية عروض للاندماج مع بورصة لندن. ومع ذلك فثمة تكهنات في الأوساط البنكية بأن عملية الاندماج بين بورصة لندن و"ناسداك" ستزيد من الضغوط على البورصة الألمانية وبورصة يورونكست لدفعهما للاندماج أيضا.
وأطلق بنك ماكواري الأسترالي عرضه للاستحواذ على بورصة لندن أخيرا على أساس سعر 580 بنساًَ للسهم، بالون اختبار لم يحمله أحد من حملة الأسهم، على محمل الجد. ولكن عرض "ناسداك" له بعد آخر. أما رفض هذا العرض فهو جزء من لعبة البوكر إذ لا بد لأية عروض جديدة أن تقيم بورصة لندن بأعلى مما قيمت به حتى الآن. فذلك هو على الأقل الرأي السائد في أوساط بورصة لندن، حيث ينطلق اللندنيون في ذلك من أحجام التعامل التي شهدت أخيرا زيادات كبيرة بفضل إدخال نظام حديث لمعادلة البيانات إلى الخدمة أخيرا، وهو نظام أكثر سرعة وأكثر كفاءة. هذا بالإضافة إلى النجاح الذي أحرزته بورصة لندن بإدراج شركات عالمية في معاملاتها مثل: الشركات الروسية والإسرائيلية، ومن الشرق الأقصى والشرق الأوسط، ويقدر الخبراء أن أرباح أسهم بورصة لندن ستصل حتى ربيع عام 2008، نحو 58 بنساً للسهم الواحد، أي أن أرباح البورصة ستتضاعف، وعلى أساس من متوسط الأرباح المتوقع يقدر أن تقييم سعر السهم بـ 935 إلى 980 بنساً، إن لم يكن 1055 بنساً، هو أمر واقعي له ما يبرره.