تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دخول المقيمين لسوق الأسهم السعودية سيحقق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني



Love143
24-03-2006, 11:35 AM
سفراء الجاليات العربية المقيمة في المملكة لـ"الاقتصادية":
دخول المقيمين لسوق الأسهم السعودية سيحقق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني


- أنور البغدادي من جدة - 24/02/1427هـ
أكد لـ"الاقتصادية" عدد من سفراء الدول العربية في المملكة أن قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين السماح للمقيمين بالاستثمار المباشر في سوق الأسهم السعودية سيحقق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، الأمر الذي سيسهم في ضخ وتدوير أموال المقيمين في السعودية، والحد من الحوالات الخارجية.
وقال لـ "الاقتصادية" السفير محمد صالح القطيش القنصل اليمني العام في جدة إن قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين السماح باندماج المقيمين في سوق الأسهم السعودية إنما يعبر عن قرار حكيم يسهم في مشاركة ملايين من المقيمين في ضخ أموالهم داخل الاقتصاد السعودي.
وأضاف أن هذا القرار إيجابي وهو لفتة كريمة من الحكومة السعودية، حيث إن المقيمين اليمنيين في المملكة يعدون بمئات الآلاف ومنتشرون في جميع مناطق المملكة وهناك صلات قرابة وطيدة بين أبناء الشعبين كما أن الجالية اليمنية تعتبر أكثر الشعوب العربية قربا لعادات وقيم الشعب السعودي.
وقال السفير اليمني إن أبناء الجالية اليمنية يشعرون بفرحة وغبطة لهذا القرار الذي يسمح لهم بالاستثمار بما يعود على أبناء البلدين الشقيقين بالنفع والفائدة، مضيفا أن ما يعود من خير على الاقتصاد السعودي تنعكس آثاره على الاقتصاد اليمني والعكس صحيح، حيث إن السماح للمواطنين اليمنيين بدخول سوق الأسهم السعودية سيعزز استثماراتهم وينميها وستعود آثارها على اقتصاد اليمن وبالتالي فهي شراكة اقتصادية سيجني ثمارها كل البلدين، وستكون أحد العوامل الاقتصادية التي من الممكن أن تؤهل اليمن لدخول مجلس التعاون الخليجي.
وفي السياق ذاته قال لـ"الاقتصادية" السفير عفيفي عبد الوهاب القنصل العام المصري في جدة إن هذا الإجراء سيغري بلا شك نسبة لا بأس بها من المصريين المقيمين في المملكة بالاستثمار في سوق الأسهم السعودية.
ووصف قرار السماح للمقيمين في المملكة بالدخول في سوق الأسهم السعودية بـ "الإيجابي والحكيم" من القيادة السياسية في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأنها خطوة مطلوبة ستؤدي لتحقيق التوازن في سوق الأوراق المالية السعودية خاصة بعدما تأثرت السوق في الآونة الأخيرة.
واعتبر في الوقت نفسه أن السماح للمقيمين المصريين بالاستثمار في سوق الأسهم السعودية سيؤثر في التحويلات الخارجية للعمالة المصرية في السعودية، إلا أنه في الوقت ذاته يحقق المنفعة والمصلحة للطرفين فالمقيم المصري في المملكة سيستفيد من العوائد الربحية لسوق الأسهم، والاقتصاد السعودي سيتعزز بشكل غير مباشر عبر ضخ الملايين من الريالات في سوق الأسهم.
من جهته قال عين السوافيري القنصل الفلسطيني العام في جدة إن قرار خادم الحرمين الشريفين السماح للمقيمين بدخول سوق الأسهم السعودية قرار استراتيجي، وإنه سينعكس بشكل إيجابي على أبناء الجالية الفلسطينية، وذلك عبر إتاحة الفرصة لهم للاستثمار في البلد الكريم الذي تقع فيه قبلة المسلمين والذين عاشوا وتواجدوا على أرضها منذ ما يقارب الخمسين عاما.
وأوضح أن الجالية الفلسطينية تعد من أكبر الجاليات المقيمة في المملكة استفادة من هذا القرار، حيث إن الكثير من الفلسطينيين لا يستطيعون السفر لفلسطين أو الاستثمار فيها بسبب العراقيل التي فرضها جيش الاحتلال الصهيوني، وبالتالي فإن المملكة بالنسبة لهم بلدهم الذي يجدون فيه الخير والاطمئنان.
من جهته، قال الدكتور سمير كريدية عميد الجالية اللبنانية في السعودية إن الجالية اللبنانية في المملكة يصل عددها إلى نحو 150 ألف لبناني، متوقعا مشاركة 20 في المائة منهم في سوق الأسهم السعودية، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي القوي في المملكة، حيث إن أسعار النفط تشهد ارتفاعات في الأسواق العالمية، وهناك نشاطات تجارية اقتصادية استثمارية في المملكة في مجالات عديدة مثل الصناعة والزراعة فضلا عن أن السيولة مرتفعة، وبالتالي فإن الوضع الاقتصادي مشجع جدا على استثمار المقيمين في السوق السعودية.
وأردف أن وضع المقيم في السعودية يمكنه من معرفة وضع الشركات المدرجة في سوق الأسهم، وهو ما سيقوده للاستثمار في بيئة استثمارية يدركها جيدا ويعرف القوائم المالية للشركات التي يريد الاستثمار فيها مما سيؤدي إلى هجرة الأموال الاستثمارية للبنانيين المستثمرين في الخارج وتحريكها لتضخ في سوق الأسهم السعودية ومتابعة ما يستثمرونه من كثب ومقارنة استثماراتهم بالاستثمار الخارجي.
وأفاد أن حركة تدفق الرساميل للمقيمين إلى داخل السوق السعودية أمر إيجابي، ومن فوائدها غير المباشرة أن المقيمين في المملكة أصبحوا يشعرون بالأمان والاستقرار الوظيفي والاستثماري داخل السعودية خاصة بعد سلسلة من الإجراءات والسياسات التي ربطت المقيم بالمملكة بشكل وثيق، حيث جاءت تلك الإجراءات على شكل تدريجي بدءا من السماح للمقيمين بتملك المنزل، ثم ظهر قرار السماح لهم بالاستثمار، ثم قرار منح الجنسية السعودية لأصحاب الكفاءات، وهذه العوامل ساعدت بشكل كبير على الشعور بعمق الدفء الذي تكونه المملكة للمقيمين على أراضيها.
وأبان عميد الجالية اللبنانية أن من الفوائد المباشرة التي سيجنيها الاقتصاد السعودي من استثمارات المقيمين في سوق الأسهم، أن ضخ أموال جديدة لسوق الأسهم سيعطي مؤشرا إيجابيا لترتفع السوق وبالتالي ارتفاع سوق الأسهم السعودية، كما أن دخول 350 ألف مقيم في سوق الأسهم سيعمل على توسيع قاعدة الاستثمار والتخفيف من تذبذب الأسهم، فضلا عن أن أكثر المرشحين من المقيمين الذين سيدخلون السوق الأسهم هم الفئة ذات الخبرة في مثل هذه الأسواق، حيث إن المال الخبير يلعب دورا في تعزيز ثقة السوق من خلال إعادة التوازن لسوق الأسهم نظرا للخبرة التي يستطيع المستثمر المقيم أن يتأثر بها في ساحة السوق، كما أن فئة المقيمين الذين ينوون دخول السوق هم في الحقيقة من أرباب وأصحاب المناصب الفنية والمهنية في المصانع والشركات وبالتالي فإنهم لن يدخلوا في السوق كمضاربين يوميين، وإنما كمستثمرين على مدى طويل وهو إجراء سيسهم في تقوية وضع الشركات.
وحذر سمير كريدية مما يعرف باسم "المال الجبان" وهو دخول المقيم لسوق الأسهم عبر التستر باسم مواطن سعودي، حيث إن هذا المال كثيرا ما يسبب هزات وتذبذبا في السوق نظرا للرعب الذي يؤديه من دخول وخروج سريع في السوق.
واعتبر الدكتور كريدية سوق الأسهم السعودية مغرية لاستثمار المقيمين في المملكة، خاصة أن هيئة الأوراق المالية العالمية صنفت السعودية في الدرجة الأولى لعام 2005 على مستوى العالم، إذ بلغت نسبة نمو الأسهم السعودية 112 في المائة رغم حداثة السوق، كما صنفت في المرتبة 16 على أساس قيمة الأسهم، والترتيب العاشر بعدد شراء الأسهم وهو رقم قياسي عالمي مشجع للاستثمار.