المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يحبك الله



امـ حمد
03-09-2010, 06:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يحبك الله

قد يتصوَّر البعض أن الله تعالى يحبه؛ لأنه يستجيب لدعائه ويُعطيه كل ما سأل ,ولا يعلم أن الله تعالى يُعطي من يُحب ومن لا يحب فقد استجاب لدعاء إبليس عندما سأله (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ, قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)فاستجابة الدعـــاء ليست شرطًا للمحبة,وقد يعطي الله العبد؛ لكي يطرده عن بـابه, شخص يُلِح في الدعـاء لكي يرزقه الله أموالاً طائلة، فإذا أعطاه الله تلك الأموال انشغل بها عن طاعة ربِّه سبحانه وتعالى وتوقف عن الدعـــاء,وهكذا الحال مع كل نعمة يطلبها العبد، فينشغل بها ربِّه عزَّ وجلَّ,فإذا أعطـــاك ما يُبعدك ويشغلك عنه، فهذا يعني أنه يكرهك ولأيريدك,وإن أعطاك ما يقربك منه ويجعلك تزداد إيمانًا وطاعةً له سبحانه، فهذا يعني أنه يحبك,فالله سبحانه وتعالى كريـم، قادر على أن يعطي ما يشـاء لمن يشـاء (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)وعندما يمنع عنك مسألتك، فاعلم إن ذلك لُطفًا منه سبحانه,واللطف نوعان, ظاهر وباطن,
اللطف الظاهر, الذي تكون حكمته ظاهرةً لك, كأن تتوقف عن عبور الطريق في لحظة، وفي النفس اللحظة يحدث حادث في المكان الذي من المُفترض أن تكون واقفًا فيه ,فهذا لطفٌ ظاهري، قد اتضحت لك فيه حكمة الله عزَّ وجلَّ وحفظه لك,
أما اللطف الباطن,كأن يبتلي الله العبد بمرضٍ ما، فيكون هذا المرض سببًا في تقربه أكثر من ربِّه وزيادة إيمانه , فصار البلاء في حقه نعمة، مع إن بعض الناس قد لا يدري الحكمة من الابتلاء فيتعذَّب,والأمور التي يحبها الله تعالى فيك, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)فانظر إلى أعمالك وما بداخل قلبك ,هل يرضى الله تعالى عنها,
والأمور التي يكرهها الله تعالى فيك,أن تتكاسل عن عمل ما يحبه الله، بينما تسارع لعمل ما تحبه أنت,والله تعالى يكره أن يرى ما تحبهُ أنت مقدمٌ على ما يحبه الله سبحانه وتعالى،وأن تحب ما يكرهه، أو تكره ما يحبه, وهذه أخطر من الأولى,
ومن علامات الإيمان, أن يكره المؤمن ما يلائمه من شهواته، إذا عَلِم أن الله يكرههُ .. فتصير لذته فيما يرضى مولاه وإن كان مخالفًا لهواه، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه و سلم من علامات وجود حلاوة الإيمان أن (يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)وقال يوسف عليه السلام(رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)ولهذا أشتمل الصيـــام على أرقى المعاني؛ لأن العبد يترك ما يحب لأجل الله عزَّ وجلَّ,
والله عزَّ وجلَّ يحب العبد الذي يضحي بشهوته؛ لأجل طاعة ربِّه ومرضاته, كالعبد الذي آثر الوقوف بين يدي مولاه على شهوته، مع أنه لن يأثم بتركه لقيـام الليل, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ,ومنهم,والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن، فيقوم من الليل, فيقول, يذر شهوته ويذكرني، ولو شاء رقد)

حفيدعمر
29-09-2010, 12:10 PM
جزاك الله خير يا ام حمد

(H)
29-09-2010, 12:29 PM
جزاك الله خير

زين العابدين
01-10-2010, 06:04 AM
جزاك الله خير

Abu JaBeR
01-10-2010, 03:00 PM
جزاك الله خير