المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تذكر إنك راحل



امـ حمد
05-09-2010, 05:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تذكر انك راحل


فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها،فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه،قال تعالى( كل نفس ذائقة الموت )إنه لابد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا
ليحاسبهم على ما عملوا في هذه الدنيا، قال تعالى( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)يوم طالما نسيناه ، يوم هو آخر الأيام، يوم تغص,فيه الحناجر، فلا يوم بعده ولا يوم مثله، إنه اليوم
العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير، وكل جليل وحقير، إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود,ثم إنه قبل هذا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دارالغرور إلى دار السرور، كل بحسب عمله،تلك اللحظة التي يلقي فيها الإنسان آخر النظرات,على الأبناء والبنات والإخوان،وعلى هذه الدنيا، وتبدو على وجهه معالم السكرات،وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات,إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة,والألم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله تعالى،
فهو يناديه, رباه، رباه(رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو
فيها ملك الموت لكي ينادي، هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم,إن الغربة الحقيقة إنما هي غربة اللحد والكفن،فهل تذكرت انطراحك على الفراش، وإذا بأيدي,الأهل تقلبك، فأشتد نزعك وصار الموت يجذبك من كل عرق، ثم أسلمت الروح إلى بارئها،والتفت الساق بالساق، ثم قدموك بعد ذلك ليصلي عليك، ثم أنزلوك في القبر وحيدا فريدا،لا أم تقيم معك، ولا أب يرافقك، ولا أخ يؤنسك,وهناك يحس المرء بدار غريبة,ومنازل رهيبة عجيبة،وفي لحظة واحدة ينتقل العبد من دار الهوان ,إلى دار النعيم المقيم,إن كان ممن تاب وآمن وعمل صالحا،أو ينتقل إلى دار الجحيم والعذاب الأليم,لقد طويت صفحات الغرور، وبدأ للعبد هول البعث, والنشور، مضت الملهيات والمغريات وبقيت التبعات,فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء,إما على الحسنات أو على السيئات،ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام غفل فيها كثيرا عن الله واليوم الآخر ،فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت وانقضت أيامها سريعا، ويسلم روحه لباريها، وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة, فلا إله إلا الله من ساعة ينزل فيها الإنسان أول منازل الآخرة ويستقبل الحياة الجديدة،فإما عيشة سعيدة،أوعيشة نكيدة والعياذ بالله,فقبر يتقلب في النعيم والرضوان المقيم،وقبر في دركات الجحيم والعذاب الأليم،ثم يأتي بعد ذلك اللقاء الموعد واليوم المشهود,وصاح الصائح بصيحته فخرج الموتى من تلك ,الأجداث وتلك القبور إلى ربهم حفاة عراة غرلا،فلا أنساب، ولا أحساب، ولا جاه ولا مال،إنه اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين،وتصور وقوفك بين يدي بديع السموات والأرض،قد أمسكت صحيفة عملك بيدك،فقرأتها بلسان كليل، وقلب منكسر، والحياء من الله ,ماذا تقول إذا قال لك,يا عبدي ،أما استحييت مني,ألم أحسن إليك,ألم أنعم عليك,ما غرك بي,تذكر أهل الصالحات حين يخرجون من قبورهم,وقد ابيضت وجوههم بآثارالحسنات،وما عظم المقام عليهم، تتلقاهم الملائكة هذا يومكم,الذي كنتم توعدون, تذكر عندما يقول الرب تبارك وتعالى بحقهم, يا ملائكتي، خذوا بعبادي إلى جنات النعيم، خذوهم إلى الرضوان العظيم,وفتحت لهم الجنان، وطاف حولهم الحور والولدان،وذهب عنهم النكد والنصب، وزال العناء والتعب,وتذكر, تلك النفس الظالمة المعرضة,
عن منهج الله تعالى العاصية له، عندما يقول الله
تبارك وتعالى بحقها, يا ملائكتي، خذوه فغلوه،
ثم الجحيم صلوه،وقد تمنت تلك النفس أن لو رجعت إلى الدنيا لتتوب إلى الله وتعمل صالحاً،لكن هيهات هيهات أن ترجع،ما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك,بين من كان في النعيم ومن كان في الجحيم ,وصدق الله تعالى إذ يقول(ان الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم)فإنك والله لأعجز من أن تطيق شيئا من هذا العذاب،إن الجبال الشم الراسيات لو سيرت بالنار لذابت من شدة حرها, فأين أنت أيها الإنسان الضعيف من تلك الجبال, إنك تصبر على الجوع والعطش، لكن والله
لا صبر لك على النار,ثم اعلم أن طريق الاستقامة والالتزام ليس فيه,تعقيد وكبت حرية كما يظنه البعض، بل إن طريق
الاستقامة والالتزام كله سعادة، ولذة، وراحة،
وطمأنينة,أما حياة المعصية والآثام فكلها قلق ونكد وحسرة في الدنيا،
ثم عذاب وهوان في الآخرة.

Cafe way
05-09-2010, 06:35 AM
جزاكم الله خيرا على ما طرحتوه

Cafe way
05-09-2010, 06:36 AM
جزاكم الله خيرا على ما طرحتوه
ووفقكم لما يحب ويرضى

حفيدعمر
29-09-2010, 12:01 PM
جزاك الله خير

زين العابدين
01-10-2010, 06:14 AM
جزاك الله خير

Abu JaBeR
01-10-2010, 02:58 PM
جزاك الله خير