المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالحب احلى



ناصيف
11-09-2010, 04:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اوجه هاد الموضوع المهم الى كل الاعضاء
والى بعض الاعضاء الفاعلين والمساهمين في في المنتدى اللي يسيطر عليهم الغضب
عل بعضهم واللي يكون واضح في ردودهم

عن عطيه السعدي قال : قال رسول الله (ص) : (( إن الغضب من الشيطان , وإن الشيطان خلق من النار , وإنما تطفأ النار بالماء , فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ))

بسم الله نبدأ

الحب الاعظم هو حب الله الخالق البارىء

قال عز وجل في حديثه القدسى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة‏

قال تعالى :

(( يحبهم ويحبونه ))

قال تعالى :

(( واللذين آمنوا أشد حبا لله ))



الحب حرفان:حاء وباء؛الحاء الخروج عن الروح وبذلها للمحبوب
والباء الخروج عن البدن وصرفه فى طاعة المحبوب.

*الحب هيجان القلب عند ذكر المحبوب
"الّذِينَ اذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَت قُلُوبهُم"

*الحب هو السخاء بالنفس للمحبوب
"انَّ اللهَ اشتَََرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَموَالَهُم"

*الحب ألا يزال عليك رقيب من المحبوب
"مَا يَلفِظُ مِن قَولٍ الا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"

*الحب سقوط كل محبة فى القلب سوى محبة حبيبك
"وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ"

*الحب صدق المجاهدة فى اوامر الله-عز وجل- وتجريد المتابعة لسنة رسول الله_صلى الله عليه وسلم_.
"قُل ان كُنتُم تُحِبونَ اللهَ فَاتبعُونِى يَحبِبكُم اللهُ"

*الحب استقلال الكثير من نفسك واستكثارالقليل من حبيبك
"وَلاَ تََمنُن تَستَكثِر"

*الحب ان تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى لك منك شىء
"قُل انَّ صَلاتِى وَنُسُكِى وَمَحيَاى وَمَمَاتِى للهِ رَبِّ العَالَمِين"

*الحب ميلك للمحبوب بكليتك ثم ايثارك له على نفسك وروحك ومالك ثم موافقتك له سرا وجهرا،ثم علمك بالتقصير فى حبه........."حُنَفَاءَ للهِ غَيرَ مُشرِكِينَ بِه"

*الحب ان يميتك حبيبك وتحيا به
الحب ان تموت فى سبيل الله

وبعدما عرفت ما هو الحب عليك فقط تطبيق التعريف لتكون محبالله،والى من يريد ان يرقى من منزلة المحب لله الى منزلة المحبوب من الله هذه اسباب عشرة ذكرها ابن القيم-رحمه الله-فى كتابه"مدارج السالكين" :
1-قراءة القران بتدبر،والتفهم لمعانيه وما اريد به،كتدبر الكتاب الذى يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.

2-التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض،فانها موصلة الى درجة المحبوب بعد المحبة.

3-دوام ذكره-عزوجل-على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
،فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.

4-ايثار محابه على محابك عند غلبات الهوى،والتسنم الى محابه وان صعب المرتقى.

5-مطالعة القلب لاسمائه وصفاته سبحانه،ومشاهدتها ومعرفتها،وتقلبه فى رياض هذه المعرفة،فمن عرف الله باسمائه وصفاته وافعاله احبه لا محالة.
6-مشاهدة بره واحسانه والائه ونعمه الباطنة والظاهرة،فانها داعية الى محبته.
7-انكسار القلب بكليته بين يدى الله-تعالى-.

8-الخلوة به وقت النزول الالهى لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب ،والتادب بادب العبودية بين يديه،ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9-مجالسة المحبين الصادقين والتقاط اطايب كلامهم كما ينتقى اطايب الثمر،ولا تتكلم الا اذا ترجحت مصلحة الكلام،وعلمت ان فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
10-مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله-عزوجل-.

وكيف لااحبك ياربي وانت من خلقني

وانا اعلم كم انت تحبني

ناصيف
11-09-2010, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعض القصص عن الحب الاعظم


محبة الله ورسوله – قصة وعبرة

حدّث أحد أبناء البصرة قال : سافرت في قافلةفيها عامر بن عبد الله العنبري , فلما أقبل الليل نزلنا بمكان كثير الأشجار , فربط فرسه بشجرة , ووضع أمامها طعامها وشرابها , ثم دخل بين الأشجار وأوغل فيها ,فقلت في نفسي : والله لأتبعنه حتى أنظر ما يصنع هذه الليلة .
فمضى حتى وصل إلى رابية ملتفّة الشجر , مستورة عن الأعين , فاستقبل القبلة وانتصب قائما يصلي , فما رأيت أحسن من صلاته , ولا أكمل ولا أخشع , فلما صلى ما شاء الله أن يصلّي , أخذ يدعو الله ويناجيه مناجاة محبّ مقبل على ربّه فكان مما قاله : ( إلهي إني أحببتك حبّا سهّل عليّ كل مصيبة , ورضّاني بكل قضاء فما أبالي مع حبّي لك ما أصبحت عليه , وما أمسيت فيه ) .

قال الرجل البصري :

ثم إنه غلبني النعاس , فما زلت أنام وأستيقظ , وعامر بن عبد الله منتصب القامة في موقفه ماض في صلاته ومناجاته حتى تنفّس الصبح , فلما بدا له الفجر , أدى الصلاة المكتوبة , ثم أقبل على الله يدعوه قائلا :
( إلهي , إني سألتك ثلاثا , فأعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة , اللهم فأعطني إياها حتى أعبدك كما أحبّ وأريد ) .
ثم نهض من مجلسه فوقع بصره عليّ , فجزع لذلك , وقال لي : كأنك ترقبني يا أخا البصرة ؟ قلت نعم , قال : استر ما رأيت مني ستر الله عليك , قلت لا أفعل حتى تحدّثني بهذه الثلاث التي سألتها ربّك , فلما رأى إصراري على ذلك قال :
· سألت ربي ألا أخاف أحداً سواه , فاستجاب لي حتى إنني لا أرهب شيئاً في الأرض ولا في السماء غيره .
· ولم يكن شيء أخوف عليّ في ديني من النساء , فسألت ربّي أن ينزع من قلبي حبّهن فاستجاب لي حتى صرت لا أبالي امرأة رأيت أم جداراً .
· سألت ربي أن يُذهب عني النوم حتى أعبده بالليل والنهار كما أحبّ وكما أريد فمنعني هذه الثالثة .
ثم قال : والله لاجتهدن في العبادة ما وجدت إلى الاجتهاد سبيلاً , فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبتقصيري ) . صور من حياة التابعين : 1/ 29 بتصرّف .


هذا الرجل العابد الزاهد من كبار التابعين الذين نشأوا منذ صباهم على حبّ الله وترعرعوا على طاعته والانشغال به , والتلذّذ بعبادته , والتنعّم بذكره , والتلّهف إلى مناجاته .
ولقد بلغ عامر بن عبد الله من حبّه لله عزّوجلّ درجة ملأت قلبه , وغمرت كل ذرّة في كيانه مما جعله يستقلّ كلّ عمل يعمله لوجه الله تعالى , فرجاه أولا ألا يجعل في قلبه رهبة من أحد سواه , ورجاه ثانية ألا يجعل في قلبة ما يشغله عنه لا زوجة ولا أولاد , ليس ذلك عزوفاً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يشهد أنه لا رهبانية في الإسلام , وإنما أراد الانقطاع الكامل والتفرغ التام لعبادة الله .
ومن شدّة حبّه لله وتعلّقه به رجاه ثالثة أن يذهب عنه النوم حتى يظلّ يقظاً ساهراً مستثمراً كلّ لحظة من حياته وكل دقيقة من عمره وكل ثانية من وقته في عبادة الله وطاعته , وفي ذكره وشكره وحمده ومناجاته , وفي تعظيمه وفي تمجيده وإجلاله وتقديسه وتنزيهه .

يقول الحسن البصري رحمه الله : (( من عرف الله أحبّه , وإذا تمكّنت المعرفة أوجبت المحبّة , وأخرجت من القلب كلّ محبوب سواه )) .

ناصيف
11-09-2010, 04:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب الاعظم الثاني في حياتنا هو حب رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
لكن بداية عندي كلمه صغيره لمن يدعي حب ه عليه الصلاة والسلام

كيف تدعون حبكم له صلوات ربي عليه وسلامه وانتم ترتكبون المعاصي ؟؟؟

قال تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم


قال عز وجل : قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين



وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ).


قال تعالى :

قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم



قال سبحانه : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما

قال تعالى :
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا



إن المحبة أخي المسلم ليست ترانيم تغنى ولا قصائد تنشد ولا كلمات تقال , ولكنها طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم , وعمل بالمنهج الذي حمله ودعا إليه , وإلا فأي تعظيم أو محبة للنبي صلى الله عليه وسلم لدى من شك في خبره , أو استنكف عن طاعته , أو تعمد مخالفته , أو ابتدع في دينه , فاحرص على فهم المحبة فهما صحيحا وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتك في كل أقوالك وأفعالك ففي ذلك الخير لك في الدنيا والآخرة

وهذه بعض الدلائل على حب سيد الخلق
1- تقديم النبي صلى الله عليه وسلم على كل أحد

2- سلوك الأدب معه صلى الله عليه وسلم

3- تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به

4 - اتباعه صلى الله عليه وسلم وطاعته والاهتداء بهديه


5: الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم


روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ أَعْرَابِيَّا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَتَىَ السَّاعَةُ ؟
قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟"قَالَ: حُبُّ اللهِ وَرَسُولِهِ.قَالَ: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ". قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء ما فرحوا به.‏ فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نستطيع أن نعمل كعمله فإذا كنا معه فحسبنا.‏

ناصيف
11-09-2010, 04:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


‏يقول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه : ‏كنا في الهجرة وأنا عطشان جدا ، فجئت بمذقة لبن
فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم،


وقلت له : ‏اشرب يا رسول الله ، يقول أبو بكر رضي الله عنه

: ‏فشرب النبي صلى الله عليه وسلم


حتى ارتويت !! ‏لا تكذّب عينيك !! ‏فالكلمة صحيحة ومقصودة، فهكذا قالها

سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ‏



غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا ثوبان رضي الله عنه خادمه



وحينما جاء قال له ثوبان رضي الله عنه : ‏أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' ‏أهذا يبكيك ؟ ' ‏قال ثوبان رضي الله عنه: ‏لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فنزل قول الله تعالى:


} ‏وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ
وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {(69) ‏سورة النساء



كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار
جذع الشجرة حتى يراه الصحابة .. ‏فيقف النبي صلى الله عليه وسلم يمسك
الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلى المنبر '‏فسمعنا للجذع
أنينا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا النبي صلى الله عليه
وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه ويقول له النبي صلى الله
عليه وسلم :' ‏ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة ؟ '. ‏فسكن
الجذع .
اخواني الشجر حن لفراقه فكيف البشر

ناصيف
11-09-2010, 04:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: حقائق عن الأخوّة
1- المقصود بها: الأخوّة في الله، التي يلتقي فيها المؤمنون على حُب الله ومرضاته والاعتصام بمنهجه القويم.. ويَرعون فيها حقوقها، من المحبة والتناصح والتعاون والبذل، والحرص على اجتماع الكلمة ودفع الظلم والأذى، وتفقّد الأحوال، والإصلاح، والتقوى، والإحسان.. يقول الله عز وجل في محكم التنـزيل:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10).
لاحظوا كلمة (إنما) في الآية الكريمة، فهي (أداة حصر) أي أنّ الله عز وجل يخبرنا بأنه: لا أخوّة حقيقية إلا أخوّة الإيمان والإسلام، وعلاقة الأخوّة بين المؤمنين أقوى من علاقة النسب، تضعف بضعف إيمانهم، وتَقوى بقوّة هذا الإيمان!.. ويقوى الإيمان بقوّتها، ويضعف بضعفها!.. وهذا ما يجعلنا نقرّر القاعدة التالية:
[الأخوّة (في الله) والإيمان.. أمران متلازمان يؤثّر أحدهما على الآخر، فهما يضعفان معاً ويتقوّيان معاً].

2- والأخوّة هي: التي عقد الله سبحانه وتعالى لواءها، وتدخّل لتحقيقها بين المؤمنين، لأهميّتها في رفع لواء الإسلام وحَمْل الأمانة التي أودعها جل شأنه في هذه الأمة ولدى أبنائها البررة :
(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63).
3- الأخوّة الحقيقية مبنيّة على العقيدة السليمة، فكل مسلمٍ مؤمنٍ هو أخي في الإسلام، مهما كان لونه أو جنسه أو بلده أو حسبه ونسبه.. وكل كافرٍ منحرفٍ عن عقيدة الإسلام بعيد عني، أبرأ إلى الله منه ومن صحبته أو موالاته أو التحالف معه أو مناصرته أو مؤازرته، وخير أمثلةٍ على ذلك ما يلي:
أ- إبراهيم الخليل عليه السلام مع أبيه :
(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة:114).
فإبراهيم عليه السلام كان قد وعد أباه بأن يستغفر اللهَ له، لكنه عندما علم أنه من أهل النار وأنه عدوّ لله عز وجل.. تبرّأ منه!..
ب- نوح عليه السلام مع ولده :
(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود:46).
ج- لوط عليه السلام مع امرأته :
(وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) (العنكبوت:33).
د- مواقف إيمانية رائعة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
في غزوة بدر، قتل أبو عبيدة بن الجرّاح أباه الكافر، وأنزل الله عز وجل في ذلك قوله في محكم التنـزيل:
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22).
لنلاحظ كيف ربط الله عز وجل الموقف من أعداء الإسلام.. بالإيمان، فمودّة الكافرين دليل على ضعف الإيمان، وبخاصةٍ إذا ترتّب على هذه المودّة عون لهم على المسلمين وأوطانهم وشعوبهم، وسيحاسِب الله عز وجل مَن يفعل ذلك أشدّ الحساب!.. بينما مفاصلة الكفر دليل على قوّة الإيمان (بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، ومَن يلتزم بذلك فهو من الذين قال الله عز وجل عنهم: (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)!.. وبناءً على هذه القاعدة الإيمانية، فقد قتل (مصعبُ بن عمير) -في معركةٍ- أخاه الكافر (عبيد بن عمير)، و(قتل عمرُ بن الخطاب) خالَه الكافر (العاص بن هشام).. وهكذا، حينما تحتدم المعركة بين أهل الإيمان وأهل الكفر، فالمعيار لاتخاذ الموقف هو معيار الإيمان.
ثانياً: ثمرات الأخوّة في الله عز وجل
1- نَيْلُ رضى الله سبحانه وتعالى وحبّه وحُسن عبادته وأجره :
(ما تحابّ اثنان في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبّاً لصاحبه) (ابن حبّان والحاكم).
2- التنعّم بحلاوة الإيمان :
(ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد بِهِنَّ حلاوة الإيمان.. وأن يُحِبَّ المرءَ لا يحبّه إلا لله) (متفق عليه).
3- التنعّم بظلّ العرش يوم القيامة :
(سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّهُ.. ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه..) (متفق عليه).
4- اعتلاء المنـزلة الرفيعة في الآخرة :
(إنّ لله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يَغبِطُهُم الأنبياءُ والشهداء.. لا يخافون إذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إذا حزنَ الناسُ، لباسُهُم نورٌ، ووجوهُهُم نورٌ، وإنهم لعلى نور!.. قالوا: صِفْهُم لنا يا رسول الله، قال: هم المتحابّون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاوِرون في الله) (أحمد).
ما أعظم هذا الحديث، وما أعظم معانيه ودروسه.
وهكذا فالأخ في الله حريص على أخيه، يتألّم لألمه، ويحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.. ومقابل ذلك له الجنة والبركة والنعيم من الله عز وجل: (مَن عادَ مريضاً أو زار أخاً له في الله، ناداه منادٍ بأن طِبتَ وطابَ ممشاكَ، وتبوّأتَ من الجنة منـزلاً) (الترمذي).
ثالثاً: حقوق الأخوّة في الله عز وجل
لقد انتهينا في ما ذكرناه آنفاً، إلى أنّ الأخ (في الله) حريص على أخيه، يتألّم لألمه، ويحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.. ومقابل ذلك له الجنة والبركة والنعيم من الله عز وجل.. وهنا نؤكّد على أنّ للأخوّة حقوقاً ينبغي مراعاتها بين الإخوة، لأنهم بذلك يعبّرون عن جوهرها التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتمسّك به ومراعاته، لتكون الأخوّة انعكاساً حقيقياً لإيمانٍ صادقٍ مرهفٍ بالله عز وجل، وبخُلُق المسلم المؤمن الحق!..
من هذه الحقوق:
1- الولاء والنصرة والمحبّة :
فإذا كان الكافرون بعضهم أولياء بعض على الشرّ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..) (لأنفال: من الآية 73).. فالأولى بالمسلمين المؤمنين أن يكونوا متمتّعين بأعلى درجات الولاء بعضهم لبعض، والمحبّة الخالصة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..) (لأنفال: من الآية 72).
(المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدّ بَعضُهُ بعضاً..) (متفق عليه).
2- المواساة :
بدءاً من الكلمة الطيبة.. وانتهاءً ببذل الوقت والمال والمتاع، في سبيل استمرار أواصر الأخوّة بين المؤمنين، ولنا في الأنصار الذين ناصروا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ومَن هاجر معه إلى المدينة.. عبرة عظيمة، فقد قدّم الأنصار لإخوانهم المهاجرين المال والمأوى وكل ما يمكن تقديمه من متاع الدنيا:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9).
3- الرحمة :
فلا خير في أخوّةٍ لا تكون الرحمة جوهرها، ولا خير في إخوانٍ لا تكون الرحمة أساس التعامل فيما بينهم: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً..) (الفتح: من الآية29).
(مَثَلُ المؤمنين في تَوادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ، تَداعى له سائر الجسدِ بالسهرِ والحمّى) (متفق عليه).
4- الخُلُقُ الحسن :
فعمادُ الأخوّة الأخلاقُ الفاضلة، فإن افتُقِدَت.. انتهت أواصر الأخوّة:
- فلا شماتة بين الإخوان : (لا تُظهِر الشماتة لأخيكَ، فيرحمه الله ويبتليك) (الترمذي).
- ولا تكبّر : (لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه ذرّةٌ من كِبْر) (مسلم).
- ولا تعسير : (يسِّروا ولا تُعَسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا) (الجماعة إلا مسلماً).
والمطلوب من الإخوان الذين يرعون حقوق الأخوّة فيما بينهم، أن يكونوا على ما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (مَن نفّسَ عن مؤمنٍ كُربةً، نفّسَ الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومَن يسّرَ على مُعسرٍ، يسّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن سترَ مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عَوْنِ العبدِ ما كان العبدُ في عَوْنِ أخيه) (مسلم).
رابعاً: الأمور التي تتناقض مع الأخوّة في الله
كثيرة الأمور التي تمزّق أواصر الأخوّة في الله، وعلينا الابتعاد عنها.. بعضها بسيط، وبعضها ليس كذلك، لكنها كلها معاول هدمٍ للأخوّة، تأتي على كل معانيها فَتُفقِدها روحَها وحيويتَها، ويحلّ الجفاء مكانها وربما القطيعة، من هذه المعاول الهدّامة :
1- تقديم الآراء الشخصية والأهواء، على المصلحة العامة والأصول والكتاب والسنّة :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الحجرات:1).
ويقول عمر رضي الله عنه: (تعرّف إلى الرجال بالحق، ولا تتعرّف إلى الحق بالرجال)!.. فالحق هو المقياس الذي يُقاس عليه الرجال، وليس العكس، وليس ما قاله فلان هو الحق وما عداه هو الباطل!..
2- عدم التثبّت من الأنباء :
وإنه لأمر عجيب أن تُهانَ الأخوّة وتُداسَ أحياناً، بنـزوةٍ عابرةٍ أساسها عدم التثبّت من الأنباء، التي يمكن أن يسمعها الأخ عن أخيه، والله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6).
3- عدم الأخذ بميزان التفاضل الذي شرّعه الله عز وجل :
بل الأخذ بموازين الجاهلية.. من نسبٍ، وجنسيةٍ، ولونٍ، وإقليميةٍ، وفئويةٍ، وعائليةٍ، و.. وغيرها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13).
4- السخرية وانتقاص الإخوان، وبَخسُ الناس حقوقَهم وأشياءَهم :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11).
يُروى عن (سفيان الثوري) رحمه الله قوله: (إنّ الرجلَ ليحدّثني بالحديث قد سمعتُهُ قبل أن تلدَه أمه، فيحملني حسن الأدب أن أسمعَهُ منه)!.. إنه التواضع والأدب الجمّ وخفض الجناح للمؤمنين، فهل نتعلّم؟!..

عرباوي999
12-09-2010, 04:45 AM
جزاك الله كل خير في الميزان حسناتك

الانيق
19-09-2010, 03:15 PM
جزاك الله خير على الموضوع

ناصيف
23-09-2010, 08:13 AM
جزاك الله كل خير في الميزان حسناتك

وجزاك كل خير اخي العزيز

ناصيف
23-09-2010, 08:13 AM
جزاك الله خير على الموضوع

وياك اخي العزيز

خالد624
23-09-2010, 09:20 AM
جزاك الله خير