المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «إلا تنصروه فقد نصره الله» «التوبة: 40»



Abdulla Ahmed
27-03-2006, 05:25 AM
سعدنا جميعا بالقرار الجرئ الذي اتخذه في وقت سابق الاتحاد القطري لكرة القدم ممثلا بسعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد وتناقلت حينها وكالات الأنباء خبر رفض الاتحاد التعاقد مع حكام من الدنمارك ضمن حملة مناصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجاء التأكيد على القرار من قبل سعادة رئيس الاتحاد الذي اثبت حينها الدور الذي يمكن ان تلعبه الرياضة في كافة مجالات ومناحي الحياة وهو امر شكرنا عليه رئيس الاتحاد في حينه وهو أمر ليس بجديد علينا ان تكون لنا مواقف كهذه في وقت صمت فيه الجميع واكتفى بالتنديد والشجب.

بقدر سعادتنا وفخرنا بهذا القرار بقدر ما احزننا الخبر الأخير والذي صدمنا بالفعل عندما تنازل الاتحاد القطري لكرة القدم عن مبادئه النبيلة ورمى خلف ظهره موقفه السابق وقرر الاستعانة بحكام من الدنمارك بالذات دون حكام باقي دول العالم ليهدم ما بناه من قبل من مكانة لدى عامة الشعب ولتضيع كل الشعارات السابقة بنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ادراج الرياح وليصبح القرار الأخير صدمة للشارع الرياضي والكل يتساءل ما الذي تغير حتى يغير الاتحاد قراره؟ وما هي خلفية هذا التغيير في قناعة وفكر المسؤولين بالاتحاد؟ وهل اختفى الحكام المتميزون من كل دول العالم حتى تتم الاستعانة بحكام الدنمارك؟

مهما كانت المبررات من قبل الاخوة بالاتحاد القطري لكرة القدم على السبب الذي دعاهم لتغيير قرارهم في فترة وجيزة ولتختلف الرؤية لنفس القضية بسرعة كبيرة، نقول مهما كانت المبررات فإنها لا تبريء ساحتهم من الاتهام على هذا القرار الذي اثار الاستياء وكل ما يمكن قوله ان الكل لن يتقبل أي رد او تبرير لان الموقف موقف الشارع العام وإلغاء هذا القرار كأنه تحد للمشاعر العامة ومن يقول إن المقاطعة لا تجدي وان الحكم لا علاقة له بالأمر والتاجر لا علاقة له والصحفي لا علاقة له. فإننا نلغي اساس المقاطعة واساس نصرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأصبحت غيرتنا الإسلامية مبنية على اساس مصالحنا الدنيوية ولا شيء يمكن ان يعوضنا كمسلمين ما حدث من اهانة لنا ولمشاعرنا والسؤال ألم يكن بالإمكان الاستعانة بحكام من أي دولة في العالم ولماذا حكام الدنمارك بالذات؟؟

الحرص على إنجاح الدوري وايصاله إلى مصاف الدورات العالمية ليس بالضرورة ان يكون في المقابل له الاستعانة بحكام من دول اوروبية أو آسيوية وتهميش الحكام المحليين الذي اثر عليهم هذا الامر بشكل كبير فهم مهمشون ولا تسند إليهم إدارة المباريات المهمة إلا في حالات نادرة ومعظم الوقت تسند إليهم مهمة الحكم الرابع للإعلان عن الوقت بدل الضائع وتغييرات اللاعبين مما اثر على مكانتهم خارجيا والغريب ان تتم اقامة المعسكرات الخارجية لهم والدورات والتي تصرف عليها مبالغ طائلة وفي النهاية يكون مصيرهم التهميش، والذي تسبب بشكل مباشر في تدني مستواهم وتقليل الثقة بهم من قبل الاندية التي تتابع عدم ثقة الاتحاد بحكامها، فكيف لها ان تثق هي بهم، والكل تابع الاخطاء القاتلة للحكام القادمين من أوروبا وآسيا فما الفرق بينهم وبين حكامنا المحليين ان كانت الاخطاء هي نفسها من قبل الطرفين؟؟

الكل يتابع نجاح الدوري في العديد من الدول المجاورة التي تعتمد اعتمادا اساسيا على حكامها المحليين واكسابهم الثقة الكاملة ودعمهم بشكل ملحوظ وهو ما يفسر وجود حكام الدول الشقيقة في البطولات العالمية واختفاء حكامنا بشكل ملحوظ مع انهم لو توافرت لهم الفرصة لكانت نفس الحظوظ للتمثيل الدولي لكن ابتعادهم سببه المباشر هو تحجيم دورهم محليا والنتيجة ان يختفي حكامنا من تمثيل قطر بالمونديال، وسؤالنا لماذا يختفى الحكام عن الساحة المحلية؟؟ لماذا اجبر بعض الحكام على التمثيل الخارجي فقط والابتعاد عن التحكيم محليا؟؟ ومهما كانت المبررات ان ذلك قرار يعود للحكم نفسه فهو امر لا يقبله العقل وأين باقي الحكام الذين لا نتابعهم الا عند الإعلان عن الوقت بدل الضائع من زمن المباراة؟؟ لماذا اصبح الحكم الاوروبي هو السبب في نجاح الدوري والكل يؤكد على سوء التحكيم في الدوري وتأثيره على كافة الفرق وإفساد متعة مباريات القمة بالدوري ومع ذلك يصر الاتحاد على موقفه ويواصل تحجيمه للحكم المحلي وان كان المبرر ان هذه التعاقدات من فترة طويلة فهو خطأ استراتيجي ايضا يحسب ضد لجنة الحكام.

الأمر بيد الاتحاد لاختيار حكام مميزين من الدول العربية والافريقية والآسيوية ان كانت هناك حاجة ماسة للتعاقد مع حكام من الخارج ولا يوجد مبرر للاستعانة فقط بحكام من الدنمارك وكأن دول العالم قد خلت من الحكام وهذا التصرف يحسب أولاً وأخيراً انه تحد لمشاعر المسلمين والاستهانة بما حدث من اعتداء صارخ على مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوبنا جميعا، الأمر كان بيد الاتحاد ولا يزال في يدهم للاعتذار للجميع وحفظ ماء الوجه فلا يمكن ان نقبل في يوم ان تكون مصالحنا الدنيوية مقدمة على مشاعرنا الاسلامية ولا يمكن ان نتساهل بأي شيء تجاه من تجرأ علينا ولا يمكن ان يتقبل الشارع بشكل عام مثل هذه السقطة من قبل الاتحاد والاصرار عليها والدعوة الآن متاحة لاعطاء الفرصة لحكامنا الوطنيين لترك مقاعد الحكم الرابع ولاعطائهم الثقة الكاملة لادارة مباريات الدوري العام وليؤكد الاتحاد ان ما حدث هفوة وخطأ يمكن الرجوع عنه قبل ان يخرج بخسارة كبيرة في هذا الموسم وتكون كالضربة القاضية له.

الكلمة الأخيرة

«إلا تنصروه فقد نصره الله» «التوبة: 40»