العقل الحر
21-09-2010, 03:25 PM
20-9-2010 نزار عابدين : لولا القرآن الكريم لانقرضت لغة الضاد
لا أذكر متى قرأت الخبر، ربما قبل أكثر من عشرين سنة، لكنه ظل في ذاكرتي، ولا سبيل إلى التيقن مما حفظته الذاكرة، إلا بجهود جبارة غير ضرورية، فالمهم الخبر، وكيف يمكن تعميمه على الدول العربية كلها. يقول الخبر:
احتج عضو في مجلس الشعب المصري على غزو اللغات الأجنبية (وفي المقدمة الانجليزية) أسماء المحلات في القاهرة وغيرها من المدن المصرية، وطالب هذا العضو بإصدار قانون.. يمنع هذا، ويجبر أصحاب المحلات على تسمية محلاتهم بأسماء «عربية» ورد عليه وكيل الوزارة المعنية بأن لا حاجة لإصدار مثل هذا القانون، لأنه موجود منذ عام 8 5 9 1، وهنا صارت المصيبة «مصائب» فالتعدي على اللغة صار تعديا على القانون أيضا وتجاوزا له استمر نحوا من ثلاثين سنة تحت سمع السلطات المختصة وبصرها.
ولعل القانون صدر أيام «الجمهورية العربية المتحدة» التي كانت تضم مصر وسورية (تكتب هكذا وليس سوريا)، ولكني أعلم يقينا أن قانوناً مماثلا صدر في منتصف الستينيات في سورية، وطبق بحزم في السنوات الأولى، ثم بدأ التراخي في تطبيقه، حتى انتهى إلى أن ينساه الجميع. وما ينطبق على القاهرة ودمشق، أو مصر وسورية، ينطبق على البلدان العربية كلها. ولعل الأشقاء من هذه البلدان يفيدوننا بشهاداتهم.
لا نتحدث هنا عن الأسماء العالمية: المطاعم والفنادق ومحلات الأزياء وما شابه، لكننا نتحدث عن محلات عادية بغض النظر عن حجمها، من محل حلاقة صغير، أو بقالة في الحي، إلى مجمعات تجارية كبرى. ويمكن لكل من يشاء أن يرصد عشرات الأمثلة في أي عاصمة عربية.
سيقول قائل: وهل توقفت الأمور على هذا الأمر الصغير؟!
ونقول: نعم .. فالحريق يبدأ بشرارة، وتهاون هنا وتهاون هناك.
سيؤدي الى ان نستهين باللغة العربية كلها «وهو ما يحدث» ونفقد أولى علائم شخصيتنا ودعائم وجودنا كأمة.
وخرق صغير في البنيان هنا وآخر هناك، يجعل البنيان كله ينهدم فوق رؤوسنا، كما ان تجاوزنا عن خطأ لغوي صغير املائي او نحوي ثم عن خطأ آخر سيجعل الخطأ يستفحل ويهدم اللغة كلها ثم الامة كلها.
ان الامم التي تحترم نفسها تحترم لغتها وتحرص عليها وتسعى جاهدة الى الحفاظ عليها من اي تشويه. ومن اسماء المحلات الى اسماء الاولاد والبنات الى سقم اللغة في الاعلانات (حتى الرسمية منها) الى ركاكة اللغة في الصحافة والاعلام بعامة الى انتشار لغة هجينة على ألسنة الشباب بتأثير العولمة الثقافية (والاصح تسميتها الامركة)، تضيع اللغة يوما بعد يوم وأعيد ما قلناه ألف ألف مرة من ان هذه اللغة لم يحمها إلا القرآن الكريم ولولا هذا لماتت واندثرت ولكن! هل نحن على ثقة من ان شبابنا يقرؤون القرآن قراءة صحيحة؟ وقبل ذلك: هل نحن على ثقة من ان الاجيال الجديدة يقرؤون القرآن؟.
اما ان نسأل عما فعلته الحكومات العربية لترغيب الشباب بتعلم اللغة العربية الصحيحة، والاطلاع (مجرد اطلاع) على تراثهم الثقافي شعراً ونثرا، فلا جدوى من طرحه، لأن الجميع مشغولون عن هذا الأمر (ولا أدري ماذا يشغلهم).
أطالب الحكومات العربية (وأولها حكومة قطر) بمنع هذه «الاعتداءات» على اللغة العربية، ولنبدأ بأن تكون أسماء المحلات كلها أسماء عربية، وأطالب الحكومات بمنع تسمية الأبناء بأسماء أجنبية (وهذا منتشر في دول عربية كثيرة) والإصرار على الأسماء العربية.
وأطالب الحكومات العربية بوضع خطط شاملة للارتقاء بلغة الشباب، عبر اجراء المسابقات، وتخصيص الجوائز، تحفيزا لهؤلاء الشباب، فما من أمة تستهين بلغتها كالأمة العربية، وما من لغة كرمها الله تعالى كاللغة العربية، فالقرآن عربي، والنبي عربي، ولسان أهل الجنة عربي.
لا أذكر متى قرأت الخبر، ربما قبل أكثر من عشرين سنة، لكنه ظل في ذاكرتي، ولا سبيل إلى التيقن مما حفظته الذاكرة، إلا بجهود جبارة غير ضرورية، فالمهم الخبر، وكيف يمكن تعميمه على الدول العربية كلها. يقول الخبر:
احتج عضو في مجلس الشعب المصري على غزو اللغات الأجنبية (وفي المقدمة الانجليزية) أسماء المحلات في القاهرة وغيرها من المدن المصرية، وطالب هذا العضو بإصدار قانون.. يمنع هذا، ويجبر أصحاب المحلات على تسمية محلاتهم بأسماء «عربية» ورد عليه وكيل الوزارة المعنية بأن لا حاجة لإصدار مثل هذا القانون، لأنه موجود منذ عام 8 5 9 1، وهنا صارت المصيبة «مصائب» فالتعدي على اللغة صار تعديا على القانون أيضا وتجاوزا له استمر نحوا من ثلاثين سنة تحت سمع السلطات المختصة وبصرها.
ولعل القانون صدر أيام «الجمهورية العربية المتحدة» التي كانت تضم مصر وسورية (تكتب هكذا وليس سوريا)، ولكني أعلم يقينا أن قانوناً مماثلا صدر في منتصف الستينيات في سورية، وطبق بحزم في السنوات الأولى، ثم بدأ التراخي في تطبيقه، حتى انتهى إلى أن ينساه الجميع. وما ينطبق على القاهرة ودمشق، أو مصر وسورية، ينطبق على البلدان العربية كلها. ولعل الأشقاء من هذه البلدان يفيدوننا بشهاداتهم.
لا نتحدث هنا عن الأسماء العالمية: المطاعم والفنادق ومحلات الأزياء وما شابه، لكننا نتحدث عن محلات عادية بغض النظر عن حجمها، من محل حلاقة صغير، أو بقالة في الحي، إلى مجمعات تجارية كبرى. ويمكن لكل من يشاء أن يرصد عشرات الأمثلة في أي عاصمة عربية.
سيقول قائل: وهل توقفت الأمور على هذا الأمر الصغير؟!
ونقول: نعم .. فالحريق يبدأ بشرارة، وتهاون هنا وتهاون هناك.
سيؤدي الى ان نستهين باللغة العربية كلها «وهو ما يحدث» ونفقد أولى علائم شخصيتنا ودعائم وجودنا كأمة.
وخرق صغير في البنيان هنا وآخر هناك، يجعل البنيان كله ينهدم فوق رؤوسنا، كما ان تجاوزنا عن خطأ لغوي صغير املائي او نحوي ثم عن خطأ آخر سيجعل الخطأ يستفحل ويهدم اللغة كلها ثم الامة كلها.
ان الامم التي تحترم نفسها تحترم لغتها وتحرص عليها وتسعى جاهدة الى الحفاظ عليها من اي تشويه. ومن اسماء المحلات الى اسماء الاولاد والبنات الى سقم اللغة في الاعلانات (حتى الرسمية منها) الى ركاكة اللغة في الصحافة والاعلام بعامة الى انتشار لغة هجينة على ألسنة الشباب بتأثير العولمة الثقافية (والاصح تسميتها الامركة)، تضيع اللغة يوما بعد يوم وأعيد ما قلناه ألف ألف مرة من ان هذه اللغة لم يحمها إلا القرآن الكريم ولولا هذا لماتت واندثرت ولكن! هل نحن على ثقة من ان شبابنا يقرؤون القرآن قراءة صحيحة؟ وقبل ذلك: هل نحن على ثقة من ان الاجيال الجديدة يقرؤون القرآن؟.
اما ان نسأل عما فعلته الحكومات العربية لترغيب الشباب بتعلم اللغة العربية الصحيحة، والاطلاع (مجرد اطلاع) على تراثهم الثقافي شعراً ونثرا، فلا جدوى من طرحه، لأن الجميع مشغولون عن هذا الأمر (ولا أدري ماذا يشغلهم).
أطالب الحكومات العربية (وأولها حكومة قطر) بمنع هذه «الاعتداءات» على اللغة العربية، ولنبدأ بأن تكون أسماء المحلات كلها أسماء عربية، وأطالب الحكومات بمنع تسمية الأبناء بأسماء أجنبية (وهذا منتشر في دول عربية كثيرة) والإصرار على الأسماء العربية.
وأطالب الحكومات العربية بوضع خطط شاملة للارتقاء بلغة الشباب، عبر اجراء المسابقات، وتخصيص الجوائز، تحفيزا لهؤلاء الشباب، فما من أمة تستهين بلغتها كالأمة العربية، وما من لغة كرمها الله تعالى كاللغة العربية، فالقرآن عربي، والنبي عربي، ولسان أهل الجنة عربي.