المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل



امـ حمد
22-09-2010, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العزم الذي مدح الله فيه خيار خلقه، كما خاطب نبيّه فقال (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)
والعزم, هو قوة الإرادة وجزمها على الاستمرار على أمر الله، والهمة التي لا تفتر في طلب رضوان الله، وفي حسن معاملته سبحانه وتعالى،على توطين النفس على عدم التقصير في شيء من حقوق الله ,وقوة الإرادة أن يفتش الإنسان عما رزقه الله عزّ وجلّ من توفيق لطاعات، أو أن يفتش عن الطاعات التي وفّق إليها؛ فيكون عنده همّة للاستمرار عليها,
يكون عنده قوة إرادة ألا يفتر على طلب رضوان الله، ويأخذ كل باب في الخير,فيكون عنده قوة عزم , من حقوق الله، وهذا يخصّ الأعمال التي نقوم بها وننقطع عنها، مثل قراءة الأذكار,ولذلك لام الله آدم عليه السلام بعد استمراره وحصول الاغترار منه، اغتر بعدوه فأكل من الشجرة التي عهد الله إليه بالإمتناع من أكلها، كما ذكر الله (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)والإنسان يصيبه النقص لواحد من سببين ,عدم عزمه على الرشد, أو عدم ثباته واستمراره على هذا العزم,ولهذا دعا به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي قال فيه ,يا شداد بن أوس, إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب)
هذا من أنفع الأدعية وأجمعها في الخيرات،فمن أعانه الله على نية العزيمة،حصل له أكبر أسباب الخير,لذلك لابد أن نحرِّر نياتنا من قيود العادة أو الشهوة والهوى، والناس في هذا المقام درجات بحسب تحرير نياتهم,كل من نوى نية خير أو رشد صادقة وعزم عليها؛ فالثبات يكون على قدر صدقه,وأهل الفضل قد يقع منهم فتور، لكن لما يقع منهم فتور أو خلل في المأمور، يرجعون لنفس الخلل ويعالجونه,أعظم دواء للفتور واختلاط النيات في العزائم, هو الاستغفار(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُون) يتذكّروا الخلل فيُبْصِروا، ويبادروا إلى سدّه والعَود إلى وليّهم ومولاهم، وإلى الصراط المستقيم,كل يوم وليلة نسأل الله الصراط المستقيم مرات عديدة (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وأن هذا الدعاء من أجمع الدعاء وأفضله، ونحن مأمورين بلزوم هذا الدعاء(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ) ضعف القلب أثناء الدعاء يضعف قوته,الإنسان لا يفتر ولا تضعف همته إلا لما تضعف معرفة الحق ,وإيثاره على الباطل, قسوة القلب, وسبب ذلك كثرة الذنوب والمعاصي والشهوات والاشتغال بالدنيا، وهذا القلب لا قوة فيه ولا عزيمة
الحسد والكبر (الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ)وهذا المتكبر الحاسد لما يأتي إلى طريق العلم ويجد غيره أتى بعده وتقدم عليه ويجد غيره أفهم منه وأحفظ منه وأوعى منه,فيقع في قلبه الحسد؛ فيكون هذا سببًا مانعًا أن يرزقه الله الإنتفاع من العلم والإستمرار في الطلب، ومن يقع في قلبه مثل هذا من حسد أو كبر أو غيره، يكون أصلاً مريض بهذه الأمراض.

ملاك الفارس
04-10-2010, 08:56 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاج الله خير على النقل