ajaqeel
24-09-2010, 10:47 AM
ما أجمل أن نسمع أن المؤسسات الرياضية العالمية تلتقي في قطر لمناقشة استضافتها لفاعليات كأس العالم لعام 2022. خبر جميل في قلب الاحباط الذي يلفنا سياسيا ورياضيا واجتماعيا واقتصاديا. خبر غير هامشي على الاطلاق ان نرى دولة صغيرة في المساحة وعدد السكان مصممة على اجتياز اختبارات التطور التي قررت خوضها قبل سنوات فأفلحت على اكثر من صعيد خصوصا في المجالين الاعلامي والاقتصادي ومن خلال ادارة سياسية بدا للكثيرين انها تحلق خارج السرب فيما التطورات دلت على أن المسارات القطرية تختصر المسافات... وتجمع السرب.
قبل اسبوع، كانت رمزية المشهد كبيرة. وفد دولي مع شباب من الاسرة الحاكمة ومن خارج الاسرة امام مجسمات لمنشآت رياضية ضخمة هي الاولى من نوعها في العالم. الدولة كلها متفقة على هدف واحد، كلمة واحدة، رؤية واحدة.
اما المحيط الاقليمي فأكثر اتفاقا على دعم التجربة.
المملكة العربية السعودية وعدت بكل انواع الدعم، والامارات وعدت بتقديم الارض والتسهيلات اذا كانت المساحات لا تتناسب مع مطالب «الفيفا»، ودول الخليج الاخرى تحلق في مدار الحلم داعمة مؤازرة مساندة... وكأن «التجربة القطرية» التي كانت متهمة بإضعاف مجلس التعاون الخليجي باتت اليوم مركزا للتلاقي والتوحد لا على قاعدة الشعارات بل المشاريع.
ولقطر مع المبادرات الكبيرة تجارب كثيرة، فقبل اعوام استضافت الدوحة دورة الالعاب الآسيوية بكفاءة لا تقل عن مثيلاتها في الدول الكبرى، ثم حولت جزءا من المنشآت بعد انتهاء الدورة الى مستشفيات ومراكز تعليمية استفاد من خدماتها آلاف القطريين.
قبل نحو 13 عاما، دار حوار بيني وبين معالي وزير الاعلام في الكويت آنذاك الاخ والصديق الشيخ سعود الناصر «تشره» خلاله على افتتاحيتي بتاريخ 2\4\1997 بعنوان: «لماذا السفر الى قطر» التي انتقدت فيها سفره الى الدوحة لنقل رسالة احتجاج على ما تبثه قناة الجزيرة. يومها اذكر ان الحوار ركز على ان الحريات الاعلامية قادمة قادمة وعلينا مواكبتها بالشكل الذي يخدم قضايانا لا ان نستنزف الجهد في العتاب والضيق، وان المنابر الاعلامية ستفتح على مصراعيها سواء عبر الفضائيات او اجهزة الكمبيوتر او الموبايل او حتى ساعة اليد، وما علينا كأصحاب قضايا عادلة إلا أن ننخرط في الفضاء الاعلامي الجديد وندافع بقوة الحجة والمنطق لا بأشكال أخرى... ونظرة سريعة اليوم الى المشهد الاعلامي الخليجي تكشف كيف صار التنافس تحت سقف الحريات هو التنافس الوحيد المجدي وكيف ان الاعلام الرسمي والموجه يتنافس يوميا مع الخيبة والفشل.
لماذا السفر إلى قطر؟
لانها دولة تتحدث الى المستقبل ولا تلتفت كثيرا الى خلافات الماضي. دولة رسم قادتها لشعبها خطة لإخراج كل الافكار والمعتقدات والثقافات الضيقة من الازقة والحارات الصغيرة الى الطرق السريعة الكبيرة... خطة تدريجية مرتكزة على عدم تجاهل مشاكل الحاضر انما ايضا على عدم استنزاف الوقت والجهد والفرص والموارد والطاقات في هذه المشاكل، لذلك كان العمل على قدم وساق لانجاز دولة المستقبل على ان يكون السكن فيها طبيعيا وانسيابيا.
والقيادة القطرية هنا لا تغير فقط في الحجر رغم ان زائر الدوحة كل فترة يعتقد انه في دوحة اخرى لجهة العمران، بل تعمل بشكل اساسي على التطوير الانساني من خلال جهود جبارة ستقطف ثمارها الاجيال القادمة. فقطر تقود بصمت وبجدية وبمسؤولية واحدة من اعقد عمليات التنمية واكثرها فاعلية اي التنمية البشرية انطلاقا من تعديل المناهج التربوية وربطها بأحدث المعارف والتقنيات العالمية.
جيل كامل سيدخل بعد سنوات الفضاء العلمي الدولي من دون اي مشاكل في اللغة والمفردات والثقافات. جيل كامل سيعمل مع احدث المعاهد والمؤسسات العلمية والتكنولوجية في العالم وكأنه من اهل البيت، وجيل كامل سيستقبل التطورات من دون صدمات حضارية او ثقافية، يتفاعل معها ويمنحها موقعا متقدما في المنطقة يختصر على العرب والمسلمين الوقت والمشقات... ويرسم لقطر الطريق الاقصر الى المستقبل.
مع قطر في استضافتها بطولة كأس العالم عام 2022، ومعها في طريق التنمية والتحديث، ومعها في الفضاء الاعلامي الحر، ومعها في استكمال خطوات الاصلاح السياسي والاقتصادي... فالدول بأدوارها لا بمساحاتها... وبرسالتها لا بعضلاتها.
جاسم بودي
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=228009&date=24092010
شكرا جاسم بودي والله يديم المحبه بين اهل الخليج
قبل اسبوع، كانت رمزية المشهد كبيرة. وفد دولي مع شباب من الاسرة الحاكمة ومن خارج الاسرة امام مجسمات لمنشآت رياضية ضخمة هي الاولى من نوعها في العالم. الدولة كلها متفقة على هدف واحد، كلمة واحدة، رؤية واحدة.
اما المحيط الاقليمي فأكثر اتفاقا على دعم التجربة.
المملكة العربية السعودية وعدت بكل انواع الدعم، والامارات وعدت بتقديم الارض والتسهيلات اذا كانت المساحات لا تتناسب مع مطالب «الفيفا»، ودول الخليج الاخرى تحلق في مدار الحلم داعمة مؤازرة مساندة... وكأن «التجربة القطرية» التي كانت متهمة بإضعاف مجلس التعاون الخليجي باتت اليوم مركزا للتلاقي والتوحد لا على قاعدة الشعارات بل المشاريع.
ولقطر مع المبادرات الكبيرة تجارب كثيرة، فقبل اعوام استضافت الدوحة دورة الالعاب الآسيوية بكفاءة لا تقل عن مثيلاتها في الدول الكبرى، ثم حولت جزءا من المنشآت بعد انتهاء الدورة الى مستشفيات ومراكز تعليمية استفاد من خدماتها آلاف القطريين.
قبل نحو 13 عاما، دار حوار بيني وبين معالي وزير الاعلام في الكويت آنذاك الاخ والصديق الشيخ سعود الناصر «تشره» خلاله على افتتاحيتي بتاريخ 2\4\1997 بعنوان: «لماذا السفر الى قطر» التي انتقدت فيها سفره الى الدوحة لنقل رسالة احتجاج على ما تبثه قناة الجزيرة. يومها اذكر ان الحوار ركز على ان الحريات الاعلامية قادمة قادمة وعلينا مواكبتها بالشكل الذي يخدم قضايانا لا ان نستنزف الجهد في العتاب والضيق، وان المنابر الاعلامية ستفتح على مصراعيها سواء عبر الفضائيات او اجهزة الكمبيوتر او الموبايل او حتى ساعة اليد، وما علينا كأصحاب قضايا عادلة إلا أن ننخرط في الفضاء الاعلامي الجديد وندافع بقوة الحجة والمنطق لا بأشكال أخرى... ونظرة سريعة اليوم الى المشهد الاعلامي الخليجي تكشف كيف صار التنافس تحت سقف الحريات هو التنافس الوحيد المجدي وكيف ان الاعلام الرسمي والموجه يتنافس يوميا مع الخيبة والفشل.
لماذا السفر إلى قطر؟
لانها دولة تتحدث الى المستقبل ولا تلتفت كثيرا الى خلافات الماضي. دولة رسم قادتها لشعبها خطة لإخراج كل الافكار والمعتقدات والثقافات الضيقة من الازقة والحارات الصغيرة الى الطرق السريعة الكبيرة... خطة تدريجية مرتكزة على عدم تجاهل مشاكل الحاضر انما ايضا على عدم استنزاف الوقت والجهد والفرص والموارد والطاقات في هذه المشاكل، لذلك كان العمل على قدم وساق لانجاز دولة المستقبل على ان يكون السكن فيها طبيعيا وانسيابيا.
والقيادة القطرية هنا لا تغير فقط في الحجر رغم ان زائر الدوحة كل فترة يعتقد انه في دوحة اخرى لجهة العمران، بل تعمل بشكل اساسي على التطوير الانساني من خلال جهود جبارة ستقطف ثمارها الاجيال القادمة. فقطر تقود بصمت وبجدية وبمسؤولية واحدة من اعقد عمليات التنمية واكثرها فاعلية اي التنمية البشرية انطلاقا من تعديل المناهج التربوية وربطها بأحدث المعارف والتقنيات العالمية.
جيل كامل سيدخل بعد سنوات الفضاء العلمي الدولي من دون اي مشاكل في اللغة والمفردات والثقافات. جيل كامل سيعمل مع احدث المعاهد والمؤسسات العلمية والتكنولوجية في العالم وكأنه من اهل البيت، وجيل كامل سيستقبل التطورات من دون صدمات حضارية او ثقافية، يتفاعل معها ويمنحها موقعا متقدما في المنطقة يختصر على العرب والمسلمين الوقت والمشقات... ويرسم لقطر الطريق الاقصر الى المستقبل.
مع قطر في استضافتها بطولة كأس العالم عام 2022، ومعها في طريق التنمية والتحديث، ومعها في الفضاء الاعلامي الحر، ومعها في استكمال خطوات الاصلاح السياسي والاقتصادي... فالدول بأدوارها لا بمساحاتها... وبرسالتها لا بعضلاتها.
جاسم بودي
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=228009&date=24092010
شكرا جاسم بودي والله يديم المحبه بين اهل الخليج