تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة رائعة عن التعليم



عبد الرحيم11
24-09-2010, 06:44 PM
هذه خطبة بتاريخ 15 شوال 1431هـ الموافق 24 سبتمبر 2010م
عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم، وأهمية الأدب، وضرورة ربط العلوم المادية بالإيمان بالله، وأهمية اللغة العربية، وتعليم المرأة في الإسلام.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمّا بعد:

فيا عباد الله!

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

عباد الله!
إن أعظم مِنّة منّ الله بها على هذه الأمة، أن بعث فيها محمدا عليه الصلاة والسلام مبشرًا ونذيرا، ومعلما ومرشدا (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِين) ، وهو المعلم الناصح المرشد الذي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يبعثه في ذريته: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فالله سبحانه تعالى قد بعث نبيه معلما مربيا، قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِى مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا)، فما مات صلى الله عليه وسلم حتى علم أمته كل ما يحتاجون إليه، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علمًا.

فالتربية والتعليم عباد الله مقام سام، ورتبة عالية، ووظيفة شريفة، تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بها خير قيام، فقدكان صلوات ربي وسلامه عليه يعلم الناس على جميع أحواله، في مسجده وفي خطبه ومواعظه لأصحابه، وكان بيتهُ صلى الله عليه وسلم مدرسة إيمانية نهل منها أصحابه، فقد كانوا رضي الله عنهم إذا اختلفوا في أمر ذهبوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون زوجاته.

بل بلغ من اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالتعليم وحرصه على ذلك، أنه أوقف خطبته من أجل سؤال سائل، فعن أبي رفاعة العدوي رضي الله عنه قال: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ. قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا، فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا.

بل كان عليه الصلاة والسلام يحتفي بطالب العلم ويرحب به ويذكر له فضل العلم ترغيبا فيه وحثا عليه، فعن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر، فقلت له يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم. فقال: مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب.

وكان عليه الصلاة والسلام رفيقا رحيما بالمتعلمين، لا يعنفهم ولا يوبخهم، يقول معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ! مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ.

عباد الله!
ولم يكن عليه الصلاة والسلام يخص الكبار بالتعليم بل كان يتعاهد الصغار بالتوجيه، ويغتنم الفرص لذلك، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..)، ويقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصَحْفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)، ومن حسن تعليمه وتوجيهه عليه الصلاة والسلام أنه كان يأمر الصغار بالمعروف ليعتادوه، وينهاهم عن المنكر ليجتنبوه، ولا يقلل من شأنهم، بل يقنعهم ويبين الحكمة لهم، ومن ذلك أن الْحَسَن بْن عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كِخْ كِخْ، ارْمِ بِهَا، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لَا تحل لنا الصَّدَقَة).

ومن حسن تربيته وتعليمه، أنه كان يلاطف الصغار ويكنيهم تقديرا لهم، يقول أنس: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَالِطُنَا وكَانَ لِأَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ لَهُ نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ فحزن لذلك وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَاحِكُهُ فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ.

وكان عليه الصلاة والسلام حريصا على تربية النشء على الصدق، والمحافظة على سلامة فطرتهم من الانحراف، فعن عبد الله بن عامر أنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا وأنا صبي قال: فذهبت أخرج لألعب فقالت أمي: يا عبد الله ! تعال أعطيك . فقال رسول الله : وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمرا . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كَذبة.
وقال عليه الصلاة والسلام: من قال لصبي : تعال هاك . ثم لم يعطه شيئا ؛ فهي كَذبة.

عباد الله!
ومما يجدُر التذكير به ربطُ العِلم بالأدب، فهما صِنوَانِ لا يفترقان، وعلى هذا درَج السلفُ الصالح رحمهم الله.
فعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: "كانوا يتعلَّمون الهديَ كما يتعلَّمون العلم".
وقال عبد الله بن المبارَك رحمه الله: "نحن إلى قليلٍ منَ الأدب أحوجُ منّا إلى كثيرٍ من العلم".
وقال ابن وهب: "ما تعلَّمنا من أدَبِ مالك أكثرُ مما تعلَّمنا من عِلمِه".
وقال الآجري في أخلاق العلماء: "فأما أخلاقه مع مجالسيه : فصبور على من كان ذهنه بطيئا عن الفهم حتى يفهم عنه ، صبور على جفاء من جهل عليه حتى يرده بحلم ، يؤدب جلساءه بأحسن ما يكون من الأدب ، لا يدعهم يخوضون فيما لا يعنيهم ، ويأمرهم بالإنصات مع الاستماع إلى ما ينطق به من العلم . فإن تخطى أحدهم إلى خلق لا يحسن بأهل العلم ، لم يَجْبَهْهُ في وجهه على جهة التبكيت له . ولكن يقول : لا يحسن بأهل العلم والأدب كذا وكذا".

عباد الله!
إن مما يتعلق بقضية التعليم أهميةَ ربط العلوم المادية بالإيمان بالله حتى تكون روافد تمد هذا الإيمان وتنميه، وتحفظه وتقويه، كما قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ . وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)، فتأملوا عباد الله كيف ربط الله بين هذه العلوم المختلفة وبين خشيته وإجلاله، وما ذلك إلا أنها أثر من آثار أسمائه وصفاته، وآية من آياته، قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) وأما التربية المادية الحديثة التي فصلت العلم عن الإيمان، والتي لا تقيم للدين ولا للخلق وزنا، فما أثمرت إلا أقواما لا يتورعون عن غش ولا كذب ولا خيانة، ولا إقامة حروب ولاسفك دماء، لتحصيل مصلحة عاجلة، فهي تربية مادية أهملت الروح وأعرضت عن الإيمان وعبدت الإنسان للشهوة والشيطان فكانت ثمرتها كما قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا).

عباد الله!
إن العلوم العصرية تجاربٌ بشريةٌ فيها الخطأ والصواب والنافع والضار، وليس من العقل ولا من الحكمة ولا من النصح للأمة، أن تنقل هذه العلوم والنظريات بعلاتها وفسادها، بل الواجب أخذ النافع منها واجتناب الضار، فإن الحكمة ضالة المسلم، أينما وجدها فهو أحق بها.

ومما يجدر التنبيه عليه والتذكير به، أهميةُ اللغة العربية، التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن، وتعلمها واعتيادها سبب لزيادة العقل والخلق والإيمان، فتعلم لغة قوم ارتباط بثقافتهم، وتعلق بتاريخ أسلافهم، فتضييع اللغة العربية تضييع لتاريخ هذه الأمة ومجدها وعزها، وتضييع لعقيدتها وهويتها، وفصل لأبنائها عن أسلافها.

وإن مزاحمتها بغيرها من اللغات في المراحل الأولى من التعليم: إضعاف لها، ومكر من أعدائها، حتى تسود هذه اللغات، فتسود ثقافاتها وأخلاق أهلها.

فالواجب عباد الله تعزيز اللغة العربية، وإحياء محبتها في نفوس الناشئة، وتعريبُ التعليم، فإن التعليم باللغة العربية أسلمُ للُغةِ الأمّة وأحفَظ لكرامتها وسيادتها، وما زال السّلف يكرهون التكلًُّم بغير العربيّة إلاّ لحاجة، فقد صح عن عمر رضي الله عنه أنه نهى عن رطانة الأعاجم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في المكاتب وفي الدور فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة، ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب .
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل ، والخلق ، والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق .
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) .
ثم قال: (وعن عمر بن زيد قال : كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أما بعد: فتفقهوا في السنة ، وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن، فإنه عربي " .
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " تعلموا العربية فإنها من دينكم").

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

=============================

الحمد لله حقَّ حمده، أفضل ما ينبغي لجلال وجهه، أحمده سبحانه لا أحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .

أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله وراقبوه في السر والعلن، (يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ).

عباد الله!

إن التعليم في الإسلام يجعَل للمرأةِ تميّزًا في المناهج، يتلاءم مع فطرتِها وأنوثتِها ووظيفتها، قال تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى).

فإعدادُ الفتاة ليس كإعدادِ الفتى، فالمرأةُ لم تعَدَّ لتصارِعَ الرجل في المصانع والمتاجر، ولا لتكونَ كادحةً ناصِبةً، وإنما أعدت لما يناسب طبيعتَها وينسجِم مع وظيفتِها، وذلك بأن تكونَ زوجةً صالحة، ليسكن إليها زوجها، وأُما حنونا على أطفالها تحسن التربية والتوجيه، والتعليم والتأديب، وعاملة مخلصة بين بنات جنسها، وهل أخرج لنا أئمةَ الدين وعلماءَ المسلمين والقادةَ المصلحين، إلا أمهات صالحات قانتات، مخلصات مربيات، فأيُّ خدمةٍ للأمّة أجل وأعظم من صنعِ الرجال وتربيةِ الأجيال؟!

إن المرأة وهي في بيتها تربي أولادها، تقوم بأشرف الأعمال، وأجل الوظائف، وأعظم القربات، فهي الثروة الحقيقية للأمة، ومتى تركت المرأة وظيفتها ضيعت أمتها.

وقد تجاهلَت بعضُ المجتمعات طبيعةَ المرأة وتناسَت الفرقَ بين تركيبها وتركيبِ الرجل، فأودَى بها ذلك في مهاوِي التفكُّك والانهيار، نزَلت المرأةُ إلى ميادينِ الرجال، زاحمَته في ميادينِ العمل، تخلّت عن تربيةِ الأطفال، غفَلت عن أنوثتِها، ففسَد المجتمَع، وفسَد المنزِل، وتشرّدَ الأطفال، وضاعَ الزوج، وتفكّكت عُرَى الأسرةِ، وساءتِ الأحوال، وفي هذا يقول ربّنا تبارَك وتعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).

فاتقوا الله عبادالله واحرصوا تعليم أولادكم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وتربيتهم التربية الصالحة وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل والصالح إنه سميع قريب.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله!
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه وآلائه وفضله يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

المصدر: موقع المحجة
http://www.mahaja.com/showthread.php?11823

Outstanding
24-09-2010, 11:40 PM
جزاك الله خير