المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنس الطائعين ووحشة الغاوين



امـ حمد
25-09-2010, 06:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنس الطائعين ووحشة الغاوين
قرة العين هنا عن الراحة والسرور والطمأنينة التامة ، فليست كل العيون قريرة بالله سبحانه، بل إنه خص بذلك خواص خلقه للذين وجدوا حبه وقربه والطريق الموصل إليه حتى تكون نهاية هذا الطريق بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة، فمن قرت عينه بالله فليحمد الله على أجَّل نعمة، وأنت أيها المؤمن أجبت ووجدت وتلذذت بالعبادة وذقت طعم الإيمان.من لا يستجيب لداعي الهدى الذي أنت عليه فاتركه ولا تنشغل به، فإنها نوعية من البشر لا تنصلح قال تعالى (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ)، فاعلم أن الله لا يريد به خيرا فاتركه وانشغل بغيره، لأن هذا الإنسان المريض الميت سوف يجيب كل داع إلى سبيل الغواية ويقبل الباطل ويحبه (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، وستجده يمشي خلف كل ضال نعوذ بالله. قل للعيون الرَّمِدة التي لا ترى الحقائق العظيمة، حقائق الإيمان، إياكِ أن تبصر وتري، فالرامد عندما يفتح عينه في الشمس تؤلمه فيظل مغمضاّ عينيه والعياذ بالله، فهو يشبه الذي لم يرى الحق ولم يجد طعم الإيمان إبقى في الظلام، فالذي لا يرى الحق الذي هو أوضح من نور الشمس وهو دين الله الذي بُعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، فعينه هي المريضة أي عين قلبه، فلا يبصر الحقيقة، أنت لا تصلح لرؤية نور الشمس، نور الحق، إنما يناسبك الحجاب والغطاء والظلام مثل ظلمة الليالي فإذا ركبت سفينة فاخرج بالليل وانظر في ظلمة البحر حتى تعرف هذا المثل، لتعرف كيف أن الكفار في ظلمة عجيبة جداّ، والعياذ بالله، لأن البحر ظلمته أشد من ظلمة البر،وهناك موج تحته موج آخر والكافر أسفل ذلك والعياذ بالله من ظلمة الكفر،
وبظلمة الليل الذي أنت فيه، ليل الكفر والظلم والفسوق والعصيان والنفاق، هذه النفوس قد تؤذيك وقد تضايقك أو تعتدي عليك فسامح هذه النفوس،لا تكن متمنياّ لهم الضلال والهلاك وتحدث نفسك بالانتقام منهم لنفسك عقوبة لهم على ما ظلموك، يكفيهم عقوبة ما هم فيه من البعد عن الله، فهذه المسامحة والصفح والعفو في الدنيا وعدم الانتقام من أصحاب النفوس، فإنهم مساكين المسكنة المذمومة، هم في شقاء وعذاب، فلا تك جافيا غليظاّ عليهم فوق ما هم فيه من العذاب، ونرحمهم لعلهم يرجعون.
فلو لم يكن من عقاب للكفرة والظلمة - الذين غابوا عن حب الله ومعرفته وعبادته على شهواتهم الوقتية المملوءة بالتعب والنقص وعن شأن الإجابة على طاعة الله والمحبة له لكفى بها عقوبة، وحجاب قلوبهم عن الله أقسى عذاب، كما أن حجابهم عن الله يوم القيامة أشد عذابهم
إذا كان نصيبك كبير من الحب سترحم من يكرهك ومن يحسدك، لأنه يحسدك على الإيمان ويكرهك من أجل أنك ملتزم، ستقول يا له من مسكين. لو أصبح نصيبك أيها المؤمن من الإيمان والعبودية التي لله وافراّ كبيراّ لرحمت أعدائك الحاسدين القالين لك الكارهين اللذين يؤذونك ويحقدون عليك ، وأن لا يدعو عليه بذلك، بل يرحمه لما هو فيه من العذاب، عذاب الحسد لأهل الإيمان، فإن الحسد قاتل لسعادة الإنسان
فإن الحسد قاتل لسعادة الإنسان وحياة قلبه، ومانع من الإيمان فهم من حين دعوا للإيمان فكفروا ونفوسهم تكرههم وهم يكرهون أنفسهم، ويبشرون بأن مقت الله لكم أشد من مقتكم لأنفسكم.
فلو كان نصيبك أيها المؤمن من الإيمان وفيرا كبيرا لنظرت لمن آذاك في الله بعين الإشفاق، إذ هو المحروم من أعظم نعيم الدنيا والآخرة، شقي في الدارين، وأنت مـَّن الله عليك بأعظم عطاء، فارحم من حسدك، واعفو عن من ظلمك، وصل من قطعك، وأعط من حرمك، فإنك بذلك تأخذ أضعاف أضعاف ما أعطيت.
اللهم نسألك مزيد فضلك ورحمتك وحبك ورضوانك ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين

زين العابدين
25-09-2010, 09:14 PM
امين.. جزاك الله خير يا ام حمد, أسال الله عز وجل ان يجعل قرة عينك في الصلاه .......... كم كان المصطفى صلى الله عليه وسلم

امـ حمد
25-09-2010, 11:31 PM
امين.. جزاك الله خير يا ام حمد, أسال الله عز وجل ان يجعل قرة عينك في الصلاه .......... كم كان المصطفى صلى الله عليه وسلم





اللهم امين


جواك ربي جنة الفردوس اخوي

Person
11-10-2010, 05:59 PM
جزاك الله خيراً

امـ حمد
13-10-2010, 05:02 AM
[quote=امـ حمد;6387701]اللهم امين


جزاك ربي جنة الفردوس اخوي[



/quote]

امـ حمد
13-10-2010, 05:02 AM
بارك الله فيكم يالغالين

وجزاكم ربي جنة الفردوس