المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعاقة السير في المناكب ، بأعذار أوهى من بيوت العناكب ..!



غريب الدار
26-09-2010, 01:03 AM
قال سبحانه وتعالي لمن ضاقت به السبل ... ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها - صدق الله ،، وقال إسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور - صدق الله العظيم ... وقال تعالى جده وتبارك أسمه : والأرض وضعها للأنام

ومما لاشك فيه أننا نقف أمام ظاهرة غريبة تكاد تتميز بها المنطقة العربية وخاصة جزيرة العرب .. الا وهي إمتداد ظاهرة (عادة) الحمى أو دفاع البعض المستميت عن منطقة رعيه ... وبالطبع هناك تبرير لدفاع ذلك المتحصن عن حماه وهي ضرورة الحياة ... لكن الأمر يكبر ليصبح أو يتحول لشئ أخر أكبر من الحمى حيث يحتجر حتى الهواء والبحر والصحراء القاحلة وتتعطل سنن الله بالكون التي تقضي بالهجرة لإعمار الكون ، ذلك الكون المتكون مدنيا من هجرات متتابعات ومستمرات رائحات غاديات ... نعم هي هجرة البشر لتعمير أرض الله .. فإذا ما تدخلت بها عادة الحمى أفسدت وعطلت ، أما إذا طوعت مزاجيا فإنها تجعل من صاحب الحمى يستسيغ النوم والدعة ويعهد بمواشيه للغير منتظرا حلبها مساء ... فإذا ما تم مساعدته بقهر الرعيان المهاجرين وحرمانهم فإنه لايسلو عادة الخمول والتكاسل والنوم ... وإذا ما أستنهظ ينهظ متثاقلا متثائبا .. لايملك للدنيا زماما ولا لأمورها تدبيرا ...وهكذا هي إعاقة سنة الله بالكون ..

دعونا نتأمل مسابعنا قبل مرابعنا ... فنرحل للصحراء القاحلة ومع حبيبات الطل النادرة تنتعش شجيرات فتصبح طعاما لما يسمى بفأر اليربوع ( الجربوع) هذا الفأر ربما كان من أعظم المحافظين على الحمى والذي يقوم بمبارزات بطولية فدائية بين بني جنسه محافظا على جحره وعرينه من كل متطفل ... هذا الفأر الشجاع ينسى أحيانا نفسه وأهله وهو في خظم معركة الدفاع عن عرينة مع جاره أو أيا من الجرابيع الأخرى ... فيعيش بمعركة دموية ،،، فيأتي متسكعا الثعلب الصحراوي ليفترس الخصمين معا أو أحدهما وبالتالي تنتهي المعركة البطولية الملحمية بإلتهام الثعلب لأحد الفرسان أو كلاهما ..
وبأسلوب الجرابيع تصنع الذئاب ... ولكن بوقار وحسن تدبر ... وكذا النمر العربي والذي من عاداته تتبع مكان مبيت قطعان القرود بالمنحدرات الصخرية ... فيحتكر المكان عن غيره من بني جنسه بل وحتى الإناث لايترك لها المجال حيث يشتهر النمر العربي بحبه للعزلة والوحدة .. يقبع النمر بأسفل المنحدر حيث تبات القرود بإعلاه وينتظر معارك محتملة تدور بين كبار قطيع القرود للسيطرة على القطيع أو بالأحرى التفرد بأكبر عدد من الإناث ... فيسقط أحد تعيسي الحظ من أعلى المنحدر ،،، فيصبح وجبة شهية وطعاما فاخرا للنمر المتربص .
بالطبع لست أعلم ولا أفهم ماهي الحكمة من إيقاف من يحاول غرس شجرة أو إعمار جدار ... لكنني بالطبع أعرف مثلا ظاهريا عدم السماح لأحدهم بخرق سفينة نحن نركبها معا ... ولكنني لاأعلم إن كان الخازق أو الخارق له حكمة وله بعدا لاأعرف كنهه ولاسبر أغواره .... ولاالجزم بالعبد الصالح أو الطالح مالم يظهر شئ ما .. لايجب أن أقف بالدرب ثم أترصد للمارين به وأصم من ألقى السلام علي بالقول " لست مؤمنا " وبالتالي لايمكنني التطفل بمعلوماتي المحدودة والتدخل بسنن الله بالكون والبحث عن المتشابه من القول عندما يعوزني الدليل أو الإثبات ، فأبحث عن عذر أقبح من فعل ..

لايوجد هناك قدوة عالمية يعول عليها لمحبذي نظرية الحمى فمثلا سويسرا سمحت بالهجرة والتجنس وكذا اليابان وهي مجموعة من الجزر البركانية ليس بها ضرعا ولافرعا .. ولكنها تأتي بثمار الباع والكف واليراع فتحصد اعلى كميات النظار المبهر اللماع .
بالطبع الغرب الأوروبي وصاحب النظرات العنصرية لوراجعنا تكوينه الديموغرافي خلال القرن الأخير لوجدنا الهجرة قد وصلت ببعض المجتمعات إلى أكثر من ثلاثين بالمأئة .. وربما كانت الهجرة سببا بإستقراره الحالي ونموه الإقتصادي وثرائه الثقافي الفكري وتجديد لنشاط الدماء به ... أما الأميريكيتين فهما مشكلتين ديموغرافيا من الهجرة البشرية ... والتي جعلت من الولايات المتحدة أقوى أمة بشرية شهدها تاريخ الكون ..

والمقارنة بين مجتمعنا ومجتمعهم ... نحن نعيش كما نرى ونشاهد ثرينا ومعدمنا وقوينا وظعيفنا ... كلنا بمستوى لانحسد عليه على الإطلاق ...
بالطبع بنيت ملوية سامراء والجامع الأزهر وجوامع الأمويين والقرويين وقصور الأندلس والشام ... عبر تبادل الخبرة بالهجرة والسماح بتدفق الأفكار والمفكرين دون عوائق أو حمى ...
هاجر البعض لبعضنا فعاد بما لايسر الخاطر ولايلذ النواظر ... وهاجر البعض لبلدان الكفر كما نلقبها وخلال عقد أو عقدان من الزمن العائد من أرض الغرب يتمتع بتأمين إجتماعي ومعاش تقاعدي وتعليم أبنائه إن هو إستصحبهم بمغتربة ... وأخيرا الجنسية .. ففي حين يقبع المهاجر بأرض العروبة والإسلام عقودا خمسة أو ستة ليقال له بعدها إرحل من حيث أتيت ... نجد المهاجر بالغرب وقد إكتسب أكثر من جنسية .. ولعل أكبرها مهابة وقوة هي جنسية الولايات المتحدة الأميريكية ..

وتقودنا عملية إعاقة السير بالمناكب إلى وهونة بيوت العناكب وكما قال أصدق قائل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( مثل الذين أتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت إتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون )) صدق الله العلي العظيم ..
ينبغي لنا هنا التأمل بهذه الآية الكريمة والتي لن ننصفها حقها بآلاف الأسفار تفسيرا ... فهي تجمع غزير المعاني وأدقها وأبلغها ... بالطبع بيت العنكبوت هو عبارة عن مصيدة وحمى في نفس الوقت ورغم وهونته تقبع به مأت الماسي والمصائب ... وأول الضحايا من أسرة العنكبوت يكن الزوج الغير سعيد بالطبع حيث يمسي وجبة أولى للأنثى عقب العرس المشئوم .. مما جعلنا نشعر بمطابقة فكر نظريات الحمى لوهن بيت العنكبوت .



بقلم ( الهاشمي اليماني )