المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبادرة قطرية لتعزيز الأمن الغذائي في البلدان القاحلة



ROSE
28-09-2010, 07:41 AM
مبادرة قطرية لتعزيز الأمن الغذائي في البلدان القاحلة


خطة شاملة لتوفير احتياجات قطر من الغذاء تكتمل في 2022
برنامج قطر يستهدف توفير الغذاء الصحي والمتنوع




أكد السيد فهد بن محمد العطية رئيس فريق عمل برنامج قطر للأمن الغذائي بأهمية المبادرة القطرية التي طرحتها قطر للدول التي تعاني من مشكلة التصحر أو جفاف الأراضي منوها بالنتائج المثمرة التي تحققت من اجتماع "من أجل تحالف دولي للأراضي الجافة.. الشراكة من أجل الوصول إلى الأمن الغذائي" الذي عقد مؤخراً بنيويورك. وأشار إلى أن المبادرة تدعو للتنسيق بين هذه الدول في مجال السياسات العامة لقضية الأمن الغذائي والتركيز في مجالاتها الأربعة وهي الطاقة والمياه والزراعة والغذاء.

وقال فهد العطية في تصريحات صحفية بالهاتف من نيويورك ان المبادرة التي طرحتها قطر يعود بالدرجة الأولى الى ان غياب التنسيق والتعاون على المستوى العالمي بين الدول التي تقع في المناطق الجافة أو القاحلة هو مدعاة للقلق. وأضاف بأن الهدف الذي تسعى اليه قطر هو تبادل خبرات كل دولة وتجربتها فيما يتعلق بحلولها التكنولوجية والمعرفية في توفير الأمن الغذائي وامكانية تعميم الاستفادة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.

وقال فهد العطية إن قطر أطلقت المبادرة فى الأمم المتحدة في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر الجاري لبناء تحالف يستهدف تعزيز الأمن الغذائي في البلدان القاحلة. وقال إن هذه الدول تعاني من الجفاف ونحن جميعا نتشارك في نفس المشكلات بقدر كبير وهي شح المياه والبحث عن حلول لزراعة الأراضي الجافة والتكنولوجيا والعلوم بين هذه الدول جميعا.

وقال العطية إنه من المنتظر أن يضم التحالف العالمي للأراضي الجافة بين 45 و 60 دولة تعاني من بيئة قاحلة أو شبه قاحلة. وأضاف: إن أعضاء التحالف سيتخذون خطوات لتعزيز الأمن الغذائي من بينها استصلاح الأراضي الصحراوية للزراعة أو استنباط أصناف من البذور يمكنها التكيف مع نقص المياه كما يمكنهم التماس مساندة الدول المانحة سواء الفنية أو المالية.

وردا على سؤال حول تجربة قطر في مجال توفير الأمن الغذائي قال فهد العطية أولاً الأمن الغذائي أصبح قضية استراتيجية تحظى بالاهتمام من أعلى المستويات القيادية بالدولة والذي ترتب عليه ان المسألة لم تعد في الحرص على توفير الغذاء وفقط وإنما توفيره بأعلى مستويات ومعايير الجودة العالمية.. منوها في هذا الصدد بقرار سمو ولي العهد في عام 2008 بإنشاء برنامج قطر للأمن الغذائي وتوجيه سموه بوضع الحلول المناسبة لتوفير الأمن الغذائي على الصعيد الوطني.

وقال: إن قطر أطلقت مبادرتها الخاصة لتحقيق الأمن الغذائي في 2008 بعد أن عانت من تضخم في أسعار الغذاء مشيرا إلى أنه نظرا لمساحة قطر الصغيرة فإنه لا يمكنها اللجوء الى اقتصاديات الحجم الكبير لحماية احتياجاتها من مشتريات الغذاء بفاعلية وأضاف إننا نستورد 90 بالمئة من غذائنا و يمثل هذا التعرض في حد ذاته مخاطر كبيرة على البلاد بغض النظر عما إذا كانت غنية أم لا.

وأضاف بانه منذ ذلك الوقت ويعمل فريق من المتخصصين لوضع الخطة العشرية الشاملة التي تمتد بين العام 2013 و2022 بهدف ان تكون قطر الدولة الرائدة في تحديث وتطوير الأراضي الجافة وتوفير الغذاء من انتاجها المحلي وليس من الاستيراد فقط.

وقال ان ذلك لا يعني ان قطر ستكتفي ذاتياً بنسبة 100 % في جانب الغذاء وانما ان تكون لديها القدرة في توفير معظم احتياجاتها من الغذاء الصحي والمتنوع اعتمادا على الحلول التكنولوجية والمعرفية والاستفادة من خبرات الدولة الأخرى والتنسيق فيما يتعلق بالمجالات الأربعة التي أشرنا اليها وهي الطاقة والمياه والغذاء والزراعة.

وردا على سؤال فيما يتعلق بدور الشركات الوطنية في المساعدة في برنامج قطر للأمن الغذائي قال فهد العطية ان شركات حصاد الغذائية والشركة القطرية لتجارة اللحوم والمواشي " مواشي " وشركة الميرة هي ثلاث مؤسسات وطنية تلعب دورا بارزا في هذا الجانب وهي ضمن فريق العمل الذي يتضمن 14 جهة لوضع منظومة متكاملة لتوفير الأمن الغذائي في قطر.

جدير بالذكر ان سعادة السيد عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كان قد نوّه في وقت سابق بدور دولة قطر والأمم المتحدة للإعداد المميز لاجتماع "من أجل تحالف دولي للأراضي الجافة..الشراكة من أجل الوصول إلى الأمن الغذائي".

وأشاد سعادته بالجهود الكبيرة التي قامت بها دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد الأمين ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.. وقال إن تلك الجهود حققت نتائج كبيرة في تخفيف معاناة العديد من الدول التي تأثرت أوضاعها الزراعية وبخاصة الأزمة الغذائية سواء نتيجة للتغير المناخي أو الأزمة المالية الدولية الأخيرة.

جاء ذلك في مداخلة للأمين العام لمجلس التعاون في اجتماع (من أجل تحالف دولي للأراضي الجافة -الشراكة من أجل الوصول إلى الأمن الغذائي) الذي عقد على هامش اجتماعات الدورة 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الشهر الجاري.

وأشار إلى أن الجهود الكبيرة لدولة قطر قد أثمرت عن إيجاد الحلول لمعالجة قضايا الأمن الغذائي في الأراضي الجافة ولكل ما من شأنه دعم التنمية الشاملة ولاسيما من خلال إطلاق الدعوة لعقد مؤتمر قمة دولي للأمن الغذائي في الدوحة العام المقبل..لافتا إلى أن هذا في حد ذاته يعد دليلا واضحا على اهتمام دولة قطر الكبير بكل ما من شأنه دعم التنمية خاصة قضايا الأمن الغذائي على كافة المستويات.