المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزهد في الدنيا



امـ حمد
29-09-2010, 05:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الزهد في الدنيا


فإنّ الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم,فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداّ يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة, والنجاة من النار,وأن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا، وأخذ في منازل الآخرة ,فأين المسافرون بقلوبهم إلى الله,أين المشمرون إلى المنازل الرفيعة والدرجات العالية,أين عشاق الجنان وطلاب الآخرة,والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخستها و قلتها، وانقطاعها وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة والإخبار بشرفها ودوامها,
قال تعالى ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا )وقوله تعالى ( بل تؤثرون الحياة الدنيا ، والآخرة خير وأبقى )قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مالي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها )وقال ( ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ) وقال ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا، ولا يزدادون من الله إلا بعدا ),الزهد في الدنيا هو ما كان عليه رسول الله وأصحابه، فهو ليس بتحريم الطيبات وتضييع الأموال، ولا بلبس المرقع من الثياب، ولا بالجلوس في البيوت وانتظار الصدقات، فإن العمل الحلال والكسب الحلال والنفقة الحلال عبادة يتقرب بها العبد إلى الله ، بشرط أن تكون الدنيا في الأيدي، ولا تكون في القلوب، وإذا كانت الدنيا في يد العبد لا في قلبه، استوى في عينه إقبالها وإدبارها ، فلم يفرح بإقبالها، ولم يحزن على إدبارها,وحقيقة الزهد، فقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما، ولهما من المال والملك والنساء مالهما,وكان نبينا من أزهد البشر على الإطلاق وله تسع نسوة,وليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك، ولذا نبذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره هو وأصحابه، وصرفوا عنها قلوبهم، وهجروها ولم يميلوا إليها، عدوها سجناّ لا جنة، فزهدوا فيها حقيقة الزهد، ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب، ولوصلوا منها إلى كل مرغوب، ولكنهم علموا أنها دار عبور لا دار سرور، وأنها سحابة صيف ينقشع عن قليل، وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى أذن بالرحيل.
قال على بن أبي طالب ( إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ، ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
وقال عيسى بن مريم عليه السلام, اعبروها و لا تعمروها, النظر في الآخرة ,وإقبالها ومجيئها ودوامها وبقائها وشرفهما فيها من الخيرات,الإكثار من ذكر الموت, والدار الآخرة, تشييع الجنائز, والتفكر في مصارع الآباء والإخوان, وأنهم لم يأخذوا في قبورهم شيئا من الدنيا ولم يستفيدوا غير العمل الصالح,التفرغ للآخرة والإقبال على طاعة الله وإعمار الأوقات بالذكر وتلاوة القرآن, ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة,


اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.

حفيدعمر
29-09-2010, 10:33 PM
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.

جزاك الله خير

امـ حمد
29-09-2010, 11:57 PM
بارك الله فيكم

وجزاكم ربي جنة الفردوس

مستجدة
30-09-2010, 12:21 AM
بارك الله فيك اختي ام حمد

زين العابدين
01-10-2010, 05:58 AM
جزاك الله خير

Abu JaBeR
01-10-2010, 03:07 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
03-10-2010, 07:23 AM
بارك الله فيكم