المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حريتنا الشخصية في خطر



بولينجر
29-03-2006, 04:03 AM
حريتنا الشخصية في خطر



هشام الدباغ



ليست المعلومات المدرجة في سياق هذا المقال من وحي الخيال إنما هي معلومات استخلصتها من شبكة الانترنت وفرها بعض للباحثين أناس يؤكدون انها تتسم بالموضوعية و الدقة و التقصي الدؤوب حول مسائل و قضايا الحرية الشخصية التي تتشدق الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ترعاها داخل و خارج الولايات حدودها .. وماتزال فضائح التجسس على أحوال و أقوال الناس في بيوتهم و دور العبادة تتفاقم أصداؤها في الصحافة الأمريكية مشيرة إلى أن إدارة بوش قد خرقت كل الأعراف و القوانين المتعلقة بالرحية الشخصية و ضربت بها عرض الحائط ! فما الذي نستطيع استخلاصه من تقصي الباحثين ؟



القواسم المشتركة بينهم تفضي الى الآتي :



لن تستطيع بعد اليوم أن تكون حراً , بالمعنى الحضاري للكلمة . لن تستطيع أن تتكلم و تضحك أو تفكر من دون أن تستشعر أن ثمة من يراقبك , و أن الذي يراقبك هو في الحقيقة ذلك الذي سيورطك بتهمة الإرهاب ! لن تستطيع أن تفتح بريدك الالكتروني من دون أن يقرأ ذلك ( الآخر ) رسائلك و يبحث بدقة بين سطورها عن شيء أنت لا تراه بالضرورة و لكنه يراه لأنه في النهاية يريد أن يربط بينه و بين الإرهاب أيضاً ! أنت إن غضبت مما يرد في الأخبار و اتهمت الإدارة الأمريكية بأنها ترتكب المجازر في العراق فستتهمك (العيون الأمريكية ) بالإرهاب أيضاً , لأنك ببساطة فقدت حتى حرية موقفك !



عولمة الإعلام :



أمريكا التي تشن الحروب بحجة الدفاع عن الحريات الشخصية و العامة هي نفسها التي تقيم حصاراً دولياً على تلك الحريات الشخصية و العامة هنا و هناك .



تكنولوجيا الإعلام الرقمي تحدت كل التخمينات , لأنها صارت أقرب منا في كل مكان نذهب إليه . لا يمكننا رؤية القمر الصناعي وهو يحوم فوق رؤوسنا يومياً , و لكننا نرى الرسائل الغامضة التي تردنا من وقت لآخر على بريدنا وعلى هاتفنا الجوال و التي تبدو كأنها وصلتنا بالخطأ , و لكنها ليست كذلك . كل الناصر تبدو اليوم جاهزة لعولمة منظومة الإعلام الرقمي , ربما ما لا يعرفه الناس أن البنتاغون استطاعت منذ سنة أن تؤسس مكتبها الأخطر و الذي يُعرف باسم : مكتب المنظومات المعلوماتية و الذي يتمثل دوره في ( التجسس ) على الانترنت وعلى الهواتف الجوالة داخل الولايات المتحدة و خارجها .



كانت عبارة H11تعني المكتب الحادي عشر الذي يُعد من أكثر المكاتب حركة و نشاطاً يحمل الاسم الرسمي ( مكتب البحوث الدفاعية المتقدمة ) بحيث إنه يستمد معلوماته مباشرة عبر الأقمار الصناعية وفق نظام يبدو معقداً , و لكنه يقوم على مجموعة من الأرقام و الأسماء و الدول التي يتم التركيز عليها في عملية البحث عن الإرهابيين المحتملين , ليس هذا فقط , بل ثمة ملفات رقمية مشفرة عن ملايين الأشخاص الذين توضع عليهم إشارة رقمية لتحديد أهمية كل ملف و بالتالي أهمية كل شخص يرمز إليه الملف .



يتكون مكتب الذي H11 يُطلق عليه اسم ( العين السحرية ) من مجموعة من الخبراء في نظام الإعلام الرقمي , و خبراء نفسانيين مختصين في علم الجريمة , لهذا فإن تقارب التخصصات يندرج أساساً في الهدف نفسه الذي تريد البنتاغون الوصول إليه متفادية أخطاء الحرب الباردة التي كانت تقوم على جملة من المفاهيم التي لا يُمكن إدراجها بالمعاني نفسها اليوم , على اعتبار أن العلم تطور و الذين أرادوا الوصول إلى درجات من الخبرة التكنولوجية هم أنفسهم الذين يسعون إلى احتكارها و اعتمادها وسيلة للضغط على الآخرين عير حرمانهم منها أولا و بالتالي إخضاعهم لأسلوب التخلف العلمي كما حدث مع دول العالم الثالث . ربما تبدو دولة مثل ( لوسيتو ) في إفريقيا أقل تعرضاً للمراقبة , يقول جريمي دوبان في دراسة كتبها عن الرقابة الأمريكية في العالم , لأنها من الدول الأكثر تخلفاً في القارة الإفريقية , على الرغم من موقعها الجغرافي الاستراتيجي من المنظور السياسي و العسكري الامريكي , لكن ( رادارات الكونغرس ) غير دقيقة بحكم أن في لوسيتو كل شيء ما عدا وسائل الاتصال القادرة على كشف ما ترغب الولايات المتحدة في كشفه بحثاً عن ( أعداء محتملين ) بأسلوب الحرية الالكترونية الجديدة , و بميكانيزمات جديدة أيضاً .

يعتمد مكتب البحوث الدفاعية المتقدمة الامريكي على ما يمكن تسميته آلياً بإخطاء الآخرين , ربما لأن العالم يهرع باستمرار نحو ماهو جديد , و الناس لا يسألون كثيراً عن تقنيات الأجهزة التي يستعملونها أو يحملونها بين أيديهم , و هو الخطأ السهل الذي يسعى مكتب البحوث الدفاعية المتقدمة إلى نشره بين الناس , باسم التطور و التقدم العلميين .



قبل سنة , كان ثمة عقد رسمي موقع بين شركة الكتورنية أمريكية Atc ومكتب الإعلام العسكري الأمريكي لأجل الاستفادة , ليس من الأجهزة التي تنتجها تلك الشركة , بل من وثائق الاتصالات الدولية التي أبرمتها مع دول كثيرة في العالم , في إفريقيا و آسيا و أمريكا الجنوبية . نشر بعدها موقع كونفيدونسيال عبر الانترنت بعض خلفيا الصفقة التي اندرجت في إطار الوقاية من الإرهابيين المحتملين , بمعنى برمجة الأجهزة المنتجة بعد 2001 على أساس نظام كامل يمكن اصطياد صاحبه بسهولة ( في حالة وقوع شبهة ما ) . ومن أبرز الأجهزة المراقبة :



1- بطاقة السحب البنكية الرقمية :



معظم الدول تتعامل بنظام البطاقات البنكية , و لعل بطاقات ( اكسبريس ) و ( أمريكا ) و ( أوروبا ) تعد من أكثر البطاقات البنكية شهرة , و هي التي تبدو مزودة بشرائح رقمية الكترونية يمكن لصاحبها أن يسحب بموجب رقم سري خاص به ما يشاء من المال من أي مكان يريد , سواء داخل بلده أم خارجه من دون أن ينتبه أو يعرف أن تلك البطاقة المزودة بنظام رقمي خاص بمجرد وضعها في جهاز خاص ترسل إشارات بعيدة المدى عبر الأقمار الصناعية إلة مكتب البحوث الدفاعية المتقدمة الذي يعمل بعدها آلياً على مراقبة عملية السحب , بحيث يعمل النظام الرقمي على تحديد هوية الساحب في ظرف ثوان فقط .



2- الهاتف الجوال :



يعلم الجميع أن الهاتف الجوال صار في يومنا هذا جزءاً لا يتجزأ من حاجيات الشخص المهمة . من النادر أن ترى رجلاً أو امرأة من دون هاتف جوال . هذا ثمن المظهر الذي يعني مجاراة لواقع ربما لا يُعرف الكثيرون ما يخفيه . لا يعرفون أن مكالماتهم البسيطة و أحياناً التافهة يراقبها عن بُعد جيش من الفنيين العسكريين الأمريكيين , و رسائلهم الكثيرة تُقرأ قبل وصولها إلى المرسل إليه بثانية واحدة .



الذي يجب أن نعلمه جميعاً أن جهاز الجوال يُعد من أكثر الأجهزة سهولة في المراقبة من قِبل الأقمار الصناعية .. حتى حين لا يكون الشخص متصلاً يبقى الجهاز يرسل إشارات تكفي لتحديده . كل هذا لا يدوم في الحقيقة أكثر من ثوان , لا يشعر بها المتصل و لكنها دقيقة بحيث إنه في حالة وضع الشبكة في حالة تنصت , يمكن تحديد ملايين المكالمات و معرفة هوية أصحابها بموجب الشبكة المحلية و الرقم الخاص و بالتالي المعلومات الخاصة لصاحب الخط التي تكون قد وصلت في ملف إلى أبعد حد عبر الكمبيوتر , و لهذا السبب يُعد الهاتف الجوال بمثابة ( الطوق ) الذي يلبسه الشخص حول عنقه طواعية و يدفع بموجبه ثمناً باهظاً من حريته الشخصية !



3- ميكروسوفت و أنتل :



حظيت من الناحية التقنية شركة ميكروسوفت التي تعمل بنظام الويندوز و بنظام شبكة التصال عبر الانترنت بدعم فني كبير من الإدارة الأمريكية و التي استطاعت أن ترفض عند كل برمجة للويندوز تحديد ما يُسمى تطابقاً في ملكية الشخص المستعمل , حتى لو كان الأمر يتعلق بمقهى انترنت . جهاز الكمبيوتر بكل أنظمته الجديدة , و لا سيما نظام ( الإكس بي ) الجديد يُعد جاهزاً للتواصل مع الآخرين , بينما من الناحية النظرية فهو الشكل الذي يتطابق مع نظام الرقابة الأمريكي الذي يستطيع فعلاً أن يراقب ملايين أجهزة المكيروسوفت المدعومة بإمكانية الاتصال عبر الانترنت الذي هو في الأخير مصيدة جيدة . فكلما استغرق الشخص الوقت في تصفح الانترنت كانت الفرصة جيدة لمراقبة جهازه و بالتالي مراقبة الصفحات التي يتصفحها عبر الإنترنت . و قد قال رئيس مكتب البحوث الدفاعية المتقدمة ( وليام هدسون ) : إن عملية البحث العلمي الإلكتروني هي مطلب حقيقي للأمريكيين ليس لأجل احتكاره داخلياً فقط , بل لأجل أن يكون العمل في متناول الآخرين كلما كان العالم متطوراً الكترونياً كانت عملية مراقبته أسهل !



أمريكا تخوض حربها ( الخاصة ) ضد الإرهاب , لا تتجسس على المؤسسات الرسمية لدول العالم فحسب , بل صارت تتجسس على الأفراد , على المواطنين الذين يعيشون يومياتهم بلا اكتراث لرنة هاتف قد تصل إلى البنتاغون , بحيث إنه حين يرد , فلا يسمع الرد وحده , بل ثمة من يتلقى الرد , وفق ملايين من الكلمات المشفرة التي تظل تبحث آلياً عن الرقم أو الاسم المشبوه . فإن تقول لصديقك : ( مرحباً يا أخي ) فاعلم أن هذه الكلمة يمكنها أن تقود الى استحداث ملف كامل عنك وعمن تتحدث إليه , وهذا بالضبط ما تفعله أمريكا .. إنها تتخيل ألفاظاً قد تنطوي على خطر ما و توزعها على أجهزتها الأمنية للتعامل معها بحذر و تبحث بعدها عمن يستعملها أكثر من غيره , بقصد البحث أولاً و أخيراً و دائماً عن الإرهابي المفترض الذي يسكن بداخل كل عربي أو مسلم حتى يثبت براءته .



جريدة المدار - العدد 111


منقول

ROSE
29-03-2006, 07:35 AM
يعطيييييييييييييييييك الف عافية على هالطرح الرئع

كل الشكر والتقدير اخوي

قطرية عسل
29-03-2006, 07:39 AM
موضوع تشكر علية اخوي
الله يعطيك العافية

M O 7 A M M E D
29-03-2006, 07:40 AM
يعطيك العافية اخوي ..

khaldoon
29-03-2006, 08:45 AM
موضوع اكثر من رائع
جزاك الله كل خير

لاداعي
29-03-2006, 09:06 AM
يعطيك العافيه اخوي

بولينجر
29-03-2006, 10:54 AM
إخواني...

ROSE

قطرية عسل

M U R D E R

khaldoon

لاداعي

شكرا لكم جميعا على المرور ودعواتكم الطيبة...

وأشكر كل من روز وخلدون على تشجيعكم لي الدائم وعلى كلامكم الطيب...