المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «حالول» يحتضن الزائرين منذ 35 عاماً



amroo
01-10-2010, 10:05 PM
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=151481&issueNo=1019&secId=23

يجمع مختلف شرائح المجتمع ويعتبر ملاذاً للمثقفين والأدباء
«حالول» يحتضن الزائرين منذ 35 عاماً
2010-10-01
الدوحة - العرب - عمر عبد اللطيف
جلس مهدي علي علي، على إحدى الطاولات المطلة على البحر في مقهى حالول، منتظرا أحد الأصدقاء لينضم إليه، وراح يستذكر أيام المراهقة، عندما كان يأتي أسبوعيا مع أصدقائه للعب «الداما مع الشياب»، الذين كانوا يعلمونه كيفية لعب «الداما والكيرم.. نوقف على رأس الشايب نشوف شلون يلعب الكيرم»، خاصة أن كبار السن كانوا يعاملون علي وزملاءه بكل طيبة «تستأنس معاهم وتفرح بوجودهم».
علي، الذي كان يجلس في «حالول» مذ كان في الثالثة عشرة من العمر، استمر في التردد عليه حتى أيام الجامعة، «نلعب ونشوف المباريات».


فقد كانت المتنفس الوحيد له ولأصدقائه، «نشرب كرك ونأكل فيه ونلعب.. لكن ماكنا نشيش»، لقد كان المقهى شعبيا جدا، كما يقول، لدرجة أن أحدهم يسأل «لماذا لم يأتى فلان اليوم».

ملتقى للأدباء والمثقفين
لكن الزمن تغير، وقد ابتعد الأصدقاء عن بعضهم البعض، وأصبح لكل منهم عائلته وهمومه الخاصة، إلا أن هذا لم يمنعهم من الالتقاء بين الفينة والأخرى، «اليوم حبيت أجي على أساس أن الجو حلو.. تذكرت أصحابي والأيام القديمة، وقبل ما تجي اتصلت مع واحد منهم عشان يجي.. وقلت له أنا في مقهى هواة الصيادين.. فعرفه على الفور.. لأنه كان يعرف بهذا الاسم».
إذن للمقهى «روح» لا يجدها علي في المقاهي الحديثة والتجارية، التي «تضيف زبائنها بطريقة كثير رسمية»، ثم إن المقهى هذا فيه مصلى، وعلى البحر، وملتقى للأدباء والفنانين، فكثير من فناني قطر، يجلسون في مقهى حالول، مثل تيسير عبدالله، وموسى زينة، وعلي حسن تيسير، وعلي ميرزا وغيرهم، «قد تكون علاقتي بهم بسيطة، لكنني أعرفهم» يختم علي.
مقهى شعبي يرتاده القطريون منذ أكثر من 35 عاماً
على طاولة أخرى جلس محمد الكبيسي صاحب مقهى حالول، ليدير المقهى «بكل ود وألفة» كما يقول الزبائن، خاصة أنه كان يتردد إلى المقهى منذ عام 1979، أي قبل أن يصبح مالكها، حينها كان كبار السن هم من يميز المقهى، إلا أنه «للأسف، لم يبق من كبار السن سوى شخص واحد» كما ينوه الكبيسي في حديثه لـ «العرب».
إذن مقهى «حالول» لم يكن على هذه الصورة في السبعينات، «ما كان في مقهى ولاشي ولا أرضية.. كان موقف للسيارات على الكورنيش»، يشرح الكبيسي، الذي يشير إلى أن أحد الأشخاص أحب جلسة الأصدقاء هذه ففكر في بناء هذا المقهى، وهو الرسام جاسم الزيني، الذي قال لمجموعة من الشباب كانوا يجلسون يوميا في هذا المكان، «أريد أن أسوي لكم مقهى صغير.. وين تريدوه»، فقرر الشباب أن يكون المقهى في نفس المكان الذي يجلسون فيه، لأنه أقرب إلى البحر، فبنى المقهى في عام 1983، و»جلسنا فيه أربع سنوات مجانية»، ثم استثمرها أحد الأشخاص، إلى أن استلمها الكبيسي.
كان المقهى يتكون من غرفة واحد فقط، هي الغرفة التي في منتصف المقهى الحالي، ومع مرور الزمن، توسع وأصبح يضم قسما للمدخنين وآخر لمن لا يحب التدخين، ثم أصبحت هنالك أقسام أخرى وجلسات خارج القهوة، منها ما تظلله العرائش، ومنها ما هو مفتوح على السماء والبحر.
كما استبدل اسمه من «مقهى هواة الصيادين» إلى «حالول» نسبة إلى جزيرة حالول، فلا يوجد صيادون و»لاشي»، حسب تعبير الكبيسي، فالناس هنا من مختلف الشرائح والجنسيات، «نجلس ونسولف عن أمورنا الحياتية واللي يدخن الأركيلة واللي يلعب ورق».

المقهى جزء من يوميات الناس
عند سؤاله عن ما يميز هذا المقهى الشعبي عن سواه، يجيب الكبيسي بأنه لا يستطيع أن يتحدث نيابة عن الناس، وماذا يعني هذا المقهى لهم، لكنه يعلق بقوله إنه «تفريج عن النفس، ومشاهدة الناس والبحر ولعب الطاولة والكيرم»، خاصة أن حالول بات جزءا من يوميات هؤلاء الناس من القطريين وغير القطريين، وصار بينهم وبين المكان ألفة، كما أن الكثير من الجاليات تجلس وتلتقي مع بعضها البعض هنا.
ثم هل يعقل أن تقارن مقهى عمره فوق الثلاثين عاما له شعبيته وبساطته، مع المقهى الحديث الذي له ميزاته بالنسبة لبعض الشباب مثل «النت»، فرغم قلة المقاهي الشعبية، «يندر أن تجد هذا الاجتماع الجميل في مكان واحد» حسب تعبير الكبيسي.
أما في الصيف فقليل هم الذين يجلسون داخل «حالول»، كما يوضح الكبيسي، فالكل في الخارج تحت العرائش، ويسهرون لوقت متأخر من الليل، «ربما الرطوبة تضايق البعض، خاصة القطريين لأن الغترة تزيدها، لكن البعض يجدها أخف عليه»، وهي أيضا لا تختلف في الصيف والشتاء، لأنها تحتوي على قسم مغلق مكيف سواء في الصيف أو الشتاء.
يقدم المقهى المشروبات بأنواعها وأهمها «الكرك والشاي»، ووجبات طعام خفيفة وسريعة، أما الأسعار فهي في متناول الجميع، كما يشير الكبيسي، فلو لم تكن مناسبة للجميع لما أتوا إلى هنا، «في بعض المقاهي أسعار تربل أي ثلاثة أضعاف».

البحر والألفة تجذب القطريين
في أحد زوايا المقهى بالساحة الخارجية، جلس حسن عبدالله وصديقه محمد حاجي، اللذان كانا يجتمعان مع أصدقائهما وكبار السن منذ السبعينات قبل أن تبنى المقهى، خاصة أنهم كانوا يعيشون في هذه المنطقة، فتعلقا بالمكان، حتى أصبح جزءا من عاداتهم ويومياتهم، «ما زلنا نأتي إلى هنا رغم أن بيتنا بعيد... تعلمنا على المقهى من وقت كنا صغار»، كما يقول حسن عبدالله في حديثه لـ «العرب».
فالمقهى قريب من البحر، والناس تحب البحر أكثر من المناطق الداخلية، برأي عبدالله، إضافة إلى أنه قديم «فيه شيء من الماضي، وقرب الطرادات والمناظر الجميلة»، فالمنظر المفتوح يكون «أحلى»، كما أن من مميزات المقهى أنه يقع على شاطئ فيه نسبة عالية من اليود الذي «يفيد جسم الإنسان» حسب عبدالله، الذي يوضح أن كبير السن يرتاح فيها أيضا، خاصة أن «صاحبه يعامل الجميع بطيبة ومحبة».
ويشير عبدالله إلى أن بناء المقاهي التي على البحر قليلة، لذلك يجلس فيها المثقفون، والبسطاء، وكبار السن، والشباب، والمتقاعدون، وأسعاره مناسبة لجميع هؤلاء، على عكس المقاهي الأخرى، فهي «غالية»، كما أن موقعه «استراتيجي» يجمع مختلف الطبقات، في جو أسري، كما أنه «المتنفس الوحيد لنا».
أما أهم ما في المقهى بالنسبة لمحمد حاجي فهو أنه «يفرج عن نفسك، عندك هم مثلا أو معكر مزاجك تجي هنا ترتاح تشوف البحر والناس»، ثم إن الإنسان بطبعه يهوى البحر، الصيادون والمتقاعدون يرتاحون فيه نفسيا، والاحترام موجود بين الكبير والصغير، «الكبير ينصح الصغير حول أمور الحياة، ويعلمه مواسم وأمور الصيد، ونظام الصيد، والغوص عن رحلاتهم بالهند والعراق وزنجبار، وتعلمنا منهم أشياء كثيرة»، خاصة أن الشباب يجهلون هذه الأمور.
ويقترح حاجي وعبدالله أن يبنى مقهى آخر على البحر شبيها بهذا المقهى، ويكون صاحبه «كفؤا مثل الكبيسي»، لأن المنطقة سياحية وجميلة يعرفها كثيرون من قطر والخليج وأجانب، والناس تحب البحر أكثر، خاصة أنه لا يوجد سكن حول المقهى، فهي «منطقة مفتوحة، وبعيدة عن السكن والمحلات، ومعزولة وفيها مواقف».

ملتقى للأصدقاء والجاليات
في المقهى تجد الكثير من أبناء الجاليات العربية، بعضهم لم ينقطع عن المقهى منذ حوالي 12 عاما، يلعبون الورق ويشربون الشاي والقهوة، ويستأنسون ببعضهم البعض، والبعض يأتي الساعة الثانية ظهرا، و»معه طعام الغداء ليأكل هنا ويروح عن نفسه ويتأمل البحر»، كما يوضح محمد الكبيسي.
وهذا ما يعبر عنه أيضا خالد محمد عثمان السوداني، الذي يجتمع ورفاقه يوميا في المقهى، ويجلسون نحو 5 ساعات، تعودنا عليها من 4 سنوات.. والتعامل كويس ونروح أنفسنا بعد الشغل»، إضافة إلى أن المقهى نظيف وواسع، وجميل في الشتاء، أما الأسعار «فلا بأس بها» كما يقول عثمان في نهاية حديثه.

شيط ويط
02-10-2010, 10:47 AM
مقهى حالول .. والمعروف سابقا ولايزال يمقهى (الصيادين) صحيح ؟؟

ابن الجزيرة
02-10-2010, 12:28 PM
مقهى حالول نلتقي مع الاصدقاء اسبوعيا لشرب الشاي ولعب الدومينو

يجمع الكثير من الجاليات

متميز عن المقاهي الحديثة

جميل لو يوجد مقهى اخر بنفس النمط والبساطة