بوبندر
07-10-2010, 07:59 AM
"بندر يعشق معلمته فيُطلّق زوجته!"
لقد كَبُرَ بندر ودخل سنّ السابعة ، وكان أبواه يَريَا فيه سعادتهما كلّما غدا أو راح ، وقد اتفق والداه على أن يتولّى تعليمَه النساء ، - وكان الوالدان مخطئين في رأيهما ، فالولد من حين أن يُولدَ تُولدُ العاطفةُ معه ، فهو يحنّ لحجْرِ أمّه ، حتى إذا بلغ سنَّ السابعة بدأت تتفتق العاطفةُ ليحنّ إلى من يُحبّ ، حتى إذا ما بلغ الحُلُمَ ثار بُركان العاطفة فإما أن يوجهها لما يُرضي الله أو يُغضبه ، وهذا مصداق قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرّقوا بينهم في المضاجع ) ، بالإضافة إلى أن التربويين ينصحون بتربية الولد على الشجاعة والخشونة في مكانيهما كالبادية مثلاً ، لا على النعومة ، - نعود إلى بندرالذي بدأ الدراسة في مدرسة تُدرّسُ الصبيان فيها المرأة ، ولأن بندر حديثُ عهدٍ بالمدرسة وملامح الرهبة تبدو في وجهه لم يكنْ يُعيرُ اهتماماً لبناء جسور علاقة مع زملائه أو غير ذلك.
ولكن مع مرورالأيام تتغير لدى بندرالنظرة عن المدرسة ، فبالأمس يخاف منها ، واليوم يتهلّل وجهه بِشْراً إذا أخذه السائق إلى المدرسة ، لأنه أصبح لبندر أصدقاء ينتظر لُقياهم.
وذات يوم أخذ كل صديق ببوح ما يدور في خاطره لأصدقائه ، وكانت المفاجأة أن كلّهم معجبون بالمعلمةِ ناهدَ ، لتميّزِها خلُقاً وخلْقاً ، فكل واحد منهم كان يتفرّس في معلمات الصفّ ، لاسيّما مع تفتّح أذهانهم بما يرونه في الفضائيات والانترنت أو بما يسمعونه هنا وهناك.
وفي آخر العام الدراسي فرِحَ زملاءُ بندر بنجاحِهم وانتقالِهم للصف الثاني ولكن بندر المسكين تأخر عنهم ، ثم تأخر كذلك سنة في الصف الثاني ، وأخرى في الصف الثالث ، وبدأت تظهر على بندر مخايلُ البلوغ ، ولأنه كان وسيماً فقد اشتهر ذِكْرُهُ لدى معلماته اللاتي لا تتأخر إحداهن عن إجابته عن استفساراته الكثيرة على الإيميل.
وتذهب السنون بحُلْوها ومُرِّها ، وينتقلُ بندرمن المدرسة ليتولى تدريسه رجل ، ولكن لازالت العلاقة قائمةً بينه وبين معلماتِه كتلميذٍ ومعلمةٍ ! فرُبّما صادف بندر إحدى معلماتِه في السوق أو الشارع فتبادلا التحية. ويكبر بندر كما يكبر في عيني والديه ليُقررا تزويجه ، وبالفعل تمّت الخِطْبة له بعد موافقته.
فتزوّج بندر من امرأة حسناء خُلُقاً وخلْقاً ، وكان في أول أيامه كاسمه هانئاً بزواجه ، ثم أخذ حاله مع من تزوّجها يتردّى شيئاً فشيئاً ، بسبب شريط الذكريات الذي يستدعيه الشيطانُ من ( الأرشيف ) ويُمرّرهُ أمامَه حتى خَيّل له أن عند ناهدَ ما ليس عند زوجته فزَهِد في زوجته وطلّقها ، وتدور الأيام ويكثرُ تفكير بندر بناهد ليُقرر ذات يوم محادثتها عبر الإيميل للسؤال عن حالها كتلميذٍ يسأل عن معلمته !.
ويكثر السؤال ، ثم يكثر الحديث الجانبي رُغم أن ناهد متزوجة ، ليقع الاثنان في عشق بعضهما ، ثم يكتشف زوج ناهد هذه المحادثات في الجهاز ليَبتّ طلاقها ، وعلى إثْرِهِ خرب بيتها ، وتشرّدَ أبناؤها.
عند ذلك صرخت ناهدُ صرْخة النّدم – ولات حين منْدم – : ( كلّ ذلك بسبب تعليمِ الصّبْيَان ).
ـــــــــــــــــــ
أخي القارئ هذه القصة ربما تقول هي من نسج الخيال وهي كذلك ، لكن أردت من خلالها إثبات أن الحال لدى الأطفال لاسيّما مع الانفتاح الفضائي في القنوات والانترنت لا يبعد أن يُخشى عليه ، ويحفظ لنا التاريخ في ذاكرته احتجاب بعض الصحابيات رضي الله عنهن عن طفل لم يبلغ الحُلُم عندما سمعنه يقول عن إحداهن : ( فُلانة تُقبل بأربع وتُدبر بأربع ! ) ، ثم أنت أخي القارئ وأنا كنّا أطفالاً ولازلنا متأثرين بشخصيات بعض معلمينا أو على الأقلّ نذكر وصاياهم ومواقفهم معنا أو مع غيرنا ، فبالله ماذا عسى يُرجى من طفل تأثّر بامرأة !! فهل نتنظر أن يتأنث ؟!! ثم اعلم أخي أن من حامَ حول الحمى أوشك الوقوعَ فيه ، فإذا الطفل عوّدناه من صغره على تعليم الأنثى له ، فلن يُريد إلا هو ، فلتعلّمه الأنثى إذاً بقيّة عمره !! ، ثم لتخرج الطّوام والمتأنثين !! وكما يُقال : ( أكْل العنب حبّة حبّة ) !!
لقد كَبُرَ بندر ودخل سنّ السابعة ، وكان أبواه يَريَا فيه سعادتهما كلّما غدا أو راح ، وقد اتفق والداه على أن يتولّى تعليمَه النساء ، - وكان الوالدان مخطئين في رأيهما ، فالولد من حين أن يُولدَ تُولدُ العاطفةُ معه ، فهو يحنّ لحجْرِ أمّه ، حتى إذا بلغ سنَّ السابعة بدأت تتفتق العاطفةُ ليحنّ إلى من يُحبّ ، حتى إذا ما بلغ الحُلُمَ ثار بُركان العاطفة فإما أن يوجهها لما يُرضي الله أو يُغضبه ، وهذا مصداق قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرّقوا بينهم في المضاجع ) ، بالإضافة إلى أن التربويين ينصحون بتربية الولد على الشجاعة والخشونة في مكانيهما كالبادية مثلاً ، لا على النعومة ، - نعود إلى بندرالذي بدأ الدراسة في مدرسة تُدرّسُ الصبيان فيها المرأة ، ولأن بندر حديثُ عهدٍ بالمدرسة وملامح الرهبة تبدو في وجهه لم يكنْ يُعيرُ اهتماماً لبناء جسور علاقة مع زملائه أو غير ذلك.
ولكن مع مرورالأيام تتغير لدى بندرالنظرة عن المدرسة ، فبالأمس يخاف منها ، واليوم يتهلّل وجهه بِشْراً إذا أخذه السائق إلى المدرسة ، لأنه أصبح لبندر أصدقاء ينتظر لُقياهم.
وذات يوم أخذ كل صديق ببوح ما يدور في خاطره لأصدقائه ، وكانت المفاجأة أن كلّهم معجبون بالمعلمةِ ناهدَ ، لتميّزِها خلُقاً وخلْقاً ، فكل واحد منهم كان يتفرّس في معلمات الصفّ ، لاسيّما مع تفتّح أذهانهم بما يرونه في الفضائيات والانترنت أو بما يسمعونه هنا وهناك.
وفي آخر العام الدراسي فرِحَ زملاءُ بندر بنجاحِهم وانتقالِهم للصف الثاني ولكن بندر المسكين تأخر عنهم ، ثم تأخر كذلك سنة في الصف الثاني ، وأخرى في الصف الثالث ، وبدأت تظهر على بندر مخايلُ البلوغ ، ولأنه كان وسيماً فقد اشتهر ذِكْرُهُ لدى معلماته اللاتي لا تتأخر إحداهن عن إجابته عن استفساراته الكثيرة على الإيميل.
وتذهب السنون بحُلْوها ومُرِّها ، وينتقلُ بندرمن المدرسة ليتولى تدريسه رجل ، ولكن لازالت العلاقة قائمةً بينه وبين معلماتِه كتلميذٍ ومعلمةٍ ! فرُبّما صادف بندر إحدى معلماتِه في السوق أو الشارع فتبادلا التحية. ويكبر بندر كما يكبر في عيني والديه ليُقررا تزويجه ، وبالفعل تمّت الخِطْبة له بعد موافقته.
فتزوّج بندر من امرأة حسناء خُلُقاً وخلْقاً ، وكان في أول أيامه كاسمه هانئاً بزواجه ، ثم أخذ حاله مع من تزوّجها يتردّى شيئاً فشيئاً ، بسبب شريط الذكريات الذي يستدعيه الشيطانُ من ( الأرشيف ) ويُمرّرهُ أمامَه حتى خَيّل له أن عند ناهدَ ما ليس عند زوجته فزَهِد في زوجته وطلّقها ، وتدور الأيام ويكثرُ تفكير بندر بناهد ليُقرر ذات يوم محادثتها عبر الإيميل للسؤال عن حالها كتلميذٍ يسأل عن معلمته !.
ويكثر السؤال ، ثم يكثر الحديث الجانبي رُغم أن ناهد متزوجة ، ليقع الاثنان في عشق بعضهما ، ثم يكتشف زوج ناهد هذه المحادثات في الجهاز ليَبتّ طلاقها ، وعلى إثْرِهِ خرب بيتها ، وتشرّدَ أبناؤها.
عند ذلك صرخت ناهدُ صرْخة النّدم – ولات حين منْدم – : ( كلّ ذلك بسبب تعليمِ الصّبْيَان ).
ـــــــــــــــــــ
أخي القارئ هذه القصة ربما تقول هي من نسج الخيال وهي كذلك ، لكن أردت من خلالها إثبات أن الحال لدى الأطفال لاسيّما مع الانفتاح الفضائي في القنوات والانترنت لا يبعد أن يُخشى عليه ، ويحفظ لنا التاريخ في ذاكرته احتجاب بعض الصحابيات رضي الله عنهن عن طفل لم يبلغ الحُلُم عندما سمعنه يقول عن إحداهن : ( فُلانة تُقبل بأربع وتُدبر بأربع ! ) ، ثم أنت أخي القارئ وأنا كنّا أطفالاً ولازلنا متأثرين بشخصيات بعض معلمينا أو على الأقلّ نذكر وصاياهم ومواقفهم معنا أو مع غيرنا ، فبالله ماذا عسى يُرجى من طفل تأثّر بامرأة !! فهل نتنظر أن يتأنث ؟!! ثم اعلم أخي أن من حامَ حول الحمى أوشك الوقوعَ فيه ، فإذا الطفل عوّدناه من صغره على تعليم الأنثى له ، فلن يُريد إلا هو ، فلتعلّمه الأنثى إذاً بقيّة عمره !! ، ثم لتخرج الطّوام والمتأنثين !! وكما يُقال : ( أكْل العنب حبّة حبّة ) !!