المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بـوادر حـرب تجاريـة بـين واشـنطن وبكـين



مغروور قطر
30-03-2006, 05:41 AM
بـوادر حـرب تجاريـة بـين واشـنطن وبكـين




اعداد- أيمن جمعة:

يحذر المراقبون من نذر حرب تجارية تلوح في الافق بين الولايات المتحدة والصين بسبب التوجهات الحمائية المتزايدة بين اعضاء الكونجرس وغضبهم من تنامي العجز التجاري مع الصين ليتجاوز 200 مليار دولار· فالصين التي تنمو بمعدلات قياسية تواصل غزو الاسواق الاميركية بوابل من المنتجات الرخيصة التي نالت رضا الاميركيين، وفي المقابل فان المنتجات التكنولوجية الاميركية لا تصدر كميات موازية الى الصين· ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة مدينة للعالم بحوالي ثمانية تريليونات دولار منها 650 مليارا للصين، وان من المتوقع ان يقفز الرقم الى أكثر من تريليون دولار خلال العامين القادمين· ومثلما حدث مع اليابان في الثمانينيات فان الصين قد تكون هدفا لانتقادات حمائية اميركية، وقد يكون الخلاف على سعر صرف اليوان هو الشرارة التي تشعل هذه الحرب·
ويقول دان اكينسون من مؤسسة كاتو للاستشارات الاقتصادية ''هناك مشاعر نفور متزايدة للتجارة الحرة مع الصين· والادارة الاميركية نفسها تسير في هذا الاتجاه''· وتفيد الارقام الرسمية ان آلات الصناعة الاميركية لا تدور بمعدلاتها المعتادة، فمنذ أحداث سبتمبر 2001 وصناعة الطيران تترنح وهو ما ظهر في تراجع واردات الصين من الطائرات الاميركية الصنع· كما اهتزت صناعة السيارات الاميركية لدرجة ان كندا تنتج حاليا أعدادا أكبر من الولايات المتحدة وفي المستقبل من المتوقع ان تنتج الصين أعدادا من السيارات تفوق انتاج اميركا والمكسيك وكندا معا·
ويشعر أعضاء الكونجرس بغضب شديد من هذه الموازين التجارية المختلفة، وقد يصوت هذا الاسبوع على فرض ضرائب تصل الى 27,5% على كل الواردات الصينية· ويعرف مشروع القانون باسم ''قانون التجارة الحرة الصيني'' أو ''شومر جراهام'' وقد زار السناتور الجمهوري شوك شومر والديمقراطي لينزي جراهام اللذان يقودان التحرك، بكين الاسبوع الماضي حاملين رسالة رئيسية مفادها ''سعر الصرف المنخفض للعملة الصينية يعطي للشركات الصينية ميزة غير عادلة في مواجهة المنافسة الاميركية''·
وسبق ان ضغط وزير الخزانة الاميركي جون سنو مرارا على المسؤولين الصينيين لتعويم اليوان· وكانت الصين قررت اعادة النظر في سعر صرف (اليوان) العام الماضي ورفعت سعر العملة بنسبة 2,1% امام الدولار يوم 21 يوليو من العام الماضى والغت ربط سعر الصرف المستمر منذ 11 عاما مع الدولار مفضلة الارتباط بسلة عملات· ويعادل سعر صرف اليوان حاليا 8,0380 يوان للدولار الواحد اى بزيادة 2,88 فى المائة عن سعر يوليو الماضى· لكن هذه التحركات فشلت في ارضاء واشنطن التي لا تزال تضغط على بكين لاتخاذ خطوات أكثر لزيادة مرونة سعر صرف وحذر السناتور شومار أثناء زيارته لبكين قائلا ''لن نتراجع قبل ان نرى خطة من الصين''·
صوت العقل
وربما يمثل الان جرينسبان الرئيس السابق للبنك المركزي الاميركي صوت العقل في هذه الازمة حيث حث الكونجرس على تفادي الحرب التجارية التي تلوح في الافق بسبب رفض واشنطن السياسات الصينية في مجال التجارة وسعر الصرف، قائلا إن فرض رسوم على الواردات الصينية سيكون له آثار سلبية هائلة على الاقتصاد العالمي كله· وقال أمام اللجنة المالية في مجلس الشيوخ ''اذا تم تطبيق القانون فأعتقد انه ستكون له نتائج وخيمة· ستضر المستهلكين الاميركيين ولن تفعل شيئا لخفض مستوى العجز التجاري مع الصين''· ونصح جرينسبان، الكونجرس بالتحلي بالصبر وحثه على تفادي أي تصرف قد يكون دافعه الشعور بالاستياء ولا يعالج المشكلة الحقيقية· وأدهش جرينسبان أعضاء الكونجرس عندما شدد على ان تعديل سعر صرف اليوان لن تكون له آثار ايجابية كبيرة على عجز التجارة الاميركي قائلا ''لو قررت الحكومة الصينية خفض عملتها فان وارداتنا لن تتراجع بل ببساطة سيلجأ مستوردونا الى دول اسيوية اخرى· بعض المراقبين يعتقدون بطريق الخطأ ان زيادة سعر اليوان بدرجة ملموسة سيؤدي الى زيادة كبيرة في أنشطة التصنيع الاميركية· لا اظن ان هناك دليلا واحدا موثوقا به يؤيد هذا الاستنتاج''·