يوميات علي الناجح و عليا الراضية ... قصة قصيرة [الأرشيف]

الوان

07-10-2010, 10:31 PM

قصة قصيره

يوميات علي الناجح

* * *

كان يا اصحاب .. في قطر .. و تحديدا في الدوحة .. و تحديدا اكثر في فريج ... ( عاد حطوا الفريج اللي يعجبكم) كان في شاب اسمه علي .. عمره 22 سنه ..

من اسره من ذوي الدخل المحدود.. كان يدرس في مدرسة الاستقلال الثانويه عاد ثاني ثانوي مرتين و يوم نجح و راح ثالث ثانوي عاده سنتين

و عقب حول منازل و عاد الثانويه بعد 3 مرات كان مصر انه ينجح بس ما نجح و في الاخير انسحب من المدرسه ..

دور وظيفه و قدم في كل مكان و حاول ان يتوسط له كل اللي يعرفونه .. بس كان ردهم دايما ان ماعنده مؤهلات ..

و ما كان عنده فلوس عشان يطقطق في التجارة .. و ابوه على قد حاله ما يقدر يساعده ..

كل اللي قدر عليه ان يشتري له سياره مستعمله موديل 2007 بدل بيكم البيت بو قمارتين اللي كان يستعمله ..

علي كان يصلي .. و كل يوم عقب صلاة العصر كان يحب يقعد مع ابوه على الدجه اللي قدام البيت مجابل المسجد ..

تقريبا كل يوم يقعد حتى لو حر .. او رطوبه .. او برد .. بس ما كان يستحمل يقعد في الغبار ..

كان اي حد من الشباب او الشياب اذا شافه قاعد لازم يمر عليه يقعد معاه ..

في يوم من الايام و هو قاعد حزين لأن ماعنده فلوس عشان يبدل تواير سيارته اللي اندمرت من المسابق .. و لا حتى عنده عشر ريالات عشان يصب بترول ..

شافه واحد من الشيبان اسمه بو غانم .. شيبه فوق الثمانين .. و عمره ما ترك الصلاه .. كان دايما يمشي للمسجد بس يوم كبر و تعب صار الدريول يوصله المسجد ..

طلع بو غانم من المسجد تلفت يمين و يسار يدور الدريول اللي صف السياره و راح انخش في غرفة واحد من الدريولية في الفريج ..

تحنطم الشيبه .. و قطع الشارع و قعد مع علي .. سند العصا حذاه و حط ريل على ريل و حاول يصلب ظهره المحندب .. و تبسم ..

و دار الحوار بين بو غانم و علي ...

بو غانم: شبلاك يا ولدي ضايق خاطرك؟ .. تبي تعرس؟

ضحك علي و قال : انا وييين و العرس وين ! خل اشتغل اول .. لا جامعه و لا وظيفه .. وين ما طقها عويا !

رد بو غانم و هو مبتسم : لا يا ولدي لا تيأس من رحمة الرحمن .. ليش ما تكمل المدرسة .. شهادتك سلاحك يا ولدي .

علي: مالي خلق ادرس .. عدتها 5 مرات و ما نجحت و بعدين حتى لو نجحت من اللي بيوظفني العالم كلها قاعده في بيوتها حاطين يدهم على خدهم جنهم قصاصيب مخسره !

بو غانم: اذا تبي تعرس لازم تشتغل .. و اذا تبي تشتغل لازم شهاده و اذا تبي شهاده لازم تدرس و تجتهد .. و انت يا ولدي تقدر تنجح بس ما عندك دافع .

علي: اوب .. تعرف الدوافع يبه !

بو غانم ( معصب) : قوم .. قوم جيب لي كلك ماء.

علي : تبي اتيدد ( تتوضا ) .. بس توك مصلي العصر واذان المغرب ريض.

بو غانم: انت جيب الكلك بدون معاياه (مجادله).

علي: ان شاء الله

قام علي هب الريح و جاب الكل متروس لين عينه يتكتت الماء يمين و يسار.

بو غانم: احسنت يا ولدي ..

طل الشيبه بو غانم في الكلك و قال: في شي في قاع الكلك

علي : ابدا الكلك نظيف .. جبته من حمام المجلس

بو غانم : انا شوفي قليل يا ولدي .. تعال طل و شوف

طل علي في الكلك و قال: يبه والله الكلك نظيف .

بو غانم : طل عدل انت تشوف من بعيد ما تشوف شي.

و يوم حط علي وجهه قريب من الماء .. استجمع الشيبه كل قوته و دخل راس علي في الماء.. و من الصدمه علي ما سوى شي ..

عقب ثواني استوعب الموضوع بس حشم الشيبه و انتظر ان يهد راسه و يخليه يطلع من الماء ..

بس النسم يود و ما قدر يستحمل و من حلاة الروح حافص علي و حافص و الشيبه مشبص في راسه ما يخليه يطلع ..

و في الاخير و بكل قوته علي نقز و طلع راسه من الماء و قعد يشاهق ..

و قال في قلبه هالشيبه خرف .. و هاي اخرة اللي يقعد مع الشياب بدون شغل و لا مشغله استاهل .

ضحك الشيبه من قلب و قال له : تدري ليش انا سويت جذيه ؟

علي: تبي تذبحني؟؟؟

بو غانم : لا .. انا ابيك تتعلم .. انت في البدايه تحسب اني بارحمك و باطلعك من الماء و ما كان عندك دافع انك تطلع بنفسك ..

بعدين صار عندك دافع قوي و قدرت انك اطلع راسك من الماء ..

و نفس الشي مع الدراسه .. اذا عندك دافع بتخلص الثانويه و الجامعه بعد و انا ادري انك تقدر تخلص و النعم فيك .

* * *
دش علي غرفته يدور فوطه عشان ينشف شعره

طالع نفسه في منظرة الكبت و قعد يحك راسه و يفكر في كلام الشيبه

نزّل هوا المكيف على السرير و انبطح و الهوا يضرب فيه

و تذكر قبل 5 سنين ... يوم كان يتمنى انه يخلص الثانويه .. بس ما كان يفكر انه يدخل الجامعه

يوم كان صغييييير كان عنده طموح كبيييير بس كل ما كبر كانت طموحه تصغر

يوم كان عمره سنتين كان يتمنى انه يصير دينصور ... او سبايدر مان

يوم صار عمره 6 سنين كان يتخيل نفسه يسوق طياره و كان يقول حق الكل انه بيصير طيار لين كبر

يوم كمل 10 سنوات كان يتمنى يسوق سياره

يوم صار عمره 15 كان كل اللي يتمناه ان يخلص الثانويه و يشتغل و يشتري سياره و يمكن يتزوج !

و الحين كل اللي يتمناه ان يحصل وظيفه في اي مكان و بس!

* * *
قال علي في نفسه : هل كلام الشيبه صحيح .. هل انا اقدر اخلص الثانويه .. و الجامعه بعد ؟؟

يمكن !

* * *

قعدت عليا قدام الكمبيوتر .. ما بغت تخلص من البحث من 3 اسابيع و هي شغاله عليه بين كتب

و قوقل و مكتبة الجامعة .. لين انهت البحث و الحين هي قاعدة تراجعة للمرة الاخيرة

انكسر ظهرها من القعده ... و اول ما خلصت قراءة السطر الاخير ... راجعت المراجع

ابتسمت بكل فخر بإنجازها .. و تمقطت بيدها و ريولها .. و سمعت اذان الفجر

طالعت الساعة ... و قالت في نفسها ياربي أذن الفجر و ما رقدت

و محاضرتي الاولى تبدأ الساعة 7 و نص ..

* * *

في نفس الوقت كان علي قاعد في زاوية في المسجد يقرأ قرآن و ينتظر الاقامة

و ما زال كلام الشيبه بو غانم يرن في إذنه .. هو يبي حد يقول له هالكلام ... يبي التشجيع

و الناس اللي حوله كلامهم يحبط .. بس هو شله في كلام الناس الفاشلين

الله المستعان

اقام الامام الصلاة و صلى علي الفجر في جماعه ...

و عقب ما خلص من الصلاة انهى ورده من القرآن و رجع البيت مشي

و قعد على مكانه المعتاد قدام البيت... شال المسواك من حلجه و تنفس هوى الصبح

و مثل ما قال خير البشر محمد صلى الله عليه و سلم بورك لأمتي في باكورها و على سنته

كان علي يحب ان يكون قاعد في ساعات الصبح الاولى

رفع علي كفيه للسما

و قال :

يا رب ارزقني و ارفعني و اجبرني

يا رب افتشلت من ابوي كل يوم اخذ منه فلوس و انا ريال

يا رب افتح لي ابواب رزقك على مصراعيها و افتح لي ابواب رحمتك على مصراعيها

اللهم امين

و تذكر علي البارحة يوم كان قاعد في المجلس

و لمح للي قاعدين انه بيكمل دراسته و ضحكوا عليه

و كان بو غانم يأشر له بيده يسكته

بعض القرارت يستحسن ان الانسان يخشها و يكتمها .. بس هل هذا قرار ام حلم

هو اصلا مب مستعد ان يكمل و ويواجه معركة الدراسة مرة ثانية

نفض راسه من الافكار السلبيه و طلع كتيب اذكار الصباح و المساء وقعد يذكر الله و يدعي و يستغفر

* * *

يتبع ...