شمعة الحب
30-03-2006, 12:55 PM
سوق الأسهم .. خواطر بعد هدوء العاصفة
علي الشدي - 01/03/1427هـ
نسأل الله أن تكون عاصفة سوق الأسهم قد هدأت بعد أن كادت تطير بكل شيء.. وليس بأموالنا فقط، وإنما بقيمنا وحسن تعاملاتنا وثقتنا ببعضنا وصحتنا النفسية والجسدية.
أقول ذلك بعد استعادة الذاكرة كما هائلا من الاتهامات والإشاعات التي روجت من خلال ساحات الإنترنت ورسائل الجوال خلال الفترة العصيبة الماضية. وقد نال جماز السحيمي رئيس مجلس إدارة هيئة سوق المال القسط الأوفر من تلك الاتهامات والإشاعات وتعامل البعض مع ما أصاب سوق الأسهم كما يتم التعامل مع خسارة مباراة لكرة القدم معتقدا أن إقالة المدرب ستقلب الخسارة إلى ربح.. بينما الأمر يتعلق باقتصاد بلد لا تستند قرارات قيادته إلى ما يكتب في ساحات الإنترنت أو رسائل الجوال.
جماز السحيمي.. رجل مشهود له بالمهنية العالية وبالحزم في أداء العمل، وقد اختير لتولي رئاسة مجلس إدارة هيئة السوق المالية عن جدارة بعد خدمة طويلة في مؤسسة النقد العربي السعودي وفي مجال مراقبة البنوك بالذات.
لكن مشكلة الرجل أنه لا يؤمن بكثرة الأحاديث الإعلامية.. وطبيعته هذه جاءت من عمله الطويل في مجال الرقابة حيث العمل أهم من التصريحات.. وقد كنت من أوائل الكتاب الذين طالبوا هيئة السوق المالية ومسؤوليها بالظهور الإعلامي.. وما زلت عند رأيي، لكن ليس شرطا أن يكون المتحدث هو رئيس مجلس الإدارة وإنما الناطق باسم الهيئة كما هو الحال بالنسبة إلى البورصات العالمية. وبكل صدق وتجرد أقول إن سكوت جماز خلال الأزمة الماضية ربما كان من ذهب.. فلو أنه أسهم بتصريحات كثيرة لزادت حدة ارتفاع السوق وهبوطه تبعا لتلك التصريحات.. تماما كما فعل بعض من أضفت عليهم القنوات الفضائية ألقابا فخمة ودأبت على إظهارهم يوميا للحث على الشراء عند الصعود دون التنبيه إلى خطورة الوضع، ثم لوم المتعاملين جميعا عند الهبوط، كما أن بعض البنوك قد أسهم في دفع المتعاملين العاديين إلى المغامرة عن طريق تسهيل تقديم القروض لهم.
طبعا أنا لا ألوم المتعامل البسيط الذي اندفع خلف المضاربين الكبار، فالخسارة عمت الجميع وحتى صناديق البنوك التي يفترض أن يقوم عليها متخصصون يختارون الشركات القوية فقط.. لكنني أريد من مجتمعنا أن يتخلص من عادة بناء الأحكام على السماع وعلى ما يطرح في ساحات الإنترنت.. نريد مجتمعنا أن يحسن الظن حتى يثبت بالدليل القاطع عكس ذلك.. وألا يسيء إلى مسؤولين أو رجال أعمال بأسمائهم ظلما وبهتانا فليست هذه من أخلاقنا الإسلامية وعاداتنا العربية.
وسؤال مهم متى يستكمل مجلس إدارة السوق المالية تشكيل إدارته التنفيذية وجهازيه الفني والإداري، لأن المهام والمسؤوليات كبيرة وتحتاج إلى جهاز قادر على مواجهة الأزمات.
وأخيرا إن قرارات مجلس الوزراء يوم الإثنين الماضي بشائر خير وبركة خاصة الموافقة على إنشاء بنك عملاق يتملك المواطنون فيه الأغلبية وهو ما نادى به الكتاب كثيرا بعد احتكار النسبة الأعلى في كل شركة تنشأ للمؤسسين ولعدد محدد من الأسماء المتكررة في معظم الشركات والبنوك.
والخلاصة: بعد أن هدأت العاصفة وفي مجال طرح الحلول يقترح البعض أن تعمل الحكومة على إيجاد قنوات أخرى غير تجارة الأسهم التي عطلت كل القطاعات وأشغلت الموظفين عن أعمالهم، وجلبت الخسائر للأفراد وذلك لاستيعاب السيولة الكبيرة ضمن قنوات تكون على شكل شركات أو بنوك للاستثمار (وهي غير البنوك التجارية) بحيث تضخ السيولة في مشاريع تعود على اقتصادنا الوطني وعلى مساهميها بالفائدة.. كما يقترح تطوير صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية حاليا ليصبح هيئة مستقلة تدار من قبل مجلس إدارة وجهاز تنفيذي يملك الخبرة والكفاءة ويكون قادرا على ابتكار آليات جديدة للاستثمار، ويشكل دعامة للمستقبل كصندوق الأجيال بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
لا زال بالخير موصولا
الأخ الكريم علي باوزير تلقيت منه رسالة إلكترونية جميلة.. فكرة وأسلوبا.. وقد أعقب اسمي بعبارة (لازال بالخير موصولا) التي أتخذتها عنوانا لهذه الفقرة.
ويقول الأخ الكريم في رسالته إن إشارتي إلى مقال الأمير سلمان بن عبد العزيز تعتبر دعوة لإشاعة الحوار من أعلى قمة الهرم وهو أمر يجب الإشادة به.
أما موضوع المشكلة المرورية فهو يدعو إلى الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية وإشاعة ثقافة النظام واحترام الأنظمة ومكافأة الملتزم بها.
علي الشدي - 01/03/1427هـ
نسأل الله أن تكون عاصفة سوق الأسهم قد هدأت بعد أن كادت تطير بكل شيء.. وليس بأموالنا فقط، وإنما بقيمنا وحسن تعاملاتنا وثقتنا ببعضنا وصحتنا النفسية والجسدية.
أقول ذلك بعد استعادة الذاكرة كما هائلا من الاتهامات والإشاعات التي روجت من خلال ساحات الإنترنت ورسائل الجوال خلال الفترة العصيبة الماضية. وقد نال جماز السحيمي رئيس مجلس إدارة هيئة سوق المال القسط الأوفر من تلك الاتهامات والإشاعات وتعامل البعض مع ما أصاب سوق الأسهم كما يتم التعامل مع خسارة مباراة لكرة القدم معتقدا أن إقالة المدرب ستقلب الخسارة إلى ربح.. بينما الأمر يتعلق باقتصاد بلد لا تستند قرارات قيادته إلى ما يكتب في ساحات الإنترنت أو رسائل الجوال.
جماز السحيمي.. رجل مشهود له بالمهنية العالية وبالحزم في أداء العمل، وقد اختير لتولي رئاسة مجلس إدارة هيئة السوق المالية عن جدارة بعد خدمة طويلة في مؤسسة النقد العربي السعودي وفي مجال مراقبة البنوك بالذات.
لكن مشكلة الرجل أنه لا يؤمن بكثرة الأحاديث الإعلامية.. وطبيعته هذه جاءت من عمله الطويل في مجال الرقابة حيث العمل أهم من التصريحات.. وقد كنت من أوائل الكتاب الذين طالبوا هيئة السوق المالية ومسؤوليها بالظهور الإعلامي.. وما زلت عند رأيي، لكن ليس شرطا أن يكون المتحدث هو رئيس مجلس الإدارة وإنما الناطق باسم الهيئة كما هو الحال بالنسبة إلى البورصات العالمية. وبكل صدق وتجرد أقول إن سكوت جماز خلال الأزمة الماضية ربما كان من ذهب.. فلو أنه أسهم بتصريحات كثيرة لزادت حدة ارتفاع السوق وهبوطه تبعا لتلك التصريحات.. تماما كما فعل بعض من أضفت عليهم القنوات الفضائية ألقابا فخمة ودأبت على إظهارهم يوميا للحث على الشراء عند الصعود دون التنبيه إلى خطورة الوضع، ثم لوم المتعاملين جميعا عند الهبوط، كما أن بعض البنوك قد أسهم في دفع المتعاملين العاديين إلى المغامرة عن طريق تسهيل تقديم القروض لهم.
طبعا أنا لا ألوم المتعامل البسيط الذي اندفع خلف المضاربين الكبار، فالخسارة عمت الجميع وحتى صناديق البنوك التي يفترض أن يقوم عليها متخصصون يختارون الشركات القوية فقط.. لكنني أريد من مجتمعنا أن يتخلص من عادة بناء الأحكام على السماع وعلى ما يطرح في ساحات الإنترنت.. نريد مجتمعنا أن يحسن الظن حتى يثبت بالدليل القاطع عكس ذلك.. وألا يسيء إلى مسؤولين أو رجال أعمال بأسمائهم ظلما وبهتانا فليست هذه من أخلاقنا الإسلامية وعاداتنا العربية.
وسؤال مهم متى يستكمل مجلس إدارة السوق المالية تشكيل إدارته التنفيذية وجهازيه الفني والإداري، لأن المهام والمسؤوليات كبيرة وتحتاج إلى جهاز قادر على مواجهة الأزمات.
وأخيرا إن قرارات مجلس الوزراء يوم الإثنين الماضي بشائر خير وبركة خاصة الموافقة على إنشاء بنك عملاق يتملك المواطنون فيه الأغلبية وهو ما نادى به الكتاب كثيرا بعد احتكار النسبة الأعلى في كل شركة تنشأ للمؤسسين ولعدد محدد من الأسماء المتكررة في معظم الشركات والبنوك.
والخلاصة: بعد أن هدأت العاصفة وفي مجال طرح الحلول يقترح البعض أن تعمل الحكومة على إيجاد قنوات أخرى غير تجارة الأسهم التي عطلت كل القطاعات وأشغلت الموظفين عن أعمالهم، وجلبت الخسائر للأفراد وذلك لاستيعاب السيولة الكبيرة ضمن قنوات تكون على شكل شركات أو بنوك للاستثمار (وهي غير البنوك التجارية) بحيث تضخ السيولة في مشاريع تعود على اقتصادنا الوطني وعلى مساهميها بالفائدة.. كما يقترح تطوير صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية حاليا ليصبح هيئة مستقلة تدار من قبل مجلس إدارة وجهاز تنفيذي يملك الخبرة والكفاءة ويكون قادرا على ابتكار آليات جديدة للاستثمار، ويشكل دعامة للمستقبل كصندوق الأجيال بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
لا زال بالخير موصولا
الأخ الكريم علي باوزير تلقيت منه رسالة إلكترونية جميلة.. فكرة وأسلوبا.. وقد أعقب اسمي بعبارة (لازال بالخير موصولا) التي أتخذتها عنوانا لهذه الفقرة.
ويقول الأخ الكريم في رسالته إن إشارتي إلى مقال الأمير سلمان بن عبد العزيز تعتبر دعوة لإشاعة الحوار من أعلى قمة الهرم وهو أمر يجب الإشادة به.
أما موضوع المشكلة المرورية فهو يدعو إلى الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية وإشاعة ثقافة النظام واحترام الأنظمة ومكافأة الملتزم بها.