Love143
31-03-2006, 01:29 AM
مطالب بتدخل حكومي عاجل لإعادة التوازن لسوق العقارات
استطلاع - قسم الاقتصاد:
أجمع المشاركون في استطلاع ''الاتحاد'' حول الزيادات التي تشهدها إيجارات العقارات على خطورة الارتفاع الذي تشهده في الفترة الأخيرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للأفراد والمجتمع بشكل عام، مشيرين إلى التداعيات الخطيرة التي قد تؤدي إليها من مساهمة في عدم الاستقرار الأسري، وما يشكله من مخاطر على الأمن الاجتماعي، وارتفاع معدل التضخم، والتأثير سلباً على مناخ الاستثمار في الدولة، وزيادة أسعار السلع والخدمات لتدخل ظاهرة الغلاء في ''دائرة مفرغة'' يؤدي كل جزء منها إلى الأخرى، ما يجعلها أشبه بالدوامة التي تبتلع كل من يقترب منها· ورغم الإجماع على أهمية معالجة الظاهرة وتداعياتها، تباينت الرؤى حول الأسباب والكيفية، فالمستأجرون الذين يجأرون بالشكوى من الزيادات التي أحرقت الأخضر واليابس، يشيرون بأصابع الاتهام لملاك العقارات والوسطاء من أصحاب المكاتب العقارية والسماسرة، الذين يرون أنهم المسؤولون الأساسيون في الارتفاع الجنوني للإيجارات· ومن جانبهم، يؤكد معظم ملاك العقارات وأصحاب المكاتب العقارية، أن أسباب الزيادة خارجة عن سيطرتهم وترجع لقلة العرض مع زيادة الطلب· وفيما يتعلق بتدخل السلطات الحكومية، طالب غالبية المشاركين في الاستطلاع بضرورة التدخل الحكومي العاجل لحل المشكلة وتخفيض نسب الزيادة المسموح بها وزيادة المدة التي يسمح فيها بالزيادة مع ضرورة مراقبة سوق العقارات والتزام الملاك ومكاتب الوسطاء بالتشريعات، ومنع المضاربين والسماسرة من التأثير سلباً على السوق· ورأى ملاك العقارات المشاركون في الاستطلاع ضرورة زيادة الوحدات السكنية المخصصة لذوي الدخل المحدود، وتشجيع المستثمرين الراغبين في الدخول في مشاريع متخصصة لهذه الفئة التي تمثل غالبية المستأجرين·
تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة
المستأجرون:الإيجارات تحرقالأخضر واليابس
أكد المشاركون في الاستطلاع التأثيرات السلبية لارتفاع الإيجارات على حياة غالبية الناس في الدولة حيث صاحبتها زيادة في كافة السلع والخدمات، الأمر الذي يؤثر سلباً على مقدرة الفرد في الاستمرار أو التخلي عن العمل·
وقال عبد العزيز الصرومي الموظف في إحدى المؤسسات شبه الحكومية إن ارتفاع الإيجارات المتواصل غير منطقي ولا يعكس مبدأ العرض والطلب الذي يحكم أسعار أي سلعة أو خدمة·
وأضاف الصرومي أن الإيجارات أصبحت كابوسا ثقيلا يقض مضاجع الكثيرين خصوصا ذوي الدخل المحدود الذين لا يتمتعون بمزايا تأمين السكن· واستغرب استمرار ارتفاع أسعار المساكن والعقارات في مختلف أنحاء الدولة رغم وفرة العرض لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار لا يرجع إلى زيادة الطلب وقلة العرض كما يقولون لكنه يرجع إلى عدم تنظيم القطاع·
وأكد الصرومي أن ارتفاع الإيجارات في السنوات الخمس الماضية أثر بشكل مباشر وسلبي على حياته، موضحا أنه أصبح يقلص من النفقات اليومية بشكل كبير لضمان توفير إيجار الشقة التي يسكنها·
وقال: أنا أمام خيارين: إما الانتقال إلى سكن اصغر أو البقاء في المسكن الحالي مع اختصار بعض الأمور المعيشية والكمالية الأخرى·
وحول موقف الجهات المسؤولة عن رفع الإيجارات، قال الصرومي اعتقد أن الجهات المسؤولة عن تنظيم سوق العقارات في الدولة لم تتمكن من ضبط القطاع وتغيراته بطريقة مناسبة·
وأشار إلى أن تراخي تلك الجهات فتحت الباب أمام مكاتب الوساطة العقارية للتلاعب بمستوى الإيجارات ونسب ارتفاعها بمباركة من أصحاب العقارات أنفسهم·
من جهته، قال لؤي عمر، موظف حكومي، انه لم يشعر بآثار ارتفاع الإيجارات لأن المؤسسة تؤمن له سكنا عند مستوى معين لكنه أشار إلى أن المشكلة ظهرت له عندما أراد أن يبدل سكنه نتيجة زيادة عدد أفراد أسرته·
وأضاف: فكرت في تحمل جزء من تكاليف السكن والمجازفة بالانتقال إلى بيت اكبر لكنه عدل عن الفكرة خصوصا انه قد يضطر إلى تحمل نصف ما تدفعه له الجهة التي يعمل لديها· وطالب عمر الجهات المنظمة لقطاع العقارات بوضع أنظمة تحكم وتيرة رفع الإيجارات أو إيجاد شرائح للإيجارات تتناسب مع مساحة العقار وعمره ومستوى الخدمات المقدمة فيه·
ويرى حسام اسمر، الذي يعمل في القطاع الخاص، أن أصحاب العقارات قاموا برفع الإيجارات بصورة غير منطقية وغير مبررة مشيرا إلى أن رفع الإيجارات أثر على مستوى التضخم في الدولة وخلق مؤشرات اقتصادية غير صحيحة ولا تعكس أداء الاقتصاد الوطني·
ودعا الجهات الحكومية إلى التدخل لتنظيم قطاع العقارات ووقف الارتفاع المستمر في الإيجارات الذي أصبح يثقل كاهل الموظف ويزيد من أعبائه المالية منبها إلى ضرورة تنظيم عمل وسطاء العقارات كونهم يتلاعبون بمستوى الأسعار ويزيدون من الفوضى التي تعم هذا القطاع الحيوي·
وقال عبدالله محمد بالحيمر المحرمي، إن ارتفاع الإيجارات غير منطقي خاصة في ظل توافر الوحدات السكنية المعروضة للإيجار· وطالب بضرورة تحرك الجهات المسؤولة لتطبيق القانون وضرورة تعديل نسب الارتفاع المسموح بها·
حلم·· بعيد المنال
وفي المنطقة الغربية، يبدو أن الحصول على شقة مناسبة أصبح حلما صعب المنال للبعض·· ومستحيلا للبعض الآخر حيث أدت ندرة البنايات وقلة المساكن التجارية في مختلف مدن المنطقة إلى ارتفاع الإيجارات بها بشكل كبير وخطير لا يتناسب إطلاقا مع مستوى الدخل المحدود في المنطقة حتى أصبحت تنافس ابوظبي في إيجاراتها المرتفعة حيث بلغ سعر الشقة المكونة من غرفتين وصاله بها إلى 48 ألف درهم سنويا و58 ألف درهم للثلاث غرف وصالة·
ورغم الارتفاع الكبير في الإيجارات إلا أن الحصول على شقة شاغرة أصبح حلما صعب المنال للعاملين في القطاع الحكومي والمخصص لهم بدل سكن مرتفع قبل أن يكون مستحيلا بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص ذوي الدخل المحدود، وتراوح معدل الزيادة من 10 إلى 20% خلال ·2005
وقال الدكتور أحمد السيد إن الارتفاع الرهيب في الإيجارات أصبح مبالغا فيه خاصة أن طبيعة المنطقة لا تتناسب إطلاقا مع تلك الارتفاعات الباهظة في أسعار الشقق·
ويؤكد محمد صياح المزروعي أن مشكلة ارتفاع الإيجارات في المنطقة الغربية تعود إلى ندرة المساكن المخصصة·
وأشار إلى أن حل هذه الأزمة يكمن في تخصيص أراض بالمنطقة وفتح باب الاستثمار للمواطنين في هذا المجال ليكون هناك توازون بين العرض والطلب وبالتالي عودة الإيجارات إلى مستوياتها المعقولة·
وقال صلاح عمر، موظف ومستأجر في إمارة الشارقة: ارتفاع أسعار الإيجارات غير منطقي لأنه يتم سنوياً وبصورة تتعدى النسبة المتعارف عليها 15 بالمئة التي تمكن المالك من رفع الأسعار من ثلاث إلى خمس سنوات· كما أن الارتفاعات المتتالية أدت إلى مشاكل في ميزانية الأسرة إذ اضطررنا إلى الاستغناء عن بعض الأمور لتوفير مبلغ الإيجار الذي فرضه المالك· وأكد أن المسؤول الوحيد عن رفع الأسعار هو جشع الملاك خلال السنوات الأخيرة·
من جانبه، قال حيدر علي: ارتفاع الإيجارات في الفترة الأخيرة يمكن أن يكون نتيجة للغلاء العام إلا أن المعدلات التي تتم بها غير مبررة، وأعتقد أنها تؤثر على جميع الأفراد مهما كان مستوى الدخل العام للأسرة فقد نضطر إلى التضحية ببعض الأشياء الضرورية للأبناء لتوفير مبلغ الإيجار في المواعيد المحددة· كما أن المالك سيظل يرفع الأسعار ''إن لم يجد من يوقفه عند حده'' حسب تعبيره·
تنظيف الجيوب
وفي الفجيرة وخورفكان والساحل الشرقي، طالب عدد من المستأجرين البلديات والجهات المختصة بقطاع العقاري بوضع آلية تضبط عملية الإيجار والحد من تلاعب ملاكي المساكن من رفع الأجور بشكل مزاجي·
وأكدوا أن ارتفاع الأجور ''نظف جيوبهم'' وأصبح مصدرا لعدم استقرار الأسر·
وقال محمد بكري: اعتقد أن الارتفاعات الأخيرة في الإيجارات غير مقبولة وتكون مقبولة لذي الدخل المرتفع وللمساكن ذات الموقع المتميز، وذات المواصفات الراقية وفي المدن ذات الرواج التجاري والاقتصادي لكن أحيانا يكون صاحب البناية مضطرا لذلك نظرا لغلاء الأرض أو لارتفاع أسعار مواد البناء وأمور أخرى· وأشار إلى أن الجهات المسؤولة لديها الصلاحيات واللوائح التي من خلالها تستطيع أن تُقيم كل بناية على حده ولديها القدرة على مخاطبة أصحاب البنايات بم يكون فيه العدل ومراعاة ظروف الآخرين· وأشار سمير إسماعيل أمين إلى أن الارتفاعات الأخيرة في الإيجارات غير منطقية ولا يوافق عليها ويضيف: يجب وضع ضوابط لمنع التلاعب بالإيجار ومنعه من رفع الإيجار حسب هواه، ويجب أن يتم إلزام الملاك بنسبة محددة وبعد مرور فترة زمنية مناسبة·
وقال الدكتور محمد صالح مصطفى إن الزيادات الأخيرة لم تكن منطقية وزادت من الأعباء الثقيلة على المواطنين والمقيمين مع زيادة مختلف أسعار السلع والخدمات· ودعا لتحديد نسبة لا تتجاوز %15 لمدة سنتين على أقل تقدير·
وطالب مجدي علي بإنشاء مساكن لمتوسطي الدخل، وأضاف: يجب على المسؤولين تحديد نسبة محددة لا يتجاوزها المالك عند تجديد العقد على الأقل تكون 5% إلى 10% فقط· واتهم أصحاب الوكالات العقارية بزيادة الإيجارات لتضخيم أرباحهم·
وقال ياسر رياض محمد، إن ارتفاع الإيجارات مبالغ فيه خاصة إذا نظرنا لتركيبة العاملين بالدولة حيث أن الغالبية من متوسطي الدخل· واقترح إنشاء وحدات لذوي الدخل المحدود مع تشجيع الملاك على الدخول في هذه المشاريع وبدعم المشاريع الخاصة المملوكة لأفراد مواطنين وتخدم المجتمع كأن يكون هناك دعم لأصحاب الأراضي لبناء مساكن رخيصة بدعم مواد البناء·
وقال سعيد الظاهري إن الارتفاع الأخير في الإيجارات غير منطقي، وله تأثير كبير على حياة العائلة ككل، موضحا أن الشخص حين يستأجر على حساب العمل يقتطع من راتبه مبلغا معينا، وعندما يرفع المالك الإيجار، يضطر المستأجر لدفعها من راتبه· وطالب الظاهري الجهات المسؤولة بالتدخل السريع، ووضع مادة قانونية ترضي الطرفين إلى جانب تأسيس جهة رقابية لمراقبة تطبيق القانون من قبل الملاك·
رأس الخيمة 100%
وفي رأس الخيمة، أضافت الزيادات المتتالية التي شهدتها قيمة الإيجارات خلال الشهور القليلة الماضية العديد من الأعباء على المؤجرين من المواطنين والمقيمين· وإذا كان 2005 هو عام الارتفاعات الجنونية في أسعار تأجير العقارات، فإن عام 2006 كان بداية انهيار أحلام الراغبين في السكن في إمارة رأس الخيمة بعد أن صارت أسعار الإيجارات فيها قريبة من أسعار الإمارات الأخرى·
وحتى بداية العام الماضي كان انخفاض تكلفة الإيجار في رأس الخيمة يمثل ميزة نسبية فضلتها عن الإمارات الأخرى لكن ما أن حلّ العام 2005 حتى تحركت أسعار الإيجارات صعوداً بنسبة بلغت أحياناً 100% للبنايات الجديدة و50% للبنايات القديمة والمساكن الشعبية وبين ارتفاعات عام 2005 والزيادات غير المنطقية التي حدثت في العام الحالي وجد المؤجرون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر فإما ترك السكن والبحث عن سكن بديل في سوق تتحكم فيه مكاتب العقارات، وإما القبول بالأسعار الجديدة التي باتت تلتهم نسبة لا يستهان بها من الدخل·
استطلاع - قسم الاقتصاد:
أجمع المشاركون في استطلاع ''الاتحاد'' حول الزيادات التي تشهدها إيجارات العقارات على خطورة الارتفاع الذي تشهده في الفترة الأخيرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للأفراد والمجتمع بشكل عام، مشيرين إلى التداعيات الخطيرة التي قد تؤدي إليها من مساهمة في عدم الاستقرار الأسري، وما يشكله من مخاطر على الأمن الاجتماعي، وارتفاع معدل التضخم، والتأثير سلباً على مناخ الاستثمار في الدولة، وزيادة أسعار السلع والخدمات لتدخل ظاهرة الغلاء في ''دائرة مفرغة'' يؤدي كل جزء منها إلى الأخرى، ما يجعلها أشبه بالدوامة التي تبتلع كل من يقترب منها· ورغم الإجماع على أهمية معالجة الظاهرة وتداعياتها، تباينت الرؤى حول الأسباب والكيفية، فالمستأجرون الذين يجأرون بالشكوى من الزيادات التي أحرقت الأخضر واليابس، يشيرون بأصابع الاتهام لملاك العقارات والوسطاء من أصحاب المكاتب العقارية والسماسرة، الذين يرون أنهم المسؤولون الأساسيون في الارتفاع الجنوني للإيجارات· ومن جانبهم، يؤكد معظم ملاك العقارات وأصحاب المكاتب العقارية، أن أسباب الزيادة خارجة عن سيطرتهم وترجع لقلة العرض مع زيادة الطلب· وفيما يتعلق بتدخل السلطات الحكومية، طالب غالبية المشاركين في الاستطلاع بضرورة التدخل الحكومي العاجل لحل المشكلة وتخفيض نسب الزيادة المسموح بها وزيادة المدة التي يسمح فيها بالزيادة مع ضرورة مراقبة سوق العقارات والتزام الملاك ومكاتب الوسطاء بالتشريعات، ومنع المضاربين والسماسرة من التأثير سلباً على السوق· ورأى ملاك العقارات المشاركون في الاستطلاع ضرورة زيادة الوحدات السكنية المخصصة لذوي الدخل المحدود، وتشجيع المستثمرين الراغبين في الدخول في مشاريع متخصصة لهذه الفئة التي تمثل غالبية المستأجرين·
تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة
المستأجرون:الإيجارات تحرقالأخضر واليابس
أكد المشاركون في الاستطلاع التأثيرات السلبية لارتفاع الإيجارات على حياة غالبية الناس في الدولة حيث صاحبتها زيادة في كافة السلع والخدمات، الأمر الذي يؤثر سلباً على مقدرة الفرد في الاستمرار أو التخلي عن العمل·
وقال عبد العزيز الصرومي الموظف في إحدى المؤسسات شبه الحكومية إن ارتفاع الإيجارات المتواصل غير منطقي ولا يعكس مبدأ العرض والطلب الذي يحكم أسعار أي سلعة أو خدمة·
وأضاف الصرومي أن الإيجارات أصبحت كابوسا ثقيلا يقض مضاجع الكثيرين خصوصا ذوي الدخل المحدود الذين لا يتمتعون بمزايا تأمين السكن· واستغرب استمرار ارتفاع أسعار المساكن والعقارات في مختلف أنحاء الدولة رغم وفرة العرض لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار لا يرجع إلى زيادة الطلب وقلة العرض كما يقولون لكنه يرجع إلى عدم تنظيم القطاع·
وأكد الصرومي أن ارتفاع الإيجارات في السنوات الخمس الماضية أثر بشكل مباشر وسلبي على حياته، موضحا أنه أصبح يقلص من النفقات اليومية بشكل كبير لضمان توفير إيجار الشقة التي يسكنها·
وقال: أنا أمام خيارين: إما الانتقال إلى سكن اصغر أو البقاء في المسكن الحالي مع اختصار بعض الأمور المعيشية والكمالية الأخرى·
وحول موقف الجهات المسؤولة عن رفع الإيجارات، قال الصرومي اعتقد أن الجهات المسؤولة عن تنظيم سوق العقارات في الدولة لم تتمكن من ضبط القطاع وتغيراته بطريقة مناسبة·
وأشار إلى أن تراخي تلك الجهات فتحت الباب أمام مكاتب الوساطة العقارية للتلاعب بمستوى الإيجارات ونسب ارتفاعها بمباركة من أصحاب العقارات أنفسهم·
من جهته، قال لؤي عمر، موظف حكومي، انه لم يشعر بآثار ارتفاع الإيجارات لأن المؤسسة تؤمن له سكنا عند مستوى معين لكنه أشار إلى أن المشكلة ظهرت له عندما أراد أن يبدل سكنه نتيجة زيادة عدد أفراد أسرته·
وأضاف: فكرت في تحمل جزء من تكاليف السكن والمجازفة بالانتقال إلى بيت اكبر لكنه عدل عن الفكرة خصوصا انه قد يضطر إلى تحمل نصف ما تدفعه له الجهة التي يعمل لديها· وطالب عمر الجهات المنظمة لقطاع العقارات بوضع أنظمة تحكم وتيرة رفع الإيجارات أو إيجاد شرائح للإيجارات تتناسب مع مساحة العقار وعمره ومستوى الخدمات المقدمة فيه·
ويرى حسام اسمر، الذي يعمل في القطاع الخاص، أن أصحاب العقارات قاموا برفع الإيجارات بصورة غير منطقية وغير مبررة مشيرا إلى أن رفع الإيجارات أثر على مستوى التضخم في الدولة وخلق مؤشرات اقتصادية غير صحيحة ولا تعكس أداء الاقتصاد الوطني·
ودعا الجهات الحكومية إلى التدخل لتنظيم قطاع العقارات ووقف الارتفاع المستمر في الإيجارات الذي أصبح يثقل كاهل الموظف ويزيد من أعبائه المالية منبها إلى ضرورة تنظيم عمل وسطاء العقارات كونهم يتلاعبون بمستوى الأسعار ويزيدون من الفوضى التي تعم هذا القطاع الحيوي·
وقال عبدالله محمد بالحيمر المحرمي، إن ارتفاع الإيجارات غير منطقي خاصة في ظل توافر الوحدات السكنية المعروضة للإيجار· وطالب بضرورة تحرك الجهات المسؤولة لتطبيق القانون وضرورة تعديل نسب الارتفاع المسموح بها·
حلم·· بعيد المنال
وفي المنطقة الغربية، يبدو أن الحصول على شقة مناسبة أصبح حلما صعب المنال للبعض·· ومستحيلا للبعض الآخر حيث أدت ندرة البنايات وقلة المساكن التجارية في مختلف مدن المنطقة إلى ارتفاع الإيجارات بها بشكل كبير وخطير لا يتناسب إطلاقا مع مستوى الدخل المحدود في المنطقة حتى أصبحت تنافس ابوظبي في إيجاراتها المرتفعة حيث بلغ سعر الشقة المكونة من غرفتين وصاله بها إلى 48 ألف درهم سنويا و58 ألف درهم للثلاث غرف وصالة·
ورغم الارتفاع الكبير في الإيجارات إلا أن الحصول على شقة شاغرة أصبح حلما صعب المنال للعاملين في القطاع الحكومي والمخصص لهم بدل سكن مرتفع قبل أن يكون مستحيلا بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص ذوي الدخل المحدود، وتراوح معدل الزيادة من 10 إلى 20% خلال ·2005
وقال الدكتور أحمد السيد إن الارتفاع الرهيب في الإيجارات أصبح مبالغا فيه خاصة أن طبيعة المنطقة لا تتناسب إطلاقا مع تلك الارتفاعات الباهظة في أسعار الشقق·
ويؤكد محمد صياح المزروعي أن مشكلة ارتفاع الإيجارات في المنطقة الغربية تعود إلى ندرة المساكن المخصصة·
وأشار إلى أن حل هذه الأزمة يكمن في تخصيص أراض بالمنطقة وفتح باب الاستثمار للمواطنين في هذا المجال ليكون هناك توازون بين العرض والطلب وبالتالي عودة الإيجارات إلى مستوياتها المعقولة·
وقال صلاح عمر، موظف ومستأجر في إمارة الشارقة: ارتفاع أسعار الإيجارات غير منطقي لأنه يتم سنوياً وبصورة تتعدى النسبة المتعارف عليها 15 بالمئة التي تمكن المالك من رفع الأسعار من ثلاث إلى خمس سنوات· كما أن الارتفاعات المتتالية أدت إلى مشاكل في ميزانية الأسرة إذ اضطررنا إلى الاستغناء عن بعض الأمور لتوفير مبلغ الإيجار الذي فرضه المالك· وأكد أن المسؤول الوحيد عن رفع الأسعار هو جشع الملاك خلال السنوات الأخيرة·
من جانبه، قال حيدر علي: ارتفاع الإيجارات في الفترة الأخيرة يمكن أن يكون نتيجة للغلاء العام إلا أن المعدلات التي تتم بها غير مبررة، وأعتقد أنها تؤثر على جميع الأفراد مهما كان مستوى الدخل العام للأسرة فقد نضطر إلى التضحية ببعض الأشياء الضرورية للأبناء لتوفير مبلغ الإيجار في المواعيد المحددة· كما أن المالك سيظل يرفع الأسعار ''إن لم يجد من يوقفه عند حده'' حسب تعبيره·
تنظيف الجيوب
وفي الفجيرة وخورفكان والساحل الشرقي، طالب عدد من المستأجرين البلديات والجهات المختصة بقطاع العقاري بوضع آلية تضبط عملية الإيجار والحد من تلاعب ملاكي المساكن من رفع الأجور بشكل مزاجي·
وأكدوا أن ارتفاع الأجور ''نظف جيوبهم'' وأصبح مصدرا لعدم استقرار الأسر·
وقال محمد بكري: اعتقد أن الارتفاعات الأخيرة في الإيجارات غير مقبولة وتكون مقبولة لذي الدخل المرتفع وللمساكن ذات الموقع المتميز، وذات المواصفات الراقية وفي المدن ذات الرواج التجاري والاقتصادي لكن أحيانا يكون صاحب البناية مضطرا لذلك نظرا لغلاء الأرض أو لارتفاع أسعار مواد البناء وأمور أخرى· وأشار إلى أن الجهات المسؤولة لديها الصلاحيات واللوائح التي من خلالها تستطيع أن تُقيم كل بناية على حده ولديها القدرة على مخاطبة أصحاب البنايات بم يكون فيه العدل ومراعاة ظروف الآخرين· وأشار سمير إسماعيل أمين إلى أن الارتفاعات الأخيرة في الإيجارات غير منطقية ولا يوافق عليها ويضيف: يجب وضع ضوابط لمنع التلاعب بالإيجار ومنعه من رفع الإيجار حسب هواه، ويجب أن يتم إلزام الملاك بنسبة محددة وبعد مرور فترة زمنية مناسبة·
وقال الدكتور محمد صالح مصطفى إن الزيادات الأخيرة لم تكن منطقية وزادت من الأعباء الثقيلة على المواطنين والمقيمين مع زيادة مختلف أسعار السلع والخدمات· ودعا لتحديد نسبة لا تتجاوز %15 لمدة سنتين على أقل تقدير·
وطالب مجدي علي بإنشاء مساكن لمتوسطي الدخل، وأضاف: يجب على المسؤولين تحديد نسبة محددة لا يتجاوزها المالك عند تجديد العقد على الأقل تكون 5% إلى 10% فقط· واتهم أصحاب الوكالات العقارية بزيادة الإيجارات لتضخيم أرباحهم·
وقال ياسر رياض محمد، إن ارتفاع الإيجارات مبالغ فيه خاصة إذا نظرنا لتركيبة العاملين بالدولة حيث أن الغالبية من متوسطي الدخل· واقترح إنشاء وحدات لذوي الدخل المحدود مع تشجيع الملاك على الدخول في هذه المشاريع وبدعم المشاريع الخاصة المملوكة لأفراد مواطنين وتخدم المجتمع كأن يكون هناك دعم لأصحاب الأراضي لبناء مساكن رخيصة بدعم مواد البناء·
وقال سعيد الظاهري إن الارتفاع الأخير في الإيجارات غير منطقي، وله تأثير كبير على حياة العائلة ككل، موضحا أن الشخص حين يستأجر على حساب العمل يقتطع من راتبه مبلغا معينا، وعندما يرفع المالك الإيجار، يضطر المستأجر لدفعها من راتبه· وطالب الظاهري الجهات المسؤولة بالتدخل السريع، ووضع مادة قانونية ترضي الطرفين إلى جانب تأسيس جهة رقابية لمراقبة تطبيق القانون من قبل الملاك·
رأس الخيمة 100%
وفي رأس الخيمة، أضافت الزيادات المتتالية التي شهدتها قيمة الإيجارات خلال الشهور القليلة الماضية العديد من الأعباء على المؤجرين من المواطنين والمقيمين· وإذا كان 2005 هو عام الارتفاعات الجنونية في أسعار تأجير العقارات، فإن عام 2006 كان بداية انهيار أحلام الراغبين في السكن في إمارة رأس الخيمة بعد أن صارت أسعار الإيجارات فيها قريبة من أسعار الإمارات الأخرى·
وحتى بداية العام الماضي كان انخفاض تكلفة الإيجار في رأس الخيمة يمثل ميزة نسبية فضلتها عن الإمارات الأخرى لكن ما أن حلّ العام 2005 حتى تحركت أسعار الإيجارات صعوداً بنسبة بلغت أحياناً 100% للبنايات الجديدة و50% للبنايات القديمة والمساكن الشعبية وبين ارتفاعات عام 2005 والزيادات غير المنطقية التي حدثت في العام الحالي وجد المؤجرون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر فإما ترك السكن والبحث عن سكن بديل في سوق تتحكم فيه مكاتب العقارات، وإما القبول بالأسعار الجديدة التي باتت تلتهم نسبة لا يستهان بها من الدخل·