المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل محبي الصقور والشواهين ....«الصقارة والصيد» هواية تؤكد تمسك المواطن بتراث الأجداد



amroo
12-10-2010, 04:02 PM
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=153615&issueNo=880&secId=26

أهل الخليج يشترون %90 من الطيور الحرة في العالم
«الصقارة والصيد» هواية تؤكد تمسك المواطن بتراث الأجداد

2010-10-12
الدوحة – العرب - عمر عبد اللطيف
يفضل الصقار غانم المري، شراء الطير وهو «وحش»، ثم يبدأ بعملية «تصقيره»، والتي تبدأ بوضع البرقع، أو بتخييط عيونه، وطريقة تخييط العيون يفضلها الإيرانيون، كعلامة على «الجودة»، لكن المري يفضل وضع «البرقع» على عيني الطائر، كما يقول في حديثه لـ «العرب».
بعدها يرفع المري «البرقع» عن الطائر وهو يأكل، «يخاف منك ويأكل.. لازم تجيه بسياسة... تحط الحمام حتى يأكل منها ثم تبعدها عنه ثم تقربها... مرتين ثلاثا على هذا الحال يتعود عليك»، ثم يقوم المري بتدريبه من خلال «التلواح» هو حبل يربط بآخره جناح «حبارة» أو ما شابه « ليدعى» به الطير من مسافة قريبة ثم من مسافة أبعد، مشيرا إلى أن الشاهين يسمى بين «الصقارة» بـ «أبو ليلة»، كإشارة على أنه لا يحتاج وقتاً طويلا للتأقلم والتدريب، بينما الحر «عنيد شوي».

إذن هذه هي عملية «التصقير»، وهي كما يبدو عملية بسيطة يقوم خلالها «الصقارة» بتدريب الطيور الحرة لتتأقلم معهم ثم يتم تدريبها على الصيد، كما يوضح المري، الذي يفضل كغيره من القطريين، صقر الشاهين، لأنه «أسرع»، وهو يعيش في المناطق الباردة في إيران وأوروبا وروسيا ويعبر منها إلى مصر وسوريا وليبيا، ومن أنواع الحر يتفرع «الكوبج والمثلوث والوكري»، بينما يتفرع عن الشاهين «التبع والجبلية»، وكل نوع منها يتفرع عنه أنواع أخرى.
ولكن ما المدة التي يحتاجها الصقر ليتأقلم مع الإنسان ويصبح جاهزا للصيد؟ يجيب «الصقار» وتاجر الطيور الحرة أحمد الرميحي بأن مدة التدريب تختلف من طير لآخر، «بعض الصقور تدرب خلال أسبوع واحد فقط»، بينما البعض الآخر يحتاج إلى أسبوعين أو ثلاثة وشهر، يجب أن تدربه مئة بالمئة، ليكون جاهزا وتخرجه معك إلى البر، ليصيد «الأرانب والحبارى والكروان».
كل الطيور في محل الرميحي صاحب محل الصيادين في سوق الصقور، هي «وحوش»، أي إنها على طبيعتها وغير مدربة، وعند سؤاله لماذا كلها وحوش؟ يضحك قبل أن يضيف: «أي أفضل تشتري سيارة على الصفر ولا مستعملة.. من الصفر تربيه على إيدك وتعرف كل شيء به».
ناصر الهاجري يدرب حالياً «الحر» وقد أصبح تقريباً جاهزا للخروج إلى الصيد، «لازم تصقره وتعلمه حتى يتعود عليك.. بعدين تبدأ التدريب لتكسبه اللياقة وتعلمه على التلواح من مسافة قريبة ثم أبعد وحوالي أسبوع يكون قد تعلم»، أما صيده فأكثره من الحبارى والفرار، التي يصيدها في قطر رغم ندرة الصيد لكن الكراوين موجودة، «الحبارة ناكلها ولكن لذتها ومتعتها في صيدها»، فهي هواية قديمة منذ مئات السنين.
ويفضل ناصر الهاجري طيور «الحرار أو الشاهين»، فميزة «الحرار» أنها أجمل من الشاهين وأقوى، لكن الشاهين أسرع، وهو يشتريها من السوق، أو «أوصي عليها من إيران أو كازاخستان».
الصقار أبو محمد يعرف نفسه بأنه راعي طير وهوايته «المقناص»، فهو يشتري الطيور بأنواعها، من «الكواخين» ومن المحلات بسوق الصقور، وهذه الطيور تأتي من دول آسيا والسودان ومصر وروسيا، مشيراً إلى أن «الكواخين» يصيدون الطيور وعندما يحين موعد الصيد في بداية الشهر التاسع، «ينزلون طيورهم إلى دول الخليج حتى آخر يناير»، منوها إلى أنه يطعم الطيور الدجاج لأن اللحم «يربي الدهون في جسم الطير».

الحر الأبيض والشاهين.. أفضل الأنواع
طيور الرميحي أكثرها من إيران، خاصة أن القطريين يفضلون الصقر الإيراني، وكلما كان لون الصقر فاتحا كان أجمل، «كلما فتح لونه يصير أحلى.... أخضر، أحمر، ثم الأشقر، فالأبيض»، أما ما يميز الحر عن الشاهين، فهو أن «الديزاين مختلف تماما من حيث الشكل والحجم والعيون».
ولكل طير موسم، والآن هو موسم الشاهين، لأنه «بداية الموسم، والناس تريد أن تقنص، خاصة الكراوين، فالحر ما يصيدها.. الشاهين يصيدها» حسب تعبير الرميحي.
إذن «الحر الأبيض» هو أفضل أنواع الطيور، كما يشرح تاجر الطيور الحرة السوري أحمد القجة في حديثه لـ «العرب»، ونادرا ما يصاد الحر الأبيض، إذ إنه يصاد مرة واحدة كل سنتين أو ثلاثة.
أما مميزات الطيور الحرة، فهي كمميزات الجمل أو الفرس، حسب قول القجة، فمثلا «أطيب طير وأندر طير هو الأبيض الوحش الذي يملك فتحة أنف كبيرة، منقار أكبر، وجهه أبيض، عيونه واسعة، كحف العين كبير، الساق غليظ، مقاسه جيد 17 ونصف إنش إلى 18 إنشاً»، والإنش يساوي 2.5 سم. وللطير الحر، ثلاث فصائل كما يشرح القجة، هي: الصقر الحر، الصقر الشاهين، الصقر الوكري، ويتفرع عن فصيلة الشاهين: الفرخ والقرناص والتبع، أما الحر فهو نوعان: المثلوث وهو ذكر، والحر الكامل وهي أنثى، بينما الوكري الذي يعيش أكثره في السودان له نوعان أيضا: وكري حرار، ووكري شواهين، كما توجد فصيلة من وكري الشواهين تسمى الجبليات، وهي فصيلة مستقلة، حيث إن هذه الطيور تداخلت مع بعضها البعض.
كيف نميز الذكر عن الأنثى في الصقور؟ يجيب القجة بأن الذكر يكون أكبر وأكثر جمالا، ليست قاعدة، ولكن بشكل عام، فأكبر شاهين قياسه 16 ونصف، أما تبع الشاهين يأتي من 14 إنشاً فما دون، وأنثى الشاهين من 14 فما فوق حتى 16 إنشاً.
وتحتاج الصقور من أسبوع إلى عشرة أيام كي تتدرب، حسب القجة، إلا أن الشاهين أسرع للتعليم من الحر، والفرخ أسرع من القرناص الذي يبلغ من العمر سنتين، «القرناص يأتي عليه نفسية، ومبدأ تدريب الصقر تحطيم نفسيته ليتعود عليك، بينما الحر أجلد ويضايم أكثر ويصيد، ولكن كسرعة، الشاهين أسرع منه»، كما يوجد نوع من الحرار يصيد الغزال، أما النسر فهو غير مرغوب البتة، لأنه «يعيش على الجيف وجبان، وليس سريعاً وحجمه كبير وصعب التعليم».
كما يبين التاجر السوري أحمد دبين أنواع صقر الشاهين وهي: شاهين فرخ، شاهين قرناص أي أكبر من الفرخ، والبكر والثنو، أما الحر فيوجد أيضا الحر الفرخ والحر القرناص.
كيف نعرف أن هذا صقر وذلك حر؟ يشرح دبين أن الجبلية مثلا يكون لون رأسها أحمر، والتمييز صعب قليلا لمن لا يمتلك الخبرة، أيضا رسمات الريش تساعد في تمييز الطيور الحرة، «اللي ريشه مخطط بالطول فرخ شاهين.. الحر تجي رسمته عريضة، القرناص الشاهين تأتي النقط بالعرض أي ريش عرضية».
ويشير دبين إلى أنه من أنواع الصقر أيضا «الباشق»، إلا أنه غير مرغوب فهو صغير ولا يستطيع أن يصيد و»لا يلحق شي» كذلك العقاب غير مرغوب لأنه كبير الحجم، موضحا أن القطريين يفضلون الشاهين، أما في الإمارات فهم يفضلون الجير بما أن لديهم مزارع تفريخ، وفي السعودية يرغبون بالقرناص البكر الحر، وفي الكويت يفضلون الطير الصغير والملون.
وينوه دبين إلى أن معرفة الذكر من الأنثى تحتاج إلى خبير، ولكن يقال إن الحر والجوارح والشاهين الصغير منها أنثى والكبير ذكر، «لم تثبت هذه المعلومة، ولكن الطبيب البيطري والذي له باع طويل يستطيع التمييز»، موضحا أن المنقار لا يختلف من طير لآخر، وأيضا عيون «الحرار والشواهين» يأتي لونها أسود، إلا أن بعض الجوارح يأتي لون عيونها بنياً، كذلك بعض أنواع «الباز الأسبر» يكون لون عيونها «مائلاً للصفار»، لكن الباز غير مرغوب أيضا، فهو «ما يصيد الحبارة وجبان مع أنه سريع جدا».
وبالنسبة لأحجام الطير فهي تقاس بالطول والعرض، كما يقول دبين، فالحجم المثالي لفرخ الشاهين هو 16 إنشاً عرض دائري، أما الطول فيقاس من رأس الجناح حتى رأس الذيل، وكلما زاد القياس عن هذا الحد يصبح الطير أفضل وأغلى، الحر العادي قياسه 18 إنشاً دائرياً، ويفضل أن يكون الطول فوق الـ 17 إنشاً، وما يهم في المقاس هو العرض أكثر من الطول ويفضل أن يكون العرض الدائري فوق الـ 15 إنشاً، فإذا كان تحت الـ 15 إنشاً يسمى الصقر تبع، بمعنى يتبع للشاهين ولكنه أصغر منه، والقرناص حجمه فوق الـ 15 وهو أكبر عمراً.
وينوه دبين إلى أن أفضل أنواع الشياهين، هي التي تصاد في إيران ومصر وسوريا والعراق والأردن، تليها الشياهين الباكستانية والروسية، والإيراني «نخب أول».
كم يعيش الطير الحر؟ يشير دبين إلى أنه يعيش ما بين 15 إلى 25 سنة، وفي السنة الأولى يسمى الطير «بكر» ثم «ثنو»، وفي السنة الثالثة يسمى «الثالث»، وكثير من الناس لا يعرفون عمر الصقر.
كما يؤكد غانم المري أن الطير يعيش تقريبا 20 سنة، «أعرف أن أحد الأشخاص لديه طير عمره 21 سنة، مات صاحبه وهو حي».

المقناص والصيد بالصقور
يبدأ موسم «المقناص» الصيد بالصقور في قطر من أواخر أكتوبر حتى شهر فبراير، كما يوضح غانم المري الذي يمتلك «حرار ثنين» وهما من العراق وإيران، يصيد بهما في قطر ودول أخرى، وفي عملية الصيد ما عليه سوى أن يرفع البرقع عن الصقر، الذي يتكفل بكل شيء في عملية الصيد بداية من رؤية فريسته كالحباري أو الأرانب، وعندما يراها سرعان ما ينقض عليها بسرعة كبيرة، «ثم تروح لعنده لأنه ما يرجع.. أنت تروح.. وبعدين ما يلحق يأكل الفريسة لأنه يتعرض لمقاومة بسيطة منها».
ويتمنى المري أن تسمح دول الخليج، بتسهيل «تنقل الطير الحر فيما بينها، خاصة أن السعودية تمنع إدخالها حماية للبيئة، وتحتاج إلى رخص».
ويصيد أحمد الرميحي عادة في قطر والبحرين والسعودية وسوريا، و»الهدف الكبير هو الحباري، لأنها الصيد المميزة والكبيرة، والناس كلها تجتهد عشانها... بعدها الكروان والأرنب».
ويفضل الرميحي الشاهين في الصيد، بينما يفضل آخرون الحر، أما الفرق بين الطيرين فهو أن الشاهين الأسرع، ولكنه «حساس بسرعة يتعب ويمرض»، صحيح أن الحر يسمونه «طير العمر» لأنه يصبر ويتحمل وأقوى وحجمه كبير ولكن سرعته ليست كبيرة، فحجمه يتراوح بين 16 إلى 18 إنشاً، أما قياس الشاهين فهو بين 15 ونصف إلى 16 إنشاً.
ولكن أليس من الممكن أن لا يعود الطير خلال عملية الصيد؟ يجيب الرميحي: «وقت يصيد الحبارة يروح ياكل ما يرجع، ولكن بالتلواح يرجع، كما أنه لا يهرب لأنه مربى».
أبو محمد يوضح أن موسم الصيد يبدأ من الشهر التاسع «أول ما يبرد الجو»، فكلما كان الجو باردا، يكثر «الكروان والحبارة»، وبعض المرات تأتي الحبارة قبل الكروان.

أدوات المقناص
يسمى الكف الذي يلبس باليد ليقف عليه الطير «الدس»، لأن الصقر قد يعض بدون «الدس» وممكن أن يكسر نفسه عندما يكون وحشا، كما يشرح ناصر الهاجري، بينما الحبل «السبوق» يستخدم لربط الطير من أرجله بالكف، و»التلواح» هو حبل تربط به جناح الحبارة تلوح به «لتدعو» به الطير من بعيد، و»المخلاة» هي الحقيبة التي توضع فيها أغراض الصيد، و»الوكر» هو الوتد، كما يحرص الهاجري على فحص طائره شهرياً.
ويوضح أحمد دبين أن «القناصين» يستخدمون في عملية الصيد جهازاً إلكترونياً، يصدر أصواتاً كأصوات الكروان، وذلك عند الفجر، حيث «يلتم» على صوت الجهاز نحو 5 أو 6 كروانات، حينها يبدأ الصقر باصطيادها واحدة تلو الأخرى، هذا إن كان قوياً ويتمتع بلياقة جيدة، «لا بد أن تشيل الطير عن الأولى ثم تتركه، لأن الجوع هو ما يدفعه للصيد، إذا كان شبعانا لا يصيد».
كما يتم وضع ريشة إلكترونية في ذيل الصقر عند الصيد فقط، في حال طار لمسافات بعيدة، والريشة مبرمجة مع جهاز إلكتروني، يصدر أصواتاً على شكل «طوط.. طوط»، وكلما ابتعد الطائر يخف الصوت، وعندما يقترب يعلى الصوت، وتستخدم هذه الطريقة في حال ابتعد الطير وخشية أن يضيع من صاحبه، حسب قول دبين، الذي أضاع صقره مرة واحدة، واستطاع أن يجده من خلال هذا الجهاز.

كيف يصاد الطير الحر والصقر؟
ولكن ماذا عن العملية الأصعب في كل ما سبق، وهي صيد الصقور والطير الحر، كيف تتم وما الأدوات المستخدمة فيها؟ يجيب عن ذلك السوري خالد القجة الخبير في عملية صيد الطيور الحرة، والذي يعمل في الدوحة منذ عشر سنوات تقريبا، بقوله إن الصيد يبدأ بتجهيز الشبك، واختيار الوقت المناسب، والذي يبدأ في سوريا مثلا من 15 سبتمبر حتى نهاية نوفمبر وقت البرد، هذا بالنسبة لفروخ الشواهين، وقبلها يأتي الطير الحر، كما أن القرناص يهاجر قبل الفرخ دائما، وهنالك عدة خطوط لهجرة الطير الحر، من روسيا وتركيا وتركمانستان إلى بلاد الشام والسعودية، وخط هجرة آخر يبدأ من أوروبا إلى مصر وليبيا والسودان جنوبا، وخط من كازاخستان وأفغانستان وباكستان والهند، إلى منغوليا والصين وهكذا، مشيرا إلى أن الفروخ تصاد «مباشرة»، بينما القرناص «نكر وصعب شوي»، لأن عمره أكبر.
هنالك طريقتان لصيد الصقور، حسب القجة، الأولى تسمى «الكواخ»، وفيها يختار الصياد مساحة من الأرض تبلغ نحو طول 50 متراً وعرض 50 متراً فوق تلة مرتفعة قليلا عن الأرض، ثم يحفر حفرة متر بمتر ويموهها «بالحجارة والشنان» وغيرها، ويختفي الكواخ في قلب الحفرة، ثم يربط كتلة ريشية تسمى «النغلة» بغراب يشتريه أو يصيده، ويترك كتلة الريش تتدلى من الغراب نحو متر تقريبا، ثم يترك الغراب يطير وهو ممسك به من خلال خيط طويل، ويجلس ليراقب الغراب من الحفرة.
هنا عندما يرى الصقر الغراب من مسافة بعيدة يظن أنه يلحق صيدا ما، والصقر يرى من مسافة 30 إلى 40 كم، فيأتي مسرعا وعندما يدرك الصقر أن الذي أمامه غرابا يتجرأ أكثر، فمن المعروف أن الغراب جبان ويخاف من الصقر، «هنا الغراب يصبح كالدربيل بالنسبة للكواخ»، خاصة أن الغراب يقوم بحركات معينة عندما يرى الصقر فهو «يتكركب ويخاف»، والصياد الماهر يعرف من حركات الغراب ما الطير القادم، هل هو شاهين أم عقاب أم حر، « الغراب يعطيك إشارات للعقاب وإشارات للحر وأنا أعرف من حركته نوعية الطير القادم.. فإذا كان عقابا ليس لنا مصلحة.. نكشه فلا أحد يرغب به في التدريب».
وفي حال كان الطير صقراً، يستعد «الكواخ» لصيده، ففي جهة أخرى من الساحة، توجد حفرة أخرى صغيرة، توضع فيها حمامة مربوطة بخيط يمسك به «الكواخ» من بعد 15 مترا، وفي هذه الدائرة التي تتواجد فيها الحمامة توجد شبكة مموهة تحت الأرض، ومربوطة بخيط أيضا يمسك به الصياد، عندما يقترب الطير من الغراب، يبدأ الصياد بسحب الحمامة بخبرة إلى الدائرة التي بها الشبكة، كي لا يدرك الطير أنها «ملغومة.. فهو ذكي»، وعندما ينقض الطير على الحمامة وينشغل بأكلها تسحب خيط الشبكة «فتقلب الشبكة بلحظة عين» عليه وعلى الحمامة.
ويشرح القجة الطريقة الثانية للصيد، التي تعتبر «الأكثر رواجا والأسهل من شمال الكرة حتى جنوبها»، وهي طريقة الصيد «بالنغل» وهي غير «النغلة أو طريقة الكوخ»، وفيها تخرج إلى البر ومعك حمامة أو «قطا أو كريم.. أي طعام يحبه الصقر»، ثم تلبس الحمامة شبكة، تدخلها في جناحيها، ثم تربط بعض الخيوط بأرجلها، وتعقد بقية الخيوط أو «العراوات» على شكل عقد دائرية يتراوح عددها من 9 إلى 10 «عراوات»، ثم تترك الحمامة لتطير، وتراقب بالنظر أو «بالدربيل»، وتسير من مكان لمكان، و»القانوص الذكي» يميز الحر من الشاهين والعقاب، عندما يقبل الطير تهرب الحمامة، إلا أن الصقر سريع فيمسكها بمخالبه ويتملكها، هنا «تخوف الطير بطلقات رصاص أو ببوق السيارة»، وعندما يخاف يريد أن يترك الحمامة ويهرب، لكن الشبكة تعلق بمخالبه وتصبح الحمامة ثقيلة عليه لكنه مع ذلك يستطيع أن يطير بها نحو 50 كم، بينما إذا تدلت منه اختل توازنه فلا يستطيع أن يطير سوى 5 إلى 10 كم، وعندما يقف ليأكلها تمسك به.
والوقت المناسب للصيد، من بداية شروق الشمس حتى الغروب، كما أن الصبح هو موعد الطير حيث يريد أن يفطر ثم يبدأ بالبحث عن الصيد في وسط النهار، كذلك يتم اختيار الوجهة الصحيحة خلال الصيد، فإذا كان مسار هجرة الصقور من الشمال إلى الجنوب، يجب أن يوجه الصياد «الكوخة» باتجاه الشمال، كما يجب أن تكون الأرض سهلة، والسيارة سريعة، وأحيانا «تكون الصيدة غبية تهرب وترجع لعند السيارة» حسب تعبير القجة.

تجارة مربحة
ويوضح الرميحي أن «الوحش» دائما أغلى من الطير المدرب، لكن يمكن أن يكون الطير المدرب أغلى أحيانا «إذا كان طالع صيته وسوا شيه والناس كلها تسمع بيه... طبعه زين وطلعتها زينه وسريع وصايد، وهو اللي يشوف بالسيارة وليس أنت لأنه يرى مسافات وعندما تتعود عليه تعرف ماذا يرى حبارة أو كروان....»، كما يلعب شكل الصقر دورا في سعره، وكلما كان أجمل وعيونه أوسع ولونه أفتح يرتفع سعره، ويباع الشاهين بسعر يتراوح بين 15 ألفاً إلى 100 ألف ريال، أما الحر الجيد فيتراوح سعره من 100 ألف إلى مليون ريال، فمثلا بيع طير حر أبيض بمليون وستمائة ألف ريال، وما يميزه أن لونه أبيض، وهو لون نادر، وحجمه تقريبا 18 إنشاً، ويظن أنه من منغوليا أو كازاخستان.
ولا يفحص الرميحي الطيور التي يشتريها عادة، «أنا تاجر لا أفحص.. وين أفحص ما في بالبلدان التي نشتري منها فحوصات.. الزبائن يفحصوها».
أحمد القجة يعتبر تجارة الصقور «مربحة»، رغم قوله إنها كانت سابقا «أحسن»، لأسباب عديدة أهمها أن «المنع يلاحقك من دولة إلى أخرى ومصاريفها غالية نقلها وغيره»، ولكنها كمصلحة ممتازة، في دول ترخص وأخرى لا ترخص، فمثلا في روسيا بعض المناطق لا تحتاج إلى ترخيص، وبعضها يجب أن تحصل على رخصة كي تصيد، بينما في منغوليا تحتاج إلى رخصة دائما، وعندما «تصيد تهريب في روسيا.. تطالع الطير على بلد مرخص ثم تدخله إلى هنا».
القجة الذي سافر إلى روسيا ومصر وإيران، يجد أن أسعار الطير الحر تختلف من دولة لأخرى، لكن دائما «الصقر الذي له تصريف غال»، كما أن أهل الخليج يشترون %90 من الطيور الحرة في العالم، منوها إلى أن الشاهين لا يتعدى الـ 100 ألف ريال، ولا شيء يبقى من هذه الطيور في النهاية كلها تباع.

إلا أن أهم ما يميز الصيادين في قطر، برأي دبين، هو أن البعض يشتري بكميات كبيرة قد تصل إلى 100 طير وأكثر، ثم «يقنص بها.... وبعد ما ينتهي ياخذ واحد خاص والباقي يعشيهم ويهدهم في إيران أو هنا.. أي يطلق سراحه مرة ثانية»، فلقد انتهى الموسم وهو ليس بحاجة إلى هذه الكمية «هذه من الحسنات التي تحسب لهم»، خاصة أن تصرفهم هذا يعطي فكرة جيدة للعالم الخارجي بأنهم يشترون الطيور الحرة ثم يطلقونها مجددا، وقطر ذات سمعة جيدة في هذا المجال.
ولكن دبين يرى أن بعض الناس «تؤذي المصلحة» عندما تكتب عنها في الصحافة، خاصة أولئك الذين يصفون تجارة الصقور بأنها تهديد للثروة الحيوانية، فهذه الأمور تسبب المشاكل للصياد والتاجر بسبب «مبالغتهم... حلاوة الموضوع أن يكتب بمبدأ».

الخير كله
12-10-2010, 07:39 PM
وعيال الصقور ما تبور

N7eEeS
12-10-2010, 10:48 PM
فرخ شاهين طرح قطر تم بيعه ب مئتان وعشرون الف ريال قطري.
جرناس شاهين ثنو تم هديه وتم الرد بلكزس فرويل 2011.
وان شاء الله انشوفها متعبة القلوب والعقول .