المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك



امـ حمد
12-10-2010, 04:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن الحسن بن علي بن أبي طالب ريحانة رسول الله ، رضي الله عنه قال ,حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم , دع ما يريبك ، إلى ما لا يريبك ) كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم النصح لأمته ، يوجههم إلى ما فيه خير لمعاشهم ومعادهم ، فأمرهم بسلوك درب الصالحين ، ووضح لهم معالم هذا الطريق ، والوسائل التي تقود إليه ، ومن جملة تلك النصائح النبوية ، الحديث الذي بين أيدينا ، والذي يُرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى اجتناب كل ما فيه شبهة ، والتزام الحلال الواضح المتيقن منه ,إبن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسبط ,هو ولد البنت ،وقد صدّر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بقوله,( دع ما يريبك ) فهذا أمر عام بترك كل ما يريب الإنسان ، والريبة هي الشك كما في قوله سبحانه وتعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) فإن الحديث يدعو إلى ترك ما يقع فيه الشك إلى ما كان واضحاً لا ريب ولا شك فيه، لأن ترك الشبهات في العبادات والمعاملات وسائر أبواب الأحكام ، يقود الإنسان إلى الورع والتقوى ، واستبراء الدين والعرض،فإذا تعلقت الريبة في أمر محرم أو غلب الظن أن الوقوع في هذا العمل يؤدي إلى ما يغضب الله ورسوله,فمن أقوال السلف الصالح ,تمام التقوى ترك بعض الحلال خوفاّ أن يكون حراماّ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، أن أبابكر رضي الله عنه ، كان له غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر رضي الله عنه يأكل من خراجه ، فجاء له الغلام يوما بشيء ، فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام, تدري ما هذا, فقال ,وما هو, , قال الغلام, كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية ، وما أُحسِن الكهانة ، إلا أني خدعته ، فلقيني ، فأعطاني بذلك ، فهذا الذي أكلت منه، فما كان من هذا الخليفة الراشد رضي الله عنه ، إلا أن أدخل يده فقاء ما في بطنه ,قال النبي صلى الله عليه وسلم,( اشترى رجل من رجل عقاراّ له ، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار ,خذ ذهبك مني ؛ إنما اشتريت منك الأرض ، ولم أبتع منك الذهب، وقال الذي له الأرض ,إنما بعتك الأرض وما فيها, فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه, ألكما ولد, قال أحدهما, لي غلام ، وقال الآخر ,لي جارية ، قال ,أنكحوا الغلام الجارية ، وأنفقوا على أنفسهما منه ، وتصدقا )اليقين لا يزول بالشك، فنطرح الشك ونأخذ باليقين ، وحتى نوضّح المقصود من هذه القاعدة نضرب لذلك مثلا ، فإذا أحدث رجل ، ثم شك ,هل تطهّر بعد الحدث أم لا , فإن الأصل المتيقّن منه أنه قد أحدث ، فيعمل به ، ويلزمه الوضوء إذا أرد أن يصلي ؛ عملا بالقاعدة السابقة ، وهكذا إذا توضأ ثم شك, هل أحدث بعد الوضوء أم لا, فالأصل أنه متوضأ ؛ لأن وضوءه متيقنٌ منه ، وحدثُه مشكوك فيه ، فيعمل باليقين,وللحديث( فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة ) ، وفي ذلك إشارة إلى أن المسلم إذا ابتعد عن كل ما يريبه ، فقد حمى نفسه من الوقوع في الحرام من باب أولى ، وهذا يورثه طمأنينة في نفسه ، مبعثها بُعده عن طريق الهلاك ، أما إذا لم يمتثل للتوجيه النبوي ، وأبى الابتعاد عن طريق الشبهات ، حصل له القلق والاضطراب ، لأن من طبيعة المشكوك فيه ألا يسكن له قلب ، أو يرتاح له ضمير,إن هذا الحديث يعطي تصوراّ واضحاّ للعبد فيما يأخذ وفيما يترك ، ومدى أثر ذلك على راحة النفس وطمأنينة الروح

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الورع والتقى ؛ إنه وليّ ذلك والقادر عليه .

ملاك الفارس
13-10-2010, 11:46 AM
جزاج الله خير وارحم الله والديج

امـ حمد
16-10-2010, 10:50 PM
جزاج الله خير وارحم الله والديج



وجزاك الله خير

هبوب الكوس
18-10-2010, 08:44 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
20-10-2010, 01:57 AM
جزاك الله خير




وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي