المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحضير المواد العلمية بالنقل والترجمة



q6ryah
15-10-2010, 11:55 PM
http://www.al-sharq.com/articles/todaysarticle.php?id=32

هذه مقاله للكاتب راشد العوده الفضلي

تحضير المواد العلمية بالنقل والترجمة!2010-10-14


إعداد وتنفيذ الخطة التدريسية مهمة أساسية يقوم بها المعلمون والمعلمات، كي يتمكنوا من أداء رسالتهم بفعالية وإيجابية، وعندما ينهمكون في هذه العملية فإنهم يبدأون بتحديد الأهداف وفق رؤية منهجية واضحة، ويختارون المحتوى الملائم وما يناسبه من أنشطة التعليم والتعلم، ثم يتأكدون من تحقق الأهداف وتطبيق المهارات واستيعاب المفاهيم بالقياس والتقويم، وهذه العملية المتكاملة تعرف بعملية التحضير.
والعملية التعليمية برمتها تنطلق من أسس ومرتكزات تشكل دعائم قوية للحفاظ على عناصر الهوية والاستقلالية والتميز بين سائر الشعوب، ومن ذلك اللغة الأصلية وهي عندنا اللغة العربية.
فلا يليق بمجتمع ينتمي إلى أمة عظيمة أن يتخذ لغة غير لغته عند التدريس في مدارسه العربية، علماً بأن علماء الأمة الأفذاذ اعتمدوا على اللغة العربية في إنقاذ أوروبا من ظلمات عصور الجهل والانحطاط!!
وكيف نتناسى دور علمائنا البارزين أمثال ابن حيان والخوارزمي وابن الهيثم وابن البيطار وابن سينا وابن النفيس وابن خلدون، في الهندسة والرياضيات والطب والكيمياء والفلك والاجتماع، وما تزال الشواهد على أسبقيتهم وإنجازاتهم العظيمة حية وقائمة في شتى معالم الحضارة الخالدة.
وبعد كل هذا يأتي من يجبر المعلمين والمعلمات على تحضير دروس المواد العلمية باللغة الانجليزية، وإرغامهم بالتالي على مخاطبة الطلاب بها أثناء الشرح، وهذا تسبب في إشكالات تعليمية تعوق تحقيق الأهداف المصاغة بخطة التدريس ومن ذلك:
* تحويل اهتمامات المدرسين والمدرسات إلى ترجمة الكلمات باللغة الانجليزية وصرف أوقاتهم وجهودهم الثمينة في مجرد البحث في مواقع المعلومات وقواميس اللغات عن معاني المفردات الانجليزية، أو ترجمة عناصر التحضير من العربية إلى الانجليزية وكيفية كتابتها ونطقها!
* صعوبة توصيل المعلومات للطلاب نظراً لاختلاف الألفاظ وغموض المعاني والمصطلحات في أذهان المعلمين والطلاب، وهذا يؤدي إلى ضعف مستوى التحصيل العلمي.
* فقدان الرغبة في التفاعل وانخفاض مؤشرات الدافعية نحو التعلم نظراً لقيام المدارس بجلب كتب المواد باللغة الانجليزية التي قد يصل عدد صفحاتها إلى (400) صفحة!
* اضطرار المعلمين والمعلمات إلى إعادة الشرح مرة أخرى باللغة العربية وهكذا يأخذ من زمن الحصة وقتاً طويلاً ويعطل بقية الأنشطة الصفية المراد إجراؤها مع الطلبة.
* إضافة مزيد من الأعباء على كاهل المعلمين والمعلمات في المدارس المستقلة وهكذا يناقض التصريحات بتقليل الأعباء وتخفيف نصاب الحصص.
* شعور العاملين بالتدريس بعدم الرضا الوظيفي، خاصة من المواطنين والمواطنات مما يعرقل مشروع توطين الوظائف، خاصة في مجال التعليم.
* إحساس المعلمين والمعلمات بالغبن والتقليل من شأنهم وتعريضهم للإحراج وتشتيت الجهود التي كان من الأولى والأجدر توظيفها في أنشطة وفعاليات تطور من قدرات ومهارات المعلمين وتزيد من درجة أدائهم وتشجعهم على الابتكار وتحسين مستوى الأداء والنمو المعرفي.
وقد أجمع علماء التربية والتعليم على أن اعتماد متطلبات عارضة تنطوي على مخاطر ومحاذير تؤدي إلى فقدان الاتصال بالماضي والمستقبل مما يجعل العملية التربوية غامضة لدى الفرد المتعلم، ولذلك يجب أن تستوعب الأهداف الأزمنة الثلاثة، حيث تستقي الخبرة من تراث الماضي، لتحل بها إشكالات الحاضر، وتخطو بالجيل لاستشراف آفاق المستقبل.
وعلى دعاة التخطيط والتطوير التربوي أو التعليمي
أن يدركوا تماماً أن الإنسان المتطور، والمواكب لعصره، يجب أن يتصف بشخصية حرة ومستقلة تحيا في المجتمع باعتبارها جزءا من نسيجه الكلي، فلا يقبل الفرد منهم بانصهار يخضعه لإرادة خارجية مسيطرة، أو انفصام عن الجماعة أو تمرد على المجتمع إلا بدافع الإصلاح وتصحيح المسار نحو الأفضل بما يصب في مصلحة الوطن والمواطن، فيعم الخير والنماء في كافة الأرجاء.

* اقتراح عاجل:
اقترح على الزملاء الأعزاء إجراء استطلاع للرأي حول جدوى تدريس المواد العلمية في المدارس باللغة الانجليزية، وأهنئ القائمين على جريدة الشرق وجميع العاملين والقراء بهذا التطوير.