المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدير بلدية الدوحة: تأهيل كامل للسوق المركزي قبل نهاية العام



سيف قطر
17-10-2010, 07:33 AM
رواده يشتكون من ضيقه وقلة نظافته
مدير بلدية الدوحة: تأهيل كامل للسوق المركزي قبل نهاية العام
http://www.alarab.com.qa/admin/articles/images/1064922413_b2.jpg

2010-10-17
الدوحة – محمد لشيب
قال المهندس محمد أحمد السيد مدير بلدية الدوحة إن السوق المركزي يشهد حالياً عملية إعادة تأهيل وتطوير شاملة ومتكاملة، تشمل تجديداً كلياً لكافة مرافق السوق، وأكد لـ»العرب» أن العملية يرتقب أن تنتهي مع نهاية هذه السنة، كما كشف عن وجود أفكار لخلق أسواق مركزية بمختلف المناطق خارج الدوحة من أجل تخفيف الضغط على السوق المركزي، الذي أصبح عاجزا عن استيعاب حجم الزيادة السكانية والنمو العمراني الذي عرفته مدينة الدوحة.
ومن ناحية أخرى انقسمت آراء رواد السوق المركزي بشأن مستوى النظافة بالسوق المركزي، حيث شدد عدد منهم على انعدام الاهتمام والعناية بالسوق، فيما ذهب آخرون إلى أن البلدية والشركة الخاصة المكلفة بتنظيف السوق تقومان بدورهما على أكمل وجه، وأن مستويات النظافة بالسوق مرضية، و»الكل تمام».


«أين هي هذه النظافة» بهذه العبارة ظل عدد من زائري سوق الخضراوات والفواكه يردون على «العرب» خلال جولتها الميدانية بالسوق المركزي كلما وجهت لهم سؤال: «هل أنت راض عن مستوى نظافة السوق؟»، يقول أبو صالح الذي وجدناه ينتظر دوره في محل تنظيف السمك وقد وضع منديلا على أنفه للتقليل من حدة الرائحة الكريهة المنبعثة منه: «ماذا ترى أنت؟ انظر حولك وبين رجليك، وفي كل ما يحيط بك، هل ترى أنت أن هذا السوق نظيف وصالح لأن يرتاده الناس؟»، مستطردا قائلا: «الوضع سيئ للغاية، وحالة السوق بئيسة جدا».
وعن مقترحات التطوير قال نجداد إن أبسط شيء يجب أن تبادر البلدية إلى القيام به اليوم قبل الغد هو تركيب مراوح وشفاطات ومكيفات لضمان نظام تهوية وتكييف محلات تنظيف السمك التي لا يستطيع المستهلك ولوجها، بسبب تلوثها بالروائح الكريهة، وأضاف أن مكان تنظيف السمك يحتاج أكثر من غيره لعملية التطوير والتهوية.
وفي السياق ذاته ذهبت آراء محمد العتيبي الذي أكد على انعدام النظافة في السوق المركزي «ما في تنظيم، ولا نظافة»، مستنكرا طريقة وضع صناديق الخضراوات والفواكه على الأرضيات المتسخة، «والله حرام هذه نعمة الله، ندوسوها بأرجلنا على الأرض، هذا غلط لا بد من إصلاحه»، واستنكر العتيبي غياب الاهتمام من القائمين على السوق، وضعف رقابة البلدية على ترتيب السوق ونظافته، داعيا البلدية إلى المزيد من العناية بتنظيم السوق المركزي وترتيبه بشكل أفضل، ويرى العتيبي أن الاقتصار على مجرد إصلاح الوضع في نفس مكان السوق الحالي أمر غير كاف، لأن مساحة السوق المركزي بوضعه الحالي لا تفي بالغرض، وقال «لو تم نقل السوق المركزي إلى مكان أكبر، يمكن أن يتم تنظيمه بشكل أحسن، أما الاقتصار على ترقيع الوضع الحالي فلن يحل المشكلة».
وبدوره يؤكد حمود العنيزي أنه «ما في نظافة نهائيا، وهناك غش في الخضار، ممكن البائع يحط لك من فوق حاجة نظيفة، وتحت حاجات تعبانة» مشددا على أن «النظافة منعدمة بشكل نهائي في كل المجالات»، وأكد على ضرورة تكثيف الرقابة والنظافة، والتفكير في خلق سوق مركزي جديد بمواصفات عالية، فالسوق في وضعه الحالي لا يكفي لاستيعاب التطور العمراني والسكاني، ولا يكفي لتحمل متطلبات الدولة بكاملها، وبالتالي بجب خلق أسواق مركزية جديدة لباقي المدن لتخفيف الضغط على السوق المركزي بالدوحة.
ورغم أن عبد الله اعتبر أن الوضع في السوق المركزي أحسن من بقية الأسواق من حيث توفر كافة الخضراوات والفواكه واللحوم، فإنه شدد على أهمية تحسين مرافق السوق وتنظيمها، مما سيجعل من زيارة السوق مناسبة ممتعة للمواطن والمقيم،
لاقتناء حاجياته بشكل أسبوعي أو شهري بدلاً عن التنقل اليومي في المجمعات والبقالات.

كله تمام...

وفي الاتجاه المعاكس ذهبت آراء أخرى، خاصة من قبل بعض التجار بالسوق، إلى أن الشركة الخاصة المكلفة بتنظيف السوق تقوم بدورها على أكمل وجه، وأن نظافة السوق جيدة، فقد أكد التاجر خالد على أن «النظافة أوكي، السوق أوكي، والوضع حلو، وكل حاجة أوكي»، وأضاف أن عمال شركة النظافة يباشرون علمهم في تنظيف السوق منذ الساعات الأولى من الصباح، مؤكدا على أن «الوضع كما نراه نحن المتواجدين بالسوق أنه جيد، ونحن نتعاون مع البلدية وعمال الشركة في هذا الصدد، ونسحب بضائعنا ليقوموا بالتنظيف».
وبدوره يؤكد «ترجم» أن «السوق زين ما فيه شيء ممكن يلفت النظر، وهناك تنظيف للخضار بشكل كامل، لأن البلدية بصراحة تتعاون بشكل لا يتصور، من خلال حرصها على التنظيف الدائم للسوق»، وأوضح أن عملية التنظيف تكون خاضعة لوقت معين، حيث لا يمكن أن تتم هذه العملية وقت البيع والشراء، لذلك تتراكم بعض النفايات التي يتم التخلص منها بعد انتهاء السوق في الساعة الثانية عشرة زوالا.
واعتبر «ترجم» أن فكرة توسيع السوق أو خلق سوق مركزي جديد فكرة جيدة وطموحة، لأن «السوق الحالي كان أيام زمان قبل 20 سنة، لما كان عدد السكان قليلاً، وكان يفي باحتياجاتهم، أما اليوم فنسبة السكان في ارتفاع متزايد والتمدد العمراني والتطور السكاني يحتاج إلى مواكبته بخلق مرافق عمومية تناسبه.
ومن جانبه اعتبر التاجر «علي عسكر» أن «كل شيء كويس»، فهو يرى أن عمال النظافة يقومون بدورهم من السابعة صباحا، وأن البلدية تقوم بالمراقبة والتفتيش على كل شيء في السوق، ولما سألناه عن سبب الشكاوى المتكررة من الجمهور بخصوص انعدام النظافة في السوق المركزي، رد عسكر بأن «الناس تحكي كثير»، مؤكدا «أنا صار لي شهرين في السوق، وأجد أن كل شيء نظيف، والعمال يقومون بتسوية أمورهم وتنظيف السوق حتى وقت تواجد الزبائن».
هل هي كافية؟
وبالفعل فقد عاينت «العرب» خلال جولتها الميدانية بالسوق المركزي صبيحة يوم الخميس تجنيد عشرات عمال النظافة التابعين للشركة الخاصة المكلفة بتنظيف السوق، على غير عادتهم، وذلك بسبب علم المسؤولين المسبق بتواجد «العرب» بالسوق لإنجاز هذا التحقيق.
إلا أن هذه الحالة من الاستنفار لم تفلح في معالجة كل عيوب السوق المركزي، فقد وقفت «العرب» خلال تفقدها لمرافق السوق على حالات من الفوضى وقلة النظافة خاصة بسوق السمك، حيث تجمع عشرات العمال والحمالين بساحة المزاد لتنظيف السمك على الأرضية المتسخة دون مراعاة لأبسط الشروط الصحية التي تحفظ لتلك المادة الغذائية نظافتها.
أما الدخول إلى محلات بيع السمك، فيتطلب من زائره طي ثوبه ورفعه حتى لا تعلق به مياه الأرضية المتسخة، كما يتطلب ولوج محل تنظيف السمك وضع جزء من الغترة على الأنف والفم لتفادي الروائح الكريهة المنبعثة من هناك، كما يمكن أن تصادف أحد العمال يقذف ببضاعته على الأرضية بين رجليه في انتظار الانتهاء من «تنظيف» ما بين يديه بطريقة بدائية وباستعمال أداوت قديمة وتقليدية ومتسخة.
وليس غريبا أن تجد في سوق الخضراوات والفواكه أكواماً من النفايات ومخلفات الصناديق والشاحنات، جنبا إلى جنب مع صناديق المنتجات الفلاحية التي ستجد طريقها قريبا إلى مائدة المستهلك، ولم تفلح جهود مفتشي البلدية في معالجة كل هذه الاختلالات، وذلك بسبب قلة عددهم وصعوبة تغطيتهم لكافة المواقع بالسوق المركزي، هذا دون الحديث عن مشكلة غياب التكييف مما يجعل الخضراوات الطازجة والأسماك مهددة بفقدان طراوتها وجودتها بسبب تعرضها للحرارة المرتفعة والرطوبة.
أما سوق المفرق وسوق عمان فقد كانا أفضل حالا من غيرهما، وربما يكون السبب في ذلك تكفل التجار أنفسهم بترتيب محلاتهم وتنظيفها مما جعلها تبدو في حلة أنيقة وجميلة.

خطط للتطوير

ونقلت «العرب» تفاصيل هذه الصورة إلى المهندس محمد أحمد السيد مدير بلدية الدوحة، حيث أكد أن البلدية تقوم بدورها في التشديد على ضرورة الحفاظ على نظافة جيدة للسوق المركزي، التي تتولاها شركة خاصة إضافة إلى مشروع النظافة العامة التابع لوزارة البلدية والتخطيط العمراني، وأضاف أن عمال النظافة لا يمكنهم العمل بكامل طاقتهم وقت اشتغال السوق بسبب صعوبة تحريك الآليات الخاصة بالتنظيف، مشيرا إلى أن عملية جمع المخلفات تكون بالفعل مستمرة خلال فترة العمل ولكن بوتيرة أقل، لكن بعدما ينتهي العمل بالسوق تبدأ فرق النظافة بإزالة كافة المخلفات والنفايات بشكل كامل.
وقال السيد إن هناك خطة لتجديد السوق المركزي بالكامل، وذلك في حدود السنة الجارية، وستشمل الخطة تغطية كافة الساحات بالسوق وتكييف ساحة المزاد بسوق السمك الذي سيشهد إعادة تأهيل شاملة، وقال إنه يتم العمل حالياً على صيانة سوق السمك من حيث التكييف وتغيير الهواء والإضاءة والصرف الصحي والسيراميك والبلاط والأرضيات، وأضاف أن البلدية قامت بطرح سبع مناقصات تشمل تطوير وتوسعة ساحة مزاد بيع الأسماك، وتطوير توسعة محال تنظيف الأسماك، وتحسين موقع محال بيع اللحم والدجاج بالسوق، وتطوير لوحة توزيع الكهرباء، وتكييف وتهوية السوق، والصيانة الداخلية للسوق.
يذكر أنه تم الانتهاء قبل مدة من تجهيز المبنى الجديد لمحال بيع الدجاج واللحم، والذي يضم 5 محلات، ثلاثة للدواجن واثنان للحوم الحمراء، كما أن عملية تجهيز وإعداد مبنى تنظيف الأسماك، ستوفر زيادة عدد أماكن التنظيف إلى 30 مكاناً بدلا من 12 مكاناً في الوقت الحالي، إضافة إلى أنها ستتميز بتجهيز الموقع بالجرانيت والاستانلس بدلاً من الخشب، وعمل نظام تكييف وتهوية كاملة بطريقة صحية، والتخلص من مخلفات الأسماك بطريقة صحية وحضارية.
كما تشمل أعمال التطوير توسعة ساحة المزاد إلى حوالي الضعف، بحيث تصبح 950 متراً مربعاً بدلاً من 525 متراً مربعاً، كما أن ستتحول إلى ساحة جديدة مغلقة بها نظام تهوية وتكييف كامل، فضلاً عن عمل مداخل ومخارج بالتنسيق مع إدارة الثروة السمكية باحتياجات الساحة، من حيث تقسيمها للأسماك الصغيرة والكبيرة، وعمل مجار مائية للثلج، وسيتم العمل على تطوير لوحة توزيع الكهرباء الرئيسية في إطار التعاون بين وزارة البلدية والتخطيط العمراني وكهرماء، وتطوير نظام تهوية وتكييف السوق الحالي، وكذلك يجري التنسيق بين إدارة المحال التجارية والأسواق بشأن مشروع تطوير شبكة الصرف الصحي بالسوق وربطها بالشبكة الرئيسية.