الحريّه
17-10-2010, 10:22 PM
جاءني ووجهه يقطر كآبة و يملؤه الإحباط ! قبّل رأسي وجلس ! ابتسمت وسألتُه " عسى ما شر ؟ ما بك يا ولدي ؟:eek5: " قال " لا شيء " وكعادتي مع أبنائي , لا أشد في استخراج ما يودون البوح به , فيبوحون به برغبتهم .
تنهّد وقال " هذه الدنيا ! الأصدقاء فيها قليلون " قلت " لم تزرِ بك الحياة يا ولدي فأنت لا زلت برعماً غضّا "
قال " كل يوم أنصدم في أحد أصدقائي الذين أتصور أنهم أقرب إلى قلبي من نفسي . تخيلي , ناصر , صديقي , بل هو من أقرب اصدقائي لي , دعوته لحفل تخرجي ولم يحضر :anger1: أي أصدقاء هؤلاء ؟!! "
فابتسمت وقلت له " نعود يا ولدي إلى فلسفة الدوائر , هل تذكرها ؟" قال : " ذكريني ."
قلت له " نحن يا ولدي في علاقاتنا مع الناس , نضعهم في دوائر تبدأ من المنتصف . نحن نكون في الدائرة الأولى , وهي الدائرة الأكثر خصوصية وسريّة . نكون فيها أمام أنفسنا نراها في المرآة كما هي ونتجرد فيها من كل زيف فنكون فيها على سجيتنا . المحظوظ فينا من يستطيع أن يجد صديقاً يستحق أن يدخل في هذه الدائرة وذلك لطبيعتها الحرجة الحساسة.وقد تمر الحياة بأكملها ولا تستطيع أن تُدخِل فيها أحدا .
ثم تأتي بعد ذلك دائرة أخرى نستطيع فيها إدخال أصدقاء آخرين نحبهم ونثق بهم , يعرفون بعضاً من أسرارنا ونخصهم بالكثير من أخبارنا ! وهكذا تكبر الدوائر وتبتعد عن المنتصف , وكلما ابتعدت كان الأصحاب الموجودين فيها أبعد عن خصوصياتنا وأسرارنا . لذلك تجد في مسميات الأصدقاء كلمة مثل " الخِل , الصديق , الصاحب , الرفيق " وأخرى كل منها يدل على درجة الصحبة والعلاقة .
ويبدو يا ولدي أنك راكمت أصحاباً كثيرين في الدوائر القريبة من المنتصف , لذلك تنصدم فيهم عندما تكتشف أنهم لا يتصرفون على نسق من يجب أن يكون فيها . لذلك يجب أن تكون لك قراءات صحيحة لتصرفاتهم وسلوكياتهم لكي تعرف الدائرة الصحيحة لكل منهم فتضعه فيها.
تنهّد بعمق وقال " يبدو أن ما تقولين هو الصواب يا أمي . ويبدو أنني بحاجة لبعض التأمل لكي أرتب الأسماء فاضعها في دوائرها "
قام من مكانه لكي يغادرني , فنظرت إليه وقلت " لا تنس أيضاً أن الحياة قطار ومحطات . وفي كل محطة أناس تركب و أخرى تغادر . و أصدقاؤنا الذين هم في الدائرة الأولى غالبا هم الذين يبقون حتى المحطة الأخيرة ويغادر آخرون و يركب آخرون , على حسب المرحلة العمرية والظروف الحياتية "
:victory:
تنهّد وقال " هذه الدنيا ! الأصدقاء فيها قليلون " قلت " لم تزرِ بك الحياة يا ولدي فأنت لا زلت برعماً غضّا "
قال " كل يوم أنصدم في أحد أصدقائي الذين أتصور أنهم أقرب إلى قلبي من نفسي . تخيلي , ناصر , صديقي , بل هو من أقرب اصدقائي لي , دعوته لحفل تخرجي ولم يحضر :anger1: أي أصدقاء هؤلاء ؟!! "
فابتسمت وقلت له " نعود يا ولدي إلى فلسفة الدوائر , هل تذكرها ؟" قال : " ذكريني ."
قلت له " نحن يا ولدي في علاقاتنا مع الناس , نضعهم في دوائر تبدأ من المنتصف . نحن نكون في الدائرة الأولى , وهي الدائرة الأكثر خصوصية وسريّة . نكون فيها أمام أنفسنا نراها في المرآة كما هي ونتجرد فيها من كل زيف فنكون فيها على سجيتنا . المحظوظ فينا من يستطيع أن يجد صديقاً يستحق أن يدخل في هذه الدائرة وذلك لطبيعتها الحرجة الحساسة.وقد تمر الحياة بأكملها ولا تستطيع أن تُدخِل فيها أحدا .
ثم تأتي بعد ذلك دائرة أخرى نستطيع فيها إدخال أصدقاء آخرين نحبهم ونثق بهم , يعرفون بعضاً من أسرارنا ونخصهم بالكثير من أخبارنا ! وهكذا تكبر الدوائر وتبتعد عن المنتصف , وكلما ابتعدت كان الأصحاب الموجودين فيها أبعد عن خصوصياتنا وأسرارنا . لذلك تجد في مسميات الأصدقاء كلمة مثل " الخِل , الصديق , الصاحب , الرفيق " وأخرى كل منها يدل على درجة الصحبة والعلاقة .
ويبدو يا ولدي أنك راكمت أصحاباً كثيرين في الدوائر القريبة من المنتصف , لذلك تنصدم فيهم عندما تكتشف أنهم لا يتصرفون على نسق من يجب أن يكون فيها . لذلك يجب أن تكون لك قراءات صحيحة لتصرفاتهم وسلوكياتهم لكي تعرف الدائرة الصحيحة لكل منهم فتضعه فيها.
تنهّد بعمق وقال " يبدو أن ما تقولين هو الصواب يا أمي . ويبدو أنني بحاجة لبعض التأمل لكي أرتب الأسماء فاضعها في دوائرها "
قام من مكانه لكي يغادرني , فنظرت إليه وقلت " لا تنس أيضاً أن الحياة قطار ومحطات . وفي كل محطة أناس تركب و أخرى تغادر . و أصدقاؤنا الذين هم في الدائرة الأولى غالبا هم الذين يبقون حتى المحطة الأخيرة ويغادر آخرون و يركب آخرون , على حسب المرحلة العمرية والظروف الحياتية "
:victory: