شمعة الحب
03-04-2006, 01:07 AM
كيف تساهم في أربع ثوان دون معلم!!
صالح الشهوان - 04/03/1427هـ
يحار صغار المستثمرين أو متوسطوهم أي الأسهم يشترون وأيها يبيعون؟ يكون الواحد منهم قد قرر في ذهنه أنه سوف يشتري أو يبيع أسهما معينة من المعروض للتداول, لكن اللغط والآراء والتجاذب في الحديث أمام شاشات التداول, أو حتى في المجالس والمقاهي, والمكاتب تطوح بالواحد يمينا وشمالا, يعقد العزم, بناء على "الإجماع الشعبي المصغر" الذي كان هو واحدا منه, على أنه سوف يشتري كذا ويبيع كذا.. لكنه في الطريق, بسبب من مكالمة خاطفة, أو "هاجوس" مباغت, يبدل في رأيه ويقرر غير ما عزم عليه. ثم إذا هو بلغ إحدى صالات التداول, خصوصا إذا كان ممن لا يتعاملون مع الإنترنت أو أن حظه لم يسعفه بالاشتراك في التداول من خلالها, تأخذه أجواء الصالة في اتجاهات حيص بيص, وربما يقرر مرة ثالثة غير ما كان قد عزم عليه في المرتين السابقتين.
لا يقف الأمر عند هذا الحد, فقد يأتي من يغير من خطتك واستراتيجيتك هذا إذا كان ثمة من خطة أو استراتيجية, وينصحك "مالك وصداع الراس" يشير إليك بترك التداول ومخاطر المضاربة واحتمالات الإصابة بالضغط والسكري وأن تضع نقودك في أحد صناديق الاستثمار التي تديرها البنوك، وتقنع بربح أقل مضمون أريح للبال من ربح أعلى محتمل يتهدده الخطر كل لحظة والمرض ولو بعد حين.
ليست هذه صورة كاريكاتورية, بل هي من وطيس معركة الواقع التي تدور رحاها في كل بيت ومكتب وملتقى وفي أعماق الملايين منا نحن عباد الله الطيبين.
لا سبيل، طبعا، للحيلولة دون استمرار هذا النمط من السلوك, ودع عنك أن يؤثر فيه الوعظ والإرشاد والنصح, رغم أن من سيتبرع بإلقاء موعظته أو نصيحته وإرشاده سيجد آذانا متلهفة للإصغاء إليه, بل إن بعضنا لن يدخر وسعا في استراق السمع لشخص يحدث شخصا آخر يشير عليه بأخذ هذا من الأسهم وترك ذاك. لكن رغم هذا التلهف على الإنصات لآراء الآخرين, خصوصا من نتوسم فيهم الخبرة والمعرفة, سرعان ما يتبخر ما قالوه لنا عند بلوغنا آخر شخص يأخذنا إلى حيث يشاء هو لا حيث نشاء نحن.
ما العمل إذا ما دامت أمواج الآراء تتقاذفنا في كل اتجاه؟ هل سيظل حالنا على ما هو عليه، ويبقى سلوكنا في تجارة الأسهم خبط عشواء؟ ينطبق عليه قول الشاعر:
وكل يدعي وصلا بليلى ـ وليلى لا تقر لهم بذاكا؟؟
أجل سيظل الأمر كذلك, حتى لو ذهبنا لخبراء ومحللين واستمعنا إليهم أو قرأنا تحليلاتهم, فهذا السلوك باق معنا ونحن باقون معه، فهو ناجم عن أن تجارة الأسهم نشاط حديث جدا علينا, لم نعهده على النحو الذي هو عليه الآن, ففي السابق كانت نسبة المتعاملين في الأسهم لا تتجاوز 1 إلى 10 من مجموع المتعاملين فيها حاليا, فضلا عن أنه قد استجدت متغيرات اقتصادية وإجرائية مثل وجود هيئة خاصة بهذا النشاط مصرح لها رسميا, وتخصيص أماكن التداول، إضافة إلى عامل التقنية التي تبث المتغيرات السعرية على الشاشات في كل ثانية من الوقت وتوافر خدمات بنكية خصصت للبيع والشراء والاستثمار قصير الأجل أو الطويل, هذه المستجدات كلها أحدثت سياقا ثقافيا معرفيا لا سابق له والتواؤم معه واستيعابه يقتضيان مرور قدر طويل نسبيا من الوقت, بعدئذ سيمارس الجميع نشاطهم هذا بهدوء, وبخيارات نابعة من خبرة ذاتية أو من خبرة أصبحت في حكم الموثوق بها عند أهلها.
وإلى أن يحدث هذا.. فسوف نخرج من بيوتنا ونحن عاقدو العزم على شراء أسهم بعينها أو بيعها وننتهي إلى غض النظر عنها إلى أخرى.. ولله في خلقه شؤون!!
صالح الشهوان - 04/03/1427هـ
يحار صغار المستثمرين أو متوسطوهم أي الأسهم يشترون وأيها يبيعون؟ يكون الواحد منهم قد قرر في ذهنه أنه سوف يشتري أو يبيع أسهما معينة من المعروض للتداول, لكن اللغط والآراء والتجاذب في الحديث أمام شاشات التداول, أو حتى في المجالس والمقاهي, والمكاتب تطوح بالواحد يمينا وشمالا, يعقد العزم, بناء على "الإجماع الشعبي المصغر" الذي كان هو واحدا منه, على أنه سوف يشتري كذا ويبيع كذا.. لكنه في الطريق, بسبب من مكالمة خاطفة, أو "هاجوس" مباغت, يبدل في رأيه ويقرر غير ما عزم عليه. ثم إذا هو بلغ إحدى صالات التداول, خصوصا إذا كان ممن لا يتعاملون مع الإنترنت أو أن حظه لم يسعفه بالاشتراك في التداول من خلالها, تأخذه أجواء الصالة في اتجاهات حيص بيص, وربما يقرر مرة ثالثة غير ما كان قد عزم عليه في المرتين السابقتين.
لا يقف الأمر عند هذا الحد, فقد يأتي من يغير من خطتك واستراتيجيتك هذا إذا كان ثمة من خطة أو استراتيجية, وينصحك "مالك وصداع الراس" يشير إليك بترك التداول ومخاطر المضاربة واحتمالات الإصابة بالضغط والسكري وأن تضع نقودك في أحد صناديق الاستثمار التي تديرها البنوك، وتقنع بربح أقل مضمون أريح للبال من ربح أعلى محتمل يتهدده الخطر كل لحظة والمرض ولو بعد حين.
ليست هذه صورة كاريكاتورية, بل هي من وطيس معركة الواقع التي تدور رحاها في كل بيت ومكتب وملتقى وفي أعماق الملايين منا نحن عباد الله الطيبين.
لا سبيل، طبعا، للحيلولة دون استمرار هذا النمط من السلوك, ودع عنك أن يؤثر فيه الوعظ والإرشاد والنصح, رغم أن من سيتبرع بإلقاء موعظته أو نصيحته وإرشاده سيجد آذانا متلهفة للإصغاء إليه, بل إن بعضنا لن يدخر وسعا في استراق السمع لشخص يحدث شخصا آخر يشير عليه بأخذ هذا من الأسهم وترك ذاك. لكن رغم هذا التلهف على الإنصات لآراء الآخرين, خصوصا من نتوسم فيهم الخبرة والمعرفة, سرعان ما يتبخر ما قالوه لنا عند بلوغنا آخر شخص يأخذنا إلى حيث يشاء هو لا حيث نشاء نحن.
ما العمل إذا ما دامت أمواج الآراء تتقاذفنا في كل اتجاه؟ هل سيظل حالنا على ما هو عليه، ويبقى سلوكنا في تجارة الأسهم خبط عشواء؟ ينطبق عليه قول الشاعر:
وكل يدعي وصلا بليلى ـ وليلى لا تقر لهم بذاكا؟؟
أجل سيظل الأمر كذلك, حتى لو ذهبنا لخبراء ومحللين واستمعنا إليهم أو قرأنا تحليلاتهم, فهذا السلوك باق معنا ونحن باقون معه، فهو ناجم عن أن تجارة الأسهم نشاط حديث جدا علينا, لم نعهده على النحو الذي هو عليه الآن, ففي السابق كانت نسبة المتعاملين في الأسهم لا تتجاوز 1 إلى 10 من مجموع المتعاملين فيها حاليا, فضلا عن أنه قد استجدت متغيرات اقتصادية وإجرائية مثل وجود هيئة خاصة بهذا النشاط مصرح لها رسميا, وتخصيص أماكن التداول، إضافة إلى عامل التقنية التي تبث المتغيرات السعرية على الشاشات في كل ثانية من الوقت وتوافر خدمات بنكية خصصت للبيع والشراء والاستثمار قصير الأجل أو الطويل, هذه المستجدات كلها أحدثت سياقا ثقافيا معرفيا لا سابق له والتواؤم معه واستيعابه يقتضيان مرور قدر طويل نسبيا من الوقت, بعدئذ سيمارس الجميع نشاطهم هذا بهدوء, وبخيارات نابعة من خبرة ذاتية أو من خبرة أصبحت في حكم الموثوق بها عند أهلها.
وإلى أن يحدث هذا.. فسوف نخرج من بيوتنا ونحن عاقدو العزم على شراء أسهم بعينها أو بيعها وننتهي إلى غض النظر عنها إلى أخرى.. ولله في خلقه شؤون!!