عبدالله العذبة
25-10-2010, 05:41 PM
هذه مفاجأة من مفاجآت صحيفة العرب التي عودتكم عليها دائما، ابتداءاً من اليوم انتقل الأستاذ الكاتب محمد بن هلال الخليفي إلى صحيفة العرب وأتحفنا بعدد اليوم في العرب بمقالة قوية وصريحة عن التخبط في هيئة التعليم...
هذه هي النتائج عندما تدير التعليم أيادٍ غير كفؤة
خاطبت هيئة التعليم جمهور المواطنين بخبر نشر في جميع الصحف المحلية وفي موقع المجلس. يقول الخبر: «أعلنت هيئة التعليم عن خطط جديدة لتطوير الإرشاد الأكاديمي للطلاب وتوجيههم لتمكينهم من استكشاف ميولهم وقدراتهم، وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة لدراستهم الجامعية وتحديد مستقبلهم المهني. وقال مصدر بالهيئة إن المجلس الأعلى للتعليم يركز على أهمية الإرشاد الأكاديمي ودوره الفعال في المدارس الثانوية المستقلة».
والذي لا شك فيه أن جمهور المواطنين والمقيمين سيسر من قراءة الخبر، وسيعتقدون أن إدارة التعليم في أيادٍ أمينة.
فهيئة التعليم بحسب الخبر تراقب وتتابع، هكذا يوحي الخبر، وقد وجدت أن الإرشاد الأكاديمي المتبع في المدارس لا يساعد الطلاب على اتخاذ القرارات المناسبة لتحديد مسار دراستهم الجامعية، التي تنسجم مع «احتياجات سوق العمل، وتحقيق رؤية قطر 2030»، فرأت أنه من الضروري أن تطرح خططاً جديدة تساعد المدارس لتطوير الإرشاد الأكاديمي للطلاب.
لكن هذه الفرحة وهذا السرور سرعان ما يتبددان، لماذا؟!
يقول الخبر: «وقد زادت أهمية دور الإرشاد الأكاديمي في المدارس الثانوية بعد تطبيق الإطار المطور للثانوية العامة، والذي يعتمد على توفير خيارات أمام الطالب لاختيار المواد الدراسية وفقاً لما يناسبه ويتلاءم مع توجهاته الأكاديمية والمهنية في المستقبل حتى يتمكن من المنافسة الحقيقية، وفقا للمعايير العالمية المعتمدة».
فما هو هذا الإطار المطور الذي زادت أهمية دور الإرشاد الأكاديمي بعد تطبيقه؟!
يقول الخبر: «ويقتضي الإطار المطور للثانوية العامة أن يختار الطالب ثلاث مواد على الأقل من مواد المعايير يدرسها في المستوى المتقدم، وثلاث مواد على الأكثر يدرسها في المستوى التأسيسي، إضافة إلى المواد الإجبارية الأخرى مثل الدراسات الإسلامية والتربية البدنية ومتطلبات التخرج».
وأوضح للقارئ غير المتابع ذلك فأقول: مع بداية المدارس المستقلة تم إلغاء الفصل الكلي بين القسم الأدبي والقسم العلمي المتبع في نظامنا التعليمي السابق، وعوضاً عنه تم التمييز بين مستويين من المعايير في المرحلة الثانوية: مستوى تأسيسي ومستوى متقدم.
المستوى التأسيسي، هو الحد الأدنى الذي على جميع الطلاب أن يحققوه خلال دراستهم في المرحلة الثانوية من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر بصرف النظر عن التخصص الذي يرغبونه في المرحلة الجامعية، أما المستوى المتقدم فهو المتطلب الضروري الذي على الطالب إنجازه لكي يتخصص في حقل ما في الدراسة الجامعية، فمثلاً إذا أراد الطالب أن يدرس الهندسة على سبيل المثال، فلا بد أن يجتاز المستوى المتقدم في الرياضيات والعلوم (الفيزياء)، أما الطالب الذي يرغب في دراسة اللغة العربية فيجب عليه أن يجتاز المستوى المتقدم في اللغة العربية.
هكذا يدرس جميع الطلاب اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم (فيزياء وأحياء وكيمياء)، ثم أضيف إليها معايير العلوم الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والمواطنة) في المستوى التأسيسي، ويختارون من المستوى المتقدم ما تتطلبه دراستهم الجامعية.
وقد جاء في وثائق المجلس: «المعايير من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر تسلك أحد مسارين. ويؤمن واضعو المعايير بأن كل الطلاب يجب أن يستمروا في دراسة المواد الأربع، وإن لم تكن هذه الدراسة بالضرورة بنفس درجة العمق أو في المستوى ذاته.
ولذا فهناك مستويان لمعايير كل صف من الصفوف الدراسية، هما المستوى التأسيسي والمستوى المتقدم، ويختار الطالب أحد المسارين بما يناسبه وبناء على نصائح المعلمين، وهو الأمر الذي يسمح بتدريب الطلاب طبقاً لاحتياجاتهم الفردية وطموحاتهم الشخصية. «وثيقة معايير العلوم ص 10، ونفس المعنى يتكرر في وثائق المواد الأخرى مع تعديل بسيط هو (دراسة المواد الخمس) بعد أن اعتمدت معايير العلوم الاجتماعية.
فما الذي تغير لكي يقول الخبر: «ويوفر الإطار المطور للمرحلة الثانوية فرصاً دراسية عالية المستوى لتأهيل الطلبة لكافة التخصصات الجامعية».
هل معنى ذلك أنه قبل ذلك لم تتح للطلاب فرص دراسية عالية لتأهيلهم لكافة التخصصات؟
وماذا في الإطار المطور لكي ننسب له توفير فرص دراسية عالية المستوى؟
لا شيء!!
إن (الإطار المطور) لا يضيف شيئاً جديداً، فأمام الطالب سبعة مستويات متقدمة من معايير المناهج، ومثلها تأسيسية (لغة عربية. لغة إنجليزية. علوم: فيزياء أحياء، كيمياء. علوم اجتماعية: تاريخ، جغرافيا)
يختار منها ثلاثة متقدمة بحسب التخصص الذي يرغبه في المرحلة الجامعية، وهو الاختيار ذاته الذي جاء في جميع وثائق معايير المناهج منذ أن صدرت وبتوقيع صباح الهيدوس عندما كانت مديرة للهيئة بالوكالة.
إذن ما الجديد؟
الجديد وهذا هو الذي لا يسر ولا يفرح هو أن إدارة هيئة التعليم قد اكتشفت متأخرة وبعد سبع سنوات من تطبيق المعايير أن بعض المدارس (لا ندري كم) وبالتالي بعض الطلاب (لا ندري كم) لا يدرسون المستويات المتقدمة والتي تعد متطلبات أساسية للتخصص الجامعي.
أي إن الطلاب –بعبارة أخرى- يتخرجون من الثانوية العامة دون أن يحققوا المستويات التي تؤهلهم للدراسة الجامعية.
والنتيجة هي ضعف وتخلف في الدراسة الجامعية، أما الإرشاد الأكاديمي الذي شرحته الهيئة في الخبر فهو ألف باء أي عملية إرشادية، ولا يمكن أن ننتظر سبع سنوات لنكتشف أهميته ودوره.
لكن هذه هي النتائج عندما تدير التعليم أيادٍ غير كفؤة.
بقلم الأستاذ محمد بن هلال الخليفي
المصدر العرب 25-10-10
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=155964&issueNo=1043&secId=16
هذه هي النتائج عندما تدير التعليم أيادٍ غير كفؤة
خاطبت هيئة التعليم جمهور المواطنين بخبر نشر في جميع الصحف المحلية وفي موقع المجلس. يقول الخبر: «أعلنت هيئة التعليم عن خطط جديدة لتطوير الإرشاد الأكاديمي للطلاب وتوجيههم لتمكينهم من استكشاف ميولهم وقدراتهم، وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة لدراستهم الجامعية وتحديد مستقبلهم المهني. وقال مصدر بالهيئة إن المجلس الأعلى للتعليم يركز على أهمية الإرشاد الأكاديمي ودوره الفعال في المدارس الثانوية المستقلة».
والذي لا شك فيه أن جمهور المواطنين والمقيمين سيسر من قراءة الخبر، وسيعتقدون أن إدارة التعليم في أيادٍ أمينة.
فهيئة التعليم بحسب الخبر تراقب وتتابع، هكذا يوحي الخبر، وقد وجدت أن الإرشاد الأكاديمي المتبع في المدارس لا يساعد الطلاب على اتخاذ القرارات المناسبة لتحديد مسار دراستهم الجامعية، التي تنسجم مع «احتياجات سوق العمل، وتحقيق رؤية قطر 2030»، فرأت أنه من الضروري أن تطرح خططاً جديدة تساعد المدارس لتطوير الإرشاد الأكاديمي للطلاب.
لكن هذه الفرحة وهذا السرور سرعان ما يتبددان، لماذا؟!
يقول الخبر: «وقد زادت أهمية دور الإرشاد الأكاديمي في المدارس الثانوية بعد تطبيق الإطار المطور للثانوية العامة، والذي يعتمد على توفير خيارات أمام الطالب لاختيار المواد الدراسية وفقاً لما يناسبه ويتلاءم مع توجهاته الأكاديمية والمهنية في المستقبل حتى يتمكن من المنافسة الحقيقية، وفقا للمعايير العالمية المعتمدة».
فما هو هذا الإطار المطور الذي زادت أهمية دور الإرشاد الأكاديمي بعد تطبيقه؟!
يقول الخبر: «ويقتضي الإطار المطور للثانوية العامة أن يختار الطالب ثلاث مواد على الأقل من مواد المعايير يدرسها في المستوى المتقدم، وثلاث مواد على الأكثر يدرسها في المستوى التأسيسي، إضافة إلى المواد الإجبارية الأخرى مثل الدراسات الإسلامية والتربية البدنية ومتطلبات التخرج».
وأوضح للقارئ غير المتابع ذلك فأقول: مع بداية المدارس المستقلة تم إلغاء الفصل الكلي بين القسم الأدبي والقسم العلمي المتبع في نظامنا التعليمي السابق، وعوضاً عنه تم التمييز بين مستويين من المعايير في المرحلة الثانوية: مستوى تأسيسي ومستوى متقدم.
المستوى التأسيسي، هو الحد الأدنى الذي على جميع الطلاب أن يحققوه خلال دراستهم في المرحلة الثانوية من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر بصرف النظر عن التخصص الذي يرغبونه في المرحلة الجامعية، أما المستوى المتقدم فهو المتطلب الضروري الذي على الطالب إنجازه لكي يتخصص في حقل ما في الدراسة الجامعية، فمثلاً إذا أراد الطالب أن يدرس الهندسة على سبيل المثال، فلا بد أن يجتاز المستوى المتقدم في الرياضيات والعلوم (الفيزياء)، أما الطالب الذي يرغب في دراسة اللغة العربية فيجب عليه أن يجتاز المستوى المتقدم في اللغة العربية.
هكذا يدرس جميع الطلاب اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم (فيزياء وأحياء وكيمياء)، ثم أضيف إليها معايير العلوم الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والمواطنة) في المستوى التأسيسي، ويختارون من المستوى المتقدم ما تتطلبه دراستهم الجامعية.
وقد جاء في وثائق المجلس: «المعايير من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر تسلك أحد مسارين. ويؤمن واضعو المعايير بأن كل الطلاب يجب أن يستمروا في دراسة المواد الأربع، وإن لم تكن هذه الدراسة بالضرورة بنفس درجة العمق أو في المستوى ذاته.
ولذا فهناك مستويان لمعايير كل صف من الصفوف الدراسية، هما المستوى التأسيسي والمستوى المتقدم، ويختار الطالب أحد المسارين بما يناسبه وبناء على نصائح المعلمين، وهو الأمر الذي يسمح بتدريب الطلاب طبقاً لاحتياجاتهم الفردية وطموحاتهم الشخصية. «وثيقة معايير العلوم ص 10، ونفس المعنى يتكرر في وثائق المواد الأخرى مع تعديل بسيط هو (دراسة المواد الخمس) بعد أن اعتمدت معايير العلوم الاجتماعية.
فما الذي تغير لكي يقول الخبر: «ويوفر الإطار المطور للمرحلة الثانوية فرصاً دراسية عالية المستوى لتأهيل الطلبة لكافة التخصصات الجامعية».
هل معنى ذلك أنه قبل ذلك لم تتح للطلاب فرص دراسية عالية لتأهيلهم لكافة التخصصات؟
وماذا في الإطار المطور لكي ننسب له توفير فرص دراسية عالية المستوى؟
لا شيء!!
إن (الإطار المطور) لا يضيف شيئاً جديداً، فأمام الطالب سبعة مستويات متقدمة من معايير المناهج، ومثلها تأسيسية (لغة عربية. لغة إنجليزية. علوم: فيزياء أحياء، كيمياء. علوم اجتماعية: تاريخ، جغرافيا)
يختار منها ثلاثة متقدمة بحسب التخصص الذي يرغبه في المرحلة الجامعية، وهو الاختيار ذاته الذي جاء في جميع وثائق معايير المناهج منذ أن صدرت وبتوقيع صباح الهيدوس عندما كانت مديرة للهيئة بالوكالة.
إذن ما الجديد؟
الجديد وهذا هو الذي لا يسر ولا يفرح هو أن إدارة هيئة التعليم قد اكتشفت متأخرة وبعد سبع سنوات من تطبيق المعايير أن بعض المدارس (لا ندري كم) وبالتالي بعض الطلاب (لا ندري كم) لا يدرسون المستويات المتقدمة والتي تعد متطلبات أساسية للتخصص الجامعي.
أي إن الطلاب –بعبارة أخرى- يتخرجون من الثانوية العامة دون أن يحققوا المستويات التي تؤهلهم للدراسة الجامعية.
والنتيجة هي ضعف وتخلف في الدراسة الجامعية، أما الإرشاد الأكاديمي الذي شرحته الهيئة في الخبر فهو ألف باء أي عملية إرشادية، ولا يمكن أن ننتظر سبع سنوات لنكتشف أهميته ودوره.
لكن هذه هي النتائج عندما تدير التعليم أيادٍ غير كفؤة.
بقلم الأستاذ محمد بن هلال الخليفي
المصدر العرب 25-10-10
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=155964&issueNo=1043&secId=16