هدهد سليمان
26-10-2010, 05:31 PM
http://www.alarab.co.il/pics/1/saddam%20hussein140407a.jpg
الشهيد الرئيس /صدام حسين عبد المجيد التكريتي (28 أبريل 1937 - 30 ديسمبر 2006)، نائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1968 و1979، ورئيس جمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى 9 أبريل 2003.
سطع نجمه إبان انقلاب حزب البعث (ثورة 17/30 تموز)الثورة البيضاء، والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية، والتحضر الإقتصادي، والاشتراكية.
ولعب صدام دوراً رئيسياً في انقلاب عام 1968 والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة.
وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات نتيجة الموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت.
وهو كرئيس للجمهورية قام الشهيد/ صدام بخوض حرب الخليج الأولى (1980-1988) وقام بعمل خطأ فادح وهو غزو الكويت في 2 أغسطس 1990 والذي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية (1991)، وفي الوقت الذي حاول صدام إبراز نفسه كرمز بطولي للعرب بصموده في وجه الغرب ودعمه للقضية الفلسطينية و تمت إزاحته عن السلطة عام 2003 تحت حجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق وذلك في الغزو الأمريكي للعراق وقُبض عليه في 13 ديسمبر من ذلك العام. تم بعدها محاكمته وإعدامه.
فترة شبابه
http://img60.imageshack.us/img60/4485/saddam13ma.gif
وُلد الشهيد / صدام في قرية العوجة في مدينة تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الزراعة، حيث تقيم عشيرتة البوناصر توفي والده قبل ولادته بخمس شهور وقام
خاله، خير الله طلفاح، برعايتهِ حينئذ ، والدته صبحة طلفاح المسلط تزوجت بعد وفاة والده للمرة الثانية وأنجبت لهُ ثلاثة أخوة.
وفي سن الحادية عشر، انتقل إلى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خالهِ ، وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياتهِ كرئيس حين
تسلموا مناصب الإستشارة والدعم لاحقاً.
وبتوجيهٍ من خاله، إلتحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، ارتبط صدام بحزب البعث القومي-العربي، والذي كان خاله خير الله طلفاح داعماً له.
كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي انتشر مده عبر
الشرق الأوسط والعراق والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث.
وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصر والعراق وليبيا.
صعوده في حزب البعث بعد عام من انضمام صدام لحزب البعث العربي الاشتراكي تمكن الضباط الأحرار بقيادة عبد الكريم قاسم من الإطاحة بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة
فيصل الثاني ملك العراق وإستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون
يستسيغون نظام قاسم الاشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون، وكان من بينهم الشهيد / صدام حسين، اغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل، وأصيب الشهيد / صدام بطلق ناري في ساقهِ ولجأ إلى سوريا ومنها إلى القاهرة.
المحافظة على السلطة
تولى صدام منصب نائب رئيس الجمهورية و أسس جهاز المخابرات العراقي الذي كان
يعرف ب( جهاز حنين )، وبدأ بتصفية كل أعداءه وخصومه، وقام بتعيين من يثق به في المناصب الأمنية المهمة مدعماً مكانته.
أصبح الشهيد / صدام رجل السلطة القوي.
وأصبح الحاكم الفعلي العراق قبل أن يصل إلى الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات . وبدأ ببطء بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية وحزب البعث. وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب.
وحيث أصبح الرئيس العراقي أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه، بدأ صدام يأخذ دوراً أبرز كشخصية رئيسية في الحكومة العراقية، داخلياً وخارجياً.
وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في جميع المواقف الدبلوماسية. وفي نهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل ..
تعزيز صدام لسلطته
http://ainnews.net/wp-content/uploads/2010/05/m0dy.net-477901_1245427280-1.jpg
عزز الشهيد /صدام قوته في دوله متشبعة بالتوترات السابقة. فقبل صدام بزمن كان العراق منقسماً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً بين القوميين والشيوعيين والإسلاميين فيما بعد، وتبنى صدام إنشاء جهاز أمني لحماية السلطة من الداخل من الإنقلابات العسكرية والتمردات.
في عام 1973 إرتفعت أسعار النفط بشكل متزايد نتيجة أزمة النفط العالمية. وإستطاع صدام متابعة خططه الطموحة في السيطرة و حكم العراق والوصول به إلى القمة وتطوير العراق بعائدات النفط الكبيرة.
http://www.islamtimes.org/images/docs/000002/n00002037-b.jpg
وبفترة لا تتجاوز بضع سنوات، ونتيجة للطفرة الهائلة في أسعار النفط وتحقيق الدولة موارد مالية كبيرة، قامت الدولة بصرف جزء منها للنهوض بواقع الشعب وقدمت الدولة الكثير من الخدمات التعليمية و الصحية و الاجتماعية للعراقيين، الأمر غير المسبوق في الدول العربية الأخرى.
http://www.b7rfree.com/vb/imgcache2/114.gif
وبدأت الحكومة "الحملة الوطنية لمحو الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي المجاني في العراق" وأنشأت الحكومة التعليم الكلي
المجاني حتى أعلى المستويات العلمية ، مئات الآلاف تعلموا القراءة في السنوات التي تلت إطلاق تلك البرامج. كما دعمت الحكومة عائلات الجنود، ووفرت العناية الصحية المجانية للجميع، ووفرت المعونات المالية للمزارعين.
وأنشأ العراق واحدة من أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط، ولكن بعد الثمانينات أصبحت مظاهر التقهقر واضحة على البلاد، وأخذت الحالة تزداد سوءا حتى تحولت البلاد إلى الأكثر تخلفا في منطقة الشرق الأوسط.
رئاسة الدولة
في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، التي يتواجد بها
حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب صدام عن الساحة.
ولكن، وقبل حدوث ذلك، استقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو 1979.
وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.
http://www.alakhbar.info/files/saddam_hussein.jpg
بعد ذلك بفترة وجيزة ، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو 1979، وخلال الاجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصف هؤلاء بالخيانة وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى
مسامع الحاضرين. وبعد انتهائه من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
العلاقات الخارجية
سعى الشهيد / صدام حسين أن يلعب العراق دوراً ريادياً في الشرق الأوسط ، فوقع العراق
اتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة
آلاف من الخبراء.
ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978، وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي
واتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك الحين وحتى حرب الخليج الثانية
عام 1991.
قام الشهيد/ صدام بزيارة إلى فرنسا عام 1976، مؤسساً لعلاقات اقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك. وقاد الشهيد/ صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم المعارضة الكردية في العراق.
http://www.omaniyat.com/images/s4.jpg
أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسس الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي باسم أوسيراك وسماه العراق ( تموز 1). وتم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية، بحجة أن إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسليحية.
وقال صدام بعد انتهاء الحرب الإيرانيه العراقية مهدداً إسرائيل ( وتلك كانت خطيئة صدام ): بأنه يمتلك الكيمياوي المزدوج وأنه قادر على حرق نصف إسرائيل لو قامت باعتداء آخر على العراق.
بعد المفاوضات العراقية الإيرانية واتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، وكان على العراق التعامل مع
الإنفاصاليين الأكراد في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى اتفاق في 1970 مع القادة الإنفصاليين الأكراد، معطياً إياهم حكماً ذاتياً، ولكن الاتفاق إنهار ، وكانت النتيجة قتالاً قاسياً بين
الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف الجيش العراقي لمناطق الأنفصاليين
الأكراد.
الحرب العراقية الإيرانية
http://img6.imageshack.us/img6/5774/29zt1y0ns0.jpg
مقال تفصيلي :حرب الخليج الأولى
خلال الحرب العراقية الإيرانية
http://www.acig.org/artman/uploads/cphoto02.jpg
في 1979 قامت الثورة الإسلامية في إيران وإطيح بنظام الشاه محمد رضا بهلوي، وأقام الإسلاميين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني، وكانت العراق قبل ذلك قد وقعت اتفاقية الجزائر مع شاه إيران 1975 حول شط العرب فألغى الاتفاقية الرئيس صدام وشن هجوماً عسكرياً على الأراضي الإيرانية، لاسيما خوزستان الغنية بالنفط.
وكان الخميني قبل أن يصل لسدة الحكم
منفياً من إيران منذ العام 1964، وقد أقام في العراق في مدينة النجف ، وقد كان يناوئ حكم الشاه من العراق، في البداية كان مدعوما من الحكومة العراقية في إطار العداء الدائم مع إيران، وبعد ذلك تحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على إبعاد
الخميني عام 1978.
http://www.khomainy.com/files/u1/up/ruhollah_khomeini.jpg
بعد الثورة الإسلامية و وصول الخميني للسلطة،بدأت الاشتباكات الحدودية ت بين العراق وإيران لعشرة أشهر حول الأحقية
بمعبر شط العرب المائي المختلف عليه حيث قامت إيران بعدة هجمات على القرى
الحدودية بين الفترة من 13 يونيو 1979 وحتى آخر هجوم بالطيران يوم 4
سبتمبر 1980 والذي تم إسقاط الكثير من الطائرات الإيرانية في بغداد وضواحيها، (في الهجوم الجوي المكثف على العراق وتم تسجيل سقوط أكثر من عشرين طائرة في اليوم الأول للهجوم)، فما كان من العراق بعد تدارس الوضع ومراسلة مجلس الامن الدولي إلا أن قام باسترجاع القرى التي احتلتها إيران
في 17 سبتمبر 1980 وبعدها تصاعد القصف الإيراني ليطال مدن بأكملها فكان
الرد العراقي يوم 22 سبتمبر 1980، والذي يفصل بين البلدين. فقصفت الطائرات العراقية مطار ميهراباد قرب طهران ودخلت القوات العراقية إلى المنطقة خوزستان الإيرانية الغنية بالنفط في 22 سبتمبر 1980.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/2/26/S07IranIraqWar1.jpg/275px-S07IranIraqWar1.jpg
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية
حيث بدأ العراق هجوما على خوزستان الإيرانية الغنية بالنفط ذات الغالبية العربية وبعد إحراز بعض التقدم الأولي، حتى بدأت القوات الإيرانية بإعادة تنظيم صفوفها حتى مايو 1982 إذ تمكنت القوات الإيرانية من استرجاع أغلب الأراضية التي أحتلتها القوات العراقية و وصلت إلى الحدود الإيرانية العراقية وأصبح العراق يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب. وبإزاء تعنت الخميني
وعدم موافقته على وقف إطلاق النار تبين لصدام بانه أدخل العراق وشعبه في واحدة من أطول حروب الاستنزاف وأكثرها تدميرا في القرن العشرين.
http://images.abolkhaseb.net/saddam/images/president_saddam_husain63_jpg.jpg
الشهيد الرئيس /صدام حسين عبد المجيد التكريتي (28 أبريل 1937 - 30 ديسمبر 2006)، نائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1968 و1979، ورئيس جمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى 9 أبريل 2003.
سطع نجمه إبان انقلاب حزب البعث (ثورة 17/30 تموز)الثورة البيضاء، والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية، والتحضر الإقتصادي، والاشتراكية.
ولعب صدام دوراً رئيسياً في انقلاب عام 1968 والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة.
وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات نتيجة الموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت.
وهو كرئيس للجمهورية قام الشهيد/ صدام بخوض حرب الخليج الأولى (1980-1988) وقام بعمل خطأ فادح وهو غزو الكويت في 2 أغسطس 1990 والذي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية (1991)، وفي الوقت الذي حاول صدام إبراز نفسه كرمز بطولي للعرب بصموده في وجه الغرب ودعمه للقضية الفلسطينية و تمت إزاحته عن السلطة عام 2003 تحت حجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق وذلك في الغزو الأمريكي للعراق وقُبض عليه في 13 ديسمبر من ذلك العام. تم بعدها محاكمته وإعدامه.
فترة شبابه
http://img60.imageshack.us/img60/4485/saddam13ma.gif
وُلد الشهيد / صدام في قرية العوجة في مدينة تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الزراعة، حيث تقيم عشيرتة البوناصر توفي والده قبل ولادته بخمس شهور وقام
خاله، خير الله طلفاح، برعايتهِ حينئذ ، والدته صبحة طلفاح المسلط تزوجت بعد وفاة والده للمرة الثانية وأنجبت لهُ ثلاثة أخوة.
وفي سن الحادية عشر، انتقل إلى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خالهِ ، وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياتهِ كرئيس حين
تسلموا مناصب الإستشارة والدعم لاحقاً.
وبتوجيهٍ من خاله، إلتحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، ارتبط صدام بحزب البعث القومي-العربي، والذي كان خاله خير الله طلفاح داعماً له.
كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي انتشر مده عبر
الشرق الأوسط والعراق والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث.
وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصر والعراق وليبيا.
صعوده في حزب البعث بعد عام من انضمام صدام لحزب البعث العربي الاشتراكي تمكن الضباط الأحرار بقيادة عبد الكريم قاسم من الإطاحة بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة
فيصل الثاني ملك العراق وإستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون
يستسيغون نظام قاسم الاشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون، وكان من بينهم الشهيد / صدام حسين، اغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل، وأصيب الشهيد / صدام بطلق ناري في ساقهِ ولجأ إلى سوريا ومنها إلى القاهرة.
المحافظة على السلطة
تولى صدام منصب نائب رئيس الجمهورية و أسس جهاز المخابرات العراقي الذي كان
يعرف ب( جهاز حنين )، وبدأ بتصفية كل أعداءه وخصومه، وقام بتعيين من يثق به في المناصب الأمنية المهمة مدعماً مكانته.
أصبح الشهيد / صدام رجل السلطة القوي.
وأصبح الحاكم الفعلي العراق قبل أن يصل إلى الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات . وبدأ ببطء بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية وحزب البعث. وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب.
وحيث أصبح الرئيس العراقي أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه، بدأ صدام يأخذ دوراً أبرز كشخصية رئيسية في الحكومة العراقية، داخلياً وخارجياً.
وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في جميع المواقف الدبلوماسية. وفي نهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل ..
تعزيز صدام لسلطته
http://ainnews.net/wp-content/uploads/2010/05/m0dy.net-477901_1245427280-1.jpg
عزز الشهيد /صدام قوته في دوله متشبعة بالتوترات السابقة. فقبل صدام بزمن كان العراق منقسماً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً بين القوميين والشيوعيين والإسلاميين فيما بعد، وتبنى صدام إنشاء جهاز أمني لحماية السلطة من الداخل من الإنقلابات العسكرية والتمردات.
في عام 1973 إرتفعت أسعار النفط بشكل متزايد نتيجة أزمة النفط العالمية. وإستطاع صدام متابعة خططه الطموحة في السيطرة و حكم العراق والوصول به إلى القمة وتطوير العراق بعائدات النفط الكبيرة.
http://www.islamtimes.org/images/docs/000002/n00002037-b.jpg
وبفترة لا تتجاوز بضع سنوات، ونتيجة للطفرة الهائلة في أسعار النفط وتحقيق الدولة موارد مالية كبيرة، قامت الدولة بصرف جزء منها للنهوض بواقع الشعب وقدمت الدولة الكثير من الخدمات التعليمية و الصحية و الاجتماعية للعراقيين، الأمر غير المسبوق في الدول العربية الأخرى.
http://www.b7rfree.com/vb/imgcache2/114.gif
وبدأت الحكومة "الحملة الوطنية لمحو الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي المجاني في العراق" وأنشأت الحكومة التعليم الكلي
المجاني حتى أعلى المستويات العلمية ، مئات الآلاف تعلموا القراءة في السنوات التي تلت إطلاق تلك البرامج. كما دعمت الحكومة عائلات الجنود، ووفرت العناية الصحية المجانية للجميع، ووفرت المعونات المالية للمزارعين.
وأنشأ العراق واحدة من أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط، ولكن بعد الثمانينات أصبحت مظاهر التقهقر واضحة على البلاد، وأخذت الحالة تزداد سوءا حتى تحولت البلاد إلى الأكثر تخلفا في منطقة الشرق الأوسط.
رئاسة الدولة
في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، التي يتواجد بها
حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب صدام عن الساحة.
ولكن، وقبل حدوث ذلك، استقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو 1979.
وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.
http://www.alakhbar.info/files/saddam_hussein.jpg
بعد ذلك بفترة وجيزة ، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو 1979، وخلال الاجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصف هؤلاء بالخيانة وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى
مسامع الحاضرين. وبعد انتهائه من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
العلاقات الخارجية
سعى الشهيد / صدام حسين أن يلعب العراق دوراً ريادياً في الشرق الأوسط ، فوقع العراق
اتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة
آلاف من الخبراء.
ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978، وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي
واتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك الحين وحتى حرب الخليج الثانية
عام 1991.
قام الشهيد/ صدام بزيارة إلى فرنسا عام 1976، مؤسساً لعلاقات اقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك. وقاد الشهيد/ صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم المعارضة الكردية في العراق.
http://www.omaniyat.com/images/s4.jpg
أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسس الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي باسم أوسيراك وسماه العراق ( تموز 1). وتم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية، بحجة أن إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسليحية.
وقال صدام بعد انتهاء الحرب الإيرانيه العراقية مهدداً إسرائيل ( وتلك كانت خطيئة صدام ): بأنه يمتلك الكيمياوي المزدوج وأنه قادر على حرق نصف إسرائيل لو قامت باعتداء آخر على العراق.
بعد المفاوضات العراقية الإيرانية واتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، وكان على العراق التعامل مع
الإنفاصاليين الأكراد في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى اتفاق في 1970 مع القادة الإنفصاليين الأكراد، معطياً إياهم حكماً ذاتياً، ولكن الاتفاق إنهار ، وكانت النتيجة قتالاً قاسياً بين
الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف الجيش العراقي لمناطق الأنفصاليين
الأكراد.
الحرب العراقية الإيرانية
http://img6.imageshack.us/img6/5774/29zt1y0ns0.jpg
مقال تفصيلي :حرب الخليج الأولى
خلال الحرب العراقية الإيرانية
http://www.acig.org/artman/uploads/cphoto02.jpg
في 1979 قامت الثورة الإسلامية في إيران وإطيح بنظام الشاه محمد رضا بهلوي، وأقام الإسلاميين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني، وكانت العراق قبل ذلك قد وقعت اتفاقية الجزائر مع شاه إيران 1975 حول شط العرب فألغى الاتفاقية الرئيس صدام وشن هجوماً عسكرياً على الأراضي الإيرانية، لاسيما خوزستان الغنية بالنفط.
وكان الخميني قبل أن يصل لسدة الحكم
منفياً من إيران منذ العام 1964، وقد أقام في العراق في مدينة النجف ، وقد كان يناوئ حكم الشاه من العراق، في البداية كان مدعوما من الحكومة العراقية في إطار العداء الدائم مع إيران، وبعد ذلك تحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على إبعاد
الخميني عام 1978.
http://www.khomainy.com/files/u1/up/ruhollah_khomeini.jpg
بعد الثورة الإسلامية و وصول الخميني للسلطة،بدأت الاشتباكات الحدودية ت بين العراق وإيران لعشرة أشهر حول الأحقية
بمعبر شط العرب المائي المختلف عليه حيث قامت إيران بعدة هجمات على القرى
الحدودية بين الفترة من 13 يونيو 1979 وحتى آخر هجوم بالطيران يوم 4
سبتمبر 1980 والذي تم إسقاط الكثير من الطائرات الإيرانية في بغداد وضواحيها، (في الهجوم الجوي المكثف على العراق وتم تسجيل سقوط أكثر من عشرين طائرة في اليوم الأول للهجوم)، فما كان من العراق بعد تدارس الوضع ومراسلة مجلس الامن الدولي إلا أن قام باسترجاع القرى التي احتلتها إيران
في 17 سبتمبر 1980 وبعدها تصاعد القصف الإيراني ليطال مدن بأكملها فكان
الرد العراقي يوم 22 سبتمبر 1980، والذي يفصل بين البلدين. فقصفت الطائرات العراقية مطار ميهراباد قرب طهران ودخلت القوات العراقية إلى المنطقة خوزستان الإيرانية الغنية بالنفط في 22 سبتمبر 1980.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/2/26/S07IranIraqWar1.jpg/275px-S07IranIraqWar1.jpg
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية
حيث بدأ العراق هجوما على خوزستان الإيرانية الغنية بالنفط ذات الغالبية العربية وبعد إحراز بعض التقدم الأولي، حتى بدأت القوات الإيرانية بإعادة تنظيم صفوفها حتى مايو 1982 إذ تمكنت القوات الإيرانية من استرجاع أغلب الأراضية التي أحتلتها القوات العراقية و وصلت إلى الحدود الإيرانية العراقية وأصبح العراق يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب. وبإزاء تعنت الخميني
وعدم موافقته على وقف إطلاق النار تبين لصدام بانه أدخل العراق وشعبه في واحدة من أطول حروب الاستنزاف وأكثرها تدميرا في القرن العشرين.
http://images.abolkhaseb.net/saddam/images/president_saddam_husain63_jpg.jpg