السوق هي السوق,,,

[شمعة الحب]

السوق هي السوق
محمد العثيم - 05/03/1427هـ
قال الشاعر : وألقت عصاها واستقر بها النوى، كما قر عينا بالإياب المسافر، والبيت ينطبق على سوق الأسهم السعودية هذه الأيام بعد أن بدا تنظيمها، فالسوق تمر بمرحلة انتقالية في توابع التصحيح، والتنظيم، وتحتاج بعض الوقت لكي تعود إلى تفاعلها، وأقل ما يقال عنها إنها سوق تنشد الرزانة في عمر مبكر، لكنها وبنظمها الجديدة تحتاج إلى وقت أطول فهي مبتلاة ببعض المتعاملين فيها ممن يستفيدون من ثغرات النظم ويخلقون زوابع الفوضى للصيد في الماء العكر، هذه فئة ليست جديدة في السوق، بل هي فئة ثقيلة التحريك، والسيطرة عليها ليست سهلة عندما تقرر صنع السوق بنفسها عن طريق تحرك محافظ كبيرة، وهذه الفئة تستفيد من الوضع القائم حتى بعد تنظيم السوق، وهي تكره التنظيم، وتريد عرقلته لأن التنظيم يضر بمصالحها الشخصية.
الفئة الثانية المقابلة لهوامير السوق هي ساردين السوق المشوش، الذي لا تتحرك أسرابه بشكل، أو اتجاه لغياب الخبرة، وعدم وجود الشركات الاستشارية الوسيطة، وهذه الفئة الثانية في الغالب يحتفون بالحظ، وينتظرون البخت بين الأحمر والأخضر والأعلى والأسفل، و يعملون بلا علم أو دراية، مما يجعلهم اللقمة السائغة في كل تحرك يومي .
هؤلاء يحتاجون إلى شركات وساطة لها جانب استشاري تكون معتدلة السعر، موثوقة التعامل يلجأون لها كمستشار استثمار تعطيهم معلومات أقل تعقيدا عن الشركات التي يستثمرون فيها.
وهنا أكرر النصيحة التقليدية لكل متعامل في السوق ألا يدخل بدون معرفة بالشركات التي يساهم، أو يضارب فيها مع تحديد استراتيجية شراء وبيع عن طريق خبراء معروفين، فليس في كل مرة تسلم الجرة، وها أنتم أيها المتعاملون ترون ما حدث، ودرس اليوم قد لا يعني كل الدروس المقبلة.
كما أقول للجميع إن التنظيم يحمي عموم السوق كمصلحة وطنية؛ ولكن التنظيم لن ينقذ المغامرين، والمتعاملين بدون علم، أو معرفة، أو دراسة للوضع الاستثماري، إذ إنهم يلقون بأموالهم من النافذة دون وعي أين تقع، وارتفاع سهم لا يعني جودته.
إنه من الصعب جدا أن يوجد سوق مثالية، فحتى أعرق الأسواق تهتز بالأحداث المؤقتة، ولن تحمي النظم السوق، ولكن النظم تقلل أثر الكوارث وتجعل المخاطر أقل، وتوجه الناس نحو الأفضل، وحرية السوق هي قاعدة النمو، فالمستثمر الحر هو من يقود عجلة التنمية. __________________