المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أوجه الشبه الاقتصادي والتنموي بين بن راشد وبن جاسم.. وبن فهد؟



هام السحاب
31-10-2010, 01:29 PM
أحمد بو مرعي
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، عندما رنّ هاتف مستشار الشيخ محمد بن راشد، رئيس مجلس الوزراء الاماراتي وحاكم دبي، وطَلب منه الشيخ مرافقته الى مطار دبي الدولي، حيث قام بجولة تفقدية مفاجئة وجد خلالها ازدحاما في كاونترات الواصلين وتغيُّبا كبيرا للمديرين العاملين بدوامات تنتهي الساعة 6 مساء، فقال: «هذا سيعطي انبطاعا كارثيا عنا، فهؤلاء جاؤوا لتمضية العطلات لدينا.. سأعود بعد 6 أشهر..عمتم مساء»، ومنذ ذلك الوقت في عام 2006 تبدّل الوضع كليا في المطار وبدأ المديرون يعملون 24 ساعة.
هذه الرواية سردها جيم كرين في كتابه «مدينة الذهب وحلم الرأسمالية» عن قصة نجاح دبي، وهي ليست الحكاية الوحيدة التي تحدثت عن اشراف بن راشد (61 عاما) بنفسه على مشاريع التنمية في امارته واختياره القادة لادارتها، وعُرف عنه ارساله لـ «المتسوقين السريين» لمتابعة أداء الاسواق أو للبحث عن المواهب، وهو ما ساعده على مراقبة تطور «امارة الاحلام» عن قرب، وتحويلها في زمن قياسي من صحراء خالية الى واحة خضراء يزورها او يمر فيها سنويا ما يُقارب 7 ملايين سائح حتى عام2007 من كل انحاء العالم، قبل أن يتغير المشهد مع الأزمة المالية العالمية التي ضربت سوق الامارة اولا، كردة فعل طبيعية باعتباره الاكثر ارتباطا بالاسواق العالمية في المنطقة.

على مسافة غير بعيدة من الشاطئ الجنوبي للخليج العربي حيث تقع دولة الامارات، يطلّ نظير بن راشد، نجم آخر من صناع المشاريع التنموية المليارية والمتنقل بين السياسة والاقتصاد في امارة قطر، اذ يحرّك الشيخ حمد بن جاسم (51 عاما)، رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، مباشرة او غير مباشرة ملفات التنمية واستثمارات الدولة الخارجية وصندوقها المتعدية قيمته 60 مليار دولار، وهو ما يجعله محط أنظار العالم وصحافته، وقد تؤشر كلمة منه في المحافل الدولية الى ارتفاع أسهم شركات في العواصم الكبرى، ومنها لندن، حيث وقع اختياره أخيرا على متاجر هارودز الفاخرة في صفقة بـ2.3 مليار دولار.
وبيد الشيخ حمد أقوى مؤسسات الدولة، ويعتبر صاحب رقم قياسي في عدد المناصب التي تولاها، وتزيد عن 25 منصبا.
ولأنه معادلة صعبة في الاقتصاد كما هي في السياسة، فهو يقف خلف المشاريع الضخمة المحلية والصفقات العالمية ومنها مشروع «وان هايد بارك» ذي الابراج الاربعة المطلة على حدائق «هايد بارك»، ومن بعيد كان حاول السيطرة على سوبر ماركت «سينزبري» العالمية.
وعلى غرار قفزات دبي، تحولت قطر في أقل من 10 سنوات من دولة غارقة بالديون في نهاية الثمانينات الى دولة يبلغ ناتج كل فرد فيها 100 الف دولار سنويا في الوقت الحاضر، بعد أن قاد الامير حمد بن خليفة آل ثاني ما عُرف بعهد الاصلاح السياسي والاقتصادي الذي بدأه في 1995، وهو مستمر في تحقيق نمو سنوي لاقتصاد قطر، وصل في سنة الازمة 2009 أعلى معدل على مستوى العالم بنسبة 18 في المائة، حسب صندوق النقد الدولي.
ويتوقع أن يستمر في السنوات المقبلة، خصوصا أن 200 مشروع بتكلفة 82 مليار دولار تعمل الدوحة على تنفيذها حاليا، وهي كلها مشاريع تُشكل تحديا للشيخ حمد المُقرب جدا من الامير حمد، لبلوغ طموحات قطر في أن تكون دولة معولمة، في شد الانظار.

الظاهرة الكويتية
والى الشمال الغربي من الخليج العربي، تَصعد ظاهرة كويتية على قائمة نجوم التنمية، اذ يُنظر الى الشيخ أحمد الفهد (47 عاما)، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التنمية والاسكان على أنه النسخة الكويتية لصانعي التنمية في دبي وقطر، خصوصا أنه يُمسك اليوم بملف خطة التنمية البالغة قيمة مشاريعها 30 مليار دينار لمدة 4 سنوات مقبلة، يَعقبها 4 خطط أخرى من 5 سنوات تمتد حتى عام 2035.
وتُعول على الشيخ أحمد شريحة مهمة من الكويتيين في أن يُنقذهم من اقتصاد مُعلق منذ ربع قرن، وبنية تحتية متهالكة ومشاريع معطلة، في مهمة لا يُحسد عليها الفهد الذي يواجه مطبات في السياسة والاقتصاد، لم تُصادف «شبيهيه» المفترضين القطري والدبوي، حيث القرار هناك سهل، بينما أمام الشيخ أحمد برلمان لا يُستهان به، ووزراء ليس جميعهم متحمسون لطموحاته، وتباينات في الشارع حول شخصيته الجدلية منذ أن انتقل من الرياضة في التسعينات الى الاعلام في بداية الالفية الجديدة ثم النفط الذي ادى الى خروجه من الحكومة في 2006 بحجة أنه «وزير تأزيم» على زعم نواب، لكنه بقي برتبة وزير على رأس أحد أهم أجهزة الدولة جهاز الامن الوطني، وليعود في العام الماضي الى اللعبة الحكومية من بابها العريض، حيث بيده نظريا توزيع كيكة التنمية التي يتصارع الجميع عليها، مع فارق أن عودته أحدثت انسجاما نسبياً بين السلطتين، واقرار أكبر خطة تنموية في تاريخ الكويت واستقرار الحكومة بعد أن تغيرت 5 مرات قبل أن يأتي الفهد في التشكيلة السادسة.

الفهد.. النوم 4 ساعات فقط
ورغم هذه التحديات، فإنه، كما الشيخان في الامارتين المجاورتين، يتمتع بضوء أخضر وثقة من اعلى السلطات، فهو بمنزلة «الابن المدلل» للنظام كما يقول مواطنون متحمسون له، مما يجعله متحمسا للانجاز لتحقيق رؤية الامير في تحويل الكويت لمركز مالي وتجاري في المنطقة.
فبحسب أحد المقربين منه في العمل السياسي اليومي، وبمعلومات يكشفها للمرة الاولى لـ القبس يقول أن الشيخ أحمد يعمل منذ اقرار الخطة في فبراير الماضي بما يزيد عن 18 ساعة، بحيث يصحى الثامنة صباحا ويذهب يوميا في التاسعة لمقابلة سمو الامير ثم المقابلات الرسمية الاخرى، وينتقل بعدها في العاشرة الى مكتبه في المؤسسة العامة للرعاية الاسكانية.
ومن دون استراحة أو نوم بعد الظهر كما يفعل معظم الكويتيين، يستمر في العمل الى الخامسة عصرا، ويتوجه عقبها الى منزله للغذاء ثم يعود في السابعة والنصف مساء ليتابع عمله حتى الحادية عشرة قبل منتصف الليل، ومنها يتحول الى الديوانيات واللقاءات الاجتماعية واجراء الاتصالات، كما يوقع أحيانا على البريد ويراجع الاعمال، التي قد تستمر للساعة الرابعة صباحا، وهو موعد نومه الذي لا يزيد في معظم الايام عن 4 ساعات للشخصية اللافتة والديناميكية و«الكوول»، كما يصفها المُقرب. وهي صفات يُمكن ملاحظتها من النظرة الاولى للشاب الذي تُجمع النساء في المدونات الالكترونية على وسامته، «فهو شيخ وجميل وفي عهدته مشاريع شركات بمليارات الدولارات، فهل هناك مواصفات أفضل من ذلك؟».

بين الكاريزما والتنمية
في الواقع، ثمة اشكالية مطروحة في مدى العلاقة بين الكاريزما التي تجمع شخصيات بن راشد وبن جاسم وبن فهد، وبين نماذج التنمية التي صنع أحدها بن راشد الى ما قبل ازمة دبي، ويستمر بن جاسم في صياغتها، والنموذج الذي يريد بن فهد خلقه بين دول تسعى الى أن يكون لها مكان بين المراكز المالية الاقليمية وربما العالمية، علما أن أبرز ما يميز المراكز وجود ارادات مواطنين وشعوب على جانبي الانتاج والاستهلاك، كما الحال في سنغافورة مثلا، حيث تقع في منطقة ذات كثافة سكانية عالية مستقرة تمتد من دول النمور الاسيوية الى الصين والهند، وهي منفتحة على الاقتصاد العالمي ومعدلات الفساد فيها من الاقل عالميا، وتتمتع بحرية واسعة سياسيا واجتماعيا، مع العلم أن المراكز الدولية حاليا تتجه نحو التخصصية في نماذجها. فكيف نجح نموذج بن راشد بوجود 7 ملايين نسمة قبل الأزمة، 16 في المائة فقط بينهم مواطنون مستقرون، وماذا عن طموح قطر ذات الـ1.7 مليون نسمة وبينهم أيضا 16 في المائة مواطنون، وهل يستطيع الفهد بوجود مليون كويتي وضعفهما من المقيمين صناعة نموذج جديد؟

الحريري وبن راشد
في المنطقة نماذج تنموية عدة ظهرت في التسعينات وظهرت بوضوح في الالفية الجديدة، في كل من مصر والمغرب وسوريا والاردن وحتى جزر القمر، لكن نموذجا واحدا برز في منطقة الشام مثلا، قاده رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الذي اغتيل، واستمر من التسعينات الى 2004، واستطاع الحريري بكاريزماتيته أن يجذب السيولة الخارجية والاستثمارات رغم المخاطر العالية في البلد المضطرب سياسيا وأمنيا، وما زالت التنمية مرتبطة به حتى اليوم، رغم محاولات ابنه أن يصنع كاريزما ما.
وفي التوقيت نفسه، كان بن راشد يستقطب الاموال الى امارته الموعودة بالعالمية، بعد أن لمع اسمه بتشجيع من والده، باني دبي الحديثة راشد بن سعيد آل مكتوم الذي كان يجد فيه شخصية قائد، خصوصا أن الأخير بحث في خلق الثروة بعيدا عن النفط الذي لم يظهر في دبي كما تدفق في العاصمة ابوظبي وفي الدول المجاورة.
والولد النجيب أدرك منذ السبعينات، عندما عيّنه والده مسؤولا عن ادارة مطار دبي الدولي، الفراغ في المنطقة في حركة الملاحة من طيران وموانئ، بعد توقفها في بيروت بسبب الحرب اللبنانية وفي فلسطين بسبب الاحتلال وفي سوريا بسبب اختيارها الخط الاشتراكي واغلاق سوقها، ثم لاحقا في العراق وايران بسبب الحرب بينهما، ليعلن سياسة الاجواء المفتوحة التي تسمح لأي خطوط بالطيران بلا قيود، ويحول مطار دبي الى مركز لاعادة تموين الطائرات بالوقود في رحلاتها بين أوروبا وآسيا.

قفزات الفقاعة
ولاحقا انشأ شركة طيران الامارات في 1985 بطائرتين مستأجرتين لتصبح اليوم ثاني أفضل شركة طيران بالعالم، بحسب دليل الترفيه والسياحة العالمي. وقبلها وسّع ميناء جبل علي الذي تصنّفه موسوعة ويكيبيديا كأكبر ميناء صنعه الانسان في العالم، ليكتشف بن راشد في التسعينات أنه يمكنه الذهاب نحو القطاع التجاري والسياحي بعد أن مهّد البنية التحتية للنقل والطيران ولتجارة الترانزيت، فأطلق مهرجان دبي للتسوق، لحقه القرار الخطير في 2002 باصدار قانون التملك الحر سامحا للاجانب بتملك منازل في الامارة، متزامنا مع تراجع الاستثمارات البترودولارية في الولايات المتحدة الى 1.2 مليار دولار من 25 مليار دولار بعد أحداث 11 سبتمبر، حسب تقديرات البنك الدولي، ويتوقع أن الفارق تحوّل الى دبي، من دون اغفال المال الذي اتجه للامارة من افغانستان وايران وجوارهما، في تحولات اقليمية ودولية ضاعفت عدد الوافدين وأشعلت الفتيل الاول لفقاعة العقارات التي انفجرت نهاية 2008 مع الازمة العالمية، مصحوبة بانفجار فقاعة الاسهم التي دخلت دبي على خطها في 2002 بانشاء مركز دبي المالي العالمي.
وصحيح أن نموذج دبي فقد جزءا مهما من صورته المبنية في 25 سنة، بيد أن الشيخ محمد استطاع بكاريزماتيته أن يحفظ بعض رونق الصورة، وحتى في عزّ الأزمة لم يعترف بالهزيمة، واستمر في بناء أطول برج في العالم (برج خليفة) بتكلفة 1.5 مليار ومنتجع اطلنتس بكلفة شبيهة في اضخم حفل افتتاح بالعالم تكلّف 20 مليون دولار، وظل يقول الشعر وأهمه «وللموج لما يثابر.. صبر عجيب عجيب.. يا ذا البعيد القريب.. الليل لا زال عابر».
وفعلا تعود الحياة رويدا رويدا الى دبي، كما هي الحال بالمنطقة كلها، ربما لأنه ليس من السهل محو الصور الاعلامية التي سيطرت طيلة فترة تألق دبي، واستخدمت خلالها كل عبارات العظمة من «أكبر وأضخم وأعرض وأطول..الخ»، أو ربما لأن كاريزما بن راشد وثقته بنفسه تفلحان كل مرة في اقناع المستثمرين الدوليين.

قطر المستقبل
ويبدو أن الدوحة تريد أن تُلاحق هذا النموذج التسويقي الدولي، مع فارق أنها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بإنتاج يُقارب 40 مليار متر مكعب سنويا، ومن بين الخمسة الكبار في احتياطيات الغاز. وتكفي هذه المصادر لتضعها في قائمة الدول المؤثرة ـــ وسط توقعات بطلب هائل على الغاز في العقود المقبلة لتوليد الطاقة الكهربائية ـــ ولكي تستغني عن كل عمليات الترويج المُضخّم الذي قامت به دبي غير النفطية. غير أن قطر انشغلت منذ وصول الامير في منتصف التسعينات وذراعه التكتيكية حيناً والاستراتيجية احيانا أخرى الشيخ حمد بملء فراغات تنموية في قطاعات الاعلام والثقافة والرياضة، في معادلة جديدة على المنطقة وتحمل مجازفة في بعض جوانبها, فأي سائح سيأتي الى قطر لزيارة المتاحف مثلا ؟
ويُجمع كثيرون أن الشيخ حمد وزير الخارجية آنذاك هو من اطلق قناة «الجزيرة» التي غيّرت المشهد الاعلامي العربي باجماع عالمي، في وقت كان هو من يقود أول صلح لامارة خليجية مع اسرائيل ويفتح أبوابه وأجواءه ومياهه للقوات الاميركية في حلف مع واشنطن، لا يختلف مع حلف آخر مع عدوتها طهران التي يفصل بينها وبين قطر بحر صغير، في تركيبة من الارتباطات المعقدة تُمكّن أمير قطر من الوصول الى بيروت قادما من تل أبيب، واستقباله بحفاوة من حزب الله ثم التوجه به نحو الضاحية الجنوبية، وكلها معادلات يهندسها الشيخ حمد الذي تكشف كاريزماتيته أنه أحد أكبر قدرات الدولة، خصوصا عندما يصر على لعب ادوار وساطة يصعب على دول كبيرة الخوض فيها.
لكن بنظر البعض تبدو الصورة وكأنها تواجه التناقضات وقلة الوضوح، في وقت تزيد الدوحة على هؤلاء تعقيدات في المشهد عندما تصر على الانفاق الملياري على التعليم والصحة، من دون اغفال اهتمامها بشراء دار المزادات كريستيز وبناء متاحف وانشاء قناة الجزيرة الوثائقية، واصرارها على استقبال مباريات كأس العالم في 2022 ونيتها بناء 5 ملاعب بـ4 مليارات دولار, واستعدادها لتنظيم اولمبياد 2016 بعد ان نجحت في استقبال الالعاب الاسيوية 2006.
ورغم هذه الاستحقاقات القطرية غير المتجانسة، فإن قطر تضع في الصفحة الاخيرة (31) من ملف خطتها الوطنية لعام 2030 شعارا في «تصميم هندسي متناسق الاجزاء» كما تشرحه، وتقول إن العنصر الاساسي فيه «العين» التي تعكس الرؤية، حيث تؤكد الدوحة في تعريف خطتها أنها «تقيم جسرا يصل الحاضر بالمستقبل.. ومجتمع حيوي مزدهر تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية»، ومصطلح العدالة تردد أيضا في خطط شبيهة في المنطقة وكلها تنتهي في 2030 في أبوظبي والبحرين، وبعدها بـ5 سنوات في الكويت.

القادة وسباق التنمية
ولأنه سباق تنموي، يجري خلفه كل القادة العرب، بعد أن بدت بعض شعوب المنطقة وكأنها ملت القضايا السياسية الكبرى وترغب في الرفاه أولا، لا يبدو أن المشاريع ستلقى صدى بلا صُناع نماذج، على الاقل كما أظهرت التجربة في لبنان ودبي، وهو أمر يُلاحظ أن الشيخ الصاعد أحمد الفهد يدركه، وهو يعوّل على كاريزماتيته وصورته الاعلامية لصناعة مجده المقبل. فلا يترك مناسبة حتى يظهر فيها بطلّة جديدة لافتة تعيده الى الضوء، كتلك التي أطلّ فيها بشعر طويل نسبيا، شبيه بتسريحات الشعر الشبابية والمنتشرة عند شباب القبائل خصوصا، وقيل وقتذاك إن أحمد الفهد يريد التقرب من الشباب البدوي الطموح بتسريحته هذه، خصوصا أن التيارات السياسية البدوية تحوّلت في الفترة الاخيرة من الموالات التاريخية الى المعارضة.
ولطالما كان الفهد الاكثر قربا من المناطق الخارجية في محاولة منه للموازاة مع المناطق الداخلية، وهي نقطة قوة له في مهمته المستقبلية، خصوصا أن هؤلاء المشكلين لـ60 في المائة من الناخبين بدؤوا يبحثون في قضايا كان مسكوتا عنها في الجيل الأول كتوزيع الثروة، والغاء مركزية العاصمة التجارية التاريخية.

صفات العظماء والفهد
ولا ينقص الشيخ أحمد شيء من صفات محمد بن راشد، فهو يكتب الشعر ويهوى تربية الخيول والصقور والصيد ويعرف كيف يثير الاقلام الصحافية، تماما كما الحال عند الشيخ محمد، يُضاف اليها اجماع على حنكته السياسية، حتى انه استطاع أن يحوّل خصومه في كتلة العمل الشعبي، وعلى رأسهم النائب أحمد السعدون، الى داعمين له في الملف السكني الذي يضعه الفهد على رأس أولوياته. وربما نجاح السعدون في اللجنة السكنية البرلمانية جاء بتكتيك ذكي لكي يكون السعدون بقاعدته الشعبية الجامعة بين كل أطياف المجتمع الكويتي مراقباً وشاهداً على انجازات الفهد المفترضة والموعودة مستقبلا في حل مشكلة انتظار المواطن للمسكن والبالغة 80 ألف طلب, وهو في السياسة قريب من حمد بن جاسم مع فارق في اللعبة داخل مؤسسات النظامين.

رؤية التنمية الثلاثية
لم يصدر الشيخ أحمد كتاب «رؤيتي» كما فعل الشيخ محمد بن راشد، وتحتاج الى متابعة طويلة لتصريحاته لاكتشاف نظرته للتنمية، علما أنه كتب صفحة لمشروع خطة التنمية جاءت بعد كلمة لسمو الشيخ ناصر المحمد، التي تلت مقتطفات من خطابات للأمير.
ومن المقربين منه تعلم أنه يقول لازمة هي «اليوم البلد اللي ما يتقدم، يتأخر.. مو واقف»، وعلى هذا الأساس يؤمن أن التقدم يحتاج الى التحرك حتى لو أدى ذلك الى تحمّل مخاطرة ما، ويؤمن أيضا أن هناك 3 أمور تقع على رأس الرؤية التنموية للكويت:
- انجاز ميناء بوبيان، بحيث يلبي احتياجات أكبر من الكويت الى الدول المجاورة وعلى رأسها الدولتان الشماليتان العراق وايران.
- تطوير حقول الشمال وتسوية الملفات العالقة مع العراق.
- خط الحرير، بحيث تكون الكويت نقطة رئيسية للتجارة الاقليمية وما بعد الاقليمية، علما أن التجارة العابرة باتجاه الشمال هي الركيزة لمركز الكويت المنشود في شقه التجاري.

مؤشر التنمية
ثمة عبارة كانت كثيرة التردد تزعج الشيخ احمد هي أن «الكويت الماضي ودبي الحاضر وقطر المستقبل»، وهي كافية لكي تُحبط الجري خلف انجازات، لكن الشيخ أحمد الذي قال المُقربون منه ان لديه قدرة على ترويض الحيوانات المفترسة وان يكوّن معها علاقة، لأنه يؤمن أن «الحيوان يهاجم الشخص الذي يخاف منه»، ربما يأخذ بما يقوله صاحب التجربة الحاضرة في دبي. ومما قاله بن راشد: «في كل صباح في أفريقيا يستيقظ غزال، يُدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من خطوات الأسود والا كان الموت مصيره. وفي كل صباح يستيقظ أسد، يُدرك أنه يجب أن يعدو بخطوات أسرع من أبطأ غزال والا فسيموت جوعا.. لا يختلف عليك الامر سواء أكنت غزالا أم أسدا، عندما تبزغ الشمس عليك أن تعدو بأقصى سرعة».
هناك أمر آخر يذكره المُقرب عندما يشير للمحبة التي يكنّها الفهد لموقع مكتبه: «المكتب يطل على مشروع مستشفى جابر، وهو يوميا يتابع تنفيذ أعمال المقاول، وبعد تأخر دام 3 سنوات في ترسية المشروع، يعتبر الفهد الانجاز اليومي بمثابة مؤشر لسير التنمية».


الشيخ احمد الفهد

الشيخ حمد بن جاسم

الشيخ محمد بن راشد


المصدر
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=648103&date=31102010

حقل الشمال
31-10-2010, 01:44 PM
ماقصرت

الموضوعي
31-10-2010, 01:44 PM
بعد سبع سنوات من الطفرة دبي تتقدم على قطر بعشرين سنة في مجال البنية التحتية وماشفنا في قطر إلا تصريحات وحفر ومشاريع فاشلة او دون الطموح ، وشعار المسؤولين في قطر (شلك بعوار الراس ، مب في يدي ، مشروع مؤقت ، يستثنى فلان بن فلان من القانون الفلاني )

مرتبش
31-10-2010, 01:48 PM
جميل
وخوش مقولة للفهد
البلد اللي مايتقدم ..يتأخر ما يوقف