المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التبادل التجاري بين قطر والصين تجاوز 3 مليارات دولار



ROSE
01-11-2010, 06:45 AM
التبادل التجاري بين قطر والصين تجاوز 3 مليارات دولار

العلاقات بين البلدين شهدت تطورات كبيرة في جميع المجالات
قطر بصدد التوقيع على اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع الصين قريباً
جناح قطر في اكسبو شنغهاي حقق نجاحاً كبيراً ونتطلع للمشاركة في المعارض المستقبلية
المكاتب التمثيلية للشركات القطرية في الصين تساهم في تطوير التبادل التجاري بين البلدين
استثمار جهاز قطر في البنك الزراعي الصيني يعد استثماراً استراتيجياً
الصين تتعاون مع دول المنطقة كمنظومة واحدة ودول التعاون بصدد التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة
مشاورات ولقاءات مكثفة في الدوحة والصين لبلورة التوقيع على الاستراتيجية قريباً




شنغهاي- يوسف الحرمي:

قال سعادة السيد عبدالله بن عبدالرحمن المفتاح سفير الدولة لدى جمهورية الصين أن التبادل التجاري بين دولة قطر والصين تجاوز ثلاثة مليارات دولار خلال العام 2009.
وقال في حديث للصحف المحلية خلال متابعتها لفعاليات جناح دولة قطر في معرض شنغهاي ٢٠١٠ الذي اختتم أمس الأحد إنه يتوقع أن يرتفع الميزان التجاري بين قطر والصين إلى ما يقارب ٥ مليارات دولار خلال الأعوام القادمة وأكد سعادة السفير أن علاقات البلدين شهدت تطورات كبيرة في المجالات الاقتصادية والسياسية مع الصين.
وأشار إلى أن قطر وقعت اتفاقيات مع الصين في مجال الطاقة خاصة الطاقة النظيفة والبتروكيماويات وتسلمت الصين أولى شحنات الغاز الطبيعي القطري العام الماضي.
وقال إن دولة قطر بصدد التوقيع على اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع الصين خاصة في المجال السياسي والاقتصادي وتجرى الآن مشاورات ولقاءات مكثفة في الدوحة وبجين لبلورة تلك الاستراتيجية والتوقيع عليها قريباً.
وذكر سعادة السفير أن الصين تتعاون مع دول المنطقة كمنظومة واحدة ودول التعاون بصدد التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع الصين التي يجري دراستها منذ فترة وقطعت شوطاً كبيراً.
فيما يلي نص الحوار الذي أجريناه مع سعادة سفير دولة قطر لدى الصين الشعبية:
> كيف تقيمون العلاقات القطرية الصينية وهذه التظاهرة الكبيرة في اكسبو شنغهاي؟
- العلاقات القطرية الصينية انطلقت عام ١٩٨٨ حيث تم افتتاح السفارة في بجين عام ١٩٨٩ ومنذ تلك الفترة تشهد علاقات البلدين تطورات كبيرة في المجالات الاقتصادية والسياسية.. وتربطنا علاقات سياسية ممتازة مع الصين وهناك تنسيق قوي بين الدولتين في كافة المحافل الدولية.. ووجهات نظر البلدين في كافة القضايا الدولية دائماً متطابقة في المحافل والمنظمات الدولية.. وفي المجال الاقتصادي فان الميزان التجاري بين البلدين يتطور باستمرار وهو الآن في أحسن حالاته بعد توقيع قطر اتفاقيات في مجال الطاقة خاصة في قطاع الطاقة النظيفة والبتروكيماويات مع بجين العام الماضي حيث تسلمت الصين أولى شحنات الغاز الطبيعي القطري العام الماضي وقد وقعت قطر على العديد من الاتفاقيات وهناك مشروعات مشتركة واتفاقيات واستثمارات تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى خلال زيارة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مايو الماضي. وفيما يختص بمشاركتنا في اكسبو شنغهاي فان قطر تشارك في كافة الفعاليات التجارية والاقتصادية الدولية ومثل هذه المشاركات الدولية هامة بحكم شراكتنا التجارية والسياسية القوية التي تربطنا بالصين.
وقد بذل المسؤولون واللجنة المشرفة واللجان المتخصصة والاداريون في انجاح المشاركة القطرية كي تظهر قطر بصورة لائقة ويرفع اسمها في المحافل الدولية. وأشار أن التبادل التجاري بين البلدين يتجاوز حاليا نحو ٣.٢ مليار دولار ونتوقع أن يتضاعف التبادل التجاري بعد تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالغاز والبتروكيماويات إلى خمسة أضعاف في السنوات القادمة.
> التعاون الاقتصادي مع الصين كما ذكرت يشهد قفزة كبيرة ما هي القطاعات التي يتركز فيها ذلك التعاون؟
- التعاون الاقتصادي مع الصين بدأ بتصدير النفط منذ فترة والآن تعزز التعاون المشترك بصورة كبيرة وقوية في مجال الغاز الطبيعي والبتروكيماويات حيث توجد مكاتب تمثيلية للشركات القطرية في بجين خاصة قطر غاز وقابكو وتشمل المستوردات كافة السلع الاستهلاكية مثل الأثاث، الجلديات والالكترونيات والمعدات والملابس.
> كيف ترى مستقبل الشراكة مع الصين في الفترة القادمة؟
-قطر بصدد التوقيع على اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع الصين خاصة في المجالين السياسي والاقتصادي وتجري الآن مشاورات ولقاءات مكثفة في الدوحة وبجين لبلورة تلك الاستراتيجية والتوقيع عليها قريبا وتتركز بالدرجة الاولى على التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين في القضايا المشتركة وفي المحافل الدولية والاقليمية كما ان استهلاك الصين من الطاقة كبير والطلب يتصاعد باستمرار وتعتبر قطر مصدرا مهما للصين في مجال الطاقة النظيفة والبتروكيماويات.
> ما أهم ما يميز العلاقات الصينية القطرية؟
- الصين دولة كبيرة ويتصاعد استهلاكها للطاقة وهي موجودة في دول الخليج وذلك يحقق نوعا من الشراكة والمصالح المشتركة كما اننا نحتاج اليهم بحكم ان الصين سوق استهلاكية هائلة.
> ما هي الرسالة التي تريد قطر ارسالها للعالم عبر مشاركتها في المعرض؟
- نريد ان نقول للعالم إن قطر رغم انها دولة صغيرة ولكنها تملك إرادة سياسية كبيرة وثقافة وتراثا كبيرين وهي تسعى جاهدة لتطوير مواردها الطبيعية خاصة في مجال الطاقة النظيفة وان اقتصادها يتحرك للامام بقوة وهي كبيرة بمساهماتها في المحافل الدولية.
> كيف ترى الدور المستقبلي للصين كقوة اقتصادية وسياسية؟
- الصين تملك كافة المؤهلات لتصبح قوة اقتصادية يشار لها بالبنان وخلال السنوات العشرين الماضية حققت الصين قفزات هائلة اقتصاديا وسياسيا تملك الصين الموارد الاقتصادية والموارد البشرية حيث يصل سكانها لنحو ١.٥ مليار نسمة حاليا.. كما تشهد الصين استقرارا سياسيا يؤهلها لتكون قوة كبيرة مؤثرة على الخريطة العالمية كما ان الصينيين ملتزمون كثيرا بهويتهم الثقافية وينفتحون على العالم بحذر شديد.. يؤكد الخبراء أن الصين قادمة بقوة لتكون المارد الاقتصادي الجبار الذي سيلتهم اقتصاد العالم بمليارات الايدي العاملة الرخيصة كما ان استهلاكها النفطي الكبير سبب تصاعدا كبيرا في اسعاره والاقتصاد الصيني يبلغ الآن ١٨٪ من حجم الاقتصاد الامريكي قياسا بالدولار، و ٧٦٪ من الاقتصاد الامريكي قياسا الى القدرة الشرائية. والاقتصاد الصيني قد يصبح بحلول عام ٢٠٥٠ أكبر من الاقتصاد الامريكي بمقدار ٤٣٪ قياسا بالقوة الشرائية وسجل الاقتصاد نموا بنسبة ٩.٦٪ خلال الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بــ ١٠.٣٪ في الربع الثاني من العام الماضي.
> وعلاقة الصين بدول مجلس التعاون كيف تقيمها؟
- الصين تتعامل مع دول المنطقة كمنظومة واحدة رغم ان تعاونها متفاوت من دولة وأخرى ودول التعاون بصدد التوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة مع الصين يجري دراستها منذ فترة.. وقد قطعت المشاورات والمباحثات حولها شوطا كبيرا وتستهدف بالدرجة الاولى الوصول الى تفاهمات مشتركة تحقق مصالح الطرفين وتكون متوازنة ليس فيها طرف خاسر.
> وماذا ستضيف الاتفاقية للتعاون الخليجي الصيني المستقبلي؟
- بلا شك فإن اتفاقية التجارة الحرة ستحقق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي الصيني الخليجي في كافة المجالات مما يسهل آفاق التعاون بين الجانبين دون أي عقبات.
وقال السفير ان هناك العديد من الزيارات الى الدوحة على مستوى المسؤولين الصينيين، ولا تنقطع هذه الزيارات.
وقال:اقتنصت قطر الفرصة من خلال مشاركتها في معرض اكسبو شنغهاي ٢٠١٠، فقطر اذا كانت دولة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في مشاركتها في المحافل الدولية والمعارض الدولية، فالدول ليست بمساحاتها، انما بمساهماتها في المحافل الدولية، ومدى تأثيرها.
وبلا شك مشاركة قطر جاءت بتوجيهات عليا، فلقد تخطينا مرحلة ان نكون في محيطنا الاقليمي، وخرجنا الى العالمية، والاعلام العالمي يتداول اسم قطر بصورة مستمرة، واصبح اسم قطر موجودا على الخريطة الدولية.
المعرض خلال الـ ٦ أشهر، نقل رسالة صحيحة للجميع، وللصين بالذات، ان قطر قادرة على تنظيم اي بطولة عالمية، خاصة مونديال كأس العالم ٢٠٢٢، فقطر تستطيع ان تشارك بكل فاعلية ونجاح في تنظيم المونديال.
وأضاف :نحن سفراء ، دورنا كدور اي مواطن او مؤسسة وطنية قطرية، حيث نبذل كل جهودنا لابراز دولتنا بالصورة الصحيحة والتي تستحقها، وان نقول للجميع اننا قادرون في قطر على تنظيم اي مسابقة دولية سواء أكانت صغيرة ام كبيرة، وكانت آسياد شاهدا على ذلك، ونموذجا على قدرة قطر في المساهمة القوية، ونحن نقوم بواجبنا في سفارة قطر لدى الصين، مثل بقية السفارات القطرية حول العالم.
وأشار إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية قطعت خطوات كبيرة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام ١٩٨٨، فهناك علاقات جيدة ومتميزة بيننا وبين الصين، فهناك تنسيق في المحافل الدولية، وعلى مستوى المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وغيرها.
وعلى المستوى الاقتصادي فقد قفز الرقم التجاري قفزة كبيرة حيث تجاوزنا المليار دولار العام الماضي، وسوف تتضاعف هذه الارقام بحكم ان قطر وقعت مع الجانب الصيني عقودا كبيرة في مجال الغاز بالتحديد، ونتوقع ان يصل الى ٥ اضعاف.
وقال إن هناك زيارة قريبة لسعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة، وهو يأتي دائما في زيارات روتينية من اجل دفع هذه العلاقات الثنائية قدما. وسوف يجتمع بكبار المسؤولين سواء على المستوى السياسي أو المستوى الاقتصادي.
ويشمل جدول الاعمال دفع العلاقات الثنائية الصينية القطرية في مجال الطاقة، حيث ان هناك بعض العقود التي سيتم تفعيلها، كما ان هناك بعض الاتفاقيات سيتم استكمالها، وهو حريص دائما على زيارة هذه المنطقة والتي تشمل كوريا واليابان وسنغافورة، والتي تأتي دائما في هذا الاطار.
- سعادة السفير، نشهد منذ فترة ما اصطلح على تسميته (حرب عملات) قائمة أساسا بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث ضغطت الأولى وتستمر من اجل الدفع الى رفع قيمة صرف اليوان الصيني، وقد خطت الصين بعض الخطوات في هذا الاتجاه برفع قيمة عملتها، هل هناك تأثير ظاهر لهذا الارتفاع على العلاقات التجارية بين الصين وقطر أو على تسعير صادرات قطر من النفط والغاز نحو الصين؟
لا توجد، للآن، أي تأثيرات واضحة لتذبذبات العملات على تعاملاتنا التجارية مع الصين، والأمر سيان بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي والدول الخليجية المصدرة للنفط نحو الصين، ولم يتم اثارة هذه المسألة مطلقا. فالأمر واضح على اعتبار ان العملات الخليجية مرتبطة بالدولار وتسعير برميل النفط يتم بالدولار، فلا يوجد تأثير مباشر على عملية تسويق النفط والغاز القطري والخليجي عموما نحو الصين. فالمشكل القائم يبقى بين الولايات المتحدة والصين فقط.
لوحظ في فترة الأشهر الماضية تذبذب صادرات قطر من النفط نحو الصين بين ارتفاع وانخفاض من شهر لآخر، فما مرد ذلك، هل هو الى اسعار النفط القطري التي ترتفع احيانا بما يجعلها أقل تنافسية ام ان الامر راجع الى الصعوبات اللوجيستية المرتبطة بنقل النفط القطري الى الصين؟
في الحقيقة هناك عقود بين الطرفين تحكم صادرات قطر من النفط نحو الصين، وهناك بنود في هذه العقود تحدد الكميات وآجال التسليم، فالأمر طبيعي ومرتبط ببنود العقود الموقعة في هذا المجال، وليس هناك أية اشكالية.
- ما حجم المبادلات التجارية لقطر مع الصين، وما آفاق تطويرها؟
- لقد تجاوزت المبادلات التجارية بين البلدين قيمة ٣ مليارات دولار خلال العام ٢٠٠٩ ، بينها اكثر من مليار دولار خارج النفط والغاز. وقد وقعنا العام الماضي العديد من الاتفاقيات مع الصين وعلى ضوئها اتوقع ان يرتفع الميزان التجاري بين البلدين بنهاية العام الحالي الى ما يقارب ٥ مليارات دولار. وفي الاعوام المقبلة ستشهد المبادلات المزيد من الارتفاعات لان هناك اتفاقيات وقعت بالاحرف الأولى وسيتم تجسيدها في الفترة المقبلة.
- ما المجالات التي تشملها هذه الاتفاقيات الموقعة مع الصين؟
هناك العديد من مجالات التعاون التي شملتها الاتفاقيات الموقعة مع الصين، وابرزها بالتأكيد في قطاع الطاقة، فنحن نصدر اساسا النفط والغاز، وتقضي الاتفاقيات بتعزيز صادرات قطر من الغاز نحو الصين، بالاضافة الى تصدير البتروكيماويات.
واعتقد ان وجود مكاتب تمثيلية تجارية للعديد من الشركات القطرية في الصين سيساهم في تطوير المبادلات التجارية، فنحن لدينا ٤ الى ٥ مكاتب تمثيلية في مختلف المدن الصينية الكبرى، اذ هناك مكتب تمثيلي لصناعات قطر وقافكو، وآخر لقطر غاز ومكتب تمثيلي لبنك الدوحة في مدينة شنغهاي بالاضافة الى مكتب تمثيلي لجهاز قطر للاستثمار تم افتتاحه مؤخراً.
- على ذكر جهاز قطر للاستثمار، فقد انجز في الاشهر الماضية واحدة من اكبر عملياته الاستثمارية هذا العام هنا في الصين من خلال شرائه لحصة كبيرة في اكتتاب البنك الزراعي الصيني، قدرتها اوساط اعلامية بقيمة ٦.٨ مليار دولار. كيف يمكن لهذه الخطوة ان تساهم في تعزيز التوجه الاستثماري لدولة قطر في ثاني اكبر اقتصاد عالمي وفي آسيا عموما؟
ان استثمار جهاز قطر في البنك الزراعي الصيني يعد استثمارا استراتيجيا وقد قدم صورة عن قدرات قطر للمساهمة في اقتصاد الصين الذي يعد ثاني اكبر اقتصاد في العالم. كما ان هذا الاستثمار ذو جدوى عالية بالنظر الى امكانات الاقتصاد الصيني في النمو وكذا للموقع المتميز للبنك الزراعي في تمويل هذا النمو. فجهاز قطر للاستثمار عبر من خلال تملكه لهذه الحصة الهامة في رأس مال البنك الزراعي الصيني عن نيته الاستثمارية القوية في الصين، ونحن نتطلع من خلال جهاز قطر للاستثمار الى حصة اكبر في هذا البنك وفي مؤسسات مالية واقتصادية اخرى بالصين.