المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الخضر مع موسى عليهما السلام



امـ حمد
11-11-2010, 01:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة الخضر مع موسى عليهما السلام

بدأت حكاية موسى عليه السلام مع الخضر عليهما السلام ، حينما كان عليه الصلاة والسلام يخطب يوماً في بني إسرائيل، فقام أحدهم سائلاً, هل على وجه الأرض أعلم منك, فقال موسى, لا، إتكاءً على ظنه أنه لا أحد أعلم منه،
فعتب الله عليه في ذلك، لماذا لم يكل العلم إلى الله، وقال له,إنَّ لي عبداً أعلم منك وإنَّه في مجمع البحرين،بعزم موسى عليه السلام على الرحلة إلى مَجْمع البحرين في طلب العلم ، كما قال تعالى( وَإذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) ثم تتابعتْ الأحداث حيث نسيا الحوت وواصلا طريقهما، ثم تنبها لنسيانه فعادا، ولقي موسى عليه السلام الخضر عند مجمع البحرين، والخضر (والقول بنبوته قوي ) عبد صالح وهبه الله نعمة عظيمة من العلم وفضلاً كبيراّ( فوَجَدَا عبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً)وتستمر القصة حين يعرض موسى عليه السلام على الخضر مرافقته لطلب العلم، والشرط بينهما،وما حصل أثناء هذه الرحلة من أحداث، في تسلسل قرآني جميل( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا, قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا, وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا , قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا , قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا )ثم انطلقا، وحصلت المواقف التي لم يصبر موسى عليها، وكان الختام حين افترقا، ليقدم المعلم للمتعلم تفسيراً لكل ما حصل، في دروس عظيمة ظلت خالدةً تتلى(قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) ثم بدأ يشرح له,العجب بالعلم مكمن الخطر, فعلى الإنسان ألاّ يعجب بعلمه أو بظنّ بنفسه وصول المنتهى,ويظهر ذلك في معاتبة الله تعالى لموسى عليه السلام بعد أن سئل عن أعلم الناس فنسب ذلك إلى نفسه، وهو درس لمن وراءه، أن لا يرى في نفسه إعجاباً بعلمه أو فهمه أو تميزه، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وما أوتي الإنسان من العلم إلا قليلاً حتى لو كثر,وتُلحظ مسألة حب الاستطلاع واضحة جليّة، وتتمثل في ذهاب موسى عليه السلام ,وتساؤله عن الرجل الأعلم منه، لا لمجرد الرؤية، بل قرن ذلك بنية صحيحة وهي التعلم منه,والحرص على التعلم محمدة مهما بلغ شأن الإنسان العلمي وشأنه المعرفي، وهذا هو نهج الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين والعلماء، فالعلم ميراث النبوة، ورفعة الشأن،وصلاح الأسس، حتى لو استغرق الأمر من الإنسان زمناً طويلا يسعى به لتحقيق مرامه، ونيل أهدافه. ويظهر ذلك في قوله تعالى(أو أمضي حقبا)يتجلى الأدب الجميل, أدب المتعلم مع المعلم ( على أن تعلّمني )وفيه أيضاً فائدة لطيفة، فالمتعلم له أن يبيّن حاله التي سيكون عليها مع معلمه، لينال رضاه عليه، وإقباله لتعليمه,ورغم أنّ المتعلم هنا أرفع قدراً بحكم النبوة والرسالة ( باعتبار نبوة الخضر عليه السلام )إلا أنه يقدم عرضاً للمعلم كي تطيب نفسه بصحبته بشيئين,ستجدني إن شاء الله صابراً ). أي صبر على التعلم مع تعليقه الصبر بالمشيئة( لا أعصي لك أمراً )وفيه تمام الامتثال والطاعة,وعلى المعلم أن ينصح تلميذه غاية النصح، بتبيين حال العلم حتى لا يُدخله فيما لا يطيقه من العلم( قَالَ إنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)مع تبيين السبب فيما يرده عنه أو يمنعه منه,وذلك في تبيين الخضر لموسى عليهما السلام(وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً)ومن الأدب التربوي أيضاً ألاّ يتعجل التلميذ بسؤال معلمه حتى ينهي حديثه، فربما عرض الجواب في ثنايا الحديث، وذلك يؤخذ من قوله(فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً )ويُتعلم من القصة المبادرة إلى الإنكار في حال وقوع المنكر، فرغم أنّ موسى عليه السلام قد شرط للخضر ألاّ يسأله، إلا أنه أنكر عليه ما رأى ظاهره المنكر،
وقد أنكر ناسياً الشرط في البداية حين خرق السفينة، إلا أنه لم يكن قد نسيه حين قتل الغلام، لكون المنكر عظيماً في نظره. (أخرقتها لتغرق أهلها)( لقد قتَلتَ نفساً زكيّةً بغيرٍ نَفس) للمعلم العتاب حين يخطئ تلميذه أو يجاوز(قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لن تستطيعَ معيَ صبراً)وعلى المتعلم الاعتذار(قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً)ويجوز إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه، أليست قاعدة عظيمة من قوله تعالى(فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)الأب ممتد الأثر ودائم النفع، إذ في الآية دعوة لأن يبدأ الآباء بتربية أنفسهم قبل تربية أبناءهم، فستكون الثمار يانعة وباقية(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً)

ابوسعود
02-05-2011, 10:32 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
04-05-2011, 06:22 AM
جزاك الله خير







وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي

النرجسي
05-05-2011, 09:57 AM
جزاك الله عنا كل خير
اللهم علمنا بما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا

امـ حمد
06-05-2011, 12:35 AM
جزاك الله عنا كل خير
اللهم علمنا بما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا



بارك الله في عمرك اخوي

وجزاك ربي جنة الفردوس