الوعب
14-11-2010, 09:31 PM
الراية 14/11/2010
69049
تولي السيد يوسف راشد الخاطر الرئيس التنفيذي لمجموعة بروة منصبه في أغسطس 2009,في أتون أزمة مالية عالمية تأثرت بها جميع الشركات العقارية في العالم.
وبعد مرور أكثر من عام على توليه منصبه، كان لابد من الوقوف على أهم ما حققته بروة، على مستوى المشاريع الجديدة في الداخل والخارج، وتلك التي توقفت أو تم بيعها للدولة.
وتنفرد «الراية الاقتصادية» بحديث خاص مع السيد يوسف الخاطر في أول مقابلة حصرية له على مستوى الصحف المحلية منذ توليه منصبه.. وهو عندما يتحدث عن بروة فهو الدارس لكل صغيرة وكبيرة فيها، فيتحدث اليك بالارقام عن كل مشروع، وما تم فيه.. لا تغيب عنه الشفافية، فالمشروع الذي توقف يقنعك بأسباب التوقف، والمشروع الذي تأخر يشرح لك مبررات التأخير.
لا ينفى انه صارم داخل الشركة ولكنه لين في بعض المواقف، مؤكداً أنه متفائل بشكل عام ويجتهد في قراراته.
وإلى نص الحديث...
* هل تستهدفون الارتفاع بقيمة أصول شركة بروة لتصل إلى 100 مليار ريال خلال العشر سنوات المقبلة؟
بروة لم تحدد استراتيجيتها النهائية حتى الآن، والتصريح الذي أعلن من قبل بهذا الرقم كان غير دقيق، لكن عندما ترى النتائج المالية المحققة في الربع الثالث التي أعلنت مؤخرا تجد أن هذه الأصول بلغت 65 مليار ريال، وبالطبع هذا الرقم يستشف منه أننا نستطيع ان نصل إلى رقم المائة مليار قبل العشر سنوات القادمة، وهذه الأصول تأتي في وقت لم نحدد فيه أهدافنا الاستراتيجية بشكل نهائي، فلا زلنا نعمل عليها ـ وسيأتي الوقت الذي نعلن فيه الاستراتيجية بشكل كامل، وقبل اسبوع مضى عقدت بروة ورشة عمل لمناقشة كيفية بناء استراتيجية لبروة، حاضر فيها الدكتور ديفيد نورتن الذي ألف كتاب "بطاقات التقييم المتوازنة" لاننا نطمح في اعداد استراتيجية تحقق لبروة الاستمرار في منهجها لتكون شركة ذات بيئة وكفاءة عالية، بمعنى اننا نرغب في رفع كفاءة العمل داخل الشركة ونخلق بيئة كفؤة في العمل، هذا هدفنا الاول، أما هدفنا الثاني فهو الاهتمام بتطوير المواهب والكفاءات الموجودة في بروة، واطلقنا برنامجاً اسمه تطوير الكفاءات، فنعتبر أن أي شخص يعمل في بروة هو كفاءة ينبغي أن نستغلها ونطورها بالشكل الملائم، وهذا منهاج جديد نعمل عليه حاليا وفق برامج متعددة تطويرية تشمل القطريين أولا ولكنها لا تنسى الموظفين الاخرين، لأن قطر وبيئة العمل فيها مختلطة، وفي النهاية نستهدف مصلحة الشركة وبناء مؤسسة عملاقة ذات كفاءة عالية، وهذه المصلحة تقتضي تطوير جميع العاملين في بروة.. وبالطبع نحن نأمل أن تصل بروة إلى أصول تزيد على المائة مليار ريال، ونتائج الربع الثالث تؤكد أنه من السهل الوصول لهذا الرقم، لكننا لا نريد أن نحدد رقماً معيناً ونسير تجاهه، لأن الاستراتيجية لا تعتمد فقط على الأرقام، بل على الأرقام والأهداف والنتائج، فمن الممكن أن ارفع الأصول إلى مائة مليار ريال، لكن الارباح لا تزيد على 1% من هذه الأصول، وفي هذه الحالة فإنه من الافضل ان تصل الأصول إلى 60 ملياراً وأحقق أرباحاً تصل إلى 30 %، فهذا أفضل لأن العبرة ليست بالحجم ولكن بالنتائج النهائية، ولابد أن يكون هناك توازن بين مختلف العناصر.
المشاريع الجديدة
* ماذا عن المشاريع الجديدة الخارجية التي تنوى بروة تنفيذها؟
ما زلنا ننظر إلى الأسواق الواعدة خاصة النامية بشغف، وفي السعودية بدأنا بمشروع بسيط وهو سوق الخضار المركزي بجدة مع بلدية جدة، وهو مشروع يعتبر بنية تحتية في السعودية، والمشروع توقف لأسباب ترجع للمستثمر السابق بعد أزمة السيول والامطار التي اصابت جدة واعادة تخطيط المنطقة من جديد، لكن حاليا بروة استلمت المشروع ونسير في الاجراءات الادارية والموافقات حتى يبدأ العمل وحددنا المقاولين الذين سيقومون بتنفيذ المشروع، ومن المتوقع ان يبدأ التنفيذ قبل نهاية العام الحالي، ونعتبر هذا المشروع تجريبياً لنا، لانه المشروع الاول لبروة في السعودية، لكن نجري مشاورات كثيرة مع مستثمرين في المملكة للدخول في شراكات، فنحن نبحث عن شريك استراتيجي قوى في نفس المجال لكي ندخل معه في مشاريع جديدة بالسعودية.
* اعتقد ان مشاريع بروة في قطر تأثرت بالأزمة المالية، فبعضها توقف والاخر تم تجميده، فما رأيك؟
هذا غير صحيح، وكما قلت فإن هناك استراتيجية مبدئية تحكم العمل بالشركة، فهناك مشاريع تم الإعلان عنها في ذروة الأزمة المالية، مثل مشروع منتجع خليج سلوى الذي تبلغ مساحته من 3 – 3.5 كيلو متر ويتكون من فيللات ومارينا وفندق.. أما المشاريع الداخلية الاخرى فتم ايقافها مؤقتا حتى يتحسن السوق العقاري، فهدف بروة موازنة اسعار الايجار، خاصة في مشاريعنا الاقتصادية مثل مساكن السيلية ومسيمير وقرية بروة، فناهيك عن الاسعار الافضل في السوق، هناك الجودة والخدمات التي تقدمها بروة لقاطني مشاريعها، فأسعارنا اقتصادية من قبل الأزمة وبعدها فسعر الشقة غرفتين وصالة باربعة الاف ونصف وبها مكيفات وخدمات عديدة، فيما يهبط سعر الغرفتين في مساكن السيلية ومسيمير إلى ثلاثة الاف ريال والثلاث غرف إلى ثلاثة الاف ونصف، وهذا لا يمنع من وجود مشاريع تجارية مثل بروة السد والحي المالي، وكما قلت فانه رغم ان هدفنا من المشاريع تجاري، إلا انه بالتوازي لنا اهداف اجتماعية، لمنع التضخم وبناء مساكن اقتصادية لذوي الدخل المتوسط.
* لكن هناك مشاريع تجمدت مثل "أرجوان" في الخور وبروة البراحة ومركز المعارض الجديد.؟
مشروع "أرجوان" لم يتم تجميده بل توقف حتى يحين وقت التنفيذ، وتعلم ان بروة تملك في هذا المشروع 40% وشركة الامتياز للاستثمار الكويتية تملك 60 %، أما مشروع بروة البراحة فكان الهدف منه انشاء بنية تحتية للدولة مثل موقف ضخم للشاحنات، وكذلك إيجاد حل لمشكلة اجتماعية تؤرق المجتمع وهي ايقاف الشاحنات في المناطق السكنية، ويوميا تنشر الصحف شكاوى في هذا الصدد، والقوانين التي تنظم هذا الوضع موجودة ولكن التطبيق صعب لنقص الخدمات اللوجستية للشاحنات، فلا يتصور ان تأتي شاحنة من الجنوب أو الشمال لكي يصل لموقف واحد في الدولة، هنا تولدت صعوبة التطبيق، والحكومة تنظر إلى طريقة اخرى لحل هذه المشكلة، لهذا أخذت الحكومة موقف الشاحنات وعوضت الشركة، وهناك تنسيق مع الحكومة في كثير من المشاريع بحكم انها تملك 45% من شركة بروة، ونحن نفتخر اننا ننفذ بعضا من اهداف الدولة الاجتماعية لان المستفيدين من بروة كثيرين.. أما مشروع مركز المعارض فقد تم بيعه للدولة.. لكن في المقابل، فإن بروة تملك ثلاث أراضي في اللوسيل، واحدة منها في منطقة جبل ثعيلب، وأرض ثانية مخصصة للاستثمار التعليمي والصحي وهذه اخذناها من شركة الديار القطرية بعد اتمام عملية الاستحواذ على الشركة العقارية، والأرض الاخيرة التي نعمل فيها حاليا هي أرض الجولف بالتعاون مع شركة "أركابيدا" البحرينية.. كذلك هناك المرحلة الثانية من مدينة بروة التي تقام على مساحة توازي مساحة المرحلة الاولى، لكنها تختلف في الاختصاص والهدف لانها اكثر تجارية، ونعتبرها استكمالاً للمرحلة الاولى المخصصة للسكن فقط، لذا فإن المرحلة الثانية ستتضمن انشاء مستشفيات ومدارس ومكاتب وخدمات ادارية، والمشروع لا يزال في طور الدراسات المبدئية ولم نقرر بعد ما الذي سنقيمه أولاً، وهذه المشاريع رهن بنمو العرض والطلب.
* على ذكر مدينة بروة، متى يتم فتح باب التعاقد فيها؟
تم انجاز 60% من المشروع، ونتوقع الانتهاء من التنفيذ في نوفمير العام القادم، ونبدأ الحملة التسويقية له قريبا.
* ما هي حدود أسعار الإيجار فيها؟ وهل ستعتبرونها مشروعاً تجارياً فتخاطب أسعار الوحدات السكنية فيه فئات معينة؟
عندما يرتاد مدينة بروة بعض الزائرين يصيبهم نوع من الانبهار والدهشة من جودة البناء التي تماثل تلك الموجودة في اوروبا، من خدمات وتشطيب ذات مواصفات اوروبية، فمستوى التشطيب غير معروف في قطر بالنسبة للوحدات السكنية المخصصة لذوي الدخل المتوسط، وايجاراتها ستحدد حسب ظروف السوق.
منتجع خليج سلوى
*لماذا اختيار منطقة سلوى لاقامة المنتجع، رغم أن قطر شبه جزيرة وهناك سواحل متعددة فيها؟
هذا صحيح، لكن منطقة سلوى مكان جيد يتميز بقربه لبعض الخليجيين الذين يرغبون في الاستثمار بهذا المشروع، اضافة إلى بعده عن زحام المدينة فيتيح لرواده الراحة والاستجمام والهدوء، ودعنا نتحدث بصراحة، فإذا ذهبت إلى الدفنة وحجزت غرفة في فندق على البحر، فإذا سبحت تجد فوقك "اسكوتر" فلا ترتاح من الازعاج المستمر، لكن في خليج سلوى الامر مختلف، إذا يحقق الموقع راحة للقاطنين فيه والاستمتاع مع الاهل بجو جميل، مع خصوصية مميزة، ونأمل في هذا المشروع ان نجد مكاناً خاصاً للنساء والأطفال للاستمتاع بالبحر، لانهم لا يستمتعون به نظرا لعاداتنا وتقاليدنا في الخليج وقطر، فنأمل ان تستمتع العائلات بجو خاص وبيئة معينة، واحتمال نخصص شاطئ للنساء والأطفال فقط، وهي ستكون التجربة الاولى من نوعها في قطر، وهي تجربة معمول بها في تركيا واندونيسيا.. وتجري حاليا للمشروع الدراسات الطبوغرافية من التربة والاعماق لانه على البحر، هذا المشروع سيكون مثل الجوهرة، وهذا مشروع لا يدخل في اطار العرض والطلب في سوق العقار، لكنه مشروع البيت الثاني أو البيت الريفي، وهو مخصص للذين يرغبون في الرفاهية والبعد عن ضغوط الحياة والزحام، ونأمل ان يكون منتجعاً يتميز بالراحة والهدوء لقاطنيه بعيدا عن صخب المدينة، وبعد الانتهاء من اختيار الموقع المناسب، نتوقع بعد الأربعة اسابيع المقبلة البدء في الدراسات التصميمية للمشروع، لأن مثل هذه المشاريع تباع على الخريطة، لهذا سيتم وضع الخطة التسويقية له، وبشكل عام فإن الدراسات تستغرق حوالي ستة شهور، ونتوقع البدء في المشروع في النصف الثاني من العام المقبل، وهو على عدة مراحل وسياسة التسويق هي التي تحدد خطة سير المشروع، وهو مشروع يتمتع بحرية التملك بمعنى انه مفتوح للجميع للتملك فيه، لان أرض المنتجع بديلا عن أرض سابقة لبروة لها نفس ميزات التملك، ويعتبر هذا المشروع جديد بروة في الداخل.
مساندة الحكومة
* البعض يؤكد انه لولا مساندة الحكومة لشركة بروة لتكبدت خسائر هائلة في كثير من مشاريعها؟
الجواب ببساطة هو من الذي لا يعتمد على الدولة في ظل أزمة مالية عالمية طاحنة؟ فالدولة تدخلت علنا لمساندة القطاع المصرفي ليس في قطر فقط بل في العالم كله، وامريكا في المقدمة، وحقيقة فتدخل الحكومة القطرية هو موقف شجاع لحماية الاقتصاد الوطني، "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر" والأزمة المالية العالمية كانت مثل ليلة ظلماء.
* لماذا الاهتمام بإنشاء الشقق السكنية فقط، ولا يتم تنفيذ فلل أو قصور بحيث ترضي بروة جميع الاذواق؟
هناك اهتمام بانشاء الفلل في منتجع خليج سلوى، وأرض الجولف في لوسيل، لكن مشاريعنا في وسط الدوحة لا يمكن انشاء فلل فيها، ما عندنا التزام محدد تجاه أي فئة، ولكن حسب جدوى المشروع ونظرتنا له.
اتهام
* شركة بروة متهمة بأنها تغرق السوق بوحداتها السكنية ذات الايجار المنخفض الامر الذي يضر بالشركات والمستثمرين العقاريين.؟
هذا غير صحيح واعتقد ان ذلك مجرد ردة فعل، لأنك لو سألت الشركات العقارية الاخرى هذا السؤال في عام 2007، لأجابوا بالنفي، لكن اليوم بسبب الأزمة البعض ينظر إلى مشاريعنا، ولا اريد ان اتحدث عن الاغراق الذي تقوم به بعض الشركات العقارية الاخرى، فواحدة منها أدخلت للسوق خمسة آلاف وحدة سكنية خلال العام الحالي، ولم يتكلم احد أو يتهمها بأنها اغرقت السوق العقاري، وفي النهاية السوق العقاري تجارة ولا نلوم احداً على قيامه بالتجارة، وبروة شركة مساهمة تستهدف المصلحة لمساهميها.
* هل السوق العقاري يستوعب هذه الوحدات السكنية؟
بعض التقارير اشارت إلى أن بعض المناطق ترتفع فيها اسعار الايجارات، وهناك توازن في بعضها الاخر، وما زال التجاري يواجه نموا في الطلب يليه السكني واخيرا المكتبي.
69049
تولي السيد يوسف راشد الخاطر الرئيس التنفيذي لمجموعة بروة منصبه في أغسطس 2009,في أتون أزمة مالية عالمية تأثرت بها جميع الشركات العقارية في العالم.
وبعد مرور أكثر من عام على توليه منصبه، كان لابد من الوقوف على أهم ما حققته بروة، على مستوى المشاريع الجديدة في الداخل والخارج، وتلك التي توقفت أو تم بيعها للدولة.
وتنفرد «الراية الاقتصادية» بحديث خاص مع السيد يوسف الخاطر في أول مقابلة حصرية له على مستوى الصحف المحلية منذ توليه منصبه.. وهو عندما يتحدث عن بروة فهو الدارس لكل صغيرة وكبيرة فيها، فيتحدث اليك بالارقام عن كل مشروع، وما تم فيه.. لا تغيب عنه الشفافية، فالمشروع الذي توقف يقنعك بأسباب التوقف، والمشروع الذي تأخر يشرح لك مبررات التأخير.
لا ينفى انه صارم داخل الشركة ولكنه لين في بعض المواقف، مؤكداً أنه متفائل بشكل عام ويجتهد في قراراته.
وإلى نص الحديث...
* هل تستهدفون الارتفاع بقيمة أصول شركة بروة لتصل إلى 100 مليار ريال خلال العشر سنوات المقبلة؟
بروة لم تحدد استراتيجيتها النهائية حتى الآن، والتصريح الذي أعلن من قبل بهذا الرقم كان غير دقيق، لكن عندما ترى النتائج المالية المحققة في الربع الثالث التي أعلنت مؤخرا تجد أن هذه الأصول بلغت 65 مليار ريال، وبالطبع هذا الرقم يستشف منه أننا نستطيع ان نصل إلى رقم المائة مليار قبل العشر سنوات القادمة، وهذه الأصول تأتي في وقت لم نحدد فيه أهدافنا الاستراتيجية بشكل نهائي، فلا زلنا نعمل عليها ـ وسيأتي الوقت الذي نعلن فيه الاستراتيجية بشكل كامل، وقبل اسبوع مضى عقدت بروة ورشة عمل لمناقشة كيفية بناء استراتيجية لبروة، حاضر فيها الدكتور ديفيد نورتن الذي ألف كتاب "بطاقات التقييم المتوازنة" لاننا نطمح في اعداد استراتيجية تحقق لبروة الاستمرار في منهجها لتكون شركة ذات بيئة وكفاءة عالية، بمعنى اننا نرغب في رفع كفاءة العمل داخل الشركة ونخلق بيئة كفؤة في العمل، هذا هدفنا الاول، أما هدفنا الثاني فهو الاهتمام بتطوير المواهب والكفاءات الموجودة في بروة، واطلقنا برنامجاً اسمه تطوير الكفاءات، فنعتبر أن أي شخص يعمل في بروة هو كفاءة ينبغي أن نستغلها ونطورها بالشكل الملائم، وهذا منهاج جديد نعمل عليه حاليا وفق برامج متعددة تطويرية تشمل القطريين أولا ولكنها لا تنسى الموظفين الاخرين، لأن قطر وبيئة العمل فيها مختلطة، وفي النهاية نستهدف مصلحة الشركة وبناء مؤسسة عملاقة ذات كفاءة عالية، وهذه المصلحة تقتضي تطوير جميع العاملين في بروة.. وبالطبع نحن نأمل أن تصل بروة إلى أصول تزيد على المائة مليار ريال، ونتائج الربع الثالث تؤكد أنه من السهل الوصول لهذا الرقم، لكننا لا نريد أن نحدد رقماً معيناً ونسير تجاهه، لأن الاستراتيجية لا تعتمد فقط على الأرقام، بل على الأرقام والأهداف والنتائج، فمن الممكن أن ارفع الأصول إلى مائة مليار ريال، لكن الارباح لا تزيد على 1% من هذه الأصول، وفي هذه الحالة فإنه من الافضل ان تصل الأصول إلى 60 ملياراً وأحقق أرباحاً تصل إلى 30 %، فهذا أفضل لأن العبرة ليست بالحجم ولكن بالنتائج النهائية، ولابد أن يكون هناك توازن بين مختلف العناصر.
المشاريع الجديدة
* ماذا عن المشاريع الجديدة الخارجية التي تنوى بروة تنفيذها؟
ما زلنا ننظر إلى الأسواق الواعدة خاصة النامية بشغف، وفي السعودية بدأنا بمشروع بسيط وهو سوق الخضار المركزي بجدة مع بلدية جدة، وهو مشروع يعتبر بنية تحتية في السعودية، والمشروع توقف لأسباب ترجع للمستثمر السابق بعد أزمة السيول والامطار التي اصابت جدة واعادة تخطيط المنطقة من جديد، لكن حاليا بروة استلمت المشروع ونسير في الاجراءات الادارية والموافقات حتى يبدأ العمل وحددنا المقاولين الذين سيقومون بتنفيذ المشروع، ومن المتوقع ان يبدأ التنفيذ قبل نهاية العام الحالي، ونعتبر هذا المشروع تجريبياً لنا، لانه المشروع الاول لبروة في السعودية، لكن نجري مشاورات كثيرة مع مستثمرين في المملكة للدخول في شراكات، فنحن نبحث عن شريك استراتيجي قوى في نفس المجال لكي ندخل معه في مشاريع جديدة بالسعودية.
* اعتقد ان مشاريع بروة في قطر تأثرت بالأزمة المالية، فبعضها توقف والاخر تم تجميده، فما رأيك؟
هذا غير صحيح، وكما قلت فإن هناك استراتيجية مبدئية تحكم العمل بالشركة، فهناك مشاريع تم الإعلان عنها في ذروة الأزمة المالية، مثل مشروع منتجع خليج سلوى الذي تبلغ مساحته من 3 – 3.5 كيلو متر ويتكون من فيللات ومارينا وفندق.. أما المشاريع الداخلية الاخرى فتم ايقافها مؤقتا حتى يتحسن السوق العقاري، فهدف بروة موازنة اسعار الايجار، خاصة في مشاريعنا الاقتصادية مثل مساكن السيلية ومسيمير وقرية بروة، فناهيك عن الاسعار الافضل في السوق، هناك الجودة والخدمات التي تقدمها بروة لقاطني مشاريعها، فأسعارنا اقتصادية من قبل الأزمة وبعدها فسعر الشقة غرفتين وصالة باربعة الاف ونصف وبها مكيفات وخدمات عديدة، فيما يهبط سعر الغرفتين في مساكن السيلية ومسيمير إلى ثلاثة الاف ريال والثلاث غرف إلى ثلاثة الاف ونصف، وهذا لا يمنع من وجود مشاريع تجارية مثل بروة السد والحي المالي، وكما قلت فانه رغم ان هدفنا من المشاريع تجاري، إلا انه بالتوازي لنا اهداف اجتماعية، لمنع التضخم وبناء مساكن اقتصادية لذوي الدخل المتوسط.
* لكن هناك مشاريع تجمدت مثل "أرجوان" في الخور وبروة البراحة ومركز المعارض الجديد.؟
مشروع "أرجوان" لم يتم تجميده بل توقف حتى يحين وقت التنفيذ، وتعلم ان بروة تملك في هذا المشروع 40% وشركة الامتياز للاستثمار الكويتية تملك 60 %، أما مشروع بروة البراحة فكان الهدف منه انشاء بنية تحتية للدولة مثل موقف ضخم للشاحنات، وكذلك إيجاد حل لمشكلة اجتماعية تؤرق المجتمع وهي ايقاف الشاحنات في المناطق السكنية، ويوميا تنشر الصحف شكاوى في هذا الصدد، والقوانين التي تنظم هذا الوضع موجودة ولكن التطبيق صعب لنقص الخدمات اللوجستية للشاحنات، فلا يتصور ان تأتي شاحنة من الجنوب أو الشمال لكي يصل لموقف واحد في الدولة، هنا تولدت صعوبة التطبيق، والحكومة تنظر إلى طريقة اخرى لحل هذه المشكلة، لهذا أخذت الحكومة موقف الشاحنات وعوضت الشركة، وهناك تنسيق مع الحكومة في كثير من المشاريع بحكم انها تملك 45% من شركة بروة، ونحن نفتخر اننا ننفذ بعضا من اهداف الدولة الاجتماعية لان المستفيدين من بروة كثيرين.. أما مشروع مركز المعارض فقد تم بيعه للدولة.. لكن في المقابل، فإن بروة تملك ثلاث أراضي في اللوسيل، واحدة منها في منطقة جبل ثعيلب، وأرض ثانية مخصصة للاستثمار التعليمي والصحي وهذه اخذناها من شركة الديار القطرية بعد اتمام عملية الاستحواذ على الشركة العقارية، والأرض الاخيرة التي نعمل فيها حاليا هي أرض الجولف بالتعاون مع شركة "أركابيدا" البحرينية.. كذلك هناك المرحلة الثانية من مدينة بروة التي تقام على مساحة توازي مساحة المرحلة الاولى، لكنها تختلف في الاختصاص والهدف لانها اكثر تجارية، ونعتبرها استكمالاً للمرحلة الاولى المخصصة للسكن فقط، لذا فإن المرحلة الثانية ستتضمن انشاء مستشفيات ومدارس ومكاتب وخدمات ادارية، والمشروع لا يزال في طور الدراسات المبدئية ولم نقرر بعد ما الذي سنقيمه أولاً، وهذه المشاريع رهن بنمو العرض والطلب.
* على ذكر مدينة بروة، متى يتم فتح باب التعاقد فيها؟
تم انجاز 60% من المشروع، ونتوقع الانتهاء من التنفيذ في نوفمير العام القادم، ونبدأ الحملة التسويقية له قريبا.
* ما هي حدود أسعار الإيجار فيها؟ وهل ستعتبرونها مشروعاً تجارياً فتخاطب أسعار الوحدات السكنية فيه فئات معينة؟
عندما يرتاد مدينة بروة بعض الزائرين يصيبهم نوع من الانبهار والدهشة من جودة البناء التي تماثل تلك الموجودة في اوروبا، من خدمات وتشطيب ذات مواصفات اوروبية، فمستوى التشطيب غير معروف في قطر بالنسبة للوحدات السكنية المخصصة لذوي الدخل المتوسط، وايجاراتها ستحدد حسب ظروف السوق.
منتجع خليج سلوى
*لماذا اختيار منطقة سلوى لاقامة المنتجع، رغم أن قطر شبه جزيرة وهناك سواحل متعددة فيها؟
هذا صحيح، لكن منطقة سلوى مكان جيد يتميز بقربه لبعض الخليجيين الذين يرغبون في الاستثمار بهذا المشروع، اضافة إلى بعده عن زحام المدينة فيتيح لرواده الراحة والاستجمام والهدوء، ودعنا نتحدث بصراحة، فإذا ذهبت إلى الدفنة وحجزت غرفة في فندق على البحر، فإذا سبحت تجد فوقك "اسكوتر" فلا ترتاح من الازعاج المستمر، لكن في خليج سلوى الامر مختلف، إذا يحقق الموقع راحة للقاطنين فيه والاستمتاع مع الاهل بجو جميل، مع خصوصية مميزة، ونأمل في هذا المشروع ان نجد مكاناً خاصاً للنساء والأطفال للاستمتاع بالبحر، لانهم لا يستمتعون به نظرا لعاداتنا وتقاليدنا في الخليج وقطر، فنأمل ان تستمتع العائلات بجو خاص وبيئة معينة، واحتمال نخصص شاطئ للنساء والأطفال فقط، وهي ستكون التجربة الاولى من نوعها في قطر، وهي تجربة معمول بها في تركيا واندونيسيا.. وتجري حاليا للمشروع الدراسات الطبوغرافية من التربة والاعماق لانه على البحر، هذا المشروع سيكون مثل الجوهرة، وهذا مشروع لا يدخل في اطار العرض والطلب في سوق العقار، لكنه مشروع البيت الثاني أو البيت الريفي، وهو مخصص للذين يرغبون في الرفاهية والبعد عن ضغوط الحياة والزحام، ونأمل ان يكون منتجعاً يتميز بالراحة والهدوء لقاطنيه بعيدا عن صخب المدينة، وبعد الانتهاء من اختيار الموقع المناسب، نتوقع بعد الأربعة اسابيع المقبلة البدء في الدراسات التصميمية للمشروع، لأن مثل هذه المشاريع تباع على الخريطة، لهذا سيتم وضع الخطة التسويقية له، وبشكل عام فإن الدراسات تستغرق حوالي ستة شهور، ونتوقع البدء في المشروع في النصف الثاني من العام المقبل، وهو على عدة مراحل وسياسة التسويق هي التي تحدد خطة سير المشروع، وهو مشروع يتمتع بحرية التملك بمعنى انه مفتوح للجميع للتملك فيه، لان أرض المنتجع بديلا عن أرض سابقة لبروة لها نفس ميزات التملك، ويعتبر هذا المشروع جديد بروة في الداخل.
مساندة الحكومة
* البعض يؤكد انه لولا مساندة الحكومة لشركة بروة لتكبدت خسائر هائلة في كثير من مشاريعها؟
الجواب ببساطة هو من الذي لا يعتمد على الدولة في ظل أزمة مالية عالمية طاحنة؟ فالدولة تدخلت علنا لمساندة القطاع المصرفي ليس في قطر فقط بل في العالم كله، وامريكا في المقدمة، وحقيقة فتدخل الحكومة القطرية هو موقف شجاع لحماية الاقتصاد الوطني، "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر" والأزمة المالية العالمية كانت مثل ليلة ظلماء.
* لماذا الاهتمام بإنشاء الشقق السكنية فقط، ولا يتم تنفيذ فلل أو قصور بحيث ترضي بروة جميع الاذواق؟
هناك اهتمام بانشاء الفلل في منتجع خليج سلوى، وأرض الجولف في لوسيل، لكن مشاريعنا في وسط الدوحة لا يمكن انشاء فلل فيها، ما عندنا التزام محدد تجاه أي فئة، ولكن حسب جدوى المشروع ونظرتنا له.
اتهام
* شركة بروة متهمة بأنها تغرق السوق بوحداتها السكنية ذات الايجار المنخفض الامر الذي يضر بالشركات والمستثمرين العقاريين.؟
هذا غير صحيح واعتقد ان ذلك مجرد ردة فعل، لأنك لو سألت الشركات العقارية الاخرى هذا السؤال في عام 2007، لأجابوا بالنفي، لكن اليوم بسبب الأزمة البعض ينظر إلى مشاريعنا، ولا اريد ان اتحدث عن الاغراق الذي تقوم به بعض الشركات العقارية الاخرى، فواحدة منها أدخلت للسوق خمسة آلاف وحدة سكنية خلال العام الحالي، ولم يتكلم احد أو يتهمها بأنها اغرقت السوق العقاري، وفي النهاية السوق العقاري تجارة ولا نلوم احداً على قيامه بالتجارة، وبروة شركة مساهمة تستهدف المصلحة لمساهميها.
* هل السوق العقاري يستوعب هذه الوحدات السكنية؟
بعض التقارير اشارت إلى أن بعض المناطق ترتفع فيها اسعار الايجارات، وهناك توازن في بعضها الاخر، وما زال التجاري يواجه نموا في الطلب يليه السكني واخيرا المكتبي.