المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاموال الرخيصة تحدث تحولا في خطط الاستثمار للصناديق السيادية



السهم999
15-11-2010, 06:16 AM
الاموال الرخيصة تحدث تحولا في خطط الاستثمار للصناديق السيادية
رويترز 14/11/2010
قد تضطر الصناديق السيادية التي تضطلع بادارة الثروات الوطنية الى تغيير استراتيجياتها الاستثمارية تغييرا جذريا خلال السنوات المقبلة اذ ستغذي أحدث اجراءات لضخ السيولة في الاقتصاد الامريكي تدفق الاموال وتخفض عوائد الاصول.

وبينما من المنتظر أن تبلغ قيمة أصول تلك الصناديق عشرة تريليونات دولار خلال السنوات العشر المقبلة فان انخفاض العائد يزيد من عدم جاذبية الادارة التقليدية للمحافظ الامر الذي يدفع هذه الصناديق بصورة أكبر الى الاستثمار المباشر أو الاستثمار على أساس الصفقات.

ويعد برنامج شراء سندات بقيمة 600 مليار دولار الذي أعلنه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) الاسبوع الماضي الى جانب السيولة التي تضخها بنوك مركزية رئيسية أخرى سلاحا ذا حدين لصناديق الثروة السيادية التي تدير أصولا قيمتها ثلاثة تريليونات دولار في الوقت الراهن.

تغذي الاموال الرخيصة تدفق رأس المال الباحث عن العائد على الاقتصادات الناشئة سريعة النمو والاجراءات التي تتخذها هذه الدول مثل التدخل في سوق الصرف لمواجهة التدفقات تعزز احتياطيات العملة الاجنبية وهو ما يزيد رأس المال المخاطر الخاضع لادارة صناديق الثروة السيادية.

ويعزز انخفاض أسعار الفائدة الطلب على السلع الاولية أو الصادرات من الاقتصادات المتقدمة وهو ما يعزز الايرادات غير المتوقعة التي يذهب جزء منها في نهاية الامر الى خزائن الصناديق السيادية.

لكن العوائد عادة ما تتراجع في ظل انخفاض الفائدة. كما ينال ضعف الدولار والضغوط الصعودية على العملات المحلية أيضا من التقييمات مما يدفع العوائد لمزيد من الانخفاض.

وقال ستيفن كرن خبير الاقتصاد لدى دويتشه بنك والمتخصص في الصناديق السيادية "كانت صناديق الثروة السيادية تأمل في الانتقال من وضع الازمة الى مناخ اقتصادي عالمي موات بصورة أكبر لكن مازالت هناك مخاطر كبيرة في أنشطتها."

وأضاف "انخفاض الفائدة واجراءات التيسير الكمي (الامريكية) يؤثران على البيئة النقدية وأجواء الفائدة التي تعمل فيها الصناديق السيادية. السياسات النقدية بطبيعتها تؤثر على تقييم محافظ السندات القائمة والاستثمارات الجديدة. لا ينبغي التهوين من شأن ذلك."

ووفقا لتقديرات كرن مازال 46 الى 60 بالمئة من محافظ الصناديق السيادية مستثمرا في أوراق مالية تعتمد على الفائدة مما يجعل عوائدها عرضة للانخفاض نتيجة تراجع أسعار الفائدة الى ما قرب الصفر.

وربما جعل تنامي الاموال التي تديرها الصناديق السيادية الامر أكثر صعوبة لها أن تتحلى بمرونة في الاستثمار. ورفع كرن توقعاته لاجمالي الاصول التي تديرها الصناديق السيادية الى عشرة تريليونات دولار بحلول 2020 من سبعة تريليونات بحلول 2018.

وتصدر كثير من الصناديق السيادية عناوين الانباء هذا العام بعدة صفقات على غرار عمليات الاستثمار المباشر.

وفي النصف الاول من 2010 أبرم 16 من 33 صندوقا تتابعها مجموعة مونيتور الاستشارية 92 صفقة استثمارية معلنة بقيمة 2 ر22 مليار دولار أي مثلي عدد الصفقات وقيمتها في النصف الاول من 2009.

وفي النصف الاول من العام الجاري أبرمت صناديق الثروة السيادية 15 صفقة بقيمة 6.9 مليار دولار في قطاع الطاقة والكهرباء بينما استثمرت هذه الصناديق أكثر من 1.6 مليار دولار في شركات للتعدين.

وحتى جهاز أبوظبي للاستثمار (أديا) -أكبر صندوق في العالم والذي يعد تقليديا مستثمرا محافظا- زاد تعرضه لقطاع البنية التحتية بشراء حصة في مطار جاتويك البريطاني في فبراير شباط مقابل حوالي 125 مليون جنيه استرليني (202 مليون دولار).

ورفع أديا أيضا حصته في شركة انتول الاسترالية لتحصيل رسوم المرور على الطرق الى 9.9 بالمئة في مايو أيار.

وقالت فكتوريا بارباري المحللة لدى مونيتور "بدأت صناديق الثروة السيادية خلال العام الماضي تجد موضعا لاقدامها في أجواء عدم اليقين الاستثماري الحالية."

وأضافت "أديا يرى أن قطاع البنية الاساسية/العقارات قوي للغاية ويدر عائدات طويلة الاجل. سنرى المزيد من ذلك اذ يتطلع أديا لاجتذاب استثمارات في البنية الاساسية. يريدون تحقيق أقصى عائد."

وقال أديا في العام الماضي انه مازال يستثمر حوالي 60 بالمئة من أصوله بأسلوب خامل في استراتيجيات تقتفي اثر المؤشرات ويخصص ما يصل الى 30 بالمئة للاستثمار في سندات حكومية.

ويحتل صندوق الثروة السيادية الصيني الصدارة في الاستثمار في الموارد الطبيعية اذ أبرم ست صفقات بقيمة حوالي 2.4 مليار دولار في قطاع التعدين والطاقة شكلت أكثر من نصف اجمالي استثمارات الصناديق السيادية في هذا القطاع.

وربما تعيد بكين هيكلة مؤسسة الاستثمار الصينية -صندوقها السيادي- التي تبلغ أصولها 300 مليار دولار في خطوة من شأنها أن تؤدي لمزيد من التركيز على المحافظ الخارجية.

ولا شك في أن المؤسسة تواجه صعوبات في ظل زيادة التدفقات الرأسمالية والضغوط الصعودية على اليوان في ظل انخفاض العائد.

في 2007 قال لو جي وي رئيس مؤسسة الاستثمار الصينية ان المؤسسة تحتاج تحقيق أرباح قدرها 300 مليون يوان (45 مليون دولار) يوميا لمجرد سداد فائدة السندات وتكاليف التشغيل - وهو ما يعني حوالي 5.5 بالمئة على اجمالي رأسمالها الحالي.

وتشير تقديرات أخرى الى أن المؤسسة يجب أن تحقق عائدا بالدولار بنسبة عشرة بالمئة على استثماراتها الخارجية في ضوء عائد السندات الحكومية البالغ حوالي 4.5 بالمئة وصعود اليوان.

وتتعرض المؤسسة لضغط أيضا من ادارة الصرف الاجنبي الصينية التي تدير هي الاخرى جزءا من الثروة السيادية للبلاد.

وأفاد بحث أجرته سارة ايتون من جامعة تورونتو وتشانغ مينغ من الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن بكين تستخدم هذا التنافس الضمني بين مؤسسة الاستثمار وادارة الصرف الاجنبي كالية للثواب والعقاب لمديري صناديق الثروة السيادية.

وقال البحث "لان جميعهم يستثمرون الثروة السيادية الصينية في الخارج فسوف يكون أداؤهم النسبي معيارا رئيسيا لاي قرار حكومي في المستقبل بشأن طريقة توزيع فائض النقد الاجنبي."