امـ حمد
17-11-2010, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثباتِ على التوبةِ
فِي كُلِ يومٍ نسمعُ أن فلاناً أو فُلانةً قد أفاقُوا مِن غفلتِهِمِ وسُباتِهِم,وعادُوا إلي الطرِيقِ المُستقِيمِ وتابُوا إلي الله,يفرحُ القلبُ ونحمِدُ المولَي عز وجل علَي أن هداهُم وندعُوا لهُم بالمغفرةِ وبالثباتِ ودوامِ التوبةِ,وفجأةٌ وبدونِ أيِ سابِقِ إنذارٍ, نرَي الكثِيِر مِنهُم قد تقهقرُوا وعادُوا أدراجهُم,لِما كانُوا عليهِ, وكأن لم يتذوقُوا طعمِ التوبةِ ,ويخطُوا أولَي خطواتُهُم,فِي طريقِ الإستقامةِ والهِدايةِ,فما كانَت توبتُهُم هذِهِ إلا توبةً عابِرةٌ ومؤقتةً,تعُوُدُ أسبابِهَا إلي تأثُر بِإحساس مؤقتٍ بالخوفِ مِن المولي عز وجل,وفِي مُقابِلِ ذلِك تابُوا وأنابُوا واستغفرُوا لذنبِهِم,ثم رجعوا إلا ماكانوا عليه بسبب,موتُ أو فقدانِ قريبٍ أو عزِيزٍ, أومرضُ يُلِمُ بالإنسانِ ذاتهُ أو بعزِيِزٍ عليهِ,او حالاتُ الإكتئابِ والضِيقِ التِي تُصِيبُ البعضِ فيشعُرُ معهَا أنهُ قد كرِهَ كُلُ شىءٍ وبعُدَ عن كُل شيءٍ,وهُم مَن تزولُ توبتهُم بزوالِ المُسبِبِ ويعُودُون أدراجهُم كما كانَوا,هذَا إن لم يعُدوا مُكابِريِنَ مُعانِديِنَ مُصرِيِنَ علي المعصِيةِ أكثرُ مٍن ذِي قبلٍ,وبالطبعِ,لا يستطِيِعُ أياً مِنا أن يُنكِرُ, أن مَن وضعَ قدمهُ فِي طريقِ التوبةِ,أياً كانَ السببُ الذِي قدرهُ اللهُ تعَالَي, هُوَ يكُونُ بذلِكَ قَد بذَرَ أولَ بذرةٍ طيِبةٍ,تُثمِر جنات وحدائِقَ تُؤتِي أكُلُهَا كُلِ حينٍ بإذنِ ربِهَا,إلا أنَ مَن ضعُفة هِمتُهُ ومُقاومتُهُ وهزمهُ شيطانُهُ,يجب عليك ان تُحافِظُ علي توبتِكَ وتثبتُ بِهَا عليَ الخيرِ الذِي أنتَ فيهِ, بإذنِ الله,أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن القرءانِ الكرِيِم يومِياً وبشكلٍ مُستمِرٍ, فِي أيِ وقتٍ شعرتُ فيهِ بالضِيِقِ أو بالرغبةِ فِي العودةِ إلي المعصِيةِ أو حتَي بِمجردِ حنِيِن وسعاده إعترتكَ إن إسترجِعتَ ذكرَاهَا,أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن الأذكارِ اليوميةِ,وكذلِك إجعلُ لسانُكَ دائِماً رطِباً بذكرِ الله وأكثِر مِن الإستغفارِ والتهلِيلِ والتكبِيِر والحمدِ,والمُحافظةُ علي الصلواتِ الخمسةِ والخشوعِ فيهَا,والاستزادةُ بِما استطَعتَ وما قدَرَ اللهُ لكَ مِن السُننِ والنوافِل,الدعاءُ والتذلُلُ للمولي عز وجل,بالقبُوُلِ والمغفِرةِ والثباتِ حتَي المماتِ علي التوبةِ والهِدايةُ,هجر وتغيِر المكانِ الذِيِ كُنتَ تعصِي الله تعَالَي فيهِ,وكذلِكَ الهجرُ والإبتِعادُ عَن كُل مَن كانَ يُشارِكُكَ هذِهِ المعصِيةُ أو حتَي يُشجِعُكَ عليهَا,وأقذِف بكُلِ ما أوتِيتَ مِن قوةٍ,أعانتكَ علي المعصيةِ,وعلَي التمادِي فِي الرذِيلةِ,والبحثُ الدؤبُ عن الصحبةِ والرفقةِ الصالِحةَ,والتِي تصدُقُكَ القولُ وتشدُ مِن أزرِك, وتأخذُ بيدِكَ وتكُونُ لكَ هادِياً ودلِيِلاً ,ونُوراً يُضِيِء لكَ الدربَ والطرِيِقَ, بإذنِ الله,فالمولي عز وجل لَم يُحرِمُ علينَا الشهواتِ, وزينتةَ التِي أخرجَ لعبادِهِ,والطيباتُ مِن الرزقِ, ولكِنهُ كَرمنَا وأكرمنَا فأرادَ سبحانهُ وتعَالَي أن نحيَا فِي عزة وكرامة ولا يكونُ هذَا إلا فِي حلال وبِحلال,لا تنسَي أيضاً الإستزادةُ مِن سِيرةِ المُصطفَي صلي اللهُ عليهِ وسلم,وكذلِكَ قصِصِ التائِبِيِن والعابدِيِن والصالِحِيِن ,فكُلُ هذَا يُعطِيِك الحافِزُ, بإذنِ الله, ولا تنسَي نصِيبُكَ مِن الدنيا,وروِح عن قلبِك ونفسِكَ بمُمارسةِ الهواياتِ التِي هِي فِي حُدودِ ما أحلَ اللهُ ولَم يُحرِم,وتفاعلُ معَ عائلتُكَ وأصدقائُكَ الأخيارُ, ولا تُشدِدُ علي نفسُكَ حتَي لا يُشدِدُ الله عليكَ,ولا تعتقدُ أن التوبةُ والإلتزامُ يعنِي التجهُم والعزلةُ ورفضِ الناسِ والحياةِ والعلمِ,بل أدِي رسالتُكَ فِي الحياةِ وكُن مُطمئِناً سعِيداً واستمتِع بكلِ ما أحل اللهُ لكَ,أصبِر علَي التمحيصِ والإبتلاءِ والأذَي أياً كانَ,فاللهُ تعَالَي يختبرُ التائِبِيِن, ليعلمَ الذِيِنَ صدقُوا ويعلمُ الكاذبِيِن, سبحانهُ مَن لا تغِيِبُ عنهُ غائبةٌ فِي السمواتِ والأرضِ ومَن يعلمُ خائِنةَ الأعيُنِ وما تُخفِي الصُدُورِ,واحذَر الفتِن والمُغرياتِ التِي ستُعرض عليكَ, بل وأنهَا ستأتِيكَ علَي طبق مِن ذهب,وإياكَ أن تقُولَ,أعودُ ولكِن ليسَ كَمَا كُنتَ بَل بمعصِية صغِيرة,فأولُ الغيثِ قطرةٌ ومعظمُ النارِ مِن مُستصغرِ الشررِ,فجاهِد نفسُكَ الأمارةُ بالسوءِ,وأغلِقِ أبوابَ الماضِي ,وضُمَ توبتِكَ إلي صدرِكَ وقلبِكَ الطاهِرُ النقِي واحتضَنهَا,كمَا احتضنك أمُك, وجِلة فرِحة خافِق قلبُهَا لولِيِدِهَا,وتذكِر دائِماً بأنَ الأخِرةُ خيرٌ وأبقَي وأنَ العاقبةُ للمُتقِيِن,قال تعالى(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثباتِ على التوبةِ
فِي كُلِ يومٍ نسمعُ أن فلاناً أو فُلانةً قد أفاقُوا مِن غفلتِهِمِ وسُباتِهِم,وعادُوا إلي الطرِيقِ المُستقِيمِ وتابُوا إلي الله,يفرحُ القلبُ ونحمِدُ المولَي عز وجل علَي أن هداهُم وندعُوا لهُم بالمغفرةِ وبالثباتِ ودوامِ التوبةِ,وفجأةٌ وبدونِ أيِ سابِقِ إنذارٍ, نرَي الكثِيِر مِنهُم قد تقهقرُوا وعادُوا أدراجهُم,لِما كانُوا عليهِ, وكأن لم يتذوقُوا طعمِ التوبةِ ,ويخطُوا أولَي خطواتُهُم,فِي طريقِ الإستقامةِ والهِدايةِ,فما كانَت توبتُهُم هذِهِ إلا توبةً عابِرةٌ ومؤقتةً,تعُوُدُ أسبابِهَا إلي تأثُر بِإحساس مؤقتٍ بالخوفِ مِن المولي عز وجل,وفِي مُقابِلِ ذلِك تابُوا وأنابُوا واستغفرُوا لذنبِهِم,ثم رجعوا إلا ماكانوا عليه بسبب,موتُ أو فقدانِ قريبٍ أو عزِيزٍ, أومرضُ يُلِمُ بالإنسانِ ذاتهُ أو بعزِيِزٍ عليهِ,او حالاتُ الإكتئابِ والضِيقِ التِي تُصِيبُ البعضِ فيشعُرُ معهَا أنهُ قد كرِهَ كُلُ شىءٍ وبعُدَ عن كُل شيءٍ,وهُم مَن تزولُ توبتهُم بزوالِ المُسبِبِ ويعُودُون أدراجهُم كما كانَوا,هذَا إن لم يعُدوا مُكابِريِنَ مُعانِديِنَ مُصرِيِنَ علي المعصِيةِ أكثرُ مٍن ذِي قبلٍ,وبالطبعِ,لا يستطِيِعُ أياً مِنا أن يُنكِرُ, أن مَن وضعَ قدمهُ فِي طريقِ التوبةِ,أياً كانَ السببُ الذِي قدرهُ اللهُ تعَالَي, هُوَ يكُونُ بذلِكَ قَد بذَرَ أولَ بذرةٍ طيِبةٍ,تُثمِر جنات وحدائِقَ تُؤتِي أكُلُهَا كُلِ حينٍ بإذنِ ربِهَا,إلا أنَ مَن ضعُفة هِمتُهُ ومُقاومتُهُ وهزمهُ شيطانُهُ,يجب عليك ان تُحافِظُ علي توبتِكَ وتثبتُ بِهَا عليَ الخيرِ الذِي أنتَ فيهِ, بإذنِ الله,أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن القرءانِ الكرِيِم يومِياً وبشكلٍ مُستمِرٍ, فِي أيِ وقتٍ شعرتُ فيهِ بالضِيِقِ أو بالرغبةِ فِي العودةِ إلي المعصِيةِ أو حتَي بِمجردِ حنِيِن وسعاده إعترتكَ إن إسترجِعتَ ذكرَاهَا,أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن الأذكارِ اليوميةِ,وكذلِك إجعلُ لسانُكَ دائِماً رطِباً بذكرِ الله وأكثِر مِن الإستغفارِ والتهلِيلِ والتكبِيِر والحمدِ,والمُحافظةُ علي الصلواتِ الخمسةِ والخشوعِ فيهَا,والاستزادةُ بِما استطَعتَ وما قدَرَ اللهُ لكَ مِن السُننِ والنوافِل,الدعاءُ والتذلُلُ للمولي عز وجل,بالقبُوُلِ والمغفِرةِ والثباتِ حتَي المماتِ علي التوبةِ والهِدايةُ,هجر وتغيِر المكانِ الذِيِ كُنتَ تعصِي الله تعَالَي فيهِ,وكذلِكَ الهجرُ والإبتِعادُ عَن كُل مَن كانَ يُشارِكُكَ هذِهِ المعصِيةُ أو حتَي يُشجِعُكَ عليهَا,وأقذِف بكُلِ ما أوتِيتَ مِن قوةٍ,أعانتكَ علي المعصيةِ,وعلَي التمادِي فِي الرذِيلةِ,والبحثُ الدؤبُ عن الصحبةِ والرفقةِ الصالِحةَ,والتِي تصدُقُكَ القولُ وتشدُ مِن أزرِك, وتأخذُ بيدِكَ وتكُونُ لكَ هادِياً ودلِيِلاً ,ونُوراً يُضِيِء لكَ الدربَ والطرِيِقَ, بإذنِ الله,فالمولي عز وجل لَم يُحرِمُ علينَا الشهواتِ, وزينتةَ التِي أخرجَ لعبادِهِ,والطيباتُ مِن الرزقِ, ولكِنهُ كَرمنَا وأكرمنَا فأرادَ سبحانهُ وتعَالَي أن نحيَا فِي عزة وكرامة ولا يكونُ هذَا إلا فِي حلال وبِحلال,لا تنسَي أيضاً الإستزادةُ مِن سِيرةِ المُصطفَي صلي اللهُ عليهِ وسلم,وكذلِكَ قصِصِ التائِبِيِن والعابدِيِن والصالِحِيِن ,فكُلُ هذَا يُعطِيِك الحافِزُ, بإذنِ الله, ولا تنسَي نصِيبُكَ مِن الدنيا,وروِح عن قلبِك ونفسِكَ بمُمارسةِ الهواياتِ التِي هِي فِي حُدودِ ما أحلَ اللهُ ولَم يُحرِم,وتفاعلُ معَ عائلتُكَ وأصدقائُكَ الأخيارُ, ولا تُشدِدُ علي نفسُكَ حتَي لا يُشدِدُ الله عليكَ,ولا تعتقدُ أن التوبةُ والإلتزامُ يعنِي التجهُم والعزلةُ ورفضِ الناسِ والحياةِ والعلمِ,بل أدِي رسالتُكَ فِي الحياةِ وكُن مُطمئِناً سعِيداً واستمتِع بكلِ ما أحل اللهُ لكَ,أصبِر علَي التمحيصِ والإبتلاءِ والأذَي أياً كانَ,فاللهُ تعَالَي يختبرُ التائِبِيِن, ليعلمَ الذِيِنَ صدقُوا ويعلمُ الكاذبِيِن, سبحانهُ مَن لا تغِيِبُ عنهُ غائبةٌ فِي السمواتِ والأرضِ ومَن يعلمُ خائِنةَ الأعيُنِ وما تُخفِي الصُدُورِ,واحذَر الفتِن والمُغرياتِ التِي ستُعرض عليكَ, بل وأنهَا ستأتِيكَ علَي طبق مِن ذهب,وإياكَ أن تقُولَ,أعودُ ولكِن ليسَ كَمَا كُنتَ بَل بمعصِية صغِيرة,فأولُ الغيثِ قطرةٌ ومعظمُ النارِ مِن مُستصغرِ الشررِ,فجاهِد نفسُكَ الأمارةُ بالسوءِ,وأغلِقِ أبوابَ الماضِي ,وضُمَ توبتِكَ إلي صدرِكَ وقلبِكَ الطاهِرُ النقِي واحتضَنهَا,كمَا احتضنك أمُك, وجِلة فرِحة خافِق قلبُهَا لولِيِدِهَا,وتذكِر دائِماً بأنَ الأخِرةُ خيرٌ وأبقَي وأنَ العاقبةُ للمُتقِيِن,قال تعالى(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)