المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تواصل بورصة قطر ارتفاعها.. أم سينال منها جني أرباح



بو خليفه 123
21-11-2010, 07:23 PM
اقتصاديون يتوقعون نشاطاً مكثفاً ومستويات سعرية جديدة
ارتفاع البورصة المتواصل يعكس النشاط الاقتصادي في الوقت الراهن
عبدالعزيز: الاستقرار النفسي وثقة المستثمرين هما الداعم الأساسي
عمار: بنسبة نمو 15% البورصة تتصدر أسواق المنطقة للعام 2010











هل تواصل بورصة قطر مسيرة الارتفاعات التي أنهت بها تداولات ما قبل إجازة عيد الأضحى؟.. أم تعكس اتجاهها نحو التراجع بفعل عمليات جني أرباح أو لأسباب أخرى؟.. هذا ما ستجيب عليه جلسة تداولات اليوم والجلسات التالية.

فمن المعروف انه من الصعب التنبؤ باتجاه أي سوق مالي مستقبلا، ولكن لو استعرضنا أداء بورصة قطر الفترة الماضية ربما يضع أمامنا مؤشرات على أداء مؤشر السوق الفترة المقبلة، فقد تمكنت بورصة قطر من تحقيق قفزات متتالية في الفترة الأخيرة، مكنتها من تصدر الأسواق الخليجية والعربية من حيث مكاسب المؤشر منذ بداية العام إلى الآن التي فاقت ألف نقطة ما نسبته 15%، فقد قفز المؤشر فوق حاجز 8 آلاف نقطة لأول مرة من بداية الأزمة العالمية منذ أكثر من عامين تقريبا متغلبا على كثير من نقاط المقاومة التي حاولت الحد من ارتفاع المؤشر، ولكن كانت المحفزات الاقتصادية سواء على المستوى الكلي أو على مستوى الشركات اكبر من عمليات جني الأرباح، لينطلق المؤشر محققا مستويات قياسية هذا العام مدعوما بعمليات التفاؤل التي سيطرت على المتداولين سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات.

واستندت البورصة في ارتفاعها الفترة الماضية إلى زخم الاقتصاد الوطني والتوقعات حيال مستقبله، فضلا عن تمكنه من طي صفحة الأزمة المالية العالمية بتحقيق نمو نادر على المستوى الدولي. كما استفادت البورصة من عزم الحكومة الاستمرار في اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للسيطرة على التضخم والإبقاء عليه في الحدود المقبولة وتعزيز الاستقرار في القطاع المالي، وترشيد الإنفاق دون الإخلال بالمتطلبات الأساسية للتنمية، واستكمال إعادة هيكلة وتطوير الأجهزة والأسواق المالية، ووضع الأطر التنظيمية والتشريعية المنظمة للنشاط الاقتصادي والمؤثرة فيه، ومنها قانون المعاملات والتجارة الإلكترونية، والبدء في اتخاذ الخطوات اللازمة لاستحداث جهاز قطر لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

أبدى محللون ماليون وخبراء تفاؤلاً كبيراً باستمرار التحسن في أداء البورصة خلال المرحلة المقبلة، وتوقعوا أن تشهد البورصة خلال الفترة المقبلة نشاطا قويا على صعيد مستويات الأسعار وأحجام التداول، بعد عودة المستثمرين من عطلات عيد الأضحى اليوم. وأشار الخبراء إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الصناديق والمحافظ والمؤسسات المحلية والأجنبية، معتبرين أن الأسواق العالمية بدأت الخروج من مرحلة عنق الزجاجة وتتجه إلى الاستقرار والتوازن بعد مرحلة من التذبذب وعدم الاستقرار التي مرت بها خلال الأسابيع الماضية.

كما توقعوا أن تواصل البورصة تحطيم مستوياتها القياسية السابقة في اتجاه الصعود بدعم من السيولة الجامحة التي تزخر بها قاعات التداول في الوقت الحالي مع تزايد تدفق المستثمرين الأجانب والصناديق المحلية والأجنبية على السوق، ولكن على الرغم من تباين الآراء بين الخبراء والمحللين حول الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث انتعاش متوقع بالأسواق المحلية عقب العيد، إلا أن هناك شبه إجماع على جملة من العوامل الأساسية سواء محلية أو خارجية يمكن ان تؤدي إلى حدوث هذا الانتعاش :أولها الدعم الذي يحققه السوق المحلي لقوة الاقتصاد القطري وتحقيقه لأعلى معدلات نمو عالمية، بالإضافة إلى أرباح الشركات الفصلية وكذلك قرب استحقاق تنظيم كأس العالم 2022 ناهيك عن التصريحات الحكومية الايجابية التي أنعشت التداولات، ولا ننسى ارتفاع أسعار النفط العالمية وهو ما أدى إلى زيادة الثقة لدى المستثمرين.

وتشمل العوامل الايجابية أيضا، الاستقرار المتوقع في الأسواق العالمية والاستقرار والانتعاش النسبي الذي شهدته الأسواق خلال الأيام التي سبقت العيد مباشرة الذي سيكون له انعكاسات ايجابية كبيرة على الأسواق وعودة المستثمرين المحلين للتداول النشط بعد إجازة العيد وتوقعات مشاركة أكثر فاعلية من المحافظ والمؤسسات المالية المحلية.

كما توقع الخبراء أن يحظى قطاع البنوك بارتفاع وتيرة المضاربات عليه لكثرة التحليل الفني لمواقف البنوك العاملة فيه وعوامل جاذبيتها، من أبرزها النتائج المالية المتوقعة عن السنة الحالية، وكذلك الرؤية المستقبلية لوضع القطاع وحجم الطلب على ما يقدمه من منتجات، ولفتوا إلى أن قطاع البنوك قد يشهد دخول سيولة لتملك أسهم البنوك العاملة فيه كهدف لكثير من شرائح المستثمرين الذين يرون فيه فرصة استثمارية عالية المستوى والأمان، مشيرين في الوقت نفسه إلى إمكانية أن يواصل قطاع الخدمات لحيويته ونشاطه خلال الفترة المقبلة، انطلاقا من أن الشركات العاملة فيه دائما ما تكون مرتعا للمضاربات التي يتوقع لها أن تسجل مدا وجزرا في أسعارها خلال الفترة القادمة أي مع قرب العام المالي على نهايته، وتشهد تنفيذ عمليات بيع وشراء على بعض الشركات النشيطة فيه، ومواصلة المضاربة على معظم الشركات ولكن بشكل سريع جدا، وبالتالي سيشهد هذا القطاع انتعاشا وقفزة في حجم التداول عليه، إذ يعد القطاع فرصة كبيرة للمضاربين في ظل وجود شركات كثيرة عاملة فيه، وتظهر نتائجها المالية مستويات مختلفة القوة والمتانة، وهو ما يعطي دفعا لصناع السوق في تحريك المضاربات الحامية.

المعطيات الايجابية
في البداية أكد الكاتب الاقتصادي أسامة عبد العزيز أن جميع المعطيات تؤشر إلى استمرار انتعاش البورصة الفترة المقبلة، بدعم من المحفزات المتواجدة حاليا في السوق المحلي، وهو ما ساهم في اختراق المؤشر العام للسوق لحاجز 8 آلاف نقطة في الجلسات الأخيرة قبل العطلة، إضافة إلى كون السيولة عادت بقوة حيث شاهدناها تقترب في إحدى الجلسات من نصف مليار ريال وهي قيمة لم تعرفها البورصة منذ عدة أشهر.

وأوضح أن هناك مؤشرات قوية على أن السوق سيتحسن في الربع الأخير من العام الحالي مسندا في ذلك إلى أن هناك معطيات عديدة تدعم ارتفاع السوق الفترة المقبلة أهمها النتائج الايجابية التي حققتها الشركات القطرية في التسعة شهور الأولى من هذا العام بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط وتخطيها حاجز 80 دولارا للبرميل وهو ما أدى إلى انتعاش في الأسواق العالمية وكذلك عودة جنرال موتورز إلى بورصة نيويورك كل ذلك يعطي مؤشرات ايجابية إلى المستثمر المحلي ويعزز الثقة في أسواق المال.

ورأى انه نظرا لأن الأسواق المحلية أصبحت مرتبطة بشكل رئيسي بالأسواق العالمية، فمن المتوقع أن تتأثر أسواق الأسهم المحلية ايجابيا بالتطورات المتوقعة الايجابية المنتظرة بالأسواق العالمية، ما أدى إلى استمرار انتعاش الأسواق المحلية وتحقيق مكاسب جديدة في القيمة السوقية وسط أجواء من التفاؤل عمت الأسواق.

الحالة النفسية لاعب رئيسي
وأشار عبد العزيز إلى أن ما حدث في السوق خلال الأيام الماضية يدل على أن الحالة النفسية هي اللاعب الرئيسي المحرك للسوق موضحا انه على الرغم من عدم الارتباط المباشر بين أسواقنا المحلية والأسواق العالمية الرئيسية إلا انه بمجرد تعرض الأسواق العالمية لنسبة انهيار خلال الفترة الماضية تأثرت بها أسواقنا بشكل واضح وبعد عودة الاستقرار للأسواق العالمية بدأت أسواقنا تنشط من جديد.

ولفت عبد العزيز إلى أن البورصة نجحت في تحقيق نشاط غير مسبوق خلال الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي على صعيد مستويات الأسعار وأحجام التداول، مشيرا إلى أن الأيام الأخيرة من الشهر الماضي سجلت خلالها الأسهم ارتفاعات حادة بأحجام تداول كبيرة. وأضاف أن هناك نشاطا كبيرا من قبل المحافظ الأجنبية مما زاد من سيولة السوق لينعكس على أحجام التداول بها. وتوقع أن تشهد أسعار الأسهم بالبورصة خلال الفترة المقبلة مستويات سعرية جديدة على صعيد القطاعات النشطة مثل البنوك والصناعة، إضافة إلى بعض الأسهم الأخرى التي لم تتحرك منذ فترة طويلة مثل قطاع التأمين، مؤكدا أن الوقت الحالي هو فرصة ذهبية للاستثمار متوسط إلى طويل الأمد وليس للمضاربة.

وأعرب عن اعتقاده بأن يستمر النمو في أداء المؤشر جلسة بعد أخرى ولكن بوتيرة أهدأ من الجلسات السابقة بعد أن استفاد السوق من الأخبار الإيجابية المتعلقة بالاقتصاد القطري.

وأكد عبد العزيز ان حالة الثقة والتفاؤل التي تعم أجواء البورصة تمثل دعامة أساسية في أن تتواصل الارتفاعات حتى وإن كانت هناك عمليات جني أرباح لكنها لن تؤثر على الاتجاه التصاعدي للمؤشر العام حيث إن البورصة في أحسن حالاتها بعد أن استطاعت أن تتجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية.

الذروة في ديسمبر
أما المحلل المالي والمستثمر فايز عمار فقد استند في توقعاته لانتعاش الأسهم المحلية عقب عطلة العيد إلى عدة عوامل أبرزها اتجاه الأسواق العالمية إلى الاستقرار، مشيرا إلى انه من أسباب ارتفاع السوق أيضا الأجواء الايجابية التي سيطرت على المتداولين بدعم من المحفزات التي توفرت في السوق سواء على مستوى الاقتصاد أو على مستوى نتائج الشركات الفصلية وهو ما عزز من تواجد المؤشر فوق مستوى 8 آلاف نقطة ليتصدر أسواق المال العاملة في المنطقة من حيث الارتفاعات منذ بداية العام بنسبة فاقت 15%. وذلك الارتفاع لم يأت من فراغ بل يعود للتصريحات الحكومية الايجابية عن قوة الاقتصاد القطري بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها إدارة البورصة للحد من المضاربات الوهمية وذلك من خلال نظام التداول الجديد.

وأضاف: ان كل التقارير تشير إلى الوضع الجيد والآمن للاقتصاد القطري وهذا ما عزز ارتفاع المؤشر العام للبورصة، بالإضافة إلى النتائج المالية المميزة والقوية للشركات المدرجة في البورصة للربع الثالث من هذا العام، وتوقع أن يبلغ الارتفاع في السوق ذروته في شهر ديسمبر المقبل وليس خلال الربع الأخير مكتملا كما حدث العام الماضي نظرا لان هناك عمليات تجميع وتكوين مراكز من قبل المؤسسات والمحافظ سواء أجنبية أو محلية، كما توقع ان تستمر الشركات المدرجة في البورصة بأدائها الجيد وتحقيق أرباح للربع الرابع تفوق ما تم تحقيقه في الربع الثالث.

عودة التقلبات للأسواق
ويوضح عمار أن أجواء التفاؤل ستكون غالبة على الأسواق طيلة الفترة المقبلة وإن كانت هناك مخاوف من عودة التقلبات للأسواق، حيث يعود ذلك إلى أن الصعود القوي المتوقع للأسعار قد يكون مقرونا بتقلبات أخرى مفاجئة في السوق الذي قد يشهد سلسلة من الارتفاعات والانخفاضات المتوالية، وهو ما سيوفر فرصة كبيرة بالنسبة للمستثمرين على الأمد القصير للبيع والشراء، وسيوفر أيضا في نفس الوقت عوائد استثمارية أفضل بالنسبة للمستثمرين الذين يتداولون الأسهم على المديين المتوسط والطويل في حال كان اختيارهم للشركات ذات البيانات المالية الجيدة دقيقا.

وأشار إلى أن ما يعزز هذه التوقعات كذلك الاستقرار النسبي وتماسك الأسواق خلال الجلسات الثلاث الأخيرة قبل عطلة العيد، ما جعل معظم الأسهم تقوم ببناء قواعد جيدة للانطلاق بقوة بعد العيد، إضافة إلى عودة المستثمرين من الإجازات وتوقعات مشاركة فعالة للمحافظ والمؤسسات المالية المحلية.

وأضاف : أن الوقت الحالي يعتبر الأنسب لأصحاب الاستثمارات المتوسطة وطويلة الأمد الذين يمكنهم الحصول على أسعار الأسهم بخصومات كبيرة ومن ثم الانتظار إلى حين ارتفاعها مجدداً، متوقعا أن يتحسن الوضع على المدى القادم لوجود محافظ ومستثمرين قادرين على اقتناص الأسهم بقيمة متدنية.

عودة قوية للصعود
ووافقه الرأي المستثمر والمحلل المالي خالد الكردي وأضاف قائلا : من المتوقع ان تشهد البورصة عودة قوية للصعود خلال الفترة المقبلة وبعد انتهاء عطلات عيد الأضحى مشيرا إلى أن غالبية الأسعار قد تعود إلى مستوياتها العليا خاصة بعد التداول الذي سجلته في الجلسات الأولى بعد انتهاء عطلة العيد.

ويرى في تصوره للأشهر الأخيرة من هذا العام حدوث نشاط محموم في حركة المضاربة التي قد تتخذ أشكالا مختلفة بين المضاربة العشوائية السريعة جدا، وأخرى مركزة، ومضاربات سريعة منظمة، قد تؤدي جميع هذه المضاربات إلى ارتفاع عامل المخاطرة في السوق نظراً للتذبذب السعري المتوقع أن تشهده حركة الأسهم، مشددا على أن قرب انتهاء السنة المالية على نهايتها سيضيف من مخاطر الاستثمار في أسهم المضاربة، وبناء على ذلك سنجد استراتيجية جديدة للمضاربين تشتمل على خطط جديدة في مضاربتهم وسط توقع أن يكون هذا التغيير بطريقة تدريجية تزيد من حدتها وانضباطها عند القرب من انتهاء العام الجاري، مرشحا أن يواصل كل من قطاعي البنوك والخدمات تصدرهما لحركة التداولات المقبلة، نتيجة تميزهما عن غيرهما بوجود فرص المضاربة للراغبين في المضاربات وكذلك الاستثمار للراغبين في الاستثمار، حيث نجد في هذين القطاعين مستويات متعددة من أسعار الأسهم، بجانب أن معظم الشركات العاملة في هذين القطاعين تسجل نتائج إيجابية في أعمالها.

وقال: انه إذا استمر مؤشر أسواق الأسهم المحلية في اتجاهه التصاعدي خلال الفترة المقبلة، فإن هذا سيؤدي إلى تحرير سيولة كبيرة وضخها في السوق من جديد، معربا عن اعتقاده بأن العامل الرئيسي في شح السيولة بأسواق الأسهم المحلية يكمن في تجميد أموال كثيرة منذ ارتفاع القيمة السوقية لمعظم الأسهم المتداولة، وأعقب ذلك هبوط متسارع في الأسواق، ما أدى إلى إحجام مالكي الأسهم عن تسييلها لاستخدام هذه السيولة في الشراء من جديد بسبب المستوى المتدني للأسعار الذي سيؤدي إلى تكبيدهم خسائر كبيرة إذا أقدموا على بيع أسهمهم بهذه الأسعار المتدنية.