المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إتق الله حيثما كنت



امـ حمد
22-11-2010, 12:15 AM
بسم لله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )
التقوى هي سفينة النجاة ، ومفتاح كل خير ، كيف لا , وهي الغاية العظمى ، والمقصد الأسمى من العبادة ، إنها محاسبة دائمة للنفس ، وخشية مستمرة لله ، وحذر من أمواج الشهوات والشبهات التي تعيق من أراد السير إلى ربه ، إنها الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل ,من هنا كانت التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين من خلقه ، قال تعالى (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لجميع أمته ،والتقوى ليست كلمة تقال ، أو شعاراً يرفع ، بل هي منهج حياة ، يترفّع فيه المؤمن عن لذائذ الدنيا الفانية ، ويجتهد فيه بالمسابقة في ميادين الطاعة ، ويبتعد عن المعاصي والموبقات ،ومن تمام التقوى ، أن يترك العبد ما لا بأس به ، خشية أن يقع في الحرام ، ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم( فمن اتقى الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه ) تنبيه للمؤمن على ملازمة التقوى في كل أحواله ، انطلاقاً من استشعاره لمراقبة الله له في كل حركاته وسكناته ، وسره وجهره، وأنها خشية الله في السرّ والعلن ، وحيث كان الإنسان أو صار ، فمن خشي الله أمام الناس فليس بتقي ، وقد قال تعالى في وصف عباده المؤمنين (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ، ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود)وقد يظن ظان أن المتقي معصوم من الزلل؛ فإن المتقي قد تعتريه الغفلة ، فتقع منه المعصية ، أو يحصل منه التفريط في الطاعة ، وهذه هي طبيعة البشر المجبولة على الضعف ، ولكن المتقي يختلف عن غيره بأنه إذا تعثّرت به قدمه ، بادر بالتوبة إلى ربه ، والاستغفار من ذنبه ، ولم يكتف بذلك ، بل يتبع التوبة بارتياد ميادين الطاعة ، والإكثار من الأعمال الصالحة ، كما أمره ربه في قوله ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم( وأتبع السيئة الحسنة تمحها )ولئن كانت التقوى صلة مع الله تبارك وتعالى ، وتقرّبا إليه ، فهي أيضا إحسان إلى الخلق ، وطيبة في التعامل ، وإعطاء كل ذي حق حقه, فإن الأخلاق الحميدة رافد من روافد التقوى ، وشعبة من شعب الإيمان,وللأخلاق الفاضلة مكانة عظيمة في شريعتنا ، فإنها تثقل ميزان العبد يوم الحساب ، ويبلغ بها درجة الصائم القائم ، وهو سبب رئيس في دخول الجنة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال( تقوى الله ، وحسن الخلق ) إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة ؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات,أن رجلاّ من الصحابة نال من امرأة قُبلة فأتي النبي وأخبره بالخبر,مستعظماّ لما فعل ,فيسأله عن كفارة ذلك ، فنزل قول الله جل وعلا(وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)فقال له عليه الصلاة والسلام ,هل صليت معنا في هذا المسجد,قال, نعم, قال , فهي كفارة ما أتيت ,وهذا يدل على أن المؤمن يجب عليه أن يستغفر من السيئات ,وأن يسعى في زوالها،وأن يأتي بالحسنات،فالإتيان بالحسنات يمحو الله ,به أنواع السيئات,ولهذا جاء أن الرجل إذا غلط أو جرى على لسانه كلمة والكعبة ,أو أقسم بغير الله فإن كفارة ذلك من الحلف بالآباء وأشباه ذلك أن يقول,لا إله إلا الله؛ لأن ذاك شرك ,وكفارة الشرك أن يأتي بالتوحيد ،وكلمة لا إله إلا الله هي من الحسنات العظام,ويمحو الله جل وعلا ,به الخطيئة؛لأنه جمع بين الفعل والنية ، والنية فيها التوبة والندم على تلك السيئة ,وأن يتبرأ من هذا الذنب،ويتقرب إلى الله ,جل وعلا,بالحسنات حتى يرضى الله عنه, فالسيئات هي المحرمات من الصغائر والكبائر,والحسنات هي الطاعات من النوافل والواجبات,

جعلنا الله واياكم ممن يتبعون السيئة الحسنة ,
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين

busheikha
24-11-2010, 11:27 AM
آمين آمين آمين
جزاك الله خير

امـ حمد
24-11-2010, 03:44 PM
بارك الله فيكم

وجزاكم ربي جنة الفردوس

مستجدة
25-11-2010, 11:34 AM
جعلنا الله واياكم ممن يتبعون السيئة الحسنة ,
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين



اللهم أميييييييين

جزاك الله خير الجزاء اختي ام حمد
وجعل هالاسطر في صاحيفك

امـ حمد
26-11-2010, 01:32 AM
بارك الله فيكم

وجزاكم ربي جنة الفردوس

بنت شيوخ
26-11-2010, 11:20 AM
جزاك الله كل خير ام حمد

امـ حمد
27-11-2010, 06:17 AM
بارك الله فيكم

وجزاكم ربي جنة الفردوس