ابيض و اسود
23-11-2010, 01:10 AM
قبل أن أبتدأ حديثي … لا بد من توضيح إن وقائع هذه القصة - كفكرة - حدثت في الواقع ولكنه كُتب لكم بتصرف.
.
.
.
كان أحمد و محمد في طريقهما لزيارة صاحبهما (حسن) في ولايته البعيدة وقد كانت فرصة لقضاء هذه الإجازة القصيرة في منطقة جديدة
أحمد: زين ما سوينا وكلمنا حسن إننا بنزوره … يا أخوك تعبنا من هالسمستر وعساها تكون سفرة حلوة.
محمد: إي يا صديقي … صج إن (كلورادوا) بعيدة عنا بس مثل ما قلت … إن شاء الله بتكون سفرة ممتعة.
.
.
..
وبعد إنقضاء ما يقارب السبع ساعات قيادة بالسيارة وصلوا عند شقة صاحبهم حسن فأستقبلهم أحسن إستقبال و عرفهم على المجموعة (الخليجية) الذي يُصاحبهم في هذه المدينة
حسن: حيا الله الربع …. من زمان ما شفتك يا أحمد … تذكر أيام (المغرب) ؟
أحمد : أوووه بو علي … لا تذكرني … كانت أيام حلوة بس شوف شلون الوقت يمر وبعد سنين طويلة … سبحان الله نتلاقى اهني في امريكا !
محمد: صج لقالوا الدنيا صغيرة … بس الأهم شوفتكم وتشرفنا بمعرفتكم
حسن: وصراحة إنتوا جيتوا في وقت مناسب جدا ً …. لأننا كنا مخططين مع الربع نروح مدينة قريبة من اهني و نؤجر شاليه و نقعد لنا كم ليلة هناك….ها شرايكم؟
محمد: إحنا مب مرتبطين مع أحد … معاكم في اللي تقررونه.
.
.
.
.
وبعد يوم أو يومين … انطلقت المجموعة الجديدة في ثلاث أو أربع سيارات نحو الشاليهات لقضاء وقت جميل بعيدا ً عن ضغوطات الدراسة وأثناء جلوسهم جميعاً داخل الشاليه.
قال حسن:
بسم الله الرحمن الرحيم …. بما إنه قد تم إختياري أميرا ً لكم في هذه الرحلة … فأسأل الله أن يُعينني على هذه المهمة وقد قُمت بتعيين (راشد) ليكون المسؤول عن المطبخ والأكل ويساعده في ذلك (علي) .. وكذلك عينت (محمود) ليكون المسؤول عن المصاريف والنفقات لتقسيم المبلغ بالتساوي على المجموعة مع استثناء أحمد و محمد كونهما ضيوف عندنا.
أحمد: لا يا اخوك … حالنا من حالكم وراح ندفع مثلكم.
حسن: خلاص يا أحمد … الشباب كلهم مُصريين إنكم ما تدفعون شئ وإكرام الضيف واجب علينا يا الغالي.
محمد: الله المستعان … وترانا مستعدين نساعد و نعاون في أي شئ تشوفونه ..
حسن: خلاص دام تحددت المسؤوليات والمهام وكل ٍ عارف شغله … خلونا نصلي الظهر ومن بعدها نرتب جدول اليوم وباجر.
حسن: إستقيموا و إعتدلوا يرحمكم الله ….. الله أكبر
.
.
.
.
..
وهكذا انقضت الأيام القليلة التالية بسرعة لكونها كانت أجواء رائعة وما تضمنتها من فعاليات و أحداث جميلة وكانت أيام للذكرى … فعندما حان وقت الرحيل وفي طريق العودة… سأل أحمد صديقه محمد السؤال الذي كان يشغل باله طول الرحلة ولم يُفصح عنه حتى هذه اللحظة
أحمد: يا أخوك …… ايش سالفة (الأمير) هذه يا محمد ؟
محمد: ليش ايش صار ؟
أحمد: إنت ما استغربت !! أول مرة أشوف رحلة شباب ومعينين واحد يكون (الأمير) وطاعته واجبة ويكون شبه الآمر والناهي والقول الفصل وقت الخلاف !
محمد: قبل لا أجاوبك … إنت شفت شئ على (حسن) ؟
أحمد: لا .. حشى .. بالعكس أشهد إن نظم الرحلة أحسن تنظيم وكل شئ كان مرتب و استانسنا وااااايد.
محمد: حلو الكلام … يعني من ناحية المنطق والترتيب … الفكرة كانت فعالة جدا ً و مفيدة للجميع وخاصة إن المجموعة كانت كثيرة وإختلاف الآراء وارد لا محالة.
أحمد: كلام سليم …. بس أنا قصدي … هل هذا التنصيب فيه أساس من السنة وإلا مجرد عادة ابتدعوها !
محمد: لا - بارك الله فيك - … هذه العادة هي أصل السنة ودليله قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( إذا خرج ثلاثة في سفر , فليؤمروا أحدهم )) وصحيح الواحد ممكن يكون جاهل بهذه السنة لأننا ما نمارسها كثيرا ً وأحيلك لهذه الفتوى من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
======
فتوى العلامة ابن عثيمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤال : إذا تأمر شخص على مجموعة أثناء السفر فما هي ضوابط إمارته عليهم ؟ كذلك إذا خالفه أحد أفراد المجموعة أثناء السفر هل يكون آثما أم لا ؟
الجواب : من المعلوم أن الرسول أمر المسافرين أن يؤمروا عليهم واحدا لئلا تكون أمورهم فوضى ، ولازم هذا أن يكون مطاعا فيما يتعلق بمصالح السفر ، أما الأمور الأخرى فلا تلزم طاعته . فمثلا لو قال لإنسان من الذين معه : لا تصم ، وهو يحب أن يصوم الاثنين مثلا ، فلا تلزم طاعته في ذلك . لكن لوقال : ننزل في هذا المكان الآن ، تلزم طاعته . وعلى هذا الأمير أن يتقي الله عزَّ وجلَّ وأن يراعي الأمانة وأن لا يتصرف إلا في مصلحة القوم ، وكما أشرت إليه أن النبي لم يأمر بالتأمير إلا ليطاع ، حيث لا فائدة من أمير لا يطاع ويطاع في أوامر السفر خاصَّة ، ومعلوم أننا إذا قلنا يجب طاعته فإنه يأثم من خالفه .
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله . لقاءات الباب المفتوح (3/179) ط دار البصيرة اللقاء الرابع والخمسون
======
أحمد: جزاك الله خير على هذه المعلومة الجديدة و سبحان الله الواحد يتعلم كل يوم شئ جديد في أمر هذا الدين العظيم.
.
.
.
.
.
.
.
.
وها أنا أسئلكم جميعا ً ….. هل كُنت أميرا ً من قبل ؟؟ أم هل سمعت بهذا الأمر من قبل ؟؟
أخوكم/ ابيض و اسود
23/11/2010
.
.
.
كان أحمد و محمد في طريقهما لزيارة صاحبهما (حسن) في ولايته البعيدة وقد كانت فرصة لقضاء هذه الإجازة القصيرة في منطقة جديدة
أحمد: زين ما سوينا وكلمنا حسن إننا بنزوره … يا أخوك تعبنا من هالسمستر وعساها تكون سفرة حلوة.
محمد: إي يا صديقي … صج إن (كلورادوا) بعيدة عنا بس مثل ما قلت … إن شاء الله بتكون سفرة ممتعة.
.
.
..
وبعد إنقضاء ما يقارب السبع ساعات قيادة بالسيارة وصلوا عند شقة صاحبهم حسن فأستقبلهم أحسن إستقبال و عرفهم على المجموعة (الخليجية) الذي يُصاحبهم في هذه المدينة
حسن: حيا الله الربع …. من زمان ما شفتك يا أحمد … تذكر أيام (المغرب) ؟
أحمد : أوووه بو علي … لا تذكرني … كانت أيام حلوة بس شوف شلون الوقت يمر وبعد سنين طويلة … سبحان الله نتلاقى اهني في امريكا !
محمد: صج لقالوا الدنيا صغيرة … بس الأهم شوفتكم وتشرفنا بمعرفتكم
حسن: وصراحة إنتوا جيتوا في وقت مناسب جدا ً …. لأننا كنا مخططين مع الربع نروح مدينة قريبة من اهني و نؤجر شاليه و نقعد لنا كم ليلة هناك….ها شرايكم؟
محمد: إحنا مب مرتبطين مع أحد … معاكم في اللي تقررونه.
.
.
.
.
وبعد يوم أو يومين … انطلقت المجموعة الجديدة في ثلاث أو أربع سيارات نحو الشاليهات لقضاء وقت جميل بعيدا ً عن ضغوطات الدراسة وأثناء جلوسهم جميعاً داخل الشاليه.
قال حسن:
بسم الله الرحمن الرحيم …. بما إنه قد تم إختياري أميرا ً لكم في هذه الرحلة … فأسأل الله أن يُعينني على هذه المهمة وقد قُمت بتعيين (راشد) ليكون المسؤول عن المطبخ والأكل ويساعده في ذلك (علي) .. وكذلك عينت (محمود) ليكون المسؤول عن المصاريف والنفقات لتقسيم المبلغ بالتساوي على المجموعة مع استثناء أحمد و محمد كونهما ضيوف عندنا.
أحمد: لا يا اخوك … حالنا من حالكم وراح ندفع مثلكم.
حسن: خلاص يا أحمد … الشباب كلهم مُصريين إنكم ما تدفعون شئ وإكرام الضيف واجب علينا يا الغالي.
محمد: الله المستعان … وترانا مستعدين نساعد و نعاون في أي شئ تشوفونه ..
حسن: خلاص دام تحددت المسؤوليات والمهام وكل ٍ عارف شغله … خلونا نصلي الظهر ومن بعدها نرتب جدول اليوم وباجر.
حسن: إستقيموا و إعتدلوا يرحمكم الله ….. الله أكبر
.
.
.
.
..
وهكذا انقضت الأيام القليلة التالية بسرعة لكونها كانت أجواء رائعة وما تضمنتها من فعاليات و أحداث جميلة وكانت أيام للذكرى … فعندما حان وقت الرحيل وفي طريق العودة… سأل أحمد صديقه محمد السؤال الذي كان يشغل باله طول الرحلة ولم يُفصح عنه حتى هذه اللحظة
أحمد: يا أخوك …… ايش سالفة (الأمير) هذه يا محمد ؟
محمد: ليش ايش صار ؟
أحمد: إنت ما استغربت !! أول مرة أشوف رحلة شباب ومعينين واحد يكون (الأمير) وطاعته واجبة ويكون شبه الآمر والناهي والقول الفصل وقت الخلاف !
محمد: قبل لا أجاوبك … إنت شفت شئ على (حسن) ؟
أحمد: لا .. حشى .. بالعكس أشهد إن نظم الرحلة أحسن تنظيم وكل شئ كان مرتب و استانسنا وااااايد.
محمد: حلو الكلام … يعني من ناحية المنطق والترتيب … الفكرة كانت فعالة جدا ً و مفيدة للجميع وخاصة إن المجموعة كانت كثيرة وإختلاف الآراء وارد لا محالة.
أحمد: كلام سليم …. بس أنا قصدي … هل هذا التنصيب فيه أساس من السنة وإلا مجرد عادة ابتدعوها !
محمد: لا - بارك الله فيك - … هذه العادة هي أصل السنة ودليله قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( إذا خرج ثلاثة في سفر , فليؤمروا أحدهم )) وصحيح الواحد ممكن يكون جاهل بهذه السنة لأننا ما نمارسها كثيرا ً وأحيلك لهذه الفتوى من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
======
فتوى العلامة ابن عثيمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤال : إذا تأمر شخص على مجموعة أثناء السفر فما هي ضوابط إمارته عليهم ؟ كذلك إذا خالفه أحد أفراد المجموعة أثناء السفر هل يكون آثما أم لا ؟
الجواب : من المعلوم أن الرسول أمر المسافرين أن يؤمروا عليهم واحدا لئلا تكون أمورهم فوضى ، ولازم هذا أن يكون مطاعا فيما يتعلق بمصالح السفر ، أما الأمور الأخرى فلا تلزم طاعته . فمثلا لو قال لإنسان من الذين معه : لا تصم ، وهو يحب أن يصوم الاثنين مثلا ، فلا تلزم طاعته في ذلك . لكن لوقال : ننزل في هذا المكان الآن ، تلزم طاعته . وعلى هذا الأمير أن يتقي الله عزَّ وجلَّ وأن يراعي الأمانة وأن لا يتصرف إلا في مصلحة القوم ، وكما أشرت إليه أن النبي لم يأمر بالتأمير إلا ليطاع ، حيث لا فائدة من أمير لا يطاع ويطاع في أوامر السفر خاصَّة ، ومعلوم أننا إذا قلنا يجب طاعته فإنه يأثم من خالفه .
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله . لقاءات الباب المفتوح (3/179) ط دار البصيرة اللقاء الرابع والخمسون
======
أحمد: جزاك الله خير على هذه المعلومة الجديدة و سبحان الله الواحد يتعلم كل يوم شئ جديد في أمر هذا الدين العظيم.
.
.
.
.
.
.
.
.
وها أنا أسئلكم جميعا ً ….. هل كُنت أميرا ً من قبل ؟؟ أم هل سمعت بهذا الأمر من قبل ؟؟
أخوكم/ ابيض و اسود
23/11/2010