amroo
23-11-2010, 08:00 PM
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=160433&issueNo=1072&secId=26
أكدوا أن البعض يتلاعب بالأسعار ويستخدم كريمات مغشوشة ويحلقون بالموس نفسه لأكثر من شخص
مواطنون يطالبون بتشديد الرقابة الصحية على صالونات الحلاقة الرجالية
2010-11-23
الدوحة - العرب - عمر عبد اللطيف
كان خالد عبد الله الكبيسي يحلق ذات مرة، عندما سأله الحلاق: مرتاح؟ فأجابه الكبيسي: نعم، فإذا بالحلاق «ما تشوف إلا طق فقرات رأسك»، لكن الكبيسي رفض ذلك على الفور، لأنه خطر وقد يكسر الرقبة ويضر الحبل الشوكي «لا سمح الله».
لكن رغم ذلك يرتاح عبد القادر الأنصاري لعملية التدليك عند الحلاق، وعندما تسأله فيما إذا كان يخشى من «مساج» الرأس، خاصة لدى حلاق غير مؤهل لهذا النوع من التدليك، يبستم زميله ساخرا ثم يقول: «الحلاق بس يلبس مانطو أبيض يصير دكتور».
اشتراطات صحية غائبة
ما جرى مع الكبيسي دفعه للمطالبة بأن تكون محلات الحلاقة تحت إشراف أشخاص متخصصين، فالحلاقون يتباطئون في وضع الكمامة على الوجه، ولا يضعونها إلا للأجانب أو الأوروبيين، متسائلا: لماذا يضعها للأوروبي ونحن لا، يجب أن تحثهم البلدية على ذلك،
وتراقبهم، خاصة أن الكثيرين لا يضعون الكمامة، ولا يلتزمون بوضع المقص في «الديتول».
لكن الكبيسي تعود أن يطلب من حلاقه وضع المقص في المعقم، لأن بعضهم يبدأ بالحلاقة مباشرة دون تطهير المقص أو موس الحلاقة، «فقد يوجد إنسان مريض بالإيدز أو مرض جلدي»، وما جعله يوسوس أكثر أنه دخل إحدى المرات حمام مجلسٍ يقع على الشارع العام، وبعد خروجه بفترة أصابته حكة غريبة، وعندما ذهب إلى الطبيب أدرك أن المجلس مفتوح «للرايح والجاي ويدشونو العمال».
مخاطر تدليك الرأس والرقبة
عند حلاق غير متخصص
جمال سالم أيضا جرب «مساج» الرقبة مجبرا، لأن الحلاق لم يخبره بذلك مسبقا، فقد كانت عيناه مغمضتين عندما «طق الحلاق رقبتي، مدري شلون سوا، صار يصفق باليد على رأسي»، فكانت المرة الوحيدة التي يجرب فيها «مساج» الرأس، وقد «تاب» بعدها، لأنه لا يحب هذه الأشياء، فهي تتسبب بأمراض الرأس، ويخشى أن يصاب بمكروه، خاصة أن الحلاق غير مختص بالتدليك.
ويشكو سالم أيضا عدم وضع الحلاقين اللباس الأبيض الخاص بهم، إضافة إلى أن المشط «وسخ»، لا ينظفه الحلاق بشكل جيد، ولا يضع الموس في المعقم، مشيرا إلى أن الحلاقين لا يضعون الكمامات للزبائن ولا يغسلون «الفوط»، إلا عندما تأتي البلدية، وعندما يسأل سالم حلاقه عن الكمامة يجيبه الحلاق «ما في مشكلة بابا»، فيقول له سالم مرة أخرى: «أنا ما مشكلة، بس يجي نفر بلدية يصير مشكلة».
لكن هذا لا يمنع، حسب سالم، من وجود بعض الحلاقين الجيدين، الذين تحلق لديهم «وأنت مرتاح».
منصور محمد، لا يؤيد تدليك الرأس، لأن الحلاق أصلا غير مختص، ولا يملك شهادة صحية، فمثلا الإنسان لا يستطيع أن يقود السيارة بدون رخصة، ففي سوريا ولبنان والأردن لا يجوز أن يعمل الحلاق إلا بشهادة مصدقة تصدر عن نقابة أوجمعية الحلاقين، لكن هنا مع من تتكلم، أي شخص ليست لديه وظيفة يأتي ليتعلم برؤوس الناس، كما أن أخطر شيء هو «دق الرأس وكسر الرقبة».
في حين يشير حمد عيسى إلى أن بعض الحلاقين «يسوون مساج»، لكن الآن منعوا من ذلك، وهذا أفضل لأنهم لا يمتلكون الخبرة، لو لديهم تصريح فهذا ممكن، يجب أن تكون لديهم خبرة بكيفية تدليك الرأس، «مرة حلاق لوا رقبتي ووجعني، المساج طق طق على راسك، ما زين للرأس»، فقد تؤدي ضربة الرأس إلى إصابة الدماغ، بعض الناس ترتاح، وآخرون لا يرتاحون لكنني لست معها.
ويرى عيسى أن الأسعار مناسبة، رغم قوله إن بعض صالونات الحلاقة لا تضع تسعيرة، أو أنها تضعها بشكل غير واضح لتتحكم بالسعر.
أسعار مرتفعة وغير مبررة
حلاق خالد عبد الله الكبيسي يتقاضى 30 ريالا «بعشر دقائق»، وعندما استفسر عن هذا السعر «الغالي»، أخبره الحلاق بأنه يدفع 10 آلاف ريال أجرة المحل، إلا أن الكبيسي ذهب إلى غيره ودفع 15 ريالا فقط، قائلا إن على وزارة الأعمال والتجارة أن تعيد النظر بموضوع الأسعار. فالأسعار يضعها الحلاقون «على كيفهم»، كما يقول جمال سالم، فمثلا حلاقة اللحية بـ 15 ريالا، تعطيه 50 ريالا فيرجع لك 25 ريالا فقط، تسأله: «ليش بابا»، فيجيبك الحلاق «أنا أحط كولونيا بابا»، موضحا أنه لا يجوز أن يأخذ زيادة 10 ريالات، الزبون لن يقصر وسيكْْْرم الحلاق بزيادة 5 ريالات مثلا، ولكن أن تعطيه 100 ريال ولا يرجع لك سوى 50 ريالا، هذا لا يجوز. ويؤيده منصور محمد، الذي يشير إلى أن الأسعار مختلفة من صالون لآخر، فكل صالون يضع السعر الذي يناسبه، هذا يضع 20 ريالا وآخر 70 ريالا، «شو تسوي تتقاتل معاه»، كما أن أحدهم يقول لك الموس نظيف مثلا وهو ليس كذلك.
بينما يعتقد أحمد الماجد أن بعض الحلاقين يأخذون السعر المعتاد وهو 15 ريالا للحية، و20 ريالا للشعر، في حين يأخذ البعض أكثر من السعر القانوني، ولا يلتزمون بلائحة الأسعار المعلقة في صالونهم.
زبائن يصطحبون أدواتهم الخاصة
إلى الحلاقين
هذه الممارسات دفعت البعض -حسب حمد عيسى- إلى شراء «عدة» حلاقة خاصة بهم، ليأخذوها معهم عند التوجه إلى الحلاقين.
هنا يتدخل سالم ناصحا الجميع بالحلاقة في فنادق الدرجة الأولى، قائلا: «تبي شي زين ونظيف روح فنادق الخمس نجوم، حتى لو دفعت فلوس أكثر تطلع تمام».
أحمد الماجد الذي لا تروقه فكرة تدليك الرأس عند الحلاق، لأنه قد تتسبب في «كسر فقرة ما»، اشترى أدوات حلاقة خاصة به، كالمقص والموس وحتى اللباس، وهو يأخذها معه إلى حلاقه الخاص، أو يبقيها عنده، وذلك «أنظف»، فالحلاق يحلق للجميع بنفس الموس، وبدل أن يعقم الموس «بالكلور» ينظفه بالماء، لذلك فهو غير موثوق به.
كما يؤكد الكبيسي أن بعض الأشخاص الذين يضعون عدة الحلاقة الخاصة بهم عند الحلاق، وكلما يأتون للحلاقة يصطحبونها معهم، وهي خاصة بهم «اشتروها بألف ريال أو أكثر».
تكثيف الرقابة والتفتيش المفاجئ
ويتمنى عيسى من البلدية أن تكثف رقابتها على صالونات الحلاقة وبشكل شهري، لأنه في حال أهملت الرقابة، سيهمل الحلاقون صالوناتهم، خاصة أن «الكفيل» يأخذ منهم الأجرة حسب الكرسي، فمثلا لو أن الحلاق لديه 6 كراسي، يأخذ «الكفيل» ألف ريال على كل كرسي، أما الباقي فيأخذها الحلاق، وبالتالي يهمل صالونه، بينما إذا جاءت الرقابة بشكل دوري «يخاف».
لماذا يخاف الحلاق عندما تأتي الرقابة، يجيب عيسى لأنه يستخدم كريمات مغشوشة، والموس غير نظيف، و»الديتول» يستخدمه عدة مرات لتعقيم المقص والموس، ويحلق بالموس نفسه لأربعة أشخاص، «كلهم يعتدلون إذا أتت الرقابة»، ثم يعودون ويتلاعبون بالأسعار.
ويضرب منصور محمد مثلا على الحلاقين في شرق آسيا، قائلا: إنهم يأخذون الشهادة بالتدريج والشهادة مصنفة أيضا بالنجمات، فعندما تدخل إلى صالون تعرف مستواه من خلال النظر بالشهادة.
رقابة البلدية مستمرة
علي ناصر الكعبي مساعد مدير الشؤون الصحية في بلدية أم صلال وعضو المجلس البلدي، يؤكد أن الرقابة مستمرة على الأدوات المستخدمة في الحلاقة والشهادات الصحية التي يجب أن تكون سارية المفعول، مشيرا إلى أن البلدية تقوم بحملات على الصالونات منذ أن تفتح حتى تجهيز الصالون، والتركيز مكثف باستمرار عليهم، «لدينا توجيهات من سعادة الوزير أن نكثف الحملات خلال المناسبات والأعياد».
ويضيف الكعبي أن من يعمل في صالونات الحلاقة ضمن نطاق بلدية أم صلال جميعهم يمتلكون الخبرات، كما أن البلدية تركز على المواد الطبية والتجميلية المستخدمة في الصالونات، إضافة إلى نظافة الصالون والأدوات المستخدمة فيه ومدى تعقيمها، كما لدينا «مفتشات خبيرات بصالونات النساء».
وحول قيام بعض الحلاقين بعمليات مساج غير قانونية للرأس، يوضح الكعبي أنه إلى الآن لم تأتنا أية شكوى من أي مواطن، لكن بعض الزبائن يرغبون في تدليك الرأس، رغم معرفتهم أن ذلك يجري بصورة غير طبيعية، حيث إن للتدليك تخصصا معينا.
ويؤكد الكعبي أن البلدية خصصت جولتين تفتيشيتين كل أسبوع، وهذا من باب الحرص على سلامة المواطنين والمقيمين حسب تعبيره.
رقابة شبه غائبة
إلا أن عبد القادر الأنصاري يؤكد أنه لا توجد رقابة على الحلاقين، خاصة المحلات التي تقع على أطراف الدوحة، لأنها بعيدة عن أعين الرقابة، فهم لا يعرفون شيئا عن أدوات النظافة، ولا يلتزمون بها، ونادرا ما يضعون الثوب الأبيض، مقترحا أن يشددوا الرقابة، على الأقل مرتين في الأسبوع، ويجب أن يخرج المفتشون فجأة بين الحين والآخر، هنا «يخاف» الحلاق ويلتزم بالتعليمات.
فيما ينوه منصور محمد إلى أن بعض الحلاقين أحيانا يخلطون «الديتول» والمياه، ويعقمون بها أدوات الحلاقة، معتقدين أنهم يطهرون الأدوات، قائلا: ليس كل الناس لديهم ثقافة التعقيم، وهذا التعقيم لا يفي بالغرض، إذ لا بد حسب رأيه أن توضع أدوات الحلاقة في جهاز مخصص للتعقيم، ويجب أن تصل درجة حرارته إلى أكثر من مئة درجة لقتل الجراثيم، وهذا الجهاز غير موجود أصلا في الكثير من الصالونات، ثم إن تبديل الأدوات لا يكلف شيئا، لأنها تنقل الأمراض.
إقبال احتفالاً بالعيد
مهند حسين الذي كان في طريقه إلى صالون الحلاقة، للتزين للعيد، يشير إلى أن الحلاقين لا يلتزمون بالاشتراطات الصحية، ولا يعقمون الأدوات، «كم زبونا استعمل الموس والمقص، لا تضمنه نظيف أم لا»، كما أنهم يستغلون الإقبال على الصالونات قبل العيد ويرفعون الأسعار.
وحول الإقبال على صالونات الحلاقةاحتفالا بعيد الأضحى المبارك، يوضح مدير أحد صالونات الحلاقة أن عمل الصالون يصبح جيدا جدا قبل العيد، ويقبل الناس بشكل كبير للحلاقة والتزيين، خاصة قبل العيد بيومين حيث يكتظ الصالون بالزبائن، وهو أمر يعود بالربح المادي، لكنه سرعان ما يشكو الحال عندما يقول إن العمل «يجمد» بعد العيد، رغم قوله إن عمل الصالون يبقى جيدا خلال الأيام العادية وقبل العيد.
.................................................. .................................................. ........................
أكدوا أن البعض يتلاعب بالأسعار ويستخدم كريمات مغشوشة ويحلقون بالموس نفسه لأكثر من شخص
مواطنون يطالبون بتشديد الرقابة الصحية على صالونات الحلاقة الرجالية
2010-11-23
الدوحة - العرب - عمر عبد اللطيف
كان خالد عبد الله الكبيسي يحلق ذات مرة، عندما سأله الحلاق: مرتاح؟ فأجابه الكبيسي: نعم، فإذا بالحلاق «ما تشوف إلا طق فقرات رأسك»، لكن الكبيسي رفض ذلك على الفور، لأنه خطر وقد يكسر الرقبة ويضر الحبل الشوكي «لا سمح الله».
لكن رغم ذلك يرتاح عبد القادر الأنصاري لعملية التدليك عند الحلاق، وعندما تسأله فيما إذا كان يخشى من «مساج» الرأس، خاصة لدى حلاق غير مؤهل لهذا النوع من التدليك، يبستم زميله ساخرا ثم يقول: «الحلاق بس يلبس مانطو أبيض يصير دكتور».
اشتراطات صحية غائبة
ما جرى مع الكبيسي دفعه للمطالبة بأن تكون محلات الحلاقة تحت إشراف أشخاص متخصصين، فالحلاقون يتباطئون في وضع الكمامة على الوجه، ولا يضعونها إلا للأجانب أو الأوروبيين، متسائلا: لماذا يضعها للأوروبي ونحن لا، يجب أن تحثهم البلدية على ذلك،
وتراقبهم، خاصة أن الكثيرين لا يضعون الكمامة، ولا يلتزمون بوضع المقص في «الديتول».
لكن الكبيسي تعود أن يطلب من حلاقه وضع المقص في المعقم، لأن بعضهم يبدأ بالحلاقة مباشرة دون تطهير المقص أو موس الحلاقة، «فقد يوجد إنسان مريض بالإيدز أو مرض جلدي»، وما جعله يوسوس أكثر أنه دخل إحدى المرات حمام مجلسٍ يقع على الشارع العام، وبعد خروجه بفترة أصابته حكة غريبة، وعندما ذهب إلى الطبيب أدرك أن المجلس مفتوح «للرايح والجاي ويدشونو العمال».
مخاطر تدليك الرأس والرقبة
عند حلاق غير متخصص
جمال سالم أيضا جرب «مساج» الرقبة مجبرا، لأن الحلاق لم يخبره بذلك مسبقا، فقد كانت عيناه مغمضتين عندما «طق الحلاق رقبتي، مدري شلون سوا، صار يصفق باليد على رأسي»، فكانت المرة الوحيدة التي يجرب فيها «مساج» الرأس، وقد «تاب» بعدها، لأنه لا يحب هذه الأشياء، فهي تتسبب بأمراض الرأس، ويخشى أن يصاب بمكروه، خاصة أن الحلاق غير مختص بالتدليك.
ويشكو سالم أيضا عدم وضع الحلاقين اللباس الأبيض الخاص بهم، إضافة إلى أن المشط «وسخ»، لا ينظفه الحلاق بشكل جيد، ولا يضع الموس في المعقم، مشيرا إلى أن الحلاقين لا يضعون الكمامات للزبائن ولا يغسلون «الفوط»، إلا عندما تأتي البلدية، وعندما يسأل سالم حلاقه عن الكمامة يجيبه الحلاق «ما في مشكلة بابا»، فيقول له سالم مرة أخرى: «أنا ما مشكلة، بس يجي نفر بلدية يصير مشكلة».
لكن هذا لا يمنع، حسب سالم، من وجود بعض الحلاقين الجيدين، الذين تحلق لديهم «وأنت مرتاح».
منصور محمد، لا يؤيد تدليك الرأس، لأن الحلاق أصلا غير مختص، ولا يملك شهادة صحية، فمثلا الإنسان لا يستطيع أن يقود السيارة بدون رخصة، ففي سوريا ولبنان والأردن لا يجوز أن يعمل الحلاق إلا بشهادة مصدقة تصدر عن نقابة أوجمعية الحلاقين، لكن هنا مع من تتكلم، أي شخص ليست لديه وظيفة يأتي ليتعلم برؤوس الناس، كما أن أخطر شيء هو «دق الرأس وكسر الرقبة».
في حين يشير حمد عيسى إلى أن بعض الحلاقين «يسوون مساج»، لكن الآن منعوا من ذلك، وهذا أفضل لأنهم لا يمتلكون الخبرة، لو لديهم تصريح فهذا ممكن، يجب أن تكون لديهم خبرة بكيفية تدليك الرأس، «مرة حلاق لوا رقبتي ووجعني، المساج طق طق على راسك، ما زين للرأس»، فقد تؤدي ضربة الرأس إلى إصابة الدماغ، بعض الناس ترتاح، وآخرون لا يرتاحون لكنني لست معها.
ويرى عيسى أن الأسعار مناسبة، رغم قوله إن بعض صالونات الحلاقة لا تضع تسعيرة، أو أنها تضعها بشكل غير واضح لتتحكم بالسعر.
أسعار مرتفعة وغير مبررة
حلاق خالد عبد الله الكبيسي يتقاضى 30 ريالا «بعشر دقائق»، وعندما استفسر عن هذا السعر «الغالي»، أخبره الحلاق بأنه يدفع 10 آلاف ريال أجرة المحل، إلا أن الكبيسي ذهب إلى غيره ودفع 15 ريالا فقط، قائلا إن على وزارة الأعمال والتجارة أن تعيد النظر بموضوع الأسعار. فالأسعار يضعها الحلاقون «على كيفهم»، كما يقول جمال سالم، فمثلا حلاقة اللحية بـ 15 ريالا، تعطيه 50 ريالا فيرجع لك 25 ريالا فقط، تسأله: «ليش بابا»، فيجيبك الحلاق «أنا أحط كولونيا بابا»، موضحا أنه لا يجوز أن يأخذ زيادة 10 ريالات، الزبون لن يقصر وسيكْْْرم الحلاق بزيادة 5 ريالات مثلا، ولكن أن تعطيه 100 ريال ولا يرجع لك سوى 50 ريالا، هذا لا يجوز. ويؤيده منصور محمد، الذي يشير إلى أن الأسعار مختلفة من صالون لآخر، فكل صالون يضع السعر الذي يناسبه، هذا يضع 20 ريالا وآخر 70 ريالا، «شو تسوي تتقاتل معاه»، كما أن أحدهم يقول لك الموس نظيف مثلا وهو ليس كذلك.
بينما يعتقد أحمد الماجد أن بعض الحلاقين يأخذون السعر المعتاد وهو 15 ريالا للحية، و20 ريالا للشعر، في حين يأخذ البعض أكثر من السعر القانوني، ولا يلتزمون بلائحة الأسعار المعلقة في صالونهم.
زبائن يصطحبون أدواتهم الخاصة
إلى الحلاقين
هذه الممارسات دفعت البعض -حسب حمد عيسى- إلى شراء «عدة» حلاقة خاصة بهم، ليأخذوها معهم عند التوجه إلى الحلاقين.
هنا يتدخل سالم ناصحا الجميع بالحلاقة في فنادق الدرجة الأولى، قائلا: «تبي شي زين ونظيف روح فنادق الخمس نجوم، حتى لو دفعت فلوس أكثر تطلع تمام».
أحمد الماجد الذي لا تروقه فكرة تدليك الرأس عند الحلاق، لأنه قد تتسبب في «كسر فقرة ما»، اشترى أدوات حلاقة خاصة به، كالمقص والموس وحتى اللباس، وهو يأخذها معه إلى حلاقه الخاص، أو يبقيها عنده، وذلك «أنظف»، فالحلاق يحلق للجميع بنفس الموس، وبدل أن يعقم الموس «بالكلور» ينظفه بالماء، لذلك فهو غير موثوق به.
كما يؤكد الكبيسي أن بعض الأشخاص الذين يضعون عدة الحلاقة الخاصة بهم عند الحلاق، وكلما يأتون للحلاقة يصطحبونها معهم، وهي خاصة بهم «اشتروها بألف ريال أو أكثر».
تكثيف الرقابة والتفتيش المفاجئ
ويتمنى عيسى من البلدية أن تكثف رقابتها على صالونات الحلاقة وبشكل شهري، لأنه في حال أهملت الرقابة، سيهمل الحلاقون صالوناتهم، خاصة أن «الكفيل» يأخذ منهم الأجرة حسب الكرسي، فمثلا لو أن الحلاق لديه 6 كراسي، يأخذ «الكفيل» ألف ريال على كل كرسي، أما الباقي فيأخذها الحلاق، وبالتالي يهمل صالونه، بينما إذا جاءت الرقابة بشكل دوري «يخاف».
لماذا يخاف الحلاق عندما تأتي الرقابة، يجيب عيسى لأنه يستخدم كريمات مغشوشة، والموس غير نظيف، و»الديتول» يستخدمه عدة مرات لتعقيم المقص والموس، ويحلق بالموس نفسه لأربعة أشخاص، «كلهم يعتدلون إذا أتت الرقابة»، ثم يعودون ويتلاعبون بالأسعار.
ويضرب منصور محمد مثلا على الحلاقين في شرق آسيا، قائلا: إنهم يأخذون الشهادة بالتدريج والشهادة مصنفة أيضا بالنجمات، فعندما تدخل إلى صالون تعرف مستواه من خلال النظر بالشهادة.
رقابة البلدية مستمرة
علي ناصر الكعبي مساعد مدير الشؤون الصحية في بلدية أم صلال وعضو المجلس البلدي، يؤكد أن الرقابة مستمرة على الأدوات المستخدمة في الحلاقة والشهادات الصحية التي يجب أن تكون سارية المفعول، مشيرا إلى أن البلدية تقوم بحملات على الصالونات منذ أن تفتح حتى تجهيز الصالون، والتركيز مكثف باستمرار عليهم، «لدينا توجيهات من سعادة الوزير أن نكثف الحملات خلال المناسبات والأعياد».
ويضيف الكعبي أن من يعمل في صالونات الحلاقة ضمن نطاق بلدية أم صلال جميعهم يمتلكون الخبرات، كما أن البلدية تركز على المواد الطبية والتجميلية المستخدمة في الصالونات، إضافة إلى نظافة الصالون والأدوات المستخدمة فيه ومدى تعقيمها، كما لدينا «مفتشات خبيرات بصالونات النساء».
وحول قيام بعض الحلاقين بعمليات مساج غير قانونية للرأس، يوضح الكعبي أنه إلى الآن لم تأتنا أية شكوى من أي مواطن، لكن بعض الزبائن يرغبون في تدليك الرأس، رغم معرفتهم أن ذلك يجري بصورة غير طبيعية، حيث إن للتدليك تخصصا معينا.
ويؤكد الكعبي أن البلدية خصصت جولتين تفتيشيتين كل أسبوع، وهذا من باب الحرص على سلامة المواطنين والمقيمين حسب تعبيره.
رقابة شبه غائبة
إلا أن عبد القادر الأنصاري يؤكد أنه لا توجد رقابة على الحلاقين، خاصة المحلات التي تقع على أطراف الدوحة، لأنها بعيدة عن أعين الرقابة، فهم لا يعرفون شيئا عن أدوات النظافة، ولا يلتزمون بها، ونادرا ما يضعون الثوب الأبيض، مقترحا أن يشددوا الرقابة، على الأقل مرتين في الأسبوع، ويجب أن يخرج المفتشون فجأة بين الحين والآخر، هنا «يخاف» الحلاق ويلتزم بالتعليمات.
فيما ينوه منصور محمد إلى أن بعض الحلاقين أحيانا يخلطون «الديتول» والمياه، ويعقمون بها أدوات الحلاقة، معتقدين أنهم يطهرون الأدوات، قائلا: ليس كل الناس لديهم ثقافة التعقيم، وهذا التعقيم لا يفي بالغرض، إذ لا بد حسب رأيه أن توضع أدوات الحلاقة في جهاز مخصص للتعقيم، ويجب أن تصل درجة حرارته إلى أكثر من مئة درجة لقتل الجراثيم، وهذا الجهاز غير موجود أصلا في الكثير من الصالونات، ثم إن تبديل الأدوات لا يكلف شيئا، لأنها تنقل الأمراض.
إقبال احتفالاً بالعيد
مهند حسين الذي كان في طريقه إلى صالون الحلاقة، للتزين للعيد، يشير إلى أن الحلاقين لا يلتزمون بالاشتراطات الصحية، ولا يعقمون الأدوات، «كم زبونا استعمل الموس والمقص، لا تضمنه نظيف أم لا»، كما أنهم يستغلون الإقبال على الصالونات قبل العيد ويرفعون الأسعار.
وحول الإقبال على صالونات الحلاقةاحتفالا بعيد الأضحى المبارك، يوضح مدير أحد صالونات الحلاقة أن عمل الصالون يصبح جيدا جدا قبل العيد، ويقبل الناس بشكل كبير للحلاقة والتزيين، خاصة قبل العيد بيومين حيث يكتظ الصالون بالزبائن، وهو أمر يعود بالربح المادي، لكنه سرعان ما يشكو الحال عندما يقول إن العمل «يجمد» بعد العيد، رغم قوله إن عمل الصالون يبقى جيدا خلال الأيام العادية وقبل العيد.
.................................................. .................................................. ........................